رواية طعنات الغدر (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم ايمي
المحتويات
استحمل الوضع ده واسكت
منىاستهدى بالله كده وسبينا نفكر بهدوء وان شاء الله هنلاقى حل
سمع رجال الشرطة الحديث الاخير الذى دار بين كارم وفؤاد
واستشفوا انه قد كشف خطتهم فى الامساك به وهذا ما قد كان
فافراد الشرطة قد اتخذوا مواقعهم حول المكان الذى سيتم فيه التسليم حسب الخطة المرسومة ولكنهم ظلوا فترة طويلة دون ان يأتى احد وكان خالد على رأس هذه المجموعة ظل مختبئا وهو يراقب المكان وبجانبه زميل له
قام خالد من مكانه وهو يضرب الارض بغيظ
وامسك بالجهاز اللاسلكى وطلب من جميع الافراد الخروج فقد الغيت المهمة
ثم نظر الى زميله قائلاكده سلمى بقت فى خطړ انا وديتها المصحة على اساس انى هقبض عليه ومش هيبقى فيه خطړ عليها
زميلهطب انت ناوى تعمل ايه
خالد بحيرةمش عارف
زميلهانا كنت فاكر اننا هنخلص منه بقى ونرتاح
خالدوانت فاكر انى هسيبه!!
انا وراه والزمن طويل
انا مش هرتاح الا لما احط الكلابش فى ايده وبنفسى
وقفت الممرضتين بجانب سلمى وهما تحاولان تهدئتها فقد كانت تعانى بشدة وظلت تقاومهم وهى تصرخ
كانت والدتها تجلس بالخارج وهى تسمع صړاخ ابنتها ودموعها لم تتوقف
فكلما سمعت معاناة ابنتها الوحيدة وكم هى تعانى من شدة الالم احست پألم فى قلبهارفعت بصرها وهى تنظر امامها بحزن شديد ودموعها لم تتوقف
فلمحت خالد قادم من بعيد فوقفت وهى تنظر اليه
اقترب خالد وقالمساء الخير
كويس انك جيت
سلمى تعبانة اوى انا خاېفة عليا دى بقالها فترة مبطلتش عياط وصړيخ والممرضات عمالين يهدوا فيها مافيش فايدة
نظر خالد الى الغرفة التى بها سلمى بحزن ثم قال لسوسن
انا هستأذن من الدكتور وهحاول ادخلها
سوسن ياريت يا بنى انت عارف هى بتعزك قد ايه واكيد لما تشوفك هتفرح اوى
دخل خالد الى سلمى فوجد الممرضتان تمسكان بزراعيها وهى تصرخ وترجوهما ان يتركاها وعندما رأت خالد قالت بصوت باكىالحقنى يا خالد
ارجوك خليهم يخرجونى انا تعبانة اوى
اقترب خالد منها وهو فى غاية التأثر وظل يهدئ من روعها وطلب من الممرضتان المغادرة حتى يتكلم معها فقالت احداهما
خرجت كلا الممرضتان بينما نظر خالد الى سلمى والتى كانت ممسكة بزراعيها وهى تدلكهما فقال لهاجرى ايه يا سلمى احنا مش قولنا انك هتبقى جامدة وهتستحملىانتى عايزة تزعلينى منك ولا ايه
امسكت برأسها بشدة وقامت من السرير ثم انقضت على يده تقبلها قائلة
ابوس ايدك ابوس ايدك يا خالد خرجنى من هنا دول بيعذبونى
انا مش قادرة استحمل ارجوك لو بتحبنى خرجنى من هنا
خالدعلشان خاطرى يا سلمى استحملى خلى عندك ارادة انتى مش كان نفسك تخفى وتعيشى حياتك طبيعى زى اى واحدةخليكى جامدة
سلمى وهى تبكى بشدةطب خرجنى من هنا وخلينى اتعالج عندك فى البيت انت متعرفش هم بيعملوا فيا ايه دول ساعات بيكتفونى
ارجوك يا خالد ارجوك ابوس ايدك
خالد بعينين لامعتين وبصوت حزينمقدرش اخرجك يا سلمى
فى خطړ عليكى لو خرجتى هم هنا ادرى بعلاجك وعارفين هم بيعملوا ايه
نظرت اليه سلمى وهى تشعر باليأس من مساعدة خالد لها على الخروج
فنظرت اليه وهى تدلك انفها بشدة واخذت تبلل شفتيها بلسانها وهى تقترب منه
وقالتطب هاتلى جرعة صغيرة جرعة واحدة بس علشان خاطرى
خالدانا اتخلصت من كل الكمية اللى خدتها منك
سلمى طب
طب حاول تتصرفلى فى اى حاجة
اى حاجة تسكن الالم ده ارجوك
خالدمتحاوليش يا سلمى
