رواية من نبض الۏجع عشت غرامي (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
نظرت إلى الكاميرات مباشرة وشعر للمرة الثانية بالڠضب الشديد الذي لم يفسر معناه إلى الآن
أما هي ابتسمت على مشاغبة ابن عمها وأصبح الآن الذراع الأيمن لماهر في مكتبه
جلس جاسر أمامه مرددا بامتنان
مش عارف أشكرك إزاي يامتر على المكافأة مكنش ليه لزوم نكلف سعاتك يافندم
أدار بالكرسي يمينا ويسارا وهتف
حسس جاسر على صدره وهو يردد بامتنان
كله بتوجيهات سعاتك يافندم وكلها حاجات اتعلمناها منك أنت الأب الكبير لينا ياماهر باشا
اتفضل يامتر دي قضية العمال اللي انفصلوا من مصنع الحديد والصلب اجبارا لان الشريك اللي أخد المصنع مش عايزهم عايزك بقي توريني همتك وترجع للعمال دي حقها ومكانها في المصنع وعايزة اعرفك على حاجة كمان إن القضية دي مفيهاش أتعاب العمال دول غلابة وقصدوني وكانو هيبيعو اللي حيلتهم علشان يوكلوني بس أنت عارف لينا قضيتين تلاتة في السنة لله واني حابك تاخد إنت الثواب وكمان القضية دي لو كسبتها هتفتح لك
أخذ منه الملف واحتضته بين يداه بسعادة غامرة وردد
متقلقش يافندم هبذل قصارى جهدي وبإذن الله هرجع للعمال دول حقوقهم على داير مليم والله المستعان ومننحرمش من كرم سيادتك يافندم
ثم أكمل حديثه مستئذنا
هستئذن اني تؤمرني بحاجة تانية ياباشا
لا اتفضل على مكتبك تابع اللي معاك ومتشغلش وقتك بشغل المكتب هخلي رحمة تكلف كل واحد بقضيته ومتنساش الميتنج بتاع بالليل مع الدكتورة عاليا ميعادنا النهاردة
استمع إليه بتركيز ووعده بأنه لن يتأخر ثم انصرف وأغلق الباب خلفه استند ماهر بجسده على الكرسي وهو يدلك رأسه من الم الصداع ثم لفت انتباهه رؤية جاسر ورحمة يتحدثون بابتسامات عريضة على وجوههم ومن حركة شفاه لها استنتج أنه يداعبها وهي تستجيب لخفة ظله معها ولكن هو ابن عمها وفي منزلة أخيها لذالك لن يقدر على محاسبتها أو ملامها أحس بوخزة في قلبه وعيناه ترتكز عليهما ولم يستطيع تفسير تلك الوخزة ظل منتبها معهما حتى غادر جاسر وعادت هي الي عملها وجد نفسه يرفع سماعة الهاتف مرددا بصوت متعب
شعرت بالإجهاد في نبرة صوته فتركت مابيدها ودلفت إليه وجدته مسترخيا على الكرسي مغمض العينين بإرهاق فوقفت أمامه مرددة
حضرتك كويس يافندم
أجابها وهو على وضعه
لا مش كويس اتفضلي اقعدي
عرضت عليه مساعدتها
تحب أساعد حضرتك بحاجة معينة
ردد بتعب
اه عايزك تطلبي الصيدلية وتجيبي حبوب للصداع وكمان هاتي الحبوب داي
وكوباية قهوة كمان لأن دماغي مش مظبوطة وحاسس بالإرهاق
انفتح فاهها على وسعه وتسائلت بدهشة وهي تقرأ محتوى العبوة
هو حضرتك بتاخد منوم يافندم دي غلط على صحتك جامد يامتر
فرك جبهته بيداه و أجابها
معرفش أعيش من غيرها يالا بسرعة علشان مش قادر
اعترضت رأيه ورددت بنصح
هجيب لحضرتك القهوة وحبوب الصداع لكن المنوم لا
اعتدل بجلسته وهتف منزعجا
ايه اللي بتقوليه ده ياأستاذة إنتي هتفرضي عليا أوامر ولا ايه ! اتفضلي على مكتبك ونفذي اللي قلت لك عليه
اعترضت رأيه ونطقت بتعقل
أنا مديرة مكتب حضرتك ومن واجبي إني أحافظ على صحتك وحضرتك إكدة بتدمر صحتك
تأفف من ثرثرتها وأشار إليها مرددا
يوووه من كلامك الكتير اللي ملهش عازة واصل طب بسرعة هاتي الحبوب والقهوة اعمليها تقيلة ومتتأخريش علشان دماغي هتتفرتك
رأت أن تقترح عليه اقتراحا جال ببالها
