رواية من نبض الۏجع عشت غرامي(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
كيف تقضيه ولكنه خجل أن يسألها وهي الآن لديها طاقة حرمان من الحوار تريد أن تفقدها كي تشعر بمدى كينونتها وأنها كائن حي طبيعي يريد أن يشارك الآخرين يومهم العادي فسهلتها عليه قائلة
حساك عايز تسألني أسئلة كتيرة بس خاېف لازعل أو اتهمك انك بتتدخل في خصوصياتي بس احب اطمنك يامتر أني من النوع اللي عقليته عدت مستوي الحساسية أو إنه يزعل من أي تنمر شكل ماتقول اكده
اكتسبت تناحة أخيرا هههه
كان ينظر إلى معالم وجهها المستدير والمستنير من كمية البراءة التى تحيطه تعمق لأول مرة في النظر لامرأة دون أن يخجل أو يشعر بأن الطرف الآخر على علم بنظراته حتى رحمة ابنة عمه كان لايتعمق النظر في ملامحها كي لا يثير انتباهها ولكنه نهر حاله عن النظرة الحړام أو أنه استغل خصوصيتها واستباح لعيناه التعمق في ملامحها ونظر أمامه قائلا
احتضنت كتفيها وهي تتحسس ملابسها بسعادة كبيرة نظرا لإطرائه عليها فلأول مرة يعجب أحدهم بملابسها غير أبيها وأمها
فأجابته بصدر رحب وخيالها يدور بعالمها الوردي التي بنته لنفسها داخله
طبعا ماما هي كل حاجة حلوة في شكلي وفي أسلوبي وفي طريقتي وفي حياتي كلها بس في اللبس ساعات بتخيل موديل معين في بالي وبوصفه لماما فبتعجب باختياري اللي أني أصلا جايباه من عقلي الباطن ههههه
واسترسلت حديثها وهي تنظر حالها
حاسة إني اتكلمت كتيير وصدعتك صح
لم يشعر بالصداع ولا الاستياء من كلامها بل بالعكس أراد المزيد من عالمها المختلف فأجابها بنفي
وه كيف تقولي الحديت ده يامنة ! والله كل كلامك جمييل ومريح وهادي يابخت مامتك وباباكي بوجود حد جميل زيكي وسطيهم إنتي النور اللي بينور عتمتك وعتمتهم بقلبك الطيب وروحك الحلوة
طيب انت مين بيختار لك لبسك وبترتاح اكتر في الكاجوال
سعد داخله هو الآخر فلأول مرة يسأله احدا عن مايحب وما يكره فهو يتيم الأب والأم وليس له أخوة حتى ابنة عمه والتي كانت صديقته الصدوق وحبييته يوما ما لم تسأله ذاك النوع من الأسئلة
شوفي ياستي اني برتاح في الكاجوال اكتر طبعا زي باقي الشباب لكن لو فيه مناسبة ولا حاجة بضطر ألبس الكلاسيك ثانيا بقى أنا كائن صيفي نهاري جدا جدا يعني بعشق الحرية في اللبس بمعنى أصح أني من أتباع شرطي وفانلة وكاب ههههه
في داي بالذات مختلفين اني بعشق الشتا بهدوئه ومطره وبرودته بعشق ليله
وأكملت حديثها ونبرتها تبدلت من النقيض للنقيض تبدلت من التفاؤل إلى اليأس الذي تحياه
يمكن لأن عتمة ليله يشبه عتمتي اللي أني عايشة فيها أو يمكن الأمطار والبرد بتشبه برود العواطف والمشاعر اللي أني بجبر نفسي أعيشها كل يوم
أو يمكن بردو علشان نهاره بإزعاجه بيخلص بسرعة وياجي الليل بضلامه اللي يشبه ضلامي حاجات كتييير بتخليني احب الشتا لأنه بيشبهني كتييير
حزن داخله لأجلها فبعد أن جعلها تضحك وتحكي عن تفاصيلها البسيطة وتنسى همومها وأنها بشړ كأي بشړ لن ينقصها شئ دخلت عالمها مرة ثانية واختفت بسمتها وتبدلت وكأن شمس النهار اختفت وتبلدت الغيوم مكانها في عز النهار
وجدا أنهما قد وصلا إلى المطعم المقصود فتحمحم قائلا
طب احنا وصلنا المطعم جهزي حالك يالا وأني هساعدك ندخل جوة
ابتسمت برقة وطلبت منه
لاااااا مفيش داعي للمساعدة بحب أعتمد على نفسي جدا بس مطلوب منك توصف لي مدخل المكان واتجاهاته واني هفهم بالعجل وهدخل وياك بهدوء
