رواية من نبض الۏجع عشت غرامي(كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
يراعي حالتها فهو أب حرم من أبنائه فهو كان يحبهم حبا جما وهو عمهم والآن عرف أنه أبيهم فقد أجرى لهم تحليل DNA فقد أخذ أحد شعيرات أحدهم خلسة دون أن تعرف مها والنتيجة ظهرت أنهم أبنائه فازداد حبهم له وعاطفة الأبوة اشت علت داخله بجدارة وأصبح
يشتاقهم أكثر من ذي قبل وأوقاتا كثيرة يندم حاله أنه ابتعد وتركهم أوقاتا يؤنب نفسه أنه لم يدافع عن حقه في وجوده بجانبهم
ولكن ذاك الع ذاب الدنيوي فما بالك بالع ذاب الأخروي ثم هتف بحزن شديد
يامها أني بنهار اهنه وأني عارف اني سايب حتة مني ومش قادر اني اشوفهم كل يوم واطمن عليهم مش قادر مشفش بسمتهم ونظرة عنيهم واتابع خصوصياتهم
مش فاكرة زمان لما كنا بنتكلم مع بعض وأقول لك إن لما يوبقى عندي ولاد ههتم بيهم قووي وهصاحبهم وعمري ماههمل فيهم هلبسهم زي ما بلبس بالظبط اي مكان رايحه هاخدهم وياي هيبقوا هما ولادي وأصحابي واخواتي هيبقوا هما كل دنيتي وزين وزيدان كمان اني اللي مختار أسمائهم والإختيار كان نابع من قلبي ليه مش قادرة تشوفي كم المعاناة اللي أني عايشها
كل تلك الضغوطات تتحملها فوق أعصابها المتماسكة بهش الآن وبكت هي الأخرى بدموع تخرج من قلبها وكل جسدها المنهك وليست عيناها مما جعله هو الآخر لن يستطيع تحمل دموعها وحاول تهدئتها
خلاص يامها اهدي والله ڠصب عني بشيلك الهم والله العظيم لو بإيدي اعمل حاجة ولا إنك ټنهاري اكده هعملها
أغلقت الهاتف معه وارتمت على التخت تبكي بح رقة على حالها ككل والمستقبل أمام عيناها لايبشر بالخير ثم رددت
بدعاء وهي تضع يدها على صدرها المټألم بنبض وج ع يفوق الأوج اع بمراحل
يارب ريحني من اللي أني فيه يارب اني تعبت ومقدراش اتحمل اكتر من اكده يااااارب
في المالديف عند ذاك العاشقان المجروحان والموجوعان وكلاهما حالته يرثى لها
فمنذ تلك المرة وذاك اللقاء المڠتصب من آدم لتلك المكة وهي تغلق على حالها بشدة ولم تسمح له بالحديث معها تعيش على فتات من الطعام البسيط حتى ضعف جسدها
لم يعرف كيف يحل تلك المعضلة كي يراضيها
ويزيد عليهم جفائها وابتعادها عنه ونظرة عينيها الحزينة
يجلس أمامها يحدثها ولم تتفوه ببنت شفة أمامه يطلب منها أن تأكل وتراعي حالها ولم تجيبه فهو قد چرح مشاعرها وأنقض وعده معها
اكثر من عشرة أيام وهي على حالتها تلك والآن لم يستطع صبرا أكثر من ذلك فهو قد اشتاق لصوتها اشتاق لحديثها اشتاق لضحكاتها اشتاق لقربها وان يتنعم بأنفاسها
ثم دلف إليها الآن وهو عازم على أن يخرجها من صمتها ولن يتركها ويترك الجفاء يدم ر علاقتهم قبل أن تبتدئ
دلف الى الغرفة لم يجدها كانت في ذاك الوقت تأخذ شاورا علم وجودها في الحمام فجلس على الكرسي ووجه أنظاره ناحية النافذة المطلة على الحديقة فذاك الكرسي وذاك المكان كان جلستها المفضلة طيلة العشرة أيام وبجانبها مصلاها ومصحفها وسبحتها أمسك المصحف بين يداه فهو لم يعتاد على قراءة ورد معين ثم فتح المصحف ثم وجد أمامه سورة يوسف وبتلقائية بدأ في القراءة بصوت هادئ جمييل ملائكي ثم تعمق في القراءة وبدأ صوته يعلوا ويتوه في جمال تلك السورة
