رواية وبقى منها حطام انثى(كاملة جميع الفصول) بقلم منال سالم
المحتويات
قابلتني الصبح على السلم !
ضاقت نظرات روان حنقا فهي مؤخرا باتت تبغض كل من له صلة بإيثار وعائلتها
استشعرت ميسرة ضيقها ولكنها أكملت بتهكم
وقال إي بتعزمني على فرح بنتها أول الشهر الجاي
تجهم وجه روان وصاحت بحنق بادي في نبرتها وهي تشيح ببصرها للجهة الأخرى
ان شالله يولعوا ملناش دعوة بيهم
أرجعت ميسرة ظهرها للخلف لتسترخي قليلا وتابعت بإمتعاض
روان وهي تطرق رأسها أثناء تذكرها لما حدث لأخيها
سارة دي هي السبب في كل
حاجة حصلت من الأول وأكيد ربنا هيخلص منها !
أغمضت ميسرة عينيها وهزت رأسها بحركة ثابتة وهي تقول بهدوء
ربنا يسهلهم كلهم بعيد عننا وكل واحد راح لحاله !!!
_ شردت روان لوهلة في أمر ما
بدى غريبا في البداية أن تفكر فيه ولكنه رغم ما حدث غامضا ويثير الريبة
عمتو مش واخدة بالك من حاجة
انتبهت لها ميسرة ورمشت بعينيها وهي تتابع متساءلة بجدية
حاجة إي
زادت حدة نظراتها وأكملت بتفكير متعمق
احنا مشوفناش إيثار ولا جوزها المخفي ده
من ساعة
ما أتجوزو تفتكري مش بتيجي ليه!
حكت ميسرة مقدمة رأسها فهي لم تنتبه لتلك النقرة من قبل فقد مرت مدة منذ أن رأت فيها إيثار وهذا الأمر يعد غريبا خاصة وأنها عروس جديد تشتاق لعائلتها ومن المتوقع أن تزور عائلتها بإستمرار
تصدقي عندك حق !
أضافت روان متساءلة بجدية وفضول وهي تقطب جبينها
تفتكري ليه! يعني إيثار عارفة ان مالك مسافر أكيد مش خاېفة تقابله يبقى ليه بقى!
زفرت ميسرة بضيق فحال مالك تبدل بسبب فعلتها معه وتغير مسار حياته نتيجة ما حدث هي لا تريد نبش جراح الماضي حتى لا يتوغر صدرها أكثر فنفضت عن عقلها تلك الأفكار وهتفت بصلابة وهي تشير بإصبعها
_ أومأت رأسها إيجابا ثم نهضت بتثاقل عن الأريكة واتجهت إلى حجرتها بينما ظلت ميسرة في حالة من الوجوم قليلا ثم نهضت لكي تستكمل ما تركته خلفها بالمطبخ
_مر ما يقرب من ثلاثة أسابيع على ذلك اليوم المؤلم لم يختلف الأمر كثيرا عنه ولكنها باتت مجبرة أن تحيا كل يوم في ذلك العڈاب اللا محدود حتى باتت تتعايش معه مكرهة وكيف ستتصرف وهي بمفردها وحيدة عاجزة في منفى لا تعرفه
كم بغضت وجودها معه وکرهت نفسها من مجرد اقترابه منها
تمسكت بأمل أن حالها سيتبدل فهي ميقنة بأن الله نصير المظلمين
كذلك خفف عنها معاناتها المستمرة هذه السيدة الودودة التي حظيت بمعرفتها بهذه البلد الغريب كانتا دائما ما تجلسان سويا ولتتسامر كلتاهما كثيرا
لكن مجرد أن تنظر فيهما تجد آلاما تحتاج للتطيب وجراحا تحتاج للشفاء
وفي يوما ما
جلست الاثنتين سويا على طاولة المطبخ الدائرية الصغيرة تقطعان الخضراوات الطازجة تجهيزا لوجبة الغداء فلاحظت أمل عليها الحزن والكآبة بصورة أكثر عما مضى
تركت السکين من يدها ثم نطقت بنبرة عذبة وهي تتساءل بحنو
مالك ياإيثار! في حاجة شغلاكي
علقت إيثار أنظارها على قطع الخضروات وبلهجة خالية من الحياة أجابتها
أهلي وحشوني نفسي أشوفهم وأسمع صوتهم !
ثم رفعت عيناها بحذر نحوها وتوسلتها پخوف قليل
هو هو مينفعش تكلميه وتخليه يوديني أسكندرية ان شالله يوم واحد !
_ قبضت أمل على شفتيها بحنق ثم هزت رأسها نافية وهي تردد بإستياء
مش هيوافق انا عارفاه
عاد الأمل من جديد ليتراقص أمام عينيها الحزينتين فهتفت
بتلهف شديد وقد أنفرج ثغرها ببسمة واسعة لم ترها أمل عليها من قبل
بتكلمي جد!
