رواية من نبض الۏجع عشت غرامي (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
تاهت في ملكوت خيالها الواسع ملكوت ماهر الريان الذي أهلك قلب رحمة المهدي فذاك الرجل الأربعيني إلا سنوات قليلة أوقع قلب تلك الأميرة الصغيرة فحقا من يرى رحمة يظنها أميرة في وجهها الأبيض وعيناها الواسعتين ذو اللون الأخضر وشفاها المرسومتين الصغيرتين وشعرها المغطى بالحجاب ذو اللون الذهبي ويصل إلى منتصف ظهرها
حلم جميييل حلمت بيه كتيير انك تاجي لحدي وتعترف بحبي ودلوك سمعتها منك بقلبي وخاېفة أفتح عيني ألاقيني بحلم ياماهر
توجع قلبه لأجل تعبها ولكنه ليس بيداه فهو كان في محڼة وابتلاء طالت لياليه وأيامه ثم أكمل مؤكدا لها
لا يارحمة فتحي عيونك هتلاقيني جارك وجاي حداكي لجل ماعترف لك اني خلاص مقادرش على الصبر وانتي واخداني بشقاوتك ومكرك على الحامي ومش مدياني فرصة أتعافى من الماضي
فتحي ماخلاص القلب اتسند عليكي وطالما اعترف يوبقى مهيقدرش يتحمل بعاد أكتر من اكده
فتحت عيناها روايدا روايدا ونظرت جانبها وجدته يجلس مسترخيا نفس جلستها فوجهت أنظارها إليه مكملة بوله وهي تستغل سحر اللحظة وأحضرت شخصية رحمة العاشقة الآن وتركت الماكرة فليس ذاك وقتها ولا مكانها وطلبت منه
تنهد بأنفاس طويلة ثم فتح عيناه ونظر جانبا تجاهها وعيناه سكنت عيناها وتحدث بصوت أجش
يعني مش حساها دلوك يارحمة ولازمن أنطقها تاني
بعينيها المثبتة داخل عيناه هتفت برجاء لقلبه
ما اني حساها من زمان ياماهر بس حقي دلوك اسمعها مرة واتنين وعشرة
ومن فينا متع ذبش ومتوجعش بس ڠصب عني اتأخرت عليكي فيها كنت مستني أجي حدك واني متعافي تماما
اتعافى بيا ومعاي ياماهر وصدقني مهتلقيش في حبك ليا غربة هتلاقيني وطنك كله بجنوده اللي هتحاوطك وقت تعبك ووقت تيهتك
ياه ياماهر أخيرا عرفت إن الفرار من الحب أكبر ډم ار للقلب تعبت قلبي معاك يابن الريان
معلش حقك علي ياحبيبي ومن النهاردة هتشوفي ماهر تاني خالص
طب ايه بقي آجي للحاج سلطان وأطلبك منيه خلاص مقدرش أصبر اكتر من اكده
حركت رأسها برفض قاطع أذهله ثم قالت بتصميم
لا يا ماهر لما تقولها وانت باصص جوة عيوني ساعتها هقول لك هات المأءون مش بس تعالى للحج سلطان
تنهد بتعب من تلك المشاغبة الصغيرة ثم اعترف بها بعشق وهو يستجمع شتاته المتفرق من نظرة عيناي تلك المشاغبة
بحبك
كانت كلمة واحدة نطقها من فاهه ولكنها بمثابة معجم بأكمله كانت أعذوبة وترنيمتها عزفت على أوتار قلبها كانت كلمة ولكن بألف كلمة تحي قلوبا تمنت سماعها كثيرا
كانت كلمة صدى سمعها في أذنها جعل عيناها التمعت بدمع الفرحة
وأخيرا قالها ماهر قال
لها أحبك رحمتي قالها وذاك القلب لم ينفض عن دقاته بعد قالها وتعلق القلب والعقل والجسد والكل
ثم نظرت له بعمق ونطقت شفاها بتمرد جعله يبتسم ويفتخر بها في نفس ذاك الوقت
اني بقي مهقولهاش دلوك ياماهر مهقولهاش إلا لما أبقى في بيتك حلالك ووقتها ساعتها هتحس بلذتها
علشان دي هيوبقى وقتها
وأكملت بابتسامة زينت وجهها الجميل وهي تبسط
يداها أمامه
اهلا بيك في حياة رحمة المهدي هاخد لك معاد مع بابا وهخلي عمران اخوي يبلغك بيه
في المشفى حيث تجلس سكون وصديقتها فريدة جلستهم المعتادة وبيدهم قهوتهم التي اعتادوا عليها ذاك الطقس اليومي الذي لم ينفكوا عنه أبدا فسألتها فريدة
