رواية وبقى منها حطام انثى(كاملة جميع الفصول) بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


تتكلمي أنا عندي فكرة
إيثار وهي تهز رأسها بعدم فهم ا اايه
مالك وهو ينظر لخارج العقار هاخدك للمكان بتاعي هناك بس هتلاقي كل الكلام اللي تقوليه
_ هزت إيثار رأسها برفض ثم نظرت حولها بتوجس وهي تهتف بأرتجافة في صوتها
إيثار انا لازم أطلع عشان متأخرش وو و
_ جذبها مالك خلفه دون الأستماع لما تبقى من حديثها في حين عارضته بشدة وظلت تنطق به لكي يتركها ولكنه أصر على فعل ذلك سحبها خلفه حتي خرج من العقار ثم نظر للطريق جيدا وعبره وهو يمسك بكفها ثم سار بها لبعض الوقت وهو ملتزم الصمت جاهدت لتوضح له مدى الخطأ الذي يرتكبانه ولكنه لم يصغي لها فقط يصغي لصوت نبضاته التي أصبحت تنطق بإسمها ثم توقف عن السير فجأة وألتفت لها لتصاب عينيها بنظرة عميقة من عينيه فتلاشى الحديث وتوقفت عنه في حين هتف هو بنبرة عازفة

أتركي وثاق الخۏف ينفلت عن نحرك ألا تكفي نبضاتي مطمئنة لقلبك أتركي الهوا ليبعثر روحك كما فعل في حبك 
_ أطرقت رأسها حياءا من حروف كلماته المتناسقة التي تستشعر فيهم الصدق ومن ثم توقفت عن نهره وسارت معه بإستسلام حتي وصلا للبقعة الخاصة به أمام البحر فتقدم بقدمه صوب البحر ناظرا للرمال الصفراء بتأمل ثم هتف بخفوت
مالك خمسة يمين من أول الصخر وبعدين واحدة شمال وبعدها كان اي يامالك كان اي !
إيثار وقد أرتفع حاجبيها بأندهاش أنت بتكلم نفسك!
مالك وهو يشير بيده لكي تنتظر أستني بس أنا كنت حافظ بس نسيت
إيثار وهي تنظر لموضع بصره مش فاهمة حاجة!
مالك وقد أتسع مبسمه بإبتسامة واسعه صح صح خلاص عرفت تعالي كده
_ جذبها بخفه ثم أدارها ليكون ظهرها قبالة البحر ثم أشار لها بسبابته نحو صخرة كبيرة الحجم ثم هتف
مالك شايفة الصخرة دي أمشي من جمبها خمس خطوات واسعين بما أنك قزمة
إيثار وهي ترمقه بغيظ بقى كدة!! 
مالك مقتربا منها وقد لمعت عينيه بحبها مابلاش البصة دي أحسن أتجنن
إيثار وهي تعود للخلف خطوتين لا خليك زي ماأنت
مالك طب يلا أمشي وعدي بس برجلك اليمين مش ناقصين
_ خطت إيثار خمس خطوات متسعة كما وجهها هو ثم توقفت وألتفتت إليه لينطق ب 
مالك تحت رجلك بالظبط أحفزي في الرملة علي بعد شبر بالظبط
إيثار وهي تعقد حاجبيها بذهول نعم !! أنت جايبني ألعب في الرملة ليه ان شاء حد قالك بحن لأيام الطفولة
مالك وهو يحك طرق ذقنه اه لو تسمعي الكلام وميبقاش لسانك 6 متر يلا يابنتي عشان الوقت
_ أنحنت إيثار بجسدها ثم بدأت تنبش الأرضية الرملية حتي لمحت ورقة بيضاء صغيرة مطوية فنظرت له حتى وجدته يهز رأسه إيجابا لكي تحضرها فأمسكت بها وأعتدلت في وقفتها ثم فتحتها لتجد نقش بحرف الباء ب فضيقت عينيها في حين بادرها هو قائلا
مالك دلوقتي هتمشي خطوتين شمال تاني وتجيبي اللي تحت رجلك
إيثار بلهجة متسائلة تاني
_أومأ رأسه ثم أشار لها للتحرك فتقدمت شمالا كما وجهها ثم أنحنت لتنبش الأرض حتي وجدت ورقة صغيرة أخرى فأعتدلت لتفتحها لتجد حرف الحاء فأعتلت أبتسامتها ثغرها ولكنها
جاهدت إلا تبرزها حتي لايفطن هو أنها قد أكتشفت اللعبة 
يهجر الجمال كل أوطانه ليستقر في ثغرك إذا إبتسمتي  
_ هكذا لمعت عيناه متلذذا برؤية إبتسامتها فنظرت له بفضول ثم هتفت
إيثار وبعدين
مالك وهو يرفع رأسه قليلا ليتعمق بالتفكير متهيألي هتمشي خطوتين يمين لالا 3 خطوات يمين
إيثار وهي تشير بأصبعها ليبتعد طب ابعد شوية
مالك وهو يرفع حاجبيه هو أحنا متخاصمين ياإيثار ولا حاجة ليه المعاملة دي بس
إيثار وقد برز صوت ضحكتها أخيرا ايوة كده اضحكي وارفعي من معنوياتي احسن دي هبطت خالص
_ تحركت بهدوء ثلاث خطوات ثم أنحنت تنبش الرمال بأصابعها ولكنها لم تجد شيئا فأستمرت بالنبش ظنا
منها إنها ستجد شيئا ولكن 
مالك متهيألي أنك لازم تيجي يمين شويتين ماانتي قصيرة والمفروض كنت اعمل حساب ده بس معلش المرة الجاية
إيثار بتنهيدة اللهم طولك ياروح
_ تحركت خطوة واحدة ثم أعادت الحفر حتي وجدت ورقة أخرى ولكنها كبيرة الحجم شيئا ما فتحتها لتجد أربعا من الأحرف المفرطة غير الملتصقة ب ح ب ك وقد تجمعت بظهر الورقة فأرتسم الحياء على محياها ثم عاودت النظر له وقد تلاشى خۏفها وأزداد إيمانها به كانت عيناه تتحدث بصمت وقد أستشعرت الصدق بهما فأطرقت رأسها بخجل في حين بادرها هو قائلا بنبره أقرب للهمس
مالك بحبك ياإيثار ماانا مش هسكت كتير
إيثار بتوتر جلي مش مستعجلة شوية!
