رواية من نبض الۏجع عشت غرامي(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
الهاتف ثم سأل عمران
انت صوح هتحكي لأبوك وللحاجة زينب البت داي عيملت فيك ايه
نظر إليه عمران واجابه بتأكيد
أمال مهحكيش
ده أني هعمل لها ليلة ولا ألف ليلة وليلة وهخليهم يدوسوا عليها بالجزم بس نوصلوا بالسلامة الاول
أما في قنا كان الحاج سلطان جالسا مع صديقه إسماعيل ويتحدثون في ذاك الموضوع فأشاد سلطان بقلق
طمأنه اسماعيل
له متخافش زينب مش شديدة زي أختها هتزعل شوي وبعدين هتلين هي هتحبك وهتزعل شوي وهتاخد على الحوار وهتتعود والزعلان مسيره يروق
قطب اسماعيل جبينه بانزعاج
يعني ايه ياحاج بعد ماخلصناه الكلام ده وقفلنا عليه ووعدت البنية هترجع في كلامك تاني جرى إيه ده إنت الحاج سلطان بردك وليك
كلمة
واستطرد حديثه وهو يربت على فخذه
توكل على الله ومتقلقش وربنا هيساهل الموضوع وهيبارك الجوازة ده انت بتعمل خير ياجدع وبتتستر على ولية ويابخت من يستر الولايا
دلف الى الداخل بعدما اصطف سيارته وجد ابيه ووالدته وأخواته البنات وكلهم مجتمعون وكأنهم في انتظاره
ألقى تحية الإسلام عليهم ثم احتضن والدته وهو يقبلها من رأسها كعادته وسلم على أخواته وقبل يداي أبيه فهو يحترمهم ويعتز بهم بشدة
اني عايز اتحدت وياكو في موضوع مهم وعايزكم تسمعوني للآخر من غير ماتقاطعوني
أذنوا لهم جميعا في صوت واحد
اتفضل يابوي
أخذ نفسا عميقا وزفره بهدوء وأكمل
انتو عارفين عمكم الله يرحمه بقاله سنتين مېت وفات مرته عيلة صغيرة لسه يدوب جابت التلاتين وطبعا طلعت بت اصول ومرضتش تسيب بيت جوزها حتى بعد ماستلمت ورثها وأرضها وانتو عارفين زين اني عرضت عليها اشتري الأرض والبيت وهي اتمنعت وقالت مهتبيعش حاجة واني بصراحة اكده خاېف تتجوز ومالنا وحالنا اللي تعبت فيه اني وأخوي يروح للغريب فعرض عليا سماعيل اني يعني اتجوزها واني ممانعتش
تتجوزها !
وتابع عمران بعصبية وهو يرى صدمة والدته التى ألجمت لسانها
تتجوزها كيف يابوي
تحمحم سلطان كي يستدعي الهدوء داخله وامتثل الصرامة امامهم وأجابه
أممم هتجوزها كيف الخلق مابتتجوز هو أني بعمل حاجة عيب ولا حرام يعني
هنا تحدثت حبيبة متسائلة بانزعاج
وعلى خطاها تحدثت رحمة
ماتتجوز ولا تروح مطرح ماهي عايزة هي وأرضها مالنا إحنا ومال أرضها يابوي مكانش حتة فدان ملهش لازمة مش محتاجينه اللي هيجيب لنا الهم والغم والنكد وتزعل امي وتقهرها بعد العمر داي كله
ض رب سلطان عصاه أرضا پغضب وهدر بهم جميعا
اني مش باخد رأيكم جوازي من وجد الخميس الجاي واني قلت أعرفكم بس أما رأيكم ملهش عازة بالنسبة لي
ألقى قن ابل كلماته وقام من مكانه وكاد أن يغادرهم ولكنه استمع إلى صوت زينب يردد
طلاقي منيك قبل جوازك منها يا سلطان
كتموا جميعا شهقاتهم بيداهم من كلمة والداتهم التى القتها ولم يتوقعوها
استدار سلطان بجسده وذهب إلى مكانها ومال بنصف جسده عليها وسألها وهو يشير بأصبعه تجاه أذنه ونظرات الشړ تنبعث من عينيه
قلتي ايه يازينت سمعيني كويس اصل السمع عندي بعافية شوي