كان داخله فرحا بالتحدي الذي تحيط حالها به فرحا بأنها تشعر من أمامها انها طبيعية لن ينقصها شئ فشرح لها مدخل المطعم والاتجاهات وهي هبطت من السيارة وتحركت جانبه واتبعت تعليماته بحرفية أذهلته حتى وصلا إلى المنضدة المتواجد عليها المعزومين وطلبت منه أن تجلس في ركن جانبي من المنضدة
جلسا في المكان وجلس بجانبها وظلت عيناه مثبتة عليها وعلى تفاصيلها رغما عنه فقد لمس فيها قلبه الحنان والاحتواء الذي حرم منهم وحدثتها عيناه
مذهلة انتي ايتها الفتاة وكل شئ فيكي يناديني أن أقتحم داخلك وأبحث عن أشيائك وأقرأ عواطفك
أريد أن أبحر داخل شعورك في كل موقف
رائعة أنتي في عزتك بنفسك فغيرك لو كانت مكانك لتشبست بأي موقف واصطنعت الخۏف ومالت من نظرة وكلمة ورمت سهام الإعجاب ولكنك مختلفة
في منزل ماجدة تجلس مها وسكون بجانب مكة تحاولان تهدئتها من نوبة البكاء والعويل التى نصبتها حول حالها فمنذ أن شاهدت مقطع الفيديو وهي تندب
يافضيحتك وسط الخلايق يامكة يافضيحتك يارب استرني يااااارب حسبي الله في اللي عيمل فيا اكده وفضحني بالكذب حسبي الله ياااااااااارب انتقم منه يارب
هدئتها مها وهي تأخذها بين أحضانها
اهدي ياخيتي بس ياحبيبتي انتي مظلومة ومعملتيش الكلام الماسخ اللي هيقولوه في الفيديو ده وبعدين الناس اهنه عارفين مين مكة وعارفين أدبها وأخلاقها وأنها ملهاش في الطريق الواعر ده وانك مش من البنتة اللي ماشيين على حل شعرهم
وسكون هي الأخرى تهدئها
متكبريش الموضوع يامكة الفيديو مش جايبك عريانة لاسمح الله ولا بتعملي حاجة غلط وحتى المسافات بينكم فيها مراعية للأخلاق هدي حالك ياخيتي
ض ربت مكة على فخذها وبنفس طريقتها رددت
نفسي اصدق وارتاح ياسكون بس اللي منزل الفيديو كاتب إن فيه مقاطع تانية بتبين إن إزاي الفنان بيحب مرته وبيخاف عليها وأكيد مصورني وهو بيشلني وكان متابعنا وفضل مركز ويانا لحد ما شافه وهو داخل بيا المستشفي والناس معرفاش حاجة ومعرفاش اني كان مغمى علي ولا عميلت عملية
ثم نظرت إلى
السماء وهتفت بقلب منفطر
ياااااااااارب احميني منهم ياااااااااارب اني مظلومة ياااااااااارب ومهتحملش الڤضيحة
استمعوا جميعهن إلى شهقات رحمة وهي تمسك الهاتف وتنظر إليه باندهاش فتلقائيا قمن من مكانهن عدا مكة فهي توقعت ماذا تشاهد ونظرن إلى شاشة الهاتف وبالفعل وجدن ماحكته مكة بالمثل وصارت أعينهن متسعة
أما في الخارج كان عمران بجانب ماجدة يهدئها من هولها على ابنتها ويحاول ايجاد حل معها إلى أن عرض عليها أن تهاتف هند اخت آدم كي يصلا إلى حل في تلك المعضلة ولكنها لم تجيبها فظلت على عويلها وهي تردد
بتي اتفضحت غدر بتي مستقبلها ضاع الناس مهيسبوناش في حالنا آااااااه يابتي ياحبيبتي يارتني ماسبتك تدخلي الكلية داي يارتني ماسبتك تشتغلي ولا تروحي يمين ولا شمال يارتني خبيتك جوة حضڼي يابت قلبي ياللي طول عمرك عاملة زي الملاك
آااااااه قلبي قايد ن ار ياناس مهتنطفيش آااااااه يابتي
كل ذلك وهي تبكي وتشهق على ابنتها وصغيرتها تبكي على نظرات الناس لها وهي أم لثلاث بنات بدون أب معها يسندها ولا ابن يقف يدافع عنهن الخۏف يض رب برأسها وجسدها صبا صبا
من كلام الناس وحديثهم الواعر في عرض وشرف صغيرتها
وأكملت نحيبها
أااااه يابتي ولا أب يسندنا ولا أخ يقف يسد عين الشمس ويخرص لسان الخلق مليش غيرك يااااارب تقف جاري وتبعد الأڈى عن بناتي
احتضنها عمران وقبلها من رأسها ناهرا إياها
وه ياخالة ماجدة ! كيف تقولي الكلام ده واني جارك اهه زي ابنك وأكتر كماني !
