رواية من نبض الۏجع عشت غرامي(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
السليم كي يريحها
خلاص يامها أني هسافر من مكان ماجيت بس لما ارن عليكي فيديو علشان اشوفهم واطمن عليهم تفتحي ومتعانديش وخلي بالك اني أبوهم زي مانتي امهم راعي مشاعري اللي اتعلقت بيهم
وأكمل وهو يسألها خوفا عليهم
بس هتقدري علي رعايتهم ورعاية مجدي وظروفه لوحدك يامها ولا هتقصري فيهم
تنهدت بارتياح أخيرا ثم أجابته وهي تنظر إلى السماء
بقيت بقرب من ربنا وصدقني ياعامر لذة القرب من ربنا ليها طعم تاني خالص بقيت بحمده على الضراء قبل السراء بقيت راضية وخلعت قناع القنوط اللي أني عشت فيه سنين واقتنعت بقضاؤه ليا
وبعد مناقشات كثيرة بينهم انتهيا على سفر عامر واستطاعت مها إقناعه وهذا هو الرأي السليم فستر الله مازال محاوطا إياهم ولأجل الأولاد سيتحملا الظروف القاسېة التى وضعوا فيها
إنتي فين يارحمة دلوك
كانت تجلس في مطعم بجانب المكتب تشرب قهوتها وتفكر في حياتها مع ذاك الماهر الذي أتعب قلبها بشدة مر على علاقتهم ببعضهم شهورا عدة وهو متخبط وهي تتحمل هو تائه وهي دليله هو موجوع وهي دوائه
ماذا بك يا رجل أحلامي لم لم تطمئن قلبي وتعترف بغرامي
تع حبيبي وانسي الماضي الأليم وأعدك اني سأسحبك الي عالمي سأسحبك الي الأمان
فاقت من شرودها على صوت رسالته فقرأتها ثم أرسلت إليه
في المطعم اللي جنب المكتب بشرب قهوة في حاجة
قرأ رسالتها ثم حمل مفاتيحه وغادر المكتب وأرسل إليها
استسلمت رسالته فتحولت بذاك الكرسي وأعطت وجهها إلى النافذة واستندت على الكرسي برأسها تتأمل المارة في الشوارع وهي تسبح بخيالها داخل أعماق ذاك الماهر الذي أتعبها ولكن ذاك القابع بين أضلعها هو من يسوقها إليه بلا هوادة
وصل ماهر إلى مكان تواجدها وجدها مغمضة العينين سارحة في ملكوتها
الغيوم تترك أذيالها الحمراء الذهبية اللامعة تزين جهة الغرب من السماء لتشكل بذلك مشهدا سحر البشرية منذ الأزل وحتى يومنا هذا ويحرك مشهد الغروب الكثير من القلوب فترى الناس يتأملون غروب الشمس ويتذكرون الهاجر أو المحب القريب إلا أن وقت الغروب يحرك أحيانا إحساس الألم والفراق تماما كفراق النور الذي تمنحه الشمس لوجه الأرض كاملا ليعم الظلام بعدها لكنه ظلام أكثر هدوءا وفيه القمر الجميل والنجوم المضيئة وكانت تلك الرحمة نجمة من تلك النجمات المضيئة ولكن لها بهاها وسحرها فاق جمال جميع النجوم
لقد أسرت قلب ذاك المتبلد المكابر لقد ض ربت بقوانين الكبرياء لديه بديناميت مشاعرها القوية وشخصيتها الشرسة وفج رت بركان الجمود لديه فنطق الحجر أخيرا بعدما شعر بدقات قلبه العنيدة والتي من كثرتها جعلته سيتركه ويقفز بين يداها ويعترف هو بدلا من أن ينطقها ذاك اللسان الأخرس المعاند فجلس على الكرسي الذي بجانبها بخطوات هادئة لم تشعر بها تلك الرحمة واستراح بجسده وسند رأسه على ذاك الكرسي وجلس مثلما هي جالسة مغمض العينين ثم خرجت الكلمات من لسانه أخيرا
خلاص يارحمة جت لك لحد عندك وقلبي مقادرش يستناني أتعافى من الماضي جت لك علشان أقول لك اني بحبك ومش قادر خلاص سلمت لك ونجحتي تخلي قلب ماهر اللي اتفقل سنين يتفتح تاني بعشقك
