رواية المــافيـــا والحب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم
المحتويات
به مع زوجي فيجو عندما استنكر مشاعري تجاهه أحسست بروحي کسيرة بنفسي محطمة. رفضت أن أسير إلى جواره وأسرعت في خطاي بقدمي العاړيتين على الأرضية المملوءة بكل ما هو جارح لباطن القدم لم أكترث ولم يشكل ذلك فارقا معي فالألم المعنوي أقسى في جرحه من الجسدي.
تطلعت بنظرات جمعت بين السخرية والعجب لسيارة الليموزين الرابطة في انتظارنا لم نأت في واحدة في أول السهرة ومع ختامها تنتظرنا باعتبار كوننا مجازا على موعد مع المزيد من اللقاءات المميزة يا للتعاسة! اتجهت إليها أجرجر قدمي ثم جلست بعد لحظات باسترخاء على المقعد الخلفي واضعة حذائي بإهمال على أرضية العربة لأشعر بالبرودة تتسلل إلى قدمي.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
عذرا لم أستطع منع نفسي.
سحبت نفسا عميقا لأتمكن من كتم ضحكاتي الغريبة لكني فشلت وتركتها تعبر عن مدى ابتهاجي المتناقض أدمعت عيناي من كثرة الضحك الهيستري ونظرت إليه لأخاطبه
أبدو كالمهرج وأنا أعبر عن حبي لك وأنت انتقمت من غالبية أحبتي.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كيف أقع في حب شخص مثلك
رمشت بعيني وتأملته للحظة تصنعت فيها وجومي ثم أضفت وأنا أشير إليه
أنا حقا مريضة لست بعقلي!
كان فيجو يتابعني بلا تعليق يحدق في بصمت فأشحت بوجهي للجانب ورفعت يدي أعلى رأسي لأحرر هذه الكومة الحبيسة فانساب شعري في فوضوية على كتفي وخلف ظهري. تنهدت في ملل وصارحته هازئة
لم يخطئ الطبيب النفسي عندما وصف لي الدواء لأتجرعه كل ليلة لكن يبدو أن آثاره الجانبية قد جاءت معي بالعكس فبت أحبك.
أنصحك أن تغير ذلك الطبيب وتأتي لي بآخر فربما جعلني أكرهك أكثر وانتقم منك بضراوة.
النظرات البارزة على تعابيره تجاهي أصابتني بالحيرة ومع ذلك استطردت في صوت شبه آمر مشيرة له بسبابتي
لم يتحرك من موضعه كأنما يتعمد الانصياع إلى أمري مما أغاظني لهذا تزحفت ناحيته وملت نحو أذنه هامسة
لا تدفع له أيضا استعد أموالك.
ثم أرحت رأسي على كتفه ساحبة شهيقا عميقا ممتزجا برائحة عطره وأنا أعترف له
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ضحكت بخفوت وهمست
كأنك توصمني بك.
شعرت بيده توضع على جانب ذراعي تتلمسها في رفق قبل أن يتكلم أخيرا
حينما تفيقين
لن تتذكري ما حدث.
لم أكن قادرة على صد ما يحاول إشعاري به فلا يزال إحساس الإهانة متغلغلا في لهذا أزحت يده بعيدا وقلت وأنا أعتدل في جلستي لأشير نحو قلبي
نعم ولكن سيظل ذلك موجوعا.
مرة أخرى نظرت ناحيته وبعمق أكاد أجزم أني رأيت هذه النظرة الغامضة المليئة بعلامات الحيرة تحتل حدقتيه تلك التي تستثير شكوكي دوما وتجعلني أتساءل هل حقا يهتم لأمري
قد يكون علاجه في إسكات صوت الألم الموجود به للأبد.
نهرني دون أن يكون غليظا معي
توقفي.
هتفت بتصميم طفولي
انتظر أريد التجربة.
تمكن من إبعاد يدي كليا عن خاصته ودفعني قليلا عنه قائلا بغير رضا
من الأفضل أن تبقي مكانك ساكنة ولا تلمسي شيئا.
نفخت في تذمر قبل أن أبدي احتجاجي علنا
ألا تكف عن إصدار الأوامر أبدا
ضحكت هازئة منه وأضفت
إنه شيء ممل.
فركت جبيني في تعب ونظرت إلى زجاجات المشروب المرصوصة جنبا إلى جنب عند الزاوية مليا إنه دوما يهتم بما هو فريد وغير موجود ما يوشك على الانقراض مثلي تماما فإن قټلت فرضا لن يكن لي بديلا في غباوتي. تنهدت بعمق وتكلمت ساخرة
يا إلهي يبدو أني قد أصبت بلعڼة حبك لا يتوقف عقلي عن التفكير بك على أي صورة.
كركرت ضاحكة بشكل هيستري قبل أن أتابع
كنت أتصرف بطريقة خرقاء. هزأت من حماقتي قائلة
لا أبدو كسيدة مجتمع متحضرة وأنا هكذا.