توترت زينب من نظراته لاا بل اړتعبت ولم تقدر على التفوه ببنت شفه وهو أمامها فهي ضعيفة الشخصية في حضرته إلا أن عمران قام من مكانه ووقف بجانبها وامسكها من يداها وضغط عليهم بحنو كي تتقوى به وتعلم مساندته لها في اي قرار تأخذه
فرددت بصوت يتلجلج
زي ماسمعت ياسلطان انى مش على أخر الزمن هتجيب لي ضرة وايه كمان من بت قد بناتي اكده ظلم ليا ولعشرة العمر مابينا
نفض جلبابه بحدة وغادر من امامهم وهو يهتف بتصميم
واني طلاق مهطلقش لو انطبقت السما على الارض يازينب
بات الجو كله مشاحنة وانطلقت دموع زينب وعويلها وأصبحت تنظر إلى جدران منزلها التى بنتهم بحب وراعتهم بإخلاص طيلة حياتها ورأت المستقبل الآتي ډم ارا لقلوب الجميع وهي أولهم وكما انها تعلم أن سلطان لم ولن يتراجع عن قراره مهما حدث ولم ولن يطلقها
وأبنائها يجلسون تحت قدماها يهدئونها وهي في عالم أخر
مر يومان على تلك الأحداث ومنزل سلطان كله حزن شديد بسبب ماحدث ولم يلبث عمران أن يفرح بشفاؤه حتى أحزنهم والده
يجلس في الاسطبل الخاص به يفكر كيف تكون تلك الملعۏنة من عائلتهم والأدهى من ذلك زوجة أبيهم
شعر بالحنين تجاه سكون وقرر أن يحادث والدتها ويستئذنها أن يخرجوا سويا كي يتحدث معها فيما يؤرقه فهو على ثقة أنه سيرتاح في الحديث معها بشدة
وبالفعل قام بمهاتفتها وردت عليه بود
ازيك ياعمران عامل ايه ياولدي
أجابها بحنو
الحمدلله ياخالة كيفك انتي اتوحشتكم والله
إحنا بخير ونعمة يا حبيبي ايه من يوم ماكتبت الكتاب محدش شافك ان شا الله تكون بخير
أنا زين ياخالة بس كان عندي شغل كتير متعطل فانشغلت فيه اعذريني
بقول لك ايه ياخالة بستئذنك هاخد سكون ونخرج شوي هفرجها على شوية موبيليا اكده لشقتنا علشان تختار هي
امائت به بموافقة
ومالو ياولدي هي مرتك ومحدش هيخاف عليها قدك بس ابقي هاتها وتعالى اشرب الشاي وياي اني حبيت قعدتك ياولدي
وافقها على طلبها قائلا
والله إنتي اللي مينشبعش منك ياخالة من عيني حاضر
منحرمش منك أبدا ياحبيبي ابقي سلم لي على الحاجة زينب والحاج سلطان
أغلق الهاتف معها وصعد سيارته وذهب إلى المشفى دون أن يهاتف سكون فهو يحبذ أن يجعلها
مفاجأة فذاك موعد خروجها
وصل إلى المشفى وهبط من سيارته ووقف مربعا ساعديه أمام صدره وانتظرها مر عشر دقائق ووجدها تخرج من المشفى بطلتها الجميله الهادئة
فور أن خرجت سكون وخطت بضع خطوات نظرت في المكان تتفحص الطريق وجدته واقفا ينظر إليها نظرته المحببة إلى قلبها
ابتسمت تلقائيا فور رؤيتها له ودق قلبها پعنف وودعت صديقتها وأسرعت خطواتها كي تصل إليه وصلت بخطواتها المتعجلة وتحدثت
ايه المفاجأة الحلوة داي تصدق ياعمران ياما حلمت باللحظة داي اني أخرج الاقيك واقف مستنيني قدام المستشفي وتصدق كماني مكنتش متخيلة أنها هتبقى حلوة اووي اكده
أشار اليها بيداه بتمهل
ياواش ياواش بالراحة علي اكده ياسكوني تصدقي إنتي كمان اني مكنتش أتخيل اني ممكن أجي استني حبيبتي قدام مكان شغلها وابقي متلهف لشوفتها بالطريقه داي
أمالت رأسها قليلا وأردفت بابتسامة حالمة زينت وجهها الجميل
بجد ياعمران أني حبيبتك
اتسعت عيناه واردف مندهشا
وه لسه بتسألي إذا كنتي حبيبتي ولا له !