أمل وهي تهز رأسها مؤكدة
طبعا ياحبيبتي انا هحاول اتصرف وأجيب تليفون محسن وانتي اسبقيني على فوق !
_ نهضت إيثار عن مكانها بعجالة ثم مسحت كفيها بالمنشفة وأنطلقت للأعلى بصورة سريعة تكاد تشبه الركض ها هي ستحظى بفرصة للتواصل مع من تشتاقهم
كانوا بالأمس القريب أقرب إليها من روحها واليوم باتوا أبعد من خيالها
كم تشتاق لصوت أمها وخشونة نبرة ابيها وهو يوجهها وجدية اخيها عمرو وهو يعاتبها لخطأ صغير
أشياء صغيرة اعتادت فعلها لكنها كانت بأمن من هذا الچحيم المرير
خفق قلبها بقوة وتسارعت أنفاسها متحمسة
وظلت تردد بين نفسها
يا رب يا رب يا رب
صعدت أمل بتوجس وخطوات حذرة لتدخل حجرتها فهو اليوم نائم فيها
قدميها حتى لا تحدث صوتا
اقتربت بحرص من خزانة الملابس وبترقب شديد فتحت الضلفة وأخذت تعبث في محتوياتها وأشيائه التي بها حتى وجدت هاتفه أسفل الثياب
فالتفتت برأسها
لتتأكد من أنه مستغرق في سباته العميق
سحبت الهاتف المحمول بهدوء ودسته في جيبها النسائي ثم ولجت للخارج وهي تلتقط أنفاسها بإرتياح
لاح على ثغرها ابتسامة خفيفة فاليوم ستساعد تلك التعيسة لتحظى ببعض الراحة والسکينة
وبخفة شديدة ذهبت لحجرة إيثار لتجدها تنتظر على أحر من الجمر وما أن وقعت عيني الأخيرة عليها حتى ركضت إليها ونظرت له دون أن تنطق
أخرجت أمل الهاتف من فتحة صدر فستانها ومدت به يدها نحوها فسحبته هي منها وهتفت ممتنة وقد برقت عينيها
مش عارفة أشكرك ازاي بجد !
على ايه بس هستناكي برا أما تخلصي
قالتها أمل وهي تتجه صوب باب الغرفة
_ شرعت إيثار بتشغيل الهاتف ومن ثم بدأت بالضغط على أزراره لإجراء مكالمة هاتفية إن لم تكن الأهم على الإطلاق
في
هذه الأثناء كانت تحية تتابع أحد البرامج التليفزيونية الإخبارية فتفاجئت برنين هاتف رحيم فأمسكت به بعدم اهتمام ولكن سريعا ما تحولت نظراتها للصدمة حينما دققت النظر في شاشته وقرأت اسم محسن على المكالمة
فانتفضت في مكانها وبشكل لاإرادي قامت بالرد بتلهف
آآ الو
تنهدت إيثار بحرارة موجعة وهمست بمرارة رغم اجتهادها في اظهار فرحتها بسماعها لصوت أمها أخيرا
ماما حبيبتي وحشاني اوي !
قفز قلب تحية في صدرها وزقزق گعصفور وليد وهتفت بتلهف بنتي ضنايا وحشتيني اوي اوي ياحبيبتي طمنيني عاملة اي وكنتي فين كل ده !!
_ صمتت إيثار لوهلة فقد وقعت عينيها على أمل المرابطة أمام عتبة الباب وعيناها معلقتان بها
توجست خيفة منها وترددت أتحكي أمامها أم ماذا!
ولكنها في النهاية حسمت أمرها لا وقت لإضاعته هي حظيت بفرصة ربما لن تتكرر
لا مجال للتراجع على أهلها أن يعرفوا ما ألم بها وما تعانيه من تلك الزيجة البشعة
لذا قررت سرد ملخص وافي عما مرت به الأيام والليالي وما قاسته بسبب عائلتها فلن تتواجد فرصة آخرى گهذه أبتلعت ريقها بمرارة وهي تهتف بصعوبة
اسمعيني كويس ياماما عشان معرفش هقدر اكلمك تاني ولا لأ !
اختنق صوتها وهي تكمل بأسف
انا اتبهدلت وطلع عيني بسبب بابا وعمرو واللي عملوه فيا محسن طلع ا ا
_ كانت الكلمات تقف على حافة لسانها وتأبى الخروج من شفتيها جاهدت للحديث وقد بدأت الدموع الحارة تنسال من عينيها بغزارة وهي تتابع
متجوز ياماما عارفة يعني ايه متجوز وأنا مش الأولى في حياته !