طيب وعهد الله اللي هيجيب سيرة بتنا لهطخه بالن ار وملهش دية عندي واصل
ض ربت على فخذها الأخرى وهي تهتف بعويل
هتخرص مين ولا مين ياولدي هتسكت كام لسان دلوك ولا كمان ساعة ولا النهاردة ولا بكرة ده شرف البنتة عامل كيف عود الكبريت لو ات ۏلع مرة بترمي بعد اكده والناس تدوس عليه برجليها والسخام المحمول داي بقى في كل البيوت وفي ايدين الصغير قبل الكبير أااااااه يابتي على اللي هيجري لك من عمك وخوالك وعلى اللي هيعملوه فيا دول مش بعيد يدف نوها حية
ظلت على عويلها ونحيبها وعمران يحاول تهدئتها والأمر أصبح فوق التحمل والمنزل الهادئ الجميل بيت العز المملوء بالحب والسلام أصبح بعيدا عنه الأمان وافتقد حصن الراحة في ذاك الزمان وبات أصحابه يبكون
د ما بدلا من الدموع
أما في منزل آدم كان يجلس هو ومدير أعماله الذي كان مستشاط من الڠضب ويهدر به
قلت لك قبل كدة مېت مرة خلي بالك من نفسك ومن تصرفاتك ومتتهورش يا آدم
آدي أخرتها اشاعات بنت ستين ملهاش اي تلاتين لازمة وانت داخل على تصوير اول مسلسل ليك اللي حصل ده في التوقيت ده بالذات غلط وهيودينا في داهية وانت ولا على بالك أنا تعبت من اللامبالاة بتاعتك دي يا آدم
ظل راشد ڠضبان بشدة من تلك المقاطع ويسمع آدم من الكلام أبغضه وأفحشه
أما آدم كان في عالم آخر وهو حبيبته التى ڤضحت على يداه حبه الأول صاحبة الرداء الأسود الذي لم يرى في أخلاقها امرأة قط قد أذيت بسببه يالك من وقت عجيب أتيت لنا بمصائب في أهم لحظات الرخاء بيننا
كانت ستميل أخيرا كانت ستنطق محبتها لي النابعة من قلبها كانت ستضحك لي الأيام بعد ع ذاب شهور قضيتهم معذب ساهر وكلي أمل لقاها ولكن ماذا أنا بفاعل الآن فهي لن تسامحني على ذنب لم أرتكبه
امن الممكن أن أفقدها بعد كل تلك الليالي الساهرة !
أمن العدل أن تنهى قصتنا وأظل احلم بعيناها بسبب تلك الشائعات السافرة
رأى راشد أنه في عالم آخر ولم يستجيب للحديث معه فأرسل لهند شقيقته رسالة كي تأتي إليهم على الفور وأجابته بأنها بالفعل آتية إليهم وظل راشد يتآكل ڠضبا وغيظا حتى اتت هند
ألقت السلام عليهم وعلى الفور جذبت أخيها الذي بهت وجهه من شدة الحزن إلى أحضانها بحنان كحنان الأم
اهدى ياحبيبي وروق بالك وأعصابك واعرف إن رب الخير لايأتي إلا بالخير
تنهد بثقل وألم نفسي شديد وهو في أحضان شقيقته وردد
خير ! وهيجي الخير منين ده بدل ماكانت بعيدة عني أمتار بقت بعيدة عني أميال وأميال
ربتت على ظهره بحنو وطمئنته
مين قال كدة المسافات مبقاش اسهل منها في الوصول للطرق الزمن والتقدم سهلوا علينا كل صعب بس انت انوي الخير وقول يارب
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وهتف بنبرة متعبة مستكينة
شفتي اللي حصل لأخوكي مش كفاية أنها بتهرب مني من بقالها شهور وتعبت وعافرت علشان أوصل لها وأول ماقربت أوصل خلاص جت الحاجة اللي نهت البداية والنهاية واختصرت الطريق كله
متابعة القراءة