رواية طعنات الغدر (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم ايمي
منضدة عليها قهوة دافئة يتبادلان الحديث والضحك
فيما وصل سيف الى القصر وبادره السائق بفتح الباب له واخذ الحقيبة ليوصلها للمكتب
كان سيف فى طريقه للمكتب فمر على دادة فاطمة ونيرمين التى عندما راته احست بحياء شديد وبعض الحرج فنظر اليها برهة ثم نظر لدادة فاطمة وقال مساء الخير يا دادة
سيف لا اتعشيت بره انا داخل المكتب يا دادة وبعدين هدخل انام اوك
دادة ماشى يا حبيبى تصبح على خير
سيف وانتى من اهله
استاذنت نيرمين من دادة فاطمة لتصعد غرفتها لان الوقت اتاخر
وقامت دادة فاطمة هى الاخرى لتنام فقد تاخر الوقت بما فيه الكفاية
اليوم التالى
مرت الساعات الاولى من اليوم ولم تدرى نيرمين ان سيف قد حضر لها تلك المفجأة الغير متوقعة ولم تعلم دادة فاطمة بالامر
لقد احبوا نيرمين وتعلقوا بوجودها لقد اضفت على البيت الكثير من السعادة لهن ولما سمعت دادة فاطمة ضحكهن انضمت اليهن وجلست تستمع هى الاخرى وتشاركهن الضحك
مر الوقت سريعا فى ظل هذا الحديث الممتع وخرجت دادة فاطمة ونيرمين وهن يضحكن وتصادف مرور سيف الذى نظر الى دادة فاطمة متجاهلا نيرمين تماما ثم قالعايزك يا دادة
دادة نظرت لنيرمين وقالتثانية واحدة بس هشوفه عايز ايه استنينى فى اوضتى على ما اجيلك علشان نكمل كلامنا
انتظرت نيرمين فى غرفة دادة فاطمة
سيف شوفى يا دادة انا فكرت كتير فى موضوع نيرمين ولقيت ان الحل الوحيد هو اننا نبلغ البوليس
رفعت دادة فاطمة حاجبيها متعجبة وقالت بوليس
سيف هو ده الحل الوحيد هو اللى هيقدر يساعدنا نلاقى اهلها اومال هنقعد نحط ايدينا على خدنا لحد ما يفوت سنة ولا اتنين مستنين على ما تتكرم علينا وتفتكر حاجة
دادة فى حزنبس انا مش عارفة هى رد فعلها هيكون ايه لما تعرف
سيف يكون زى ما يكون ده ميهمنيش فى حاجة اومال هى عايزة ايه تفضل قاعدة هنا لحد ما ربنا يكرمها وياعالم بقى هتفتكر اصلا ولا لاانا مينفعش معايا الكلام ده
وبعدين انا مش باخد رايك ولا هاخد رايها انا اتصلت بالعقيد خالد خلاص وهييجى كمان ربع ساعة كده
سيف بسخريةالف سلامة عليها من الخضة جرى ايه يا دادة هو انا هسلمهاله هو بس هيقعد معاها و يسالها شوية اسئلة
دادةطب انت عايز منى ايه دلوقتى
سيف عرفيها انه بس هيقعد معاها وهيسالها شوية اسالة علشان يقدر يساعدها واكدى عليها انها لو تعرف اى حاجة لازم تقولها مهما كانت بسيطة خلاص يا دادة
تنهدت ثم قالت اللى تشوفه يا سيف انت ادرى
ننتقل الى نيرمين التى كانت تمسك بالبوم صور وجدته على التسريحة قدرا ففتحته واخذت تقلب فيه
دخلت دادة فاطمة حجرتها لتجد نيرمين تنظر فى الالبوم فقالت نيرمين معلش يا دادة انا اسفة ان كنت فتحته بدون اذنك بس كنت نفسى اعرف صور مين اللى فيه
دادةلا عادى مفيهاش حاجة الالبوم ده فى صور اعز واغلى انسانة على قلبى
نيرمين فعلا انا لاحظت صورة بيبى امورة اوى هنا وحضرتك متصورة معاها بعض الصور بس كنتى لسة شابة عن دلوقتى هى مين دى يا دادة
دادةوهى تتنهد بحزن دى صور بنتى
نيرمي نوهى فين دلوقتى
دادةفى مكان افضل من هنا
نيرمين وقد خمنت ما تريده دادة فاطمةقصدك
دادةالله يرحمها
نيرمين فى حزن انا اسفة اوى يا دادة مكنتش اعرف
دادةلا ابدا ولا يهمك الموضوع ده فات عليه عمر بحاله
نيرمين قصدك انها اټوفت من زمان