بردك متقوليش ليه كنتي الأسبوع اللي فات ادخل عليكي المكتب ألاقيكي پتبكي ومفلوقة من العياط ياسكون هو أني مش صاحبتك وطول عمري شايلة سرك وكاتمة أسرارك
ارتشفت سكون قهوتها وما إن استمعت إلى سؤالها حتى نطقت وهي تمط شفاها بضيق
يادي السؤال اللي دوشتيني بيه يافريدة قلت لك مېت مرة يا أم مخ تخين إنتي زعلانة على فراق مكة أختي
نفخت فريدة بغيظ منها وأردفت باستنكار
مختومة على قفاي أني علشان أصدق الهبل اللي هتقوليه دي عاد
نظرت لها سكون بزهق منها وبأمر لايقبل النقاش
ممكن منتكلمش في الموضوع دي يافريدة يمكن ياستي حاجة خاصة حوصلت بيني وبين جوزي ومحباش أتكلم فيها ولا أتحدت في خصوصياتنا حتى مع امي اللي خلفتني
وأكملت سكون وهي تذكرها بما اتفقا عليه فهي لم تريد أن تفشي سر البيت التي تعيش أوسطهم وحتى أنها لم تحكي لوالدتها عما حدث حتى لا تعبئ النفوس حقدا من بعضها
هتاجي وياي عند خالتي أم أيمن ولا هتهمليني أروح لوحدي عاد
لكزتها فريدة بغيظ في كتفها ثم قالت بتوعد
ماشي ياسكون هياجيكي يوم ومش هرضي فضولك اللي أني اكتر واحدة حفظاه
ثم حملت حقيبتها وأكملت آمرة إياها
يالا هروح وياكي اني كماني اتوحشتها قووي من ساعة مارحنا نعزمها على فرحك آخر مرة واني مشفتهاش بس تعالي ندخل الكوبيات داي المكتب ونمشي
ابتسمت لها سكون وفعلت ما أملته عليها وبعد دقائق قليلة خرجتا من المشفى وركبتا سيارة فريدة ثم أرسلت سكون رسالة إلى عمران تخبره بأنها تحركت هي وفريدة الي تلك السيدة فهي قد استئذنت منه في الذهاب إليها ليلة أمس
وصلتا الى منزل أم أيمن التي رأتهم من بعيد وهي تجلس مع جارتها المقربة إليها أمام منزلها فرحت بشدة عندما رأتهم وتقدمت عليهن بابتسامة فرحة للغاية
واحتضنت كلتاهما بسعادة ثم أدخلتهم منزلها المرتب النظيف ورحبت بهن كثيرا وقدمت لهن واجب الضيافة
وبعد انتهاء السلام والاطمئنان على حالهن نظرت إلى سكون وتحدثت
بالك ياداكتورة سكون كنتي على بالي من يومين اكده ساعة المغربية ومش عارفة ليه قلبي كان واكلني عليكي قمت بعد ماصليت المغرب قعدت كتير أدعي لك يابتي ربنا يحميكي ويراضيكي ويرضي عنيكي ويبعد عنك الأڈى والمؤذيين علشان انتي بت حلال وأصيلة والعيبة متطلعش منيكي واصل
طمنيني عنك يابتي
تذكرت رحمة منذ يومان وفي ذاك التوقيت التي ذكرته بالذات كانت بالفعل تشعر بالضيق وحينها جلست هي وعمران جلسة الذكر التي آراحتها ويبدو أن أحدهم كان يدعو لها في ذاك التوقيت مما أراح الله صدرها عندئذ
ولم تكن إلا تلك السيدة البشوشة ثم أخبرتها
والله ياخالة في الوقت داي بالذات كنت مضايقة قووي وحاسة ان الدنيا كانت في عيني قد خرم الإبرة لكن يظهر إن دعاوكي الطيبة ليا استجاب لها ربنا وريح قلبي ربنا ما يحرمني من دعواتك ولا قلبك الطيب
هنا تحدثت فريدة وهي تصطنع الحزن
وأني ياخالة أم أيمن مليش نصيب في دعواتك داي ولا هي سكون بس إنتي اصلا بتحبيها اكتر مني مع اني بجيكي زييها بالظبط بس هقول ايه بقي المحبة مبتتشحتش عاد
ابتسمت تلك المسنة لها ثم ربتت على ظهرها بحنو وطيبت خاطرها
له يابتي كيف دي عاد ! الله الوكيل بدعي لك انتي كماني هو أني عندي أغلي منيكم
واسترسلت بنبرة حزينة جعلتهم ضاقوا لأجلها
انتو بتسألوا علي اكتر من مرت ولدي اللي مهتعبرنيش خالص بس يالا أهي ديون وهتترد وكل واحد منينا هينوبه جزاته إذا كان طيب ولا شين