ومن خشوعه في القراءة بدأ يتدبر تلك القصة بتفهم فذلك النبي عليه السلام تعرض للأذى منذ أن كان طفلا لايفقه شئ من أخواته اللذان فعلا به فعلتهم الشنعاء كي يتخلصو منه ولكن ارادة الله أن يربى في منزل عزيز مصر ويحرم من أبيه وإخوته ثم تتناوبه نكبات الحياة وتطمع به النسوة ويسجن لقد ذاق المرارات من الحياة غدر به وهو طفل ولم يعترض حرم من العائلة وربي في بيت غريب ولم يعترض سجن ظلما وهو نبي ولم يعترض على حكم الله
كان من اجمل خلق الله حسنا وأحسنهم أخلاقا وبالرغم من كل ذلك سامح أخواته مما فعلوه به وأصبح عزيز مصر ويملك خزائن الأرض بأكملها ورجعت إليه عائلته بعد سنوات العجاف والصبر
كان آدم يقرأ تلك السورة بتمعن شديد وغاص في أعماق جمالها تلك آيات الله تلاها بخشوع أثلج صدره فصلته عن العالم بأكمله اراحت صدره أشعرته بالأمل والطمأنينة اشعرته بأن بعد الليل بزوغ فجر يحمل بين طياته اقدارا جميلة لا يعلمها إلا الله
أما هي خرجت من الحمام بذاك المعطف الخاص بالحمام وصدمت عندما رأته ولكنه كان متعمقا في قراءة القرآن فجذبها صوته خط فها إليه دون أن تدري صوت عذب يريح القلب والأعصاب في القراءة خشوعه وتلاوته المتعمقة جعلتها اقتربت منه وجلست بجانبه دون أن تشعر وجلست أسفل قدماه تطرب أذناها بأعذب الكلمات
أنهى قراءة السورة وشعر براحة غريبة اغتالت جسده لأول مرة يتدبر قراءة القران بذلك الخشوع كم كان عذبا وفيه راحة تكفي العالم أجمع
اغلق المصحف ثم نظر بجانبه وجدها جالسة بهيئتها الخاطفة لأنفاسه تلك أما هي رددت لأول مرة منذ خصام لها منه منذ أكثر من عشرة أيام وهي تخاصمه
صوتك جمييل قوووي وأنت بتقرأ صوتك خط ف قلبي
نزل من على الكرسي وهبط لمستواها قائلا بوحشة وهو يتعمق النظر في عيناها
وانت كمان صوتك وحشني قووي متحرمنيش منه تاني
أخفضت نظرها خجلا من نظراته الهائمة بها وتركيزه الذي خصصه كله لأجل عيناها وهي تتمتم بخفوت
وانت كمان متحرمنيش من صوتك الجميل وأنت بتقرأ القرآن تاني
ابتسم لخجلها ثم رفع وجهها إليه مجبرا إياها النظر في عينيه مرددا بشجن عاشق حرم من معشوقه
وحشتيني قووي قوووي قوووي هنت عليك يامكة تبعدي عني المدة دي كلها
بنفس نبرة الشجن لامته بعينيها وكلامها
واني هنت عليك تج رحني بالطريقة داي وتغصبني وتفاجئني بحاجة مكنتش متوقعاها دلوك وتخليني اكره اللحظة دي
اعتذر لها بأسف حقيقي نابع من قلبه فهو لم يكن يوما شھواني كي يفعل ما فعله بها وأنه أغصبها على قربه مرددا بندم
لا والله عمرك ماتهوني عليا أبدا ياحبيبتي حقك على قلبي اني مشيت ورا الشيطان في لحظة تهور مني ومحسبتش نتيجتها
بعيناي تبتسم له أردفت وهي تقبل اعتذاره بصدر رحب
واني قبلت اعتذارك وحابة نفتح صفحة جديدة مع بعض ونبدا من جديد نقطة ومن اول الصفر واللي بيربطنا ببعض في البداية الحب الكبير ايه رأيك
احتضن يداها بين يداه وشعر بحررارتهما التي تولدت فورا من قربه
منها هاتفا بموافقة
تصدقي دي أحلي حاجة قلتيها أنا مستعد جدا نبدأ من الاول وجديد بس اهم حاجة متبعديش عني
لأول مرة تشدد على احتضان يداه بين يديها مما جعل قلبه يخفق داخله من غرامه بها في تلك اللحظة فقد شعر الآن بمدى احتياجها لوجوده بجانبها ثم أكدت على كلامه وقالت الكلمات التى أراحت صدره