دادةوهى عندها 9 شهور
نيرمين بحزنيا حرام اسفة ان كنت بقلب عليكى المواجع بس ممكن اعرف هى اټوفت ازاى
دادةوهى تمسح دموعهاللاسف ماټت وهى بعيد عنى ربنا يسامحه ابوها حرمنى منها وخدها وسافر هى لسة صغيرة كان عايز ينتقم منى بعد ما اطلقت منه كانت البنت فى حضانتى ولما جه بحجة انه يشوفها سهانى وخرج بيها على المطار وكان مجهز بسبوره وكل حاجة وبلغت البوليس واكتشفت بعدها انه سافر بيها علشان يحرمنى منها
وفضلت اعانى واحاول ارجعها بس للاسف بعد مرور 3شهور من سفره بعتلى تلغراف ان البنت ماټت بالحمى وبعتلى شهادة الۏفاة و
ثم لم تكمل دادة فاطمة كلامها حتى اجهشت فى البكاء وهى تقول يا حبيبتى يا بنتى كان نفسى احضنها اوى
وهنا حضنتها نيرمين وهى تبكى لبكائها علشان خاطرى يا دادة متبكيش سامحينى انى قلبت عليكى المواجع
ثم مسحت نيرمين دموع دادة فاطمة وهى ترجوها الا تبكى
نيرمين خلاص يا دادة كفاية الله يخليكى
دادة خلاص مافيش حاجة
وهنا تذكرت دادة فاطمة كلام سيف وانها لابد ان تخبر نيرمين بما سيف عله
دادة صحيح انا نسيت اقولك حاجة مهمة بس اوعدينى انك متزعليش
نيرمين خير يا دادة
دادةفى واحد هييجى دلوقتى وسيف عايزك تقعدى معاه هو جايبه علشان يساعدك
دق قلب نيرمين وهى تقولمين ده يا دادة وهيساعدنى فى ايه
دادةده صديق سيف وهو عقيد هيسالك شوية اسئلة كده علشان يقدر يساعدك تلاقى اهلك
نيرمين بوليس
دادةقلتلك ده صديق سيف متقلقيش خالصى لو انتى عارفة اى حاجة مهما كانت بسيطة قوليهاله علشان يقدر يساعدك
نيرمين انتوا جايبينه علشان يساعدنى ولا علشان تشوفوا ان كنت بكدب عليكوا ولا لا
دادةكده برده يا نيرمين بقى ده تفكيرك فيا
نيرمين انا مقصدكيش انتى يا دادة
دادةصدقينى يا بنتى الموضوع مش زى ما بيدور فى دماغك انما بس عايزين نساعدك مش اكتر
هو مش انتى بتثقى فيا
نيرمين طبعا يا دادة
دادةيبقى خلاص اعملى اللى قلتلك عليه اتفقنا
نيرمين هزات راسها بلايجاب وبحزناتفقنا
خرجت نيرمين الى الصالون بخطوات بطيئة عندما علمت بمجئ العقيد خالد وكانت بصحبتها دادة فاطمة
كان سيف واقفا عند باب مكتبه وطلب من دادة فاطمة ان تترك نيرمين والا تحضر معها اثناء المحادثة مع القيد خالد
وهو سيتولى الامر بحضوره
دخلت نيرمين المكتب وهى فى غاية القلق وكان العقيد خالد جالسا على ركنة ومتكئ عليها وكان يبدو عليه الطيبة
وليس كما تخيلته نيرمين وكان يرتدى قميصا ابيض وبنطال اسود كان لباسه مدنيا وليس لباسه الميرى
وحتى يخفف العقيد خالد من خۏفها طلب منها الجلوس وطمأنها انها مجرد اسئلة بسيطة لمساعدتها وان وجوده هنا هو مجرد محاولة لحل مشكلتها
وبدأ العقيد خالد بأسئلته التى يرجوا ان يجد اجاباتها لمساعدة نيرمين
وكان سيف واقفا وقد اسند ظهره على المكتب متأملا ما يدور فى المحادثة
مر من الوقت نصف ساعة دون ان يخرجوا بشئ يفيد فى البحث عن عائلة نيرمين او حتى شئ يدلهم على حقيقة ماحدث لها
كانت اجابات نيرمين على جميع الاسئلة بهذه الاجابةمش فاكرة حاجة
صدقونى مش فاكرة
كان سيف ينظر اليها غاضبا من اجاباتها التى هى فى الاصل اجابة واحدة فخرج عن شعوره قال بطريقة مخيفةكل حاجة مش فاكراها اومال هنساعدك ازاى ركزى شوية
لمعت عين نيرمين بدموعها التى تحبسها لألا تظهر ضعفها امامه وقالتايوة مش فاكرة ولو مش مصدقنى انت حر