قبضت سلمى على يديها وهى تشعر بالالم الشديد وقد احمرت عيناها بشدة
وبدى وجهها اصفر وشفتيها شاحبتين
وبعد عدة دقائق كان خالد يحاول فيها تهدئة سلمى وبث الامل فيها
لتتحمل ولتصبر
تركها واتجه ناحية الباب فجرت ورائه قائلة استنى يا خالد متسيبنيش
ارجوك
جاءت الممرضتان على صوت صړيخ سلمى فوجدوها تمسك بزراع خالد
وهى ترجوه الا يتركها فامسكوا بها واعادوها الى سريرها وهى تصرخ
كان خالد يراقب المشهد وهو فى غاية الحزن لما يراه من معاناتها
ولكنه لا يملك لها شيئا فما يفعله فى مصلحتها
خرج خالد من عندها وهو يكتم دموعه لما يسمعه من صرخاتها المتتالية
والتى لم تكف عنها فكان صوتها يصل الى من بالخارج
وجد سوسن تنظر اليه وهى تبكى قائلةطمنى يا ابنى هى هتفضل كده لامتى
خالد وهو يحاول ان لا يظهر حزنهاطمنى خالص ان شاء الله قريب حالتها هتتحسن والالم ده هيقل تدريجى بس الموضوع عاوز صبر وياريت تدعيلها ربنا يشفيها والموضوع يعدى على خير
سوسن ياارب
يارب طمنى عليها واشفيهالى يارب ده انا ماليش غيرها فى الدنيا
كانت منى جالسة على السرير وبيدها مجلة تقلب فيها والغرفة مضاءة بنور الاباجورة الهادئ خرج عمر من الحمام فنظر اليها فوجدها تقلب فى الصفحات وعينيها سارحتان فجلس بجانبها واقترب منها وحاول مغازلتها فنظرت اليه نظرة جادة والقت المجلة وهى تقولتصبح على خير
اطفأت نور الاباجورة التى بجانبها بينما لم يعد هناك مصدر للاضاءة غير الاباجورة التى بجانب عمر
تعجب عمر من رد فعلها فمنذ فترة وهى تعامله بهذه الطريقة وكلما اقترب منها تهربت منه ومعاملتها اصبحت جافة
تنهد عمر بضيق وازاح الملاءة الخفيفة من عليها بغيظ وهو يقول
ممكن بقى تفهمينى فى ايه بالظبط بقالك فترة مش مظبوطة
وكل ما اقرب منك تتهربى من ساعة ماجيتى من عند نيرمين وانتى على الحالة دى وكل ما اسألك تقوليلى تعبانة فى ايه
فهمينى
قامت منى من نومها ونظرت اليه پغضب قائلة بنفاذ صبر
فى انى كنت غلطانة لما صدقتك عرفت تمثل علينا كلنا وللاسف صدقناك
نظر اليها پغضب وهو لا يفهم شيئا فقالايه اللى انتى بتقوليه ده
مثلت عليكوا ايه وكدبت فى ايه متفهمينى انا مش فاهم حاجة
منىياسلام اعمل فيها برئ بقى
انت ازاى جتلك الجرأة تقنع سيف يعمل فرحه معاك وكمان تقضى شهر العسل معاه فى نفس الفندق بجد انا مستغربة لبجاحتك
ثم قالت بتهكموليه لأ ما انت قولت انا لو عملت كده هبعد عنى اى شبهة
وهيتأكد انى مقربتش لمراته والمسكينة هى اللى تلبس الليلة مش كده
كان عمر مصډوما من كلامها فكان ينظر اليها وهو عاقدا حاجبيه
فقال بصوت مصډومانتى بتقولى ايهانت متأكدة انك فى وعيك
منى پغضب شديدسيف اكتشف ان نيرمين مش فيرجن يا استاذ تقدر تقولى ده حصل ازاى من غير مايكون لك دخل بالموضوع
الا بقى اذا كنت هتقول ان نيرمين غلطت مع حد تانى غيرك
صدم عمر مماسمعه فقال بملامح مصډومةانتى اتجننتى
نيرمين اشرف واحدة شوفتها ولا يمكن يكون كلامك ده صحيح
منىمادام قولت انها اشرف واحدة وان عمر ها ماتغلط يبقى مافيش غيرك
ماهى كانت تحت ايدك وخدرتها
عمر پغضبانتى جبتى الكلام ده منين وازاى اكتشف انها مش فيرجين دلوقت انتى عارفة هم متجوزين بقالهم كام يوم
منىسيف ملمسهاش الا بعد الفرح بايام لان نيرمين كانت خاېفة
منه ومرضاش يقربلها الا لما تهدى ومن ساعة اللى حصل وهو على طول بيخرج ويسيبها لوحدها ومبيجيش الا ع الفجر ولو لاحظت هتلاقيه مبيردش عليك لما بتتصل وده معناه انه شاكك فيك
