رواية من نبض الۏجع عشت غرامي (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
أحاسيس حسيت بيها من مجرد خمس دقايق وقفتهم وياها ولا لمعة عنيك وإنت بتتحدت عنيها دي لوحديها بتحكي حكاوي ياصاحبي
ثم أخذ الكرسي وأداره وجلس مستندا على مسنده بكلتا يداه مرددا بتركيز
أني عايز أعرف وأفهم كل حاجة وأعرف احساسك ده بيمثلك ايه وحالتك الأسبوع ده كلياته وتفكيرك كان عامل ازاي وخلي بالك كل كلمة هتقولها هتفيدك في حالتك المحيرة دي اللى ملقينش ليها حل واصل
ثم نطق بروح منهكة
لما شفتها واتحدت وياها كاني كنت في القپر وحاسس بضلامه ولما تاجي على بالي أحس بشعاع النور دخل عليا وأحس بنبض قلبي الموجوع على حال صاحبه بيتوحع أكتر ونفس اللحظة أحس إني عايز أروح لها وأتكلم وياها وأتوه في تفاصيل ملامحها أكتر بس خاېف أظلمها معاي وأنا طريقي صعيب عليا ومعرفش فيه حل واصل ياصاحبي
جمييييل جدا ياعمران احساسك ده إنت قلبك بدأ ينبض بالحب والعشق وطالما إكده اخلق من ضلمة القپر نور ده ربنا سبحانه وتعالى نوره لنا بالقرآن وإنت كمان سيب نفسك وسيب نور العشق يحتل قلبك وانسي اللى إنت حاسس بيه واخلق من ضلع الۏجع غرام يمكن لما العشق يزور قلبك ينسيك إحساسك وحالك وتشفى ياصاحبي من الوهم اللى إنت عايش فيه
طيب إن مشيت ورا قلبي وحبيتها واتجوزتها وبعدين دخلت الچحيم اللى أنا عايش فيها ايه هيوبقي موقفي ساعتها عاد !
صدقني وقتها هبقى بندب ح بسك ينة تلمة وبد بح ها وياي والله أعلم ساعتها هتتحمل عاد ولا مش هتتحمل
بنبرة قوية ومشجعة أجابه محمد
لع ربك خلاف الظنون وبيخلق في قضاه ألف رحمة وصدقني الدكتورة بنت أصول ومتربية والعيبة متطلعش منيها واصل هي معانا في المستشفى بقالها سنتين ومعاملتها زينة ومشفناش منيها الغلط ولا لاحظنا عليها الكبر أبدا ولعلمك هى شبهك وشبه طباعك خالص ياعمران
كيف يعنى طباعها شبه طباعي
أجابه بتوضيح
ملتزمة دينيا ومبتسمحش لحد يقرب منيها ولا بتهزر مع أي حد وجد في شغلها وبتحبه جدا وبتأديه زي ماقال الكتاب وبتعامل المرضى كيف مايكونوا من أهلها وبتساعدهم معنويا وبتحفزهم على الشفا وغير إكده معاملتها كيف السيف مع أي دكتور إهنه ومش من النوع اللى بيخضعوا بالقول ولو حتى للمدير ذات نفسه وإنت بردك ملتزم وتعرف ربنا وبار بوالدك ووالدتك وفوق ده كلياته راجل بمعنى الكلمة ياعمران علشان إكده ربنا هيخرجك من صراعك على خير لأنك بتثق في ربنا ومسلم له أمرك وعمرك ماعترضت على حكمته في اللى بلاك بيه
أول مرة أحس بأنه انسحب إلي عالمها ذلك العالم الذي افتقده كثيرا وأحس بالحنين إليه مرات ومرات فتحدث منتويا على الدخول لعالم السكون قائلا
خاېف أدخل لها غلط تفتكرني من إياهم وألاقي منها صد يقفلني من أولها
قوس محمد فمه بانزعاج وهتف باستنكار
وه كيف عمران المهدي يقول إكده عاد ! ده إنت مجرد وقوفك قدامها بس يسحب أنفاسها متقلقش خش بقلب جامد وصدر مفتوح وبعدين إنت ناوي الحلال ياصاحبي ومنتاش من إياهم اللى بيلعبوا بعقول البنات وبعدين يسيبوهم ويخلعوا انزل وروح قصادها وإنت هتلاقي الكلام حضر والأسباب اتوجدت وكلمة بتجر كلمة مبتسمعش واصل عن حديث المحبين كيف بيبتدي !