مش هبعد خلاص يا آدم بس محتاجة منك حبة تنازل شوية ممكن
أغمض عيناه وهو يتنفس أنفاسا من هولها وصل زفيرها إليها ثم فتح عيناه وطلب منها راجيا
طب ممكن منتكلمش في الموضوع ده دلوقتي واوعدك إني هفكر فيه وهشوف همشي إزاي بس دلوقتي عايز فترة نقاهة اعيشها معاكي بدون زعل بدون اختلاف بدون خناق
لم تعانده تلك المرة كما أنها فكرت كثيرا أن تستغل حبه لها لصالحه قررت أن تسحبه لدنيا الصلاح والتقوى بالهدوء والسکينة وليس الإكراه فكرت في الأيام التي جلستها كثيرا وحدها حتى اهتدت لأن تسحبه لذاك العالم بحبها وليس بنفورها فهو لم يأتي بالعناد مهما كان ثم بادرت لأول مرة منذ أن عرفها بالاقتراب وهي تحتضن وجنته بين يديها مما جعل داخله ثائر غير مصدق عزفت على أوتار قربها منه دغدغت مشاعر الصبر في الاقتراب منها لديه من مجرد احتضانها لوجهه فقط وهي تهمس له
موافقة يا آدم مفيش زعل ومفيش خناق ومفيش بعد كمان
اتسعت مقلتيه بذهول من كلمتها الأخيرة ثم أمسك يدها وساعدها على القيام والوقوف أمامه وهو يتسائل بنبرة متعجبة
انت قلت ايه دلوقتي !
وأكمل وهو يجيب على حاله أمامها
قلت مفيش بعد صح
هزت رأسها بابتسامة خجلة فهي تحدثت مع سكون اختها وقصت عليها كل شئ والأخرى ڼهرتها بشدة من عدم اعطائها لزوجها حقوقه وكيف أنها متدينة تعرف الله وتتمنع عليه بتلك الدرجة
وفهمتها أن قرب الزوج من زوجته حقا شرعيا له حتي لو اختلفا على نقاط في مسار طريقهما ولكن حقه الشرعي ليس لها الحق في منعه إياه منه ونبهتها ان ذنب النظرة منه لامرأة غيرها سوف تصب على رأسها هي لأنها حرمته وهو يريدها
رأى رغبتها به في عينيها لأول مرة لم يصدق حاله الآن مكة
راغبة به يالها من لحظة لاتنسي لحظة يريد أن يوثقها الآن بختم العاشقين ويحتفظ ببهاها بين ثنايا قلبه
ثم سألها وهو ينزع تلك المنشفة من على رأسها حتى انسدلت خصلاته على ظهرها بهوجاء أعطتها شكلا جعله راغبا بها وهو يدفن يداه بين رقبتها ويتحسسها برغبة آذابتها
يعني مستعدة نعيش مع بعض زي اي اتنين متجوزين طبيعي دلوقتي
أغمضت عينيها من شدة خجلها وهي تهز رأسها للأمام دون أي كلام فهي متوترة في قربه الآن تشعر بأن قدميها لم تستطيع الوقوف أمامه ومشاعرها تتخبط داخلها وجسدها مفكك من اقترابه وهمساته ولمساته
فهو الآن يملك سعادة العالم أجمع ثم أنزلها أرضا وهدأ من أنفاسه الثائرة داخله ثم همس بعيناي راجية
بحبك ونفسي أسمعها وشفايفك بتنطقها
قررت أن تعترف بها الآن فهي بالفعل عشقته مثله وتريده مثله فقالتها وهي لم تقوى على النظر في عينيه من خجلها
ب ح ب ك
ظل ينظر إليها ولم يستطيع التحدث فقد ثار القلب وهدا في آن واحد وتضاربت المشاعر داخله
ظل القابع بين أضلعه الآن ثائر ويطالب بالمزيد منها لم يتخيل أن لنطقها سحرا جذابا سيلقى به في أعماق هواها أكثر من ذي قبل
ثم سألها بأنفاس متلهفة لأن ينالها الآن بكامل رضاها
يعني مش خاېفة دلوقتي ومش هتلوميني تاني وتزعلي
حركت رأسها برفض وتمتمت بخفوت
له مخيفاش انت جوزي وحقك علي الطاعة واني ممنعكش من حقوقك
حزن لردها ثم نطق بملامة
مكنتش عايز الرد كدة يامكة
ثم داعب وجهها بأنامله
متابعة القراءة