نظرت له باستنكار وعلقت بتبرم
أنت حقا لا تجيد الاستمتاع بوقتك.
جاء تعقيبه محيرا
يكفي أن أراك تلتهين.
استطردت مبررة
هذا ما لدي لأفعله بعد أن أثبت فشلي في كل شيء حماية عائلتي الزواج بك وفي كسب قلبك...
سكت للحظة وتابعت
وحتى سيلفيا تفوقت علي.
فجأة أحسست بنوبة من الغثيان ټضرب معدتي فوضعت يدي عليها قائلة بإعياء
لا أشعر أني بخير...
زادت اهتزازات السيارة من هذا الشعور المؤلم فصحت في حدة
سأتقيأ أوقف السيارة.
بالفعل أعطى فيجو أوامره للسائق لإيقافها وبمجرد أن ترجلت منها وهرولت لخطوات معدودات نحو بقعة خاوية شبه معتمة على الطريق راحت معدتي الهائجة تثور وتفرغ ما فيها حقا كنت في حالة مزرية وكريهة. أبقيت رأسي منخفضا وظهري منحنيا للحظات حتى تهدأ اضطرابات معدتي ثم رددت في يأس
لقد اكتملت الليلة بذلك القرف.
لم أجرؤ على رفع رأسي ناحيته لكني سمعته يسألني
هل أنت بخير الآن
حاولت الاعتدال وتجنبت النظر ناحيته ثم أخبرته وأنا أتحرك تجاه السيارة
نعم لنذهب.
لم تكن المسافة المتبقية لبلوغ القصر طويلة عدة دقائق وكنا نجتاز البوابة الحديدية تباعا أوقف السائق سيارتنا عند مدخل القصر فلم أنتظر السائق للترجل وفتح خاصتي لي أردت استنشاق الهواء الليلي البارد تسمرت في مكاني لعدة لحظات وفيجو إلى
جواري يأمرني
هيا نصعد للأعلى.
تجاهلت أمره الصريح وقلت وأنا أخطو للأمام متجهة نحو الحديقة
الأجواء رائعة للغاية!
خفضت بصري ونظرت إلى ثوبي الملوث بآثار القيء ثم علقت عليه بإيماءة من رأسي
معك حق...
تحولت بناظري تجاهه وأتممت جملتي
لا يصح التجول هكذا.
امتدت كلتا يديه لتقبض على ذراعي هزني في عڼف وهو ينهرني بلهجته الصارمة
ريانا!!
سألته في استهجان عابس
لما أنت منزعج
رأيت كيف قست ملامحه وكيف بدت نظراته أكثر حدية وڠضبا
أتى رده مزعوجا ومصحوبا بهزة قوية
أنت لست في حالتك الطبيعية!
درت برأسي للجانبين قبل أن أهمس له بتحذير
ششش اخفض صوتك سيسمعنا أحدهم وقد يكون عمي مكسيم مستيقظا بعد...
ثم ضحكت في ميوعة وتابعت
ولن يعجبه تقاربنا كزوجين
رمقني بهذه النظرة القاتمة فأوضحت أكثر
فالحب محرم هنا.
أوه يا للهواء المنعش!
فجأة وجدت قدمي لا تلامس الأرضية حيث رفعني كالجوال على كتفه ليحملني اغتظت من تصرفه ودمدمت وأنا أضرب ظهره
اللعڼة توقف عن ذلك.
رد في صوت أجوف
من الأفضل أن أعود بك للداخل.
ولج بي لداخل بهو القصر فحاولت رفع جسدي والاستقامة لكن لم أستطع كانت قواي شبه معډومة توقفت عن المقاومة وأخبرته بأنين
أنت تضغط على معدتي إنها تؤلمني.
بشيء من الحزم أخبرني وهو يصعد الدرجات للأعلى وحيث تقبع غرفة نومنا
كفى ثرثرة.
الأغطية الناعمة أسفل مني فتمرغت فيها بدلال بينما راحت نظراتي الفضولية تفتش عنه رأيته يغلق الباب بالمفتاح فزويت ما بين حاجبي متسائلة بتعجب
ماذا تفعل
أجاب وهو يستدير ليواجهني نازعا عنه سترته
من الأفضل أن أبقي الباب موصدا.
كما تريد.
أبقيت نظراتي مسلطة على وجهه فوجدته لا يرمش يراقب ما أفعل بهدوء مريب رغبت في استفزازه وقلت وأنا أبدل ثيابي
ما أجمل ذلك الشعور بالراحة والاسترخاء.
يبدو أن محاولة مقاومة الانجذاب بيننا كزوجين باتت عسيرة فدنا من الفراش ورفعت رايات استسلامي البيضاء وسألته وأنا أهمس بالقرب من أذنه
لما لم تحبني
لم يستسغ ما أطلعته عليه ومع ذلك لم أتوقف عن استخراج ما أريد سماعه منه فحاصرته بسؤالي التالي
ما الذي ينقصني لتشعر بوجودي
همس لي مناديا بنفس ثقيل
ريانا.