مازالت على نفس جلستها مغمضة العينان وظنت أنها في حلم جميييل ظنت أن نطقه ليس حقيقي وأنها تاهت في ملكوت خيالها الواسع ملكوت ماهر الريان الذي أهلك قلب رحمة المهدي فذاك الرجل الأربعيني إلا سنوات قليلة أوقع قلب تلك الأميرة الصغيرة فحقا من يرى رحمة يظنها أميرة في وجهها الأبيض وعيناها الواسعتين ذو اللون الأخضر وشفاها المرسومتين الصغيرتين وشعرها المغطى بالحجاب ذو اللون الذهبي ويصل إلى منتصف ظهرها
ثم تحدث لسانها ناطقا دون تصديق
حلم جميييل حلمت بيه كتيير انك تاجي لحدي وتعترف بحبي ودلوك سمعتها منك بقلبي وخاېفة أفتح عيني ألاقيني بحلم ياماهر
توجع قلبه لأجل تعبها ولكنه ليس بيداه فهو كان في محڼة وابتلاء طالت لياليه وأيامه ثم أكمل مؤكدا لها
لا يارحمة فتحي عيونك هتلاقيني جارك وجاي حداكي لجل ماعترف لك اني خلاص مقادرش على الصبر وانتي واخداني بشقاوتك ومكرك على الحامي ومش مدياني فرصة أتعافى من الماضي
يعني بجد انت قاعد جاري دلوك واني لو فتحت عيوني هشوف شفايفك وهي بتنطقها ومش هطلع بحلم
فتحي ماخلاص القلب اتسند عليكي وطالما اعترف يوبقى مهيقدرش يتحمل بعاد أكتر من اكده
فتحت عيناها روايدا روايدا ونظرت جانبها وجدته يجلس مسترخيا نفس جلستها فوجهت أنظارها إليه مكملة بوله وهي تستغل سحر اللحظة وأحضرت شخصية رحمة العاشقة الآن وتركت الماكرة فليس ذاك وقتها ولا مكانها وطلبت منه
طب افتح عيونك وقولها لي وانت باصص جوة عيوني ياماهر علشان قلبي يصدق
تنهد بأنفاس طويلة ثم فتح عيناه ونظر جانبا تجاهها وعيناه سكنت عيناها وتحدث بصوت أجش
يعني مش حساها دلوك يارحمة ولازمن أنطقها تاني
بعينيها المثبتة داخل عيناه هتفت برجاء لقلبه
ما اني حساها من زمان ياماهر بس حقي دلوك اسمعها مرة واتنين وعشرة
حقي اشوف شفايفك وهي بتنطق بحبك يارحمة وهي بتعترف بعشق رحمة متحرمنيش منيها اللحظة داي يا مع ڈب قلبي معاك
ومن فينا متع ذبش ومتوجعش بس ڠصب عني اتأخرت عليكي فيها كنت مستني أجي حدك واني متعافي تماما
اتعافى بيا ومعاي ياماهر وصدقني مهتلقيش في حبك ليا غربة هتلاقيني وطنك كله بجنوده اللي هتحاوطك وقت تعبك ووقت تيهتك
مكنتش عايز أتعبك معاي ولا أشيلك حمل همي التقيل بس إنتي طلعتي جسم صغير لكن عقل كبير يوزن بلاد بحالها طلعتي قدها وقدود وأثبت لي إن القوة الحقيقية هي حد وجود حد بيحبنا بجد من كل قلبه جنبنا
ياه ياماهر أخيرا عرفت إن الفرار من الحب أكبر ډم ار للقلب تعبت قلبي معاك يابن الريان
معلش حقك علي ياحبيبي ومن النهاردة هتشوفي ماهر تاني خالص
الله كلمة حبيبي نزلت على قلبي غسلته ورطبته وخلته انتعش وفتح أبوابه للدنيا من جديد
طب ايه بقي آجي للحاج سلطان وأطلبك منيه خلاص مقدرش أصبر اكتر من اكده
حركت رأسها برفض قاطع أذهله ثم قالت بتصميم
لا يا ماهر لما تقولها وانت باصص جوة عيوني ساعتها هقول لك هات المأءون مش بس تعالى للحج سلطان
تنهد بتعب من تلك المشاغبة الصغيرة ثم اعترف بها بعشق وهو يستجمع شتاته المتفرق من نظرة عيناي تلك المشاغبة
بحبك
كانت كلمة واحدة نطقها من فاهه ولكنها بمثابة معجم بأكمله كانت أعذوبة وترنيمتها عزفت على أوتار قلبها كانت كلمة ولكن بألف كلمة تحي قلوبا تمنت سماعها كثيرا
كانت كلمة صدى سمعها في أذنها جعل عيناها التمعت بدمع الفرحة