من نظرة وابتسامة وكلمة والسلامة وحاجات كتيرة ياما هلحنها لك عاد بقي
قهقهه عمران حتى أدمعت عيناه من طريقته في الكلام وأردف وهو يحمل مفاتيحه كي يهبط إلى الأسفل ويبدأ أولى مراحل الوصول لعالم السكون
كانك ملحنتهاش لسه روح ياشيخ إلهي ربنا يرزقك باللي توقع قلبك وتشحتفه كمان
ضحك هو الأخر وتحدث وهو يمسك بتلابيب حلته الطبية
لع هو أني شبهك إكده أني خلاص وقعت وعيني سهمت على حبيبها ومش بس إكده ده أني خطيت أول خطوة كمان
رفع عمران حاجبه باندهاش
كيف إكده ومن وراي ياخاين ! انطق مين دي بسرعة
مط محمد شفتيه وأجابه بمرواغة
بعدين هحكي لك امشي بقي علشان ورايا مكالمة مهمة مع حد قريب لقلبي
اتسعت مقلتي عمران وهتف بنبرة مندهشة
وكمان أخدت رقمها وبقيت تكلمها ! أه منك مطلعتش سهل واصل وعامل نفسك غلبان ولا ليك في الطور ولا الطحين
وتابع كلماته وهو يخرج من الباب منتويا المغادرة
أني ماشي علشان هشوف هعمل إيه وبعدين نشوفوا الموضوع ده يامكار إنت
ألقى كلماته وتركه يبتسم عليه وهبط للأسفل يفكر في حيلة يبدأ بها في الحديث مع سكون وفي لحظة تذكر شيئا ما جعله يهرول بأقدامه كي يصل إليها
وجدها تتناول قهوتها في هدوء يشبهها وقف يتابعها ويراقب حركتها من بعيد رآها تقترب بأنفها وټشتم رائحة القهوة بتناغم وانسجام وهي تحتضن ذاك الكوب بين كفاي يداها الصغيرتين كم أثرته تلك الحركة وجعلته يتمني لو كانت كفاها بين كفاي يداه ويشعرها بالدفء الذي تشعر به من قهوتها
كان ينظر إليها بشغف كى يرى علامات وجهها ويفسرها وحدث حاله بانتشاء
جميلة أنتي تلك السكون فبسمتك تعطي املا لفاقده وهدوئك راقي
أتوه في ملامحك كي أكتشف ماورائها وأفسر معالمها فالبسمة تعطيكي بهجة وتعطيني راحة والنظرة البريئة تزين وجهك وتعطيني حافز كى أتقدم والهدوء النفسي والهالة التى تحيطين بها حالك ككل تحدثني قائلة تقدم عمران واذهب إليها فهى تشبهك وأنت في احتياجها هي فقط ليس غيرها ففيكي سأختصر كل نساء العالم سكون وأجعلك بهم كلهم
ساقته قدماه إليها ثم ألقى السلام عليها وهي تعطيه ظهرها
السلام عليكم ورحمه الله هي القهوة طعمها يشهى للدرجة دي يادكتورة
قبل أن تراه وتعرف من المتحدث انطلق لسانها ڠصبا عنها
عمران ! احمم أقصد وعليكم السلام ورحمه الله
قالت سلامها وهي تدير وجهها إليه وتابعت بخجل لتسرعها
لع بس دي خصلة فيا بحب أشم ريحة القهوة أصل ريحتها بالنسبة لي عاملة شكل الإدمان تلقائي إكده بعمل الحركة دي
أماء بوجهه باستحسان وأردف
ميعملش الحركة داي إلا كائن إحساسه عالى وبيحب الهدوء ومدي للقهوة قوانينها الصحيحة في شربها
بوجه مندهش تسائلت
كيف يعني مفهماش! هي القهوة ليها قوانين لما تتشرب
ربع ساعديه أمام صدره واستند
بجزعه علي الشجرة مجيبا
وه كانك متعرفيهاش ! عموما هقولك أني عليها أولها إنها مينفعش نشربها واحنا مشغولين إكده مش بنحترمها لاااا نشربها واحنا بنختلس من الزمن لحظات هدوء تليق بوجودها بين كفوف اليد وتاني حاجة نشربها واحنا بعيد عن الضوضاء علشان نعرف نستمتعوا بريحتها وهي هتاخدنا معاها لعالم جميل عميق زي ساعة العصاري إكده بنخلصوا مشغوليتنا ومسؤليتنا ونقعد نرتاح هبابة فالساعة دي معروفة إنها الراحة المحببة للبني أدم من متاعب يومه
تعمقت النظر في عيناه دون قصد منها أو إرادة فقدت النطق لما تسمعه أذناها في حضرة معشوق الروح
وحدثت حالها وهي تسمعه
كفى عمران لقد تخطيت قوانين العشق والغرام لأجل عيناك
