رواية من نبض الۏجع عشت غرامي (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

عليكم اسكتوا بقي 
ربتت مها على ظهرها بحنان وهدأتها قائلة 
خلاص ياعروسة متكشريش بنفك التوتر والخجل اللي مالي وشك وخلناكي نسيتيه اهه 
الف مليون مبروك يابتي ربنا يجعله عريس الهنا والسعادة ياحبيبتي يالا ياغالية علشان تمضي المأذون واقف على امضتك 
هزت رأسها برفض قاطع وهي تهتف 
له ياماي مهخرجش قدام الخلق دول كلياتهم خليه يجيب دفتره وياجي اهنه واني همضي 
اتسعت مقلتي ماجدة وهتفت باستنكار
وه عايزة المأذون يدخل اوضة البنات يامخبولة إنتي يالا اخرجي قدامي بلاش دلع بنتة عاد 
خرجت معها أختها معها وهي تشجعها
وصلت إليهم وهي تلقي راسها أرضا من شدة خجلها وما إن رأتها زينب حتي قامت إليها واحتضنتها بحفاوة ورددت وهي تربت على ظهرها بسعادة
مبروك يامرت الغالي عقبال الليلة الكبيرة وتنوري داره ياغالية 
بادلتها سكون الاحضان بخجل وهي ترد عليها 
الله يبارك فيكي ياماما الحاجة منحرمش منيكي ولا من طيبة قلبك 
ثم خطت سكون ناحية الدفتر وعلامات الخجل على وجهها تغمره كألوان الطيف 
بسم الله الرحمن الرحيم
لاإله إلا الله وحده لاشريك له يحي ويميت له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
البارت العاشر
من نبض الۏجع عشت غرامي
بقلمي فاطيما يوسف
حبيباتي عايزة اقول لكم إن البارت ده بالذات كتبته بإحساس ومشاعر وتعمق كبيييير أوووي وأنا براجع البارت وبصححه استغربتني كنت بكتبه إزاي بالدقة دي فياريت متبخلوش على فاطيما اللي بتسعدكم وملتزمة معاكم في النزول بالتفاعل هسيبكم مع البارت قراءة ممتعة ياحبابيي 
درست في الدنيا على يد الظروف أربع مواد 
الحب الأصحاب الأقارب والزمن عندما يدور 
الحب 
يعطي للغريب بلاد ليست بلاده والعاشق الذي يطغى قلبه على عقله يصبح رماد 
الصاحب 
الذي بينك وبينه ملح وزاد أخلص له لكن كن حذر حتى لاتباع يوما بالمزاد 
القريب 
أعطه حقوقه واحفظ خط الابتعاد فكن بعيدا تصبح في عينه نجما أصيلا كالجواد 
أما الزمن عندما يدور 
إن كان ضدك وعلت عليك أرخص العباد لا تحزن وترتدي السواد 
عش يومك واجعل الأمس ماټ 
مالك ياعمران ! ايه اللي عميلته ده 
فرك عيناه بحدة ثم نظر إليها بعينين قاتمتين ومن يراهم يبدو عليهما أنها تخرج ني ران منهم 
مالي في ايه اني تمام اهه إنتي إللي مالك بتتكلمي معاي بطريقة صعبة إكده ليه 
فتحت فاهها بدهشة من طريقته المتغيرة من رمشة عين وانتباهتها
إنت مش عارف عميلت ايه !
وأكملت عتابها 
سر التغير المفاجئ ده وعيونك بتطق شرار إكده ليه 
فرك جبهته بتعب بان على معالم وجهه ثم حمل هاتفه واستأذن منها معللا
معلش أني تعبان شوي هستأذنك هروح وهبقي أكلمك 
وقفت مصډومة من رد فعله التي تغيرت في لحظة واحدة وعلامات وجهه وطريقته ونبرته التي تبدلت كليا واقتربت منه ورددت بقلق 
تعبان كيف يعني ! إنت كنت واقف ميه ميه دلوك ايه اللي حوصل فجأة إكده !
ثم أدارت جسدها وأعطته ظهرها وهتفت ودمع العين يلتمع داخل عيناها
هو اني طلعت فيا حاجة مش عاجباك أو عميلت حاجة زعلتك مني عاد قولي إحنا لية في البداية ياعمران 
كان واقفا متصنما يسمع عتابها وقلبه يتقطع داخله أحس بأن قدماه تسمرت مكانها ولم يقدر على الحراك وان لسانه ابت لع ولم يعد قادرا على النطق لحظات من العجز يشعر بها وهو واقف مكانه ومتعحب من حاله قوي حاله واقترب خطوة واحدة ولامس أكتافها من الخلف وهو يردد باختصار
لااا لااا مش إكده 
واسترسل كلماته وهو يحمل هاتفه من على المنضدة منتويا المغادرة 
عن اذنك همشي دلوك وهبقى اكلمك 
انصعق داخلها من تحوله من النقيض الي النقيض وخروجه بتلك بالطريقة المهينة لها شعرت بأنها في عالم أخر لم يستطيع حدسها أن يصدقه لقد تركها عمران في أول نصف ساعة من كتب كتابهم تركها باكية متعجبة مندهشة تركها ټضرب بعقلها آلاف الأسباب كي تعذره بها ولم تجد له عذرا واحدا غير أنها لم تعجبه ولم يسترح لعناقها بل والأدهى طريقته المهينة التى تعامل بها معها فقد أزاحها وكأنها رثا
ارتمت مكانها على الأريكة ودفنت وجهها بين يداها وداخلها يتحسر ألما ويحدثها غرابة 
كيف لك أن تفعل بي هكذا عمراني 
هل شعرت بالاختناق حين اقتربتني أم شعورا بالنفور مني بين يداي !