وأخيرا قالها ماهر قال
لها أحبك رحمتي قالها وذاك القلب لم ينفض عن دقاته بعد قالها وتعلق القلب والعقل والجسد والكل
ثم نظرت له بعمق ونطقت شفاها بتمرد جعله يبتسم ويفتخر بها في نفس ذاك الوقت
اني بقي مهقولهاش دلوك ياماهر مهقولهاش إلا لما أبقى في بيتك حلالك ووقتها ساعتها هتحس بلذتها
علشان دي هيوبقى وقتها
وأكملت بابتسامة زينت وجهها الجميل وهي تبسط
يداها أمامه
اهلا بيك في حياة رحمة المهدي هاخد لك معاد مع بابا وهخلي عمران اخوي يبلغك بيه
في المشفى حيث تجلس سكون وصديقتها فريدة جلستهم المعتادة وبيدهم قهوتهم التي اعتادوا عليها ذاك الطقس اليومي الذي لم ينفكوا عنه أبدا فسألتها فريدة
بردك متقوليش ليه كنتي الأسبوع اللي فات ادخل عليكي المكتب ألاقيكي پتبكي ومفلوقة من العياط ياسكون هو أني مش صاحبتك وطول عمري شايلة سرك وكاتمة أسرارك
ارتشفت سكون قهوتها وما إن استمعت إلى سؤالها حتى نطقت وهي تمط شفاها بضيق
يادي السؤال اللي دوشتيني بيه يافريدة قلت لك مېت مرة يا أم مخ تخين إنتي زعلانة على فراق مكة أختي
نفخت فريدة بغيظ منها وأردفت باستنكار
مختومة على قفاي أني علشان أصدق الهبل اللي هتقوليه دي عاد
نظرت لها سكون بزهق منها وبأمر لايقبل النقاش
ممكن منتكلمش في الموضوع دي يافريدة يمكن ياستي حاجة خاصة حوصلت بيني وبين جوزي ومحباش أتكلم فيها ولا أتحدت في خصوصياتنا حتى مع امي اللي خلفتني
وأكملت سكون وهي تذكرها بما اتفقا عليه فهي لم تريد أن تفشي سر البيت التي تعيش أوسطهم وحتى أنها لم تحكي لوالدتها عما حدث حتى لا تعبئ النفوس حقدا من بعضها
هتاجي وياي عند خالتي أم أيمن ولا هتهمليني أروح لوحدي عاد
لكزتها فريدة بغيظ في كتفها ثم قالت بتوعد
ماشي ياسكون هياجيكي يوم ومش هرضي فضولك اللي أني اكتر واحدة حفظاه
ثم حملت حقيبتها وأكملت آمرة إياها
يالا هروح وياكي اني كماني اتوحشتها قووي من ساعة مارحنا نعزمها على فرحك آخر مرة واني مشفتهاش بس تعالي ندخل الكوبيات داي المكتب ونمشي
ابتسمت لها سكون وفعلت ما أملته عليها وبعد دقائق قليلة خرجتا من المشفى وركبتا سيارة فريدة ثم أرسلت سكون رسالة إلى عمران تخبره بأنها تحركت هي وفريدة الي تلك السيدة فهي قد استئذنت منه في الذهاب إليها ليلة أمس
وصلتا الى منزل أم أيمن التي رأتهم من بعيد وهي تجلس مع جارتها المقربة إليها أمام منزلها فرحت بشدة عندما رأتهم وتقدمت عليهن بابتسامة فرحة للغاية
واحتضنت كلتاهما بسعادة ثم أدخلتهم منزلها المرتب النظيف ورحبت بهن كثيرا وقدمت لهن واجب الضيافة
وبعد انتهاء السلام والاطمئنان على حالهن نظرت إلى سكون وتحدثت
بالك ياداكتورة سكون كنتي على بالي من يومين اكده ساعة المغربية ومش عارفة ليه قلبي كان واكلني عليكي قمت بعد ماصليت المغرب قعدت كتير أدعي لك يابتي ربنا يحميكي ويراضيكي ويرضي عنيكي ويبعد عنك الأڈى والمؤذيين علشان انتي بت حلال وأصيلة والعيبة متطلعش منيكي واصل
طمنيني عنك يابتي
تذكرت رحمة منذ يومان وفي ذاك التوقيت التي ذكرته بالذات كانت بالفعل تشعر بالضيق وحينها جلست هي وعمران جلسة الذكر التي آراحتها ويبدو أن أحدهم كان يدعو لها في ذاك التوقيت مما أراح الله صدرها عندئذ
متابعة القراءة