فقد أنهيت رسم غرامك بجميع الحروف والكلمات فكل الكتيبات صارت جميع سطورها عمران
قبل أن تحادثني وكنت أعشقك لحالي كنت مغرمة والآن بعد أن دوى صوتك في أذناي صرت هائمة عاشقة متيمة
لاحظ نظراتها وشرودها وفهم معناها بل واقټحمت أوصاله من أجل صدقها لم يريد إحراجها ولا أن يشتت تركيزها بكلامه
فجذب الكرسي الموضوع أمامها محمحما باستئذان
تسمح لي أقعد عايز أستفسر منك على حاجه إكده بخصوص أختي أنا سمعت انك دكتورة نسا وتوليد
انفرجت أساريرها فعمران بذاته يستئذنها أن يجلس معها
هدأت من توترها ولملت مشاعرها المبعثرة في حضرته وأجابته بموافقة
اتفضل
أني لسة شوية على ماأطلع أمر على المرضى
جلس مقابلتها تحت ظل الشجرة وأردف متسائلا كي يخلق معها حديثا فهو مستمتع جدا بجلسته معها
أختي الكبيرة حامل وقربت تولد فاضل ليها تلت شهور وتقوم بالسلامة وبتابع في حملها مع دكتور وأني مضايق من الحكاية داي ايه رأيك أجيبها تتابع إهنه وياكي وكمان انتي اللى تولديها
نال اقتراحه إعجابها وأبدت رأيها بصدر رحب
أه طبعا معنديش مانع هاتها والأجهزة اهنه حديثة وأني بعمل متابعات كتيرة لستات المركز بيجولي كتير بس ده ميمنعش إن المتابعة مع الدكتور بتاعها حاجة مش حرام
تبدلت ملامحه لانزعاج وهتف
كيف إكدة معنديش حريم تنكشف على راجل غريب حتى لو قديس عاد ! وده طبع فيا الكل يعلم بيه وأتمني ناس تانيين ياخدوا بالهم منيه علشان أنا غيرتي على اللى مني صعيبة قووي
دقات قلبها تهتز پعنف من تصريحه المخبأ فهو أعلنها أمامها أن تأخذ بالها من غيرته بل وتمنى ذلك أممن الممكن سكون أن يكون عمران وقع أخيرا في هواكي وأصبح يتمنى جلوسه معكي
اهدأ قلبي واترك العنان لعيني ولساني يتشبعان من جلوس العمران
لاحظ نظراتها التائهة والمندهشة فأحب مشاغبتها مرددا
وه هو إنتي عادتك السرحان إكده علطول يادكتورة
خجلت بشدة من تلميحاته وأردفت
بتوتر
لع عادي مش سرحان ولا حاجة
رفع حاجبه وأكمل مشاغبته
الله حاسك متوترة وحاجة مخلياكي مش على بعضك
فركت أصابع يداها من محاصرته لخجلها وأردفت بتلقائية
وه ياعمران مفيش حاجة عاد
زينت البسمة وجهه وهتف وهو ناظرا بعينيها
عمران طالعة منيكي حلوة أوووي وكانك تعرفيني من زمان وأنا حاسس بإكده
أدارت رأسها جانبا بخجل وكان السكوت علامة الموافقة على كلامه
لاحظ خجلها الشديد وسكوتها على كلامه ومن هنا تيقن عمران بعشق سكون له وقرر بدأ شرارة العشق لها فبادر بطلبه بشجاعة
طيب ممكن تديني رقمك علشان اتواصل معاكي لما أجيب أختي وأجيلك إهنه علشان المتابعة وقبل ماترفضي أو تعترضي لازم تعرفي إني هكون أمين عليه ومهضايكيش ولا مرة
نطقت شفاها الرقم بشجاعة فهي تمنت تلك اللحظة من سنوات وأخيرا استجاب رب السماء لها وقرب منها عمران وأصبحا على مشارف أبواب العشق وبعد أن أملته الرقم تحدثت بثقة
وان مكنتش هثق فيك انت هثق في مين
ودت أن تكمل كلامها وتقول له لقد أعطيتك قلبي وسكنته وأغلقت عليك بمفتاح أقفاله ضاعت في بحر الهوى ولم يعود مهما طال الزمان ولكن لن تفعلها سكون فمهما كان
حبها له وغرامها به لن تبادر هي الأولي بالاعتراف فهي وعدت حاله أن تتحمل عڈاب عشقه حتي لو طال سنينا ولا أن تبادر هي فكرامة الأنثى داخلها لن تتنازل عنها
أما هو دون الرقم بأصابع منطلقة وكأنه يدون عقدا من الماس ثم انتصب واقفا وانتوى المغادرة
أنا سعيد جدا إني اتكلمت
متابعة القراءة