مالك ببسمة عذبة أنا اعرفك بقالي شهرين معتقدش كل الفترة دي استعجال بالعكس انا حاسس اني كنت بارد
_ أمسك كفها ثم أمرها أن تغمض عينيها فأنصاعت له فنقش لها علي بطن كفها بحبك دبت القشعريرة في أوصالها وكادت تنتزع كفها منه ولكنه أحكم قبضته عليه وبدأ ينقش كلمة أخرى تتجوزيني فأضطرب شعورها وفتحت جفنيها فجأة لترمقه بعدم تصديق فنطق هاتفا
مالك انا عايزك تصدقيني ياإيثار انتي متعرفنيش كويس ومش حابب انك تحكمي عليا من غير ما تعرفي انا اه لسة طالب لكن بشتغل ودي اخر سنه ليا في الجامعة وشقة اهلي مقفولة بقالها سنين طويلة مستنياني انا والأنسانة اللي بحبها يعني أقدر أشيل مسؤلية بيت وأسرة
إيثار وقد لمعت عيناها فرحا 
مالك مترقبا لرد فعلها تقبليني! 
_ أجفلت بصرها وعلقت عيناها على الورقات الصغيرة المطوية بيديها ثم تحدثت ب 
إيثار اهلي مش هيوافقوا عليك وخصوصا عمرو
مالك وقد تجهمت ملامحه انا مش هسيب سبب يرفضوني بيه ياإيثار انا مش عايز غير انك تثقي فيا وتستنيني الكام الشهر دول لحد ما أخلص بس السنة دي
إيثار بتأمل 
مالك وهو يقبض علي كفها بخفة مستعد أحاربهم بالسياسة عشانك بس تبقي معايا
_ هزت رأسها موافقة علي خوض معركة الحياة معه فبثت بداخله الأمل ليري بعينيها دنيا جديدة مفعمة بالسعادة والسرور ولكنه حبذ أن تطرب أذنيه بسماعها فهتف ب 
مالك طب انتي حاسة بحاجة ناحيتي !! صح 
إيثار وهي توزع نظراتها حولها بتوتر 
مالك بلهجه راجية لا والنبي ما تسكتي قولي إي حاجة طمنيني
إيثار وهي تهز رأسها اا آآ آ اه
_ سحب شهيقا عميقا وقد شعر بإنتعاشة ټقتحم صدره فقد أطمئن من ناحيتها وضمن وجودها معه على الأقل بهذه المرحلة وحتي ينتهي من إعداد نفسه لملاقاة أهلها أصرت هي على الرجوع لمنزلها حتي لا ينكشف غيابها أكثر من ذلك فأنصاع لرغبتها مستسلما وقام بتوصيلها للمنزل
_ على جانب آخر _ كانت المناقشات على أشدها بين سارة ووالدتها والتي راحت الأولى تنثر بالسم في أذن والدتها وقامت بتزوير الحقائق وتغييرها حتى يكتمل أنتصارها بتشتيت شملهم الذي أجتمع للتو كان الحقد ذئبا يأكل من ضلوعها وصدرها فهى أعلى جمالا وأنوثة من تلك الإيثار ولكن لم ينظر لها مالك يوما أو ينجذب نحوها ولو بنظرة لما هى بالذات دون غيرها لن تهنأ إلا بعد أن ترى ثمرة ناجحة لمخططها الذي بدأت في تنفيذه للتو وكان أول عنصر به هو والدتها
إيمان وقد أتسعت شفتيها بشهقه عالية انتي متأكدة ياسارة شوفتيهم بعينك
سارة وقد أمتلئت نبرتها بالجشع والحقد يعني هكدب عليكي ياماما ! ده انا شايفاه بعيني وهو بيبوسها تحت السلم وعايشين أخر انسجام مع بعض
إيمان وهي تستند برأسها علي أطراف أصابعها بنت ال يعني الكلام اللي اتقال عليها في مصر صح بقى!!