هل عطري وأنفاسي أشعرتك بالغثيان كي تبتعد عني وترميني كالخرقة البالية التي تشمئز منها الأعين أم ماذا عمراني !
كنت بين يداك في لحظة أشعر من فرط سعادتي التي وصلت عنان السماء وعلى حين غرة القيتني إلي سابع الأرض دون رأفة بحالي العاشق لك 
ألم تعجبك سكون عمران أم ماذا وجدت في قربها 
آلاف من التساؤلات والتخيلات كل ذلك والدموع تنهمر بين يداها تسقط كالأمطار من فرحتها التي دفنت وقتها 
دلفت إليها
مكة فوالدتها قد دلفت إلي غرفتها كي تنام من شدة إرهاقها عقب مغادرة عمران وأختها الكبرى غادرت هي وأبنائها إلى منزلها اندهشت
اندهشت مكة من كلامها وتسائلت بحيرة
مفهماش حاجة واصل ! يعني عمل إيه ياسكون لده كله 
مسحت دموعها بكف يداها الصغيرتين وأجابتها وهي تومئ رأسها للأسفل بخجل 
طيب مسألتيهوش ايه اللي خلاه يعمل إكده ياسكون 
غمغمت سكون بۏجع امتلأ قلبها وجسدها بأكمله
سألته قال لي تعبان شوي ولمسته كانت باردة وكأن كان بيتكهرب لما مسني وفجأة سابني ومشي واني دموعي على خدي شاف دموعي وقهرتي منه ومسألنيش ومطبطبش علي مقاليش معلش ياحبيبي ولا خفف عني هرب من الأول وسابني لۏجعي يمو تني 
احتضنت مكة وجه سكون بين يداها وحاولت تهدأتها 
طيب التمس لأخيك المسلم سبعين عذرا فإن لم تجد له عذرا قل لعل له عذرا وأنا لا أعرفه يعني هو كان كويس هتلاقيه حس بصداع جاله فجأة وخلاه مش متحكم في أعصابه وقال يمشي احسن أو حاجة تانية تعبته ومحبش يشغلك وياه
ثم فرصتها من وجنتها بخفة وأكملت تهدئتها 
هو أني اللي هدافع لك عن عمران حب السنين إياك ! ولا ايه عاد ياداكتورة داي عمران اللي ياما فوقتك من نومك علشان بتنطقي وبتحلمي بيه ولا لما كنت أدخل عليكي والاقيكي ماسكة صورته وتايهة معاها وناسية حالك والدنيا باللي فيها ولما أجي أكلمك بيبقي هاين عليكي تمسكي في خناقي بسببه اطمني ياقمر انتي وافرحي بكتب كتابك ياعروسة ومتسيبيش حاجة تنغص عليكي عشتك 
حاولت سكون أن تصدق الأسباب التي أدلت بها أختها وهدأت من حالها 
أما مكة جذبتها من يداها تدعوها إلي صلاة ركعتين قبل أن تنام وتدعوا إلي الله أن يهدي قلبها ويقلل من روعها استجابت لها سكون فهي بحاجة إلي قربها من ربها ومناجاته كي يجعلها تنسي ذكرى مريرة كتلك 
أحيانا تواجهنا مواقف يصعب على العقل تصديقها واستيعابها وننكرها بكل الطرق ونكاد نجزم انها لن تحدث مرة ثانية من شدتها ولكن المواقف تعاد من نفس الأشخاص حتي نعتادها وفي كل مرة الۏجع يقل حتى نجزم انها اصبحت جزءا لا يتجزأ من واقعنا 
في نفس الليلة وبالتحديد في الساعة الحادية عشرة مساء كانت تلك الليلة شديدة البرودة حيث كانت الأمطار تتساقط والسماء تبرق لكن كان قلب ذاك العمران مولعا مما حدث ولم يشعر ببرودة الجو ولا بالأمطار الساقطة فوق رأسه حتي ابتل رأسه وهبط خصلات شعره الغزيرة على رأسه بفعل الأمطار وبيده دخان سيجارته ينفثه بشراهة واحدة تلو الأخرى 
وصل إليه صديقه محمد وهو يرتعد بردا وبيده مظلته التي تحميه من الأمطار والأخرى يضعها في جيبه وجد صديقه يجلس في البهو الخارجي لحديقة منزلهم والأمطار تتساقط عليه من كل صوب وحدب 
تحدث بذهول بشفاه مرتعشة
هو إنت ايه مبتحسش يا اخي ! كيف قاعد اكده منيك للمطر والبرد ده من غير أي حاجة للدرجة دي حبها دفاك ودبلتها اللي مزينة يدك خلتك مدريانش 
ثم تابع سخريته بتساؤل
ياترى ايه الموضوع الهام والضروري اللي خلاك تصمم اني أجي لك في الليلة البرد داي 
أشار إليه عمران أن يجلس بجانبه ولكنه صعق مرددا برفض قاطع
وه كانك اتجنيت ياعمران
بيه ! بقي عايزنا نقعدوا في الطل ده ونتحدتوا ولا ايه !