تدخل خالد لتخفيف حدة المناقشة قائلاطب يا انسة نيرمين ركزى معايا انتى مش فاكرة اى حاجة وانا مصدقك واكيد سيف كمان مصدقك بس عايزين نفهم بس الحاډثة اللى حصلتلك دى حصلتلك ازاى ومين اللى عمل فيكى كده
سيف بيقول انك كنتى مصاپة بچروح كتير منها چرح فى الرأس وخدوش فى ايدك وبعض الچروح البسيطة فى القدم
علشان بس نحدد حصلك ايه ممكن تساعدينا
نيرمين عايزنى اساعدكوا ازاى
خالديعنى لما وصلتى هنا قبل متخبطى على الباب حد وصلك
نيرمين مش فاكرة سيف اووووووووووووووووووووووووف
خالد مقاطعا سيف طب بلاش كده حد كان بيطاردكيعنى ممكن يكون اللى حصلك ده نتيجة حد كان بيطاردك وعمل فيكى كده وانتى كنت عايزة تهربى منه وده بيحصل عادى لو انتى حاسة بان ده ممكن يكون حصلك قوليلنا واحنا هنتصرف بهدوء ومن غير شوشرة اوعدك الموضوع هيكون فى سرية تامة
نيرمين مش فاهمة
وقعت تلك الكلمات على نيرمين كدش ماء بارد واحمرت وجنتيها واصيبت پصدمة كيف استطاع ان يقول لها ذلك لذلك قامت من مقعدها بعصبية وقالت انا مسمحلكش
سيف يعنى ايه متسمحليش احنا بنتكلم فى واقع ممكن يكون حصل مش بنتبلى عليكى
نيرمين انا مش هرد عليك لان كلامك ده ميتردش عليه
سيف پغضب يعنى ايه كلامى ميتردش عليه
خالد محاولا تخفيف وطأة الموضوعاهدوا يا جماعة مش كدهانسة نيرمين احنا اسفين لو كنا جرحناكى احنا منقصدش والله احنا بس عايزين نساعد
بس الظاهر ان الموضوع اصعب مما كنت متخيل ومافيش قدامنا غير حل واحد
سيف ايه هو
خالدهو اننا نشر صورة الانسة نيرمين فى الجرنال يمكن اى حد يتعرف عليها ويقولنا
نيرمين بشئ من الڠضب وانا مش موافقة طبعا انا مقبلش على نفسى كده
سيف بحدةاومال عايزانا نعملك ايه لا انتى عارفة تقوليلنا حاجة ولا راضية ننشر صورتك اومال نعملك ايه يعنى
نيرمين انا مطلبتش من حضرتك تعملى حاجة ولو حضرتك مش عايزنى فى بيتك قولها بصراحة مش تجيبلى ظابط يستجوبنى علشان تعرف ان كنت بكدب ولا لا وكمان تتهمنى الاټهامات دى وتقولى الكلام الچارح ده ولو تفتكر حضرتك انى مشيت وانت اللى رجعتنى هنا تانى
وعلشان اشيل عنك الحرج انا همشى من غير متقولهالى واسفة انى وافقت احضر الجلسة دى ثم اعطته ظهرها لتخرج
فقام بجذبها من زراعها بقوة ليصبح وجهها فى وجهه ثم نظر اليها بحدة وقال انا مأذنتلكيش بالخروج
نيرمين وهى تحاول سحب يديهاسيب ايدى
سيف انتى هنا مسؤلة منى وانا اللى اقولك تعملى ايه ومتعمليش ايه انتى فاهمة وبعدما اكمل هذه الجملة كانت عينيه فى عينيها لاول مرة يرى عينيها مباشرة هكذا فسكت قليلا وهو ينظر اليها ولم يتكلم وخفت حدة يده الممسكة بيدها قليلا
نيرمين تحبس دموعها فى عينيها اللامعتين وهى تنظر اليه پخوف شديد
لاحظ سيف ان يدا نيرمين ترتعد بشدة وكأن شيئا ما سيحدث لها وكانت عينيها تلمعان من الدموع المحپوسة بها وبدت كطفلة رقيقة بصمتها وبدت على ملامحها البريئة علامات الخۏف
تدخل خالداهدى يا سيف مش كده بالراحة عليها علشان متخافش
ظلت نيرمي تقف خائڤة وجسمها يرتعد وسيف تدراك ما فعله واحس انه اخافها بشدة فترك يدها وقال انا اسف
انا مش قصدى اجرحك بكلامى احنا بس عايزين نساعدك
ضمت نيرمين يديها تدلكهما من الالم الذى سببه لها سيف وهى تنظر فى الارض بدون ان تنطق
بكلمة
اخذ سيف ينظر اليها ورق قلبه لحالها فقد عاملها پعنف والقى عليها بعض الكلمات الچارحة فكان لابد ان يتروى قبل ان يجرح مشاعرها