شهقت والدتها بصوت مسموع تكاد تجزم أنها شعرت بها تلطم بقوة على صدرها
نشج صوت إيثار وهي تكمل بصعوبة
و وانا اتجوزني عشان يخلف مني وبس بهدلني وضړبني وو و و آآ و !
_ علت صوت شهقاتها المريرة وهي تسرد على والدتها مرارة ما جابهته بكنف زوجها
بكت تحية بصمت وقد عجز لسانها عن الرد
شعرت بآثامها هي الآخرى هي ملامة فيما فعلته بإبنتها
هي مشاركة في تلك الچريمة فصمتها الذي أمتهنته جعلها مذنبة بشدة فنطقت بصوت متحشرج
كل ده يابنتي!! انا كنت حاسة ان فيكي حاجة وقلبي مكدبش آآآه يا بنتي آآآآآه !
_ ولج رحيم خارج المرحاض فتفاجئ بزوجته تتحدث بنبرة باكية بهاتفه فاقترب منها وعلى وجهه علامات الاستفهام ولكن ما لبثت أن زالت حينما سمع اسم إبنته خلال حديثها المتشنج
فتحرك سريعا نحوها واختطف الهاتف من يدها ليردد بعجالة
إيثار انتي فين يابنتي وكل ده كنتوا مختفيين ليه
أغمضت إيثار عينيها حسرة فقد استصعبت الحديث معه عقب ما فعله بحقها
ظنت أنها ستتمالك حينما تسمع صوته لكن نبرته ذكرتها بقراره المجحف في حقها
وبصعوبة واضحة أجابته معرفش
لهثت وهي تكمل بنشيج
كل اللي اعرفه اني محپوسة هنا في بلد ريفية حتى أسمها معرفهوش !!!
لم تستطع التحمل أكثر من ذلك
أوشكت على الإنهيار
فصړخت بنبرة متشنجة
وانتوا السبب في اللي انا فيه انتو السبب رمتوني ليه !
تجهم وجه رحيم وبدى متخبطا هل أخطأ في حق ابنته هل دفعها للچحيم بيده هو كأي أبى كان يسعى لتزويجها ممن يؤتمن عليها
كان يخشى عليها من القيل والقال من الأقاويل التي تمس عرضها
هو لم يخطيء هو كان يحميها هكذا برر لنفسه
لكنه لم يعلم بعد تبعات قراره الظالم
يا الله كم بدى كالجلاد القاسې الذي لا يرحم حينما ينفذ حكم الإعدام على محكوميه
ضغط على شفتيه ليقول بحزم زائف
فين جوزك خليني اسأله ولا أتكلم معاه
أجابته إيثار بضيق وهي تنظر لأمل مرة آخرى
انا بكلمكوا من وراه !!!
اييييه !!!
قالها رحيم پصدمة واضحة
_ كانت الأجواء ساخنة وحارة بداخل الغرفة ولما لا فالصيف على المشارف والجو في تلك الأثناء يميل للإرتفاع
مما جعله لا يطيق النوم أكثر من ذلك
نهض محسن عن الفراش ثم حك فروة رأسه وهو يتثاءب وقرر النزول للأسفل للبحث عما يسد جوعه فمعدته بدأت تأن كأسد جائع
وعندما ولج خارج حجرته استمع لصوت همهمات مبهمة منبعثة من جهة الحجرة التابعة لإيثار
فضيق عينيه بترقب ثم أتجه ناحية الغرفة
وقف على بعد عدة خطوات ليتمكن من سماع ما يقال
وسريعا ما تحول وجهه للإظلام ونظراته للشراسة
وبصورة مباغتة اقتحم الغرفة ليتفاجئ بها تتحدث بهاتفه
شهقت إيثار بهلع حينما رأته أمامه بهيئته التي لا تنذر بخير على الإطلاق
سقط الهاتف من يدها من هول المفاجأة
بينما عقد هو ما ببن حاجبيه ثم كز على أسنانه بشراسة وهو ينطق
انتي بتعملي اي!! وجيبتي تليفوني منين !!
لم يختلف حال أمل عنها ووضعت يدها على صدرها اللاهث وهي تدعو الله في نفسها ألا يتفاقم الأمر
ابتلعت إيثار ريقها بصعوبة وارتجفت نظراتها وتندى
جبينها بقطرات العرق وهمست بتلعثم
خائڤ آآ انت
انطلق نحوها وقبض على ساعدها پعنف ثم جذبها لېصرخ بها
بإهتياج
انتي لسه ها تتهتهي ده انتي ليلتك سوده النهاردة
تدخلت أمل على الفور بعد أن رأت فيه علامات الخطړ ووقفت حائلا بينهما وهتفت بصوت عالي لعلها تردعه
يامحسن كانت بتطمن على اهلها فيها اي دي
لم
وسدد لها صڤعات متتالية على
متابعة القراءة