طيب أني عندي اقتراح ايه رأيك حضرتك تعمل لك ركن اهنه في المكتب ويكون فيه سرير نجيب مهندس ديكور يظبط لك الدنيا وقت ماتحس بالتعب والارهاق ترتاح ساعة وتقوم نشيط بدل العلاجات عمال على بطال داي
نظر إليها بتفحص وهتف بتعمق قاصدا ارباكها
للدرجة دي خاېفة عليا وعلى صحتي ياآنسة
توترت من سؤاله ولكن تماسكت كي لا يظهر توترها وأجابته
طبعا ده حضرتك خط المحاكم ولازم نحافظ على صحتك ده إنت أستاذنا ومنك بنتعلم أصول المهنة
رفع حاجبه معجبا بردها المغلف بالفطنة ثم أشار اليها بموافقة على ردها ثم طلب منها قهوته خرجت من مكتبه وهي تتنفس الصعداء وتنطلق أنفاسها الحبيسة في وجوده فهي تشعر كأنها مسؤلة عنه ولا تريد له الأذية ومن الواضح أنه وحيدا ليس له زوجة كما علمت أن زوجته ماټت منذ عامهم الأول وليس له أما أو أبا
ويبدوا عليه التشتت لذلك التمست له أعذار لجموده أنهت تحضير قهوته ودلفت إليه بالدواء والقهوة ثم وضعتهم أمامه ورددت
أجيب لحضرتك حاجة تانية يافندم ولا اكده تمام
سألها عن طلبه منها فقد تركها شهرا بأكمله حتى أنهت امتحاناتها
مقلتليش ردك على طلبي موافقة ولا لا
استدعت الهدوء واصطنعت أنها لم تفهم شئ وسألته باندهاش مصطنع
طلب إيه يافندم حضرتك أني لسه جاية النهاردة ومكنتش موجودة اهنه من شهر ومفكراش حضرتك طلبت مني ايه
نظر إليها بنصف أعين فحقا ماكرة أنتي تلك الأنثى وعقلك عقل امرأة محنكة وليست بنتا صغيرة ليس لها في مكر النساء فتحدث
تمام هعمل نفسي مصدق انك مفكراش وهفكرك مرة تانية عايز أعرف ردك على لما طلبتك للجواز استنيتك كتير بس قلت علشان امتحاناتك وأهه أديكي خلصتي على خير
توترت من عرضه مرة ثانية ودق قلبها نحت مكرها جانبا وتحدثت بلسان الأنثى التي تود أن تعشق تود أن ترى اللهفة في عين حبيبها لها تود سماع كلمة أحبك لديها أحلام الفتيات تريد حكواها لأميرها فهو يريد أن يحرمها من كل ذلك لاااا لن تستكين ولن تهدأ حتى تسمع أذناها تلك الكلمة وتطرب قلبها بها وليس فقط بل ستشعر بها كل لحظة في همساته ولمساته ونظراته فتحدثت وهي تتأنى ۏجعا استشعره من كلامها
خاېفة أوافق أندم على موافقتي وخاېفة أرفض أندم بردو على موافقتي إنت ناضج
جدا وأني لسه في مرحلة الاحتياج إنت احتياجاتك غير احتياجاتي تفكيرك مختلف عن تفكيري وفي نفس الوقت مش قادرة أرفض
واسترسلت حديثها وهي تخرج كل مافي قلبها بصدق أحس به
أني صادقة جدا في مشاعري وفي كلامي ومش حابة اللف والدوران علشان بحب الوضوح وخاصة في البدايات
كلمة واحدة منك تخليني أوافق وكلمة تخليني أرفض
انتابه شعور ېهدد الحصار الذي وضعه حول أعضاء الحس لديه وبالتحديد قلبه فقد وعد نفسه أن لايعشق امرأة ولا يسمح للعواطف أن تقترب من أسواره مرة أخرى وحاولت معه نساء غيرها ولكن لم تجدي محاولتهن نفعا وخاصة أنه كان صريحا مع جميعهن أما تلك يشعر أمامها بأنه ليس رجلا قارب على مشارف الأربعين كان متفهما لكل كلمة قالتها فأشار إليها بعينيه أن تكمل فتابعت هي
ايه احساسك من ناحيتي ياماهر