واسترسل بعيناي عاشقة وهو يتفحصها بوله
ده إنتي مش بس حبيبتي ده إنتي روح الروح ونبض العمران
أغمضت عيناها وهي تستمتع بسحر كلماته ونست الزمان والمكان ثم فتحتهما وحركت شفتيها بدلال
وانت قلب سكون من جوة وكل آمالها
واسترسلت باستفسار
ها مقلتليش على وين رايح اكده وراك شغل في مصر تاني وجاي تودعني قبل ماتسافر
حرك رأسه بنفي وأجابها مبتسما وهو يمد يده إليها
له جاي آخد مرتي اللي مشفتهاش من يوم كتب كتابنا ولا خرجتها نخرجوا نشموا هوا مع بعضنا ينفع ولا له
نظرت إلى يداه الممدودة لها وخجلت أن تمد يداها له وهم في الشارع وتلفتت يمينا ويسارا خوفا من أن يراها احدا وكأنها تفعل چريمة
فعبس وجهه وتمتم بضيق مصطنع
وه هفضل مادد يدي كتير ولا ايه ياسكون أني جوزك على فكرة لو ناسية يعني
مدت يداها ببطئ وسكنت يد عمرانها الذي ماإن لامست يداه يدها شعرت بمشاعر متضاربة داخل جسدها الصغير فقط من مجرد لمسة يد اما هو أحس بالقشعريرة كالكهرباء شعورا لم يزور جسده من سنوات
شعرت بضغط يداه على يدها ولاحظت شروده فتحدثت وهي تتلفت يمينا ويسارا مرة أخرى
هنفضل واقفين في الشارع كتييير
جذبها برفق من يداها وفتح باب سيارته وأدخلها برقة وأغلق الباب ثم ذهب الي الناحية الأخرى وصعد سيارته واغلق الباب ونوافذ السيارة بإحكام وأول شئ قام بفعله
لها
أني جوزك ياسكون ومتشليش يدك من يدي خالص وبعدين أني ماصدقت حسيت بدفاهم
قال كلمته الأخيرة ونظراته تحولت لحزن شعرت به سكون فسألته
مالك ياعمران
حاسة إنك شايل هم تقيل أووي فوق قلبك شاركني همك اني دلوك نصك التاني
وكأنها بكلمتها تلك ضغطت على وجيعته وانطلق لسانه ينطق شكواه
ابوي الحاج سلطان هيتجوز
وضعت يدها تكتم شهقتها من أثر ماستمعت إليه وهي تردد بذهول
يتجوز على ماما الحاجة زينب !
ليه اكده ومن مين
أجابها وهو يستند برأسه على كرسي القيادة
من الملعۏنة وجد أرملة عمي قال ايه علشان صغيرة ومعاها أرضنا ومش عايزها تروح للغريب
طيب وماما الحاجة كيفها لما سمعت الخبر المقندل ده
نظر الى اللاشئ واصفا حالة والدته
طلبت منيه الطلاق وهو تو ماسمعها قالت اكده عينك ما تشوف إلا النور ڠضب ملهش اخر وه ددنا انه هيعمل اللي في دماغه وإنه بيخبرنا بس ورأينا ملهش عازة نهائي
واستطرد بحزن
ومن وقتها وأمي حاب سة حالها في الأوضة ومبتكلمش حد ودموعها على خدها مبتنشفش
قلبت عينيها بحزن على حالتها ورددت وهي تشفق عليها
ياعيني عليكي ياماما الحاجة بعد العمر ده كله جوزك يجيب لك ضرة ومن بتت قد بناتك
واسترسلت بتساؤل
طب هيسكنها فين ياعمران هيجيب لها بيت لحالها أكيد
حرك رأسه مجيبها نافيا
لااا هيسكنها في البيت ويانا فضى لها أوضة وبقي يجهز فيها من عشية ولا هامه امي اللى راقدة في أوضتها وحالتها تصعب على الكافر داي حتى يامؤمنة مدخلش يطيب خاطرها بكلمة وكأن الملعۏنة داي لحست له عقله
شردت سكون وهي تفكر في كلامه ولاحظ عمران شرودها فسألها بجبين مقطب
مالك ياسكون رحتي فين إنتي مش معاى وأني بكلمك
أنهى كلامه وهو يشير بيده أمام عيناها
رأت يداه فهتفت
ها كنت بتقول ايه
لاااا إنتي مش معاى خالص ياداكتورة جملة حزينة نطقها عمران لعدم انتباه سكون معه وأعاد سؤاله مرة أخرى
رحتي فين وسرحتى لوين اكده
تحمحمت وابتلعت أنفاسها بصعوبة وأردفت بنبرة متوترة وعيون زائغة
هو يعني يعني إنت ممكن تتجوز علي في يوم من الأيام وتقول لي الظروف حكمت باكده
فور أن سمع سؤالها ضحك بشدة واستمر
ضحكه دقيقة كاملة نظرت إليه نظرة تعجب من حاله ونطقت باندهاش
وه هو سؤالي مضحك قد اكده ياسي عمران
هدأ من
متابعة القراءة