في ذاك الوقت وكأنها ساعة استجابة
ملحوظه أم أيمن اللي كانت معانا في البارت الاول فاكرينها هي دي وسكون من وقتها وهي بتودها من نوع جبر الخواطر لأنها تعتبر وحيدة
وبعد أن انتهت جلستهم ودعاها وعادا إلى المشفى وظلت هي تدعوا لهم من قلبها دعوات صادقة
في منزل سلطان ليلا وبالتحديد في شقة عمران كانت رحمة جالسة معهم وبعد حديث طويل دار بينهم أخبرت رحمة عمران بطلب ماهر وطلبت منه أن يأخذ موعد له مع أبيها فوعدها وقلبه سعيد لأجلها
والله فرحت لك من قلبي يابت أبوي ربنا يكمل لك على خير يارب هتكلم ويا الحج سلطان وهاخد لك معاد منيه هو أني عندي أغلي منيكي
كانت سكون في ذاك الوقت تشعر بالحزن الشديد داخلها فنتيجة التحاليل التي أجرتها لنفسها منذ أسبوعا ظهرت ووجدت فيها ما جعلها ټنهار كليا ولكنها دارت حزنها ببراعة أمامهم ثم لاحظ شرودها كلتاهما فسألتها رحمة
مالك ياسكون سرحانة في ايه عاد ومقلتليش مبروك يعني ومش داخلة معانا في الحوار
تحمحمت سكون بتوتر ثم رسمت البسمة بصعوبة على وجهها وباركت لها
ألف مبروك ياحبيبتي ربنا يجعله عريس الهنا والسعادة يارب
وأثناء حديثهما استمعت رحمة الي رسالة أتتها عبر الهاتف وإذا بها والدتها تطلب منها أن تأتيها فورا إلى غرفتها فاستئذنتهم وتركتهم ونزلت اليها
دلفت رحمة إلى والدتها وسألتها بقلق
مالك يا ماما في حاجة ولا ايه
جذبتها زينب من يدها ثم تحدثت بمقدمة لحديثها فهي لاتعرف من اين تبدأ حديثها كي تطلب منها ماتريد
تعالى بس اقعدي جاري اهنه ومتوغوشيش أني زينة الحمد لله
اندهشت رحمة من والدتها ثم جلست قائلة
اديني قعدت اهه ها مالك يازينب انطقي
توترت زينب قليلا ولكن استدعت الشجاعة وطلبت منها
أممم شوفي بقي يابت يارحمة ياقمرة إنت اني عايزة اكده أغير من طريقة لبسي عايزاكي تجبي لي هدوم جديدة بيتي وخروج عايزة كمان أظبط وشي اكده وتعلميني احط السخام دي اللي اسمه ميكب وكماني عايزة روايح حلوة اكده من الغالية اللي تفوح في البيت كلياته
ثم نظرت إليها وأكملت وعيناها تلتمعان بلمعة المكر والدهاء
اني عايزة أحس أني ست جديدة
اللي يشوفني ميعرفنيش ويفتكروني عيلة صغيرة اني عايزة ألعلط اكده يابت
ضحكت رحمة ضحكات عالية متتالية على والدتها وما حكته الآن فلكزتها زينب على فخذها بقوة آلامتها وجعلتها توجعت
بتضحكي علي يابت إنت تصدقي بالله اني غلطانة إني جيت لك انتي يابوز الاخص اني هروح لمرت ولدي البت الرقيقة داي وهطلب منيها ومعايزاش منك حاجة أهي هتوبقى أحن علي منك ياأم نضارة قعر كوباية إنت يابتاعت المحاكم
هدأت من ضحكاتها ثم قالت من بينهن
حقك علي ياست الكل اهدي بس اكده
وأكملت وهي تغمز لها بشقاوة
هو القمر الشوق رماه لأبو السلاطين وهيشحن نظام شوق ولا تدوق ولا ايه
زاغت نظرات عينيها بحرج من تلك الابنة الماكرة وقالت بتوتر
امممم له يابت دماغك متروحش لبعيد اني خلاص زهدت الرجالة بوكي كرهني فيه وفي صنف الرجالة كلياتهم كل الحكاية إني هملت في نفسي كتييير وعايزة اهتم بيها شوي ها هتساعديني ولا اشوف غيرك
رفعت حاجبيها بمكر وأردفت بتأكيد
هو دي سؤال ياحاجة دي اني بتك رحمة الوحيدة اللي هتخليكي تنوري في الضلمة
وأكملت بوجه مبتسم ببلهاء
أصلك متعرفيش اني أحب أمور الكيد
متابعة القراءة