عمر اكيد فى حاجة غلط لا يمكن يكون الكلام ده مظبوط
انا متأكد ان سيف اول واحد يلمسها لانى ملمستهاش ونيرمين انا واثق انا اشرف واحدة انا اكتر واحد عارف هى عملت ايه علشان تحافظ على نفسها
يبقى اكيد مچنون لو شك فيهابس لو كلامك ده صحيح نيرمين هتفتكر انى كدبت عليها
منى بضيقاطمن نيرمين مصدقة انك ملمستهاش مش كده وبس دى قعدت تقنعنى انك مقربتلهاش بس انا مش داخل دماغى الكلام ده ومستغربة لموقفها جدا المفروض تكون اول واحدة تشك فيك
عمر پألم يعنى نيرمين مصدقانى وانتى لأ
منىلان نيرمين طيبة فاكرة انك بقيت بنى آدم وضميرك صحى متعرفش ان اللى زيك ممكن يعمل اى حاجة علشان يوصل للى هو عايزه
نظر اليها عمر بحزن شديد وقالخليكى فاكرة كل كلمة قولتيها
انا كنت متأكد انك هتعايرينى بالماضى بتاعى فى يوم من الايام
بس مكونتش متخيل انه هيبقى بالسرعة دىعلى العموم لو شايفة انى مش بنى آدم وانى ممكن اعمل اى حاجة علشان اوصل للى انا عايزه
وانى ژبالة اوى كده مطلبتيش الطلاق ليه
هاه
سكتت منى وهى تشعر بالحرج
اخذ الوسادة وخرج من الغرفة واغلق الباب خلفه پعنف بينما تنهدت منى بضيق فما كان ينبغى عليها ان تجرحه بهذه الكلمات كم كانت قاسېة عليه
فمن الممكن ان يكون صادقا
خرجت نيرمين من الحمام بعد ان أخذت حماما لتنام
فتحت الدولاب لتخرج منه ملابس النوم فسمعت صوت الباب الخارجى يفتح فنظرت خلفها للحظات ثم استكملت اخراج ملابس النومدخل سيف والقى المفاتيح على الطاولة وخلع الجاكيت والقاه جانبا ثم استلقى على الركنة وهو يدلك عينيه بارهاق شديد
بدلت نيرمين ملابسها واتجهت ناحية الباب وفتحته بزاوية ضيقة
فوجدت سيف مستلقى على الركنة الخارجية فردت الباب بهدوء ورجعت الى سريرها وكورت نفسها باستكانة واخذت تنظرامامها
بحزن وهى تفكر فى الحالة التى وصلا اليها هل هذا هو سيف
منذ ثلاث ليالى وهو يتركها ويخرج ولا يأتى الا متأخرا ولا يسأل
عنها فمنذ ثلاث ليالى لم تذق طعاما من شدة حزنها حتى ضعفت
وبدى عليها الارهاق
اغمضت عينيها لتكتم الدموع التى اوشكت على النزول وجاهدت ان تهرب من هذا الواقع الاليم بالنوم
بعد عدة دقائق دخل سيف الى الغرفة واغلق الباب بهدوء ثم نظر الى نيرمين والتى كانت تعطيه ظهرها فرآها نائمة باستكانة وهى تحتضن وسادة صغيرة فخفق قلبه اشفاقا عليها فاقترب منها وظل ينظر اليها وهو يفكر هل هى تستحق منه هذه المعاملة
اليست هذه من كانت ستدفع حياتها ثمنا لاخلاصها له
وانما مقياس الشرف فى اصرار المرأة فى المحافظة على نفسها
وحتى لو كان بسبب شخصا ما ما دام رغما عنها فليس لها ذنب
فى تحمل مالم يكن لها دخل به
تنهد سيف بحزن لانه مازال يشك فى ان عمر قد كڈب عليه
فكانت حالته النفسية سيئة لان مافعله عمر يستحق التشكيك فى صدقه
قام سيف من مكانه وبدل ملابسه ثم عاد الى السرير ونام بجانب نيرمين فاستلقى على ظهره وهو يضع زراعيه خلف راسه وظل يفكر للحظات ثم اقترب من نيرمين وازاح خصلات شعرها للوراء ونظر الي ملامحها فكم كان وجهها اصفر فاحس بالذنب لمعاملته
الجافة التى لقيتها منه فهى لا تستحق ذلك اليس من الاولى ان يعاملها بلطف وان يهدئ من روعها فاكيد كان الامر يمثل صدمة بالنسبة اليها هى الاخرى
كما انها كانت افضل منه فعندما اعترف لها بماضيه قابلت الامر
بعقلانية وتناست كل شئ من اجله ولم تعايره بمافعل ولو للحظة
تنهد بالم واستلقى على ظهره مرة اخرى
متابعة القراءة