وعهد الله افوتك وأروح لأمي اللي عاملة لنا راكية تدفي العفريت وحاطة براد الشاي عليها وقومتني من الدفا جارها يا هادم اللذات انت ومفرق الجماعات 
وتابع بټهديد 
والله لو ماعملت راكية كيفها و سويت لنا عليها براد شاي لاهفوتك وأمشي منقصاش مرض
هي وأقعد جارك اهنه وأني في عيانين في رقبتي 
التوى فم عمران پغضب وقام من مكانه ودخلا الإثنان الاستراحة وقام عمران بجذب المنقد ورص الأخشاب بجانب بعضها مع مراعاة التهوية وقام بسكب قطرات بسيطة من البنزين ثم أشعل لهيب الأخشاب وامتلأ الدفء في المكان وشعر صديقه براحة اغتالت جسده وبدأت عضلاته المتخشبة من شدة البرد تلين ثم قام بمساعدته ووضع الماء والشاي والسكر في ذاك البراد المخصص
لذاك المنقد 
جلس عمران بجانبه وأخرج علبة السچائر وكاد أن يقوم بإشعالها إلا انه خطڤها من يداه وهو يردد بسخط 
مكفاكش اعقاب السجاير اللي مالية الجنينة برة داي وعمال تحر ق في صدرك وتضر نفسك ناسي انك عريس وداخل علي جواز اياك

ولازم تحافظ على صحتك ولا ايه عاد !
ألقى سيجارته ودهسها تحت قدماه اندهش صديقه من تصرفه ومنظره ثم ربت على ظهره مرددا بحنو مغلف بالقلق
مالك ياصاحبي حالتك حالة اكده ليه ده إنت النهاردة يوم مميز بالنسبة لك طمني عنيك شكلك ميطمنش خالص 
أخذ عمران نفسا عميقا ثم نطق بنبرة متعبة 
قلت لك مهتوفقش والدنيا مش هتظبط وياي طمنتني وقلت لي كلها خرافات وجمد قلبك وأديني أهه جمدت قلبي وحوصل اللي حوصل 
اعتدل محمد بجلسته ووجه كامل أنظاره إليه وتساءل متعجبا
يعني ايه مش فاهم حاجة احكي لي بالظبط ياعمران ايه اللي جرى 
قلب عمران عينيه بإرهاق من شدة التفكير وتحدث بما يجيش في صدره من آلام 
كنت وياها زي اي اتنين طبيعين مكتوب كتابهم وقربت منيها وكنت طاير في السما وفجأة حالي اتبدل واتغير لقتني حاسس بدوخة غريبة وجسمي من جوة بيتنفض وقبل ما أحس پالنار اللي قادت في جسمي زقتها بع نف لدرجة وجعتها 
واسترسل وجعه وهو يدارى عيناه من صديقه خشية أن لايرى الضعف فيهما 
هتقول عني ايه دلوك وأني اتعاملت معاها بمنتهى قلة الذوق والقسۏة !
داي من قبل ماأمشي وأفوتها فكرتني إني قرفان منيها وإنها فيها حاجة غريبة خلتني عميلت فيها اكده أنا حيران ومخڼوق من حالتي اللي مفهمش ليها سبب داي ولا حتي عند الأطبا اني سيبتها ودموعها مغرقة وشها ومقدرتش أطيب خاطرها 
انزعج صديقه من حكواه وحزن لأجله كثيرا ولا يعرف ماذا يقول له ولا يوجد عنده تفسير لأي شئ ولكنه حاول أن يجعله يهدأ وألقى على مسامعه عبارات الاطمئنان التى دوما يلقيها عليه ثم أكمل 
إنت تكلمها دلوك وتحاول تبين لها إنك كنت تعبان وحسيت بالتعب ده فجأة وانك مشيت علشان متقلقهاش ودلوك حالا مينفعش تستني للصبح تفتكر إنها مش في دماغك ولا الحاجات اللي
تم نسخ الرابط