جاء صوتي مهتزا خفيضا مغلفا بالمرارة والألم وأنا أنتقل للسؤال التالي
ألست كافية لإسعادك كزوجة محبة لك
سألته والدمع يترقرق في عيني تأثرا
إذا لماذا لا آ...
لا داعي للحديث الآن.
في لحظة فريدة متفردة ونادرة الحدوث تحول إلى آخر أكثر ترفقا وتلطفا كان كما أريد مفعما بما تعشقه الأنثى مما جعلني أمنحه السعادة الكلية حتى كانت مع انقضاء ظلامها الحالك ليلة مختلفة للغاية قد لا تعوض حين يعود الإدراك إلى كلينا ...!!!
يتبع التالي
الفصل الثاني والثلاثون
حين بدأت استفيق من سباتي العجيب بدا وكأن برأسي عشرات المطارق تدق بقوة في جنباته رحت أدعك جبيني وأفركه برفق محاولة إسكات الصخب المزعج المتفشي فيه بعد لحظات كنت شبه واعية مدركة تقريبا لما يدور من حولي بادرت بفتح عيني ونظرت إلى ما يوجد أمامي من زاويتي خلال لحظة أخرى أدركت أني بغرفة نومي تثاءبت في تعب سحبت الغطاء نحو كتفي وتثاءبت من جديد استغرقني الأمر عدة لحظات لأستعيد نشاطي حينئذ اعتدلت في نومتي وأرجعت ظهري للخلف لأستند على عارضة الفراش
وضعت يدي على مقدمة رأسي وتساءلت بإرهاق وبصوت شبه مسموع
ما هذا الصداع
مددت ذراعي نحو درج الكومود لأفتش فيه عما يخرس هذه الطرقات العڼيفة ولساني لا يزال يتكلم
أشعر برأسي على وشك الانفجار
وجدت شريطا مسكنا أفرغت منه قرصا وتناوله بقليل من الماء الموجود أعلى سطح الكومود دعكت عيني لأزيل آثار النعاس ثم تطلعت حولي فرأيت ما كان على الغرفة من عدم ترتيب افترت شفتاي عن صدمة عجيبة قبل أن أتساءل عاليا وأصابعي تتخلل خصلات شعري
ما الذي حدث هنا وما هذه الفوضى
اتجهت بناظري نحو الباب عندما ولج منه فيجو وهو يقول ببسمة صغيرة استرعت حيرتي
أخيرا استيقظت
سألته وأنا أحاول التطلع إلى الساعة الموجودة على الكومود الآخر الملاصق لناحية زوجي من الفراش
ما الوقت
برقت عيناي في ذهول وهتفت من فوري عندما رأيت كيف تخطت عقارب الساعة الرابعة عصرا بقليل
يا إلهي هل نمت كل ذلك لا أصدق
كانت من عادتي الصحية الاستيقاظ مبكرا لا أتجاوز حاجز التاسعة صباحا إلا في العطلات يمكن أن استيقظ قبل الظهيرة لكني لم أصل مطلقا لهذا التوقيت نظرت إلى فيجو مرة ثانية وهو يكلمني بشيء من التلميح غير المريح بعد أن خلع سترته مظهرا حامل أسلحته
بعد ما حدث بالأمس
تجمدت نظراتي عليه متوقعة حدوث الأسوأ فاتسعت بسمته وهو يتم جملته
أظنك كنت بحاجة للراحة
بلعت ريقي واستطردت قائلة في توتر خفيف
ملامح وجهك توحي بالكثير
ظل يرمقني بهذه النظرات النافذة التي تجعلني أبدو في عينيه ككتاب مفتوح يسهل قراءته تنحنحت بصوت خاڤت وسألته
هل هناك ما لا أعلمه
تقدم ناحيتي ولم يبعد نظراته إلى أن وقف قبالة الفراش أحسست بازدياد سرعة دقات قلبي وبتغير شبه ملحوظ في أنفاسي خاصة عندما أوضح بعبثية جعلتني أرتبك بشدة
بل الأصح أن تقولي هل هناك ما لم تفعليه
شهقت أولا قبل أن أهتف مذهولة
اللعڼة يبدو أني أساءت التصرف
لا أعلم إن كنت أتخيل سماعي لضحكة عابرة منه أم أن ذلك حقيقة لعقت شفتي وسألته
هل تجاوزت معك في الكلام أخبرني
جلس على طرف السرير قاومت بصعوبة تأثير ما يجتاح مشاعري من تلبك وارتباك من وديته ولطافته ورفعت نظري إلى فيجو وجدته ينظر مباشرة في عيني وقال في صراحة
حسنا
أنت كنت مختلفة كثيرا عن المعتاد
وضعت يدي على
فمي أكتم شهقة
غادرة لأبعدها قليلا بعد لحظة وأنا أردد بذهول مصعوق
يا للهول!
تمسكت بيد مرتعشة نسبيا بطرف الغطاء وأصغيت إليه
متابعة القراءة