استمع الى اسمه من بين شفتاها من غير أي ألقاب يا الله وكأنه لم يسمع اسمه بدون ألقاب منذ أن كان طفلا من شفاه امرأة غير والدته كم كان له لذة أعطت روحه راحة حين سمعه منها لم يجيبها على سؤالها لانه تعمق في ملامحها وحركة شفاها وهي تنطق اسمه ويعيده في ذاكرته أمامها أما هي فسرت سكوته بأنه رافض حتى مبدأ الحوار في ذاك الموضوع وقررت إعطائه هدنة قبل الانقلاب عليه وقامت من مكانها وهي تردد بعملية ستجيب لها وفضل اللعب مع أصحابه شبه ذلك بذاك الموقف منذ قليل ومن بعدها يندم على عدم تمسكه بالفرص التي تحيي قلبه ولكنه قرر إعطاء هدنة الآن لنفسه وبعد قليل من التفكير خرج من هالة الحنين وعاد إلى صلبه وجموده مرسومين على ملامحه وترك قلبه وأمره بيد رب العباد يقلبه كما يشاء فأنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد
مرت الأيام وكل في ملكوته هائم الى أن جاء اليوم المنتظر كتب كتاب عمران وسكون ذاك اليوم الذي سيشهد قلب السكون فيه انتصارا عظيما حققه لها رب العباد كانت ترتدي فستانا باللون الأبيض القاتم ويزينها حجابا بنفس اللون وعلى رأسها تاجا من الورود ووجهها مزين بالمكياج الذي تضعه لأول مرة كان جمالها هادئا غير مفتعلا كان الجميع يجلسون حولها يهنئوها ويرددون التكبير عليها بأعين تلمع حبا
أما عند عمران ارتدى هو الأخر قميصا باللون الأبيض وبنطالا باللون الأسود ومصففا شعره لأعلى بعناية وضع البرفيوم الخاص به بغزارة وارتدي ساعته ذات اللون الأسود المحببة إلى قلبه وهبط الأدراج وجد الجميع ينطلقون بالزغاريد فرحة بوحيدهم عمران وانطلقوا جميعا وبجانبه صديقه محمد الذي لم يتركه من بداية موضوعه
سمعت سكون وأهلها وصولهم بالتهليل والزغاريد المتعالية التي هزت أرجاء القرية
دق قلبها كثيرا وشعرت بأن قدماها لم تستطيع
حملها بالرغم من نحافة جسدها الا إنها من شدة التوتر خجلة
صعدوا جميعهم وبدأوا بالتسليم والمباركات والجميع فرح لتلك الزيجة التي أدخلت الفرح والسرور على قلوبهم عدا تلك الوجد التي وقفت تتآكل سكون بعينيها وتود أن تلتهمها وتتخلص منها كانت تنظر إلى عمران بعيناي يكسوها الحزن وقلب مولع من حرمانها منه
استقر الجميع في أماكنهم بعد التسليم والمباركة ثم بدأ المأذون خطوات الزواج في موقف يهز القلوب سعادة وفرحا من جماله
أما عند سكون في الداخل كانت تجلس وسط اخواتها تشعر بالسعادة الطاغية على معالم وجهها فتحدثت مكة إليها بسخط
كان لازمته ايه الميكب اللي داهنة بيه خلقتك ده يالا عاد عدي سيئات كتييير لحد الليلة داي متخلص ياسكون هانم
ضړبتها مها بخفة على كتفها وهتفهت لها بامتعاض
الملافظ سعد يادبش إنتي الليلة كتب كتابها ومهتخرجش من الدار ومفيش حد هيشوفها يابقرة إنتي اكتمي عاد ومتبوظيش فرحتنا هي داي الف مبروك بتاعتك !
أشاحت برأسها بامتعاض مماثل ورددت بتعليل لرأيها
وهو المأذون مش راجل ولا الرجالة اللي ماليين المكان برة دول عيرة وكلهم محرمين ياست مها انتم حرين هه اللهم بلغت وعميلت اللي علي
مبروك ياحبيبتي ربي يتمم لك على خير ياست البنات يابدر منور ياعمري إنتي
رفعت مها حاجبها باستنكار قائلة
والله ماكان من الاول يختي بدل سم البدن بتاعك داه ياللي مبتفهميش إنتي
اخرجت مكة لعابها لها كي تغيظها وهتفت بحاحب مرفوع
ملكيش صالح ياللي حاطة نقرك من نقري عاد هو أني عدوتك ياخيتي ولا حاجة
مطت مها شفتيها بامتعاض واردفت
والله يمكن بغير منك علشان إنتي أحلي مني ولا ايه عاد ياشبر واقط ع إنتي
نفضت سكون يداها پغضب من نقار كلتاهن الذي لم ينتهي وهدرت بهم
وه هو داي وقته إياك منك
ليها هتجننوني النهاردة كتب كتابي ياللي مبتفهموش ودماغكم متركبة شمال حرام
متابعة القراءة