سارة وهي تزيد من إشعال صدر والدتها واضح كدة ياماما وجاية هنا بقى تكمل حواديتها القڈرة
إيمان بنصف إبتسامة وهي تتحدث بسخرية وقال اي ابوكي جايبهم هنا عشان يجيبولنا الفضايح بعد ما عشنا سنين كافيين خيرنا شرنا لا القرف ده ميتسكتش عليه يااامدحت
سارة وقد أنتفض فلبها ذعرا انتي هتعملي اي ياماما!!
إيمان ولهجتها لا يبدو فيها الخير لازم ابوكي يسمع بودانه
مدحت بتذمجر في ايه ! هو ايه ده
اللي اسمعه ياإيمان
_ قالها مدحت وهو يلج خارج حجرته فباغته إيمان بنظرات ساخرة وهي تتلوى بشفتيها
ثم تحدثت ب 
إيمان بنت اخوك ال هتجيب لأهلها الكلام وتجيب لنا احنا كمان
مدحت وهو يرمق ابنته بنظرات متفحصة قولتي اي لأمك وسخنتيها كده ياسارة
سارة وقد بدا عليها التوتر اا انا انا مقولتش غير اللي شوفته
إيمان بتهكم بنت أخوك مقضياها مع ابن الجيران واخرتها سارة تقفشهم وهما بيبوسو بعض تحت السلم
مدحت وقد أتسعت حدقتيه بعدم تصديق انتي اټجننتي ياولية عيب
اللي بتقولية ده هى حصلت للدرجة دي!
إيمان وهى تضع يدها اوسط خصرها وهو انا بقول حاجة من عندي! انا بنتي متكدبش في الحجات دي أبدا
مدحت وهو يقبض علي ساعد
إبنته جيبتي الكلام ده منين يابت انتي
سارة بتأوه اااه وانا مالي يابابا ده انا شوفتهم بعيني تحت وانا طالعة والله
مدحت وهو يتغلغل بنظره بعينيها شوفتيهم! متأكدة من الكلام ده
سارة وهي تتملص من يده اه يابابا متأكدة والله شوفتهم لو مش مصدقني أستني بنفسك لما ييجوا سوا بعد شوية وهخليك تشوف بعينك
مدحت اما اشوف هبقى اصدق غير كده حسابك معايا
سارة 
_ تركها بمنتصف الطريق حتى تعاود الوصول بمفردها منعا لأثارة الشكوك حولها في حين كانت إيثار تخطو خطواتها بمرح غير عابئة بدنياها التي من حولها صعدت منزلها بفرحة غريبة لم تشعر بها من قبل يتراقص قلبها فرحا فهذا هو أفضل وأسعد أيام حياتها على الأطلاق نزعت عنها ملابسها بسرعة وهي تتلهف للأستذكار ولأستماع الموسيقي وتتلهف للطعام والحلوى و و و الخ
ترغب بفعل الكثير من الأشياء بوقت واحد فقامت بالتقدم نحو المبرد وسحبت منه صحن من الأرز باللبن وملعقة معدنية ثم دلفت لحجرتها لتستمع لصوت كمانه وكأنه ينادي عليها فقامت بوضع الحجاب علي رأسها وأطلت بجسدها من النافذة لتجده ينظر إليها بأعين عاشقة يملأها الشغف في حين لمح بيدها الملعقة الصغيرة فأبتسم وهو يهتف
مالك بتاكلي اي
إيثار بعفوية زائدة رز باللبن عملته أمبارح
مالك وقد أتسع مبسمه بإبتسامة واسعة طب عايز أدوق أبعتيلي طبق بسرعة
إيثار وهي تعض على شفتيها بحرج مش هينفع ابعته ازاي
مالك وهو يحك رأسة بتفكير ابعتيه في السبت او حبل إي حاجة المهم عايز أدوق عمايل مراتي المستقبلية على الأقل أطمن على نفسي
إيثار وقد لمعت عيناها بالتفكير طب ثواني
_ ذهبت سريعا لإحضار ما تبقى من حبل الغسيل الذي تركتة بالشرفة ثم عاودت لحجرتها سريعا ثم قامت بربط الصحن من الأتجاهات الأربع ونظرت من النافذة بحذر ثم بدأت تهبط به بهدوء حتي ألتقطه منها بسرعة ثم أشار لها بيدة لتنتظر وما هي إلا دقائق معدودة حتى عاود النظر إليها وقام بربط الصحن فارغا مرة أخرى وأشار لها لتسحبه وعندما رفعته تفاجئت بزهرة
 

تم نسخ الرابط