رواية بحر العشق المالح لسعاد محمد سلامه (كاملة)

موقع أيام نيوز

بها كثيرا بندم يخشى على والداته أن تصاب بذالك الداء بسبب تلك الصومعه التى دخلت إليها بإرادتهايدعو لها أن تزيل من على قلبها غشاوة حب المال التى أفقدتها إبنها الكبيرأجل كان إبنها لكن هى تود نسيان ذالك 
عاد فادي من شروده على صوت بكاء صغيرهنظر لوجهه وملامحه التى بدأت تظهر هو قريب الشبه منه نفس الملامح تقريباإبتسم وهو يعطيه ل غيداء
قائلا
واضح إن جمال هيبقى شقي 
إبتسمت غيداءقائله
فعلا واضح كده من وهو فى بطني كان بيرفس كتير ولما سألت ماما قالتلي عادي 
نظر فادى لرفقة غيداء لطفلهما على صدرها متنهدا بصوت 
نظرت له غيداء بإستفسار قائله
بتتنهد كده ليه 
إدعى فادى التذمر قائلا
بتنهد عشان بعد كم ساعه هبقى لوحديوانا كنت خلاص خدت على صداع جمال التهامي طول الليل يعيط بلا هدفهفتقد قلة النوم اللى أتعودت عليها 
إبتسمت غيداء قائله
لأ متخافش شهر ونص بالكتير وهنرجع تاني هنا والله أعلم وقتها يمكن جمال يزيد شقاوه 
جلس
فادى جوار غيداء يضمها هى وطفلهم قائلا
هستناكم بس بلاش تتأخروا عن شهر ونص 
رمقت غيداء فادى بنظره خاصه وصافيهفادي طوال الأشهر الماضيه بالغربه أثبت لها انه شخص يعتمد عليهربما أخطأ فى البدايهأو بالأصح أخطأ الاثنان لكن الفرصه التانيه أثبتت وأظهرت المعدن الحقيقي لمشاعر كل منهمهى كانت تتمنى عالم وردي فتحت عينيها على واقع ليس أسود به كل الألوان تستطيع هى أن تساهم فى رسم الألوان التى تريدها بهذا العالم 
مساء
بيت رائف
على طاولة العشاء 
تحدث صادق يسأل فاديه 
مقولتليش يا فتوش أيه رأيك فى الطبيخ النهارده 
ردت فاديه وهى تتذوق الطعام بإستمتاع 
طعمه لذيذ اوى يا عمو تسلم إيديك 
إبتسم صادق قائلا 
تسلم عيونك يا فتوش وتقومى بالسلامه مقولتيشالنهارده كان عندك متابعه مع الدكتورهها أكدتلك إنها غلطانه وإنك حامل فى بنت مش بأف تاني 
إبتسمت فاديه وهى تنظر نحو رائف الذى يتعامل ببرود مع تلقيح صادق عليهوردت بنفي
لأ يا عمو للآسف أكدت أن الجنين ولد 
إمتعض صادق وهو ينظر الى رائف قائلا
واحد بأف هيجيب أيه غير بأف زيهعالعموم مش إشكال أهو يتحالف مع باباه البأف الكبيرإنما إنت وميلا ملكات البيت ده 
ترك رائف الطعام قائلا
هما ملكات وانا وأبني هنبقى العبيد ولا أيهليه التفرقه العنصريه دىبس يا حاج صادق ده حتى حرام 
حرام!
قالها صادق بزغر ثم نظر لجواره لم يجد شئ سوا طبق الشوربه فقام بقذفه على صدر رائف قائلا بإستهجان
طالما حرام بقى هتقوم من عالسفره ومش هتكمل عشاك وعشان عارف إنك بارد وتنح فرميت عليك طبق الشوربهيلا قوم شوفلك سكه 
تبارد رائف ولم ينهض قائلا بغيظ ل صادق
لأ مفيش داعي أقوم شويه والشوربه هتنشف عالقميص هى مش سخنه اوى دافيه عادي 
قال رائف هذا ونظر الى ميلا التى كانت تجلس على ساقى فاديه تطعمها قائلا
البت ميلا دى محظوظه عشان أنا باباه مش كده يا ميلا 
أومأت ميلا رأسها ب لا
دى النقطه السيئه فى حياتها إنت وكل وإنت ساكت ومن أمتى كنت بتتعشي فى البيتطول الوقت كان معظم اكلك فى المطعم 
نظر رائف ل فاديه التى تضحك قائلا بعشق
بصراحه الأول قبل فتوش ما تجي للبيت كنت بكسل أجى البيت وكنت باكل فى المطعم توفير يعنى لكن فتوش بقى عملت للبيت طعم تانى للأكل حتة لو مش هى اللى طابخهبس نفسها فى البيت 
إبتسمت فاديهكذالك صادقالذى عاد يشعر بإحساس إفتقدهإحساس العائله الصغيره ألفه خاصه تخلقها الأنثى بالمكان التى تعيش فيه تعطيه دفء وسعاده 
منزل الشردى ليلا
بدموع تتساقط من عيني سحر دون إراده منها ترثي بها حالها تشعر بخفقات قويه متآلمه بقلبها الذى ينتفض بعذاب وهى تتذكر صباح
حين ذهبت الى ذالك الكافيه التى سمعت إسمه من أطفالها أثناء زيارتهم المتكرره لها كذالك مدحهم فى زوجة أبيهم وأنها تتعامل معهم بصداقه مثلما كانت تتعامل معهم فاديه أو ربما فاديه كانت ومازالت لديهم لها شعور خاص أكثر محبه حتى من زوحة أبيهم التى تتآلف معهم بحياتهم مع فاروق
تذكرت بلوعه 
فلاشباك 
علمت عنوان ذالك الكافيه من أحدى بنتيها قررت الذهاب إليه لكن خشيت أن تتعرف عليها فكرت فى إرتداء نقاب فوق وجهها وذهبت الى ذالك الكافيه دخلت لكن تفاجئت بوجود فاروق يجلس خلف إحدى الطاولات يبتسم بمرح وهو يتحدث مع سيدهشعرت بتبس فى ساقيها للحظات قبل أن يأتى إلى مكان وقوفها أحد النوادل بالكافيه مرحبا بهاأمائت له ثم ذهبت تجلس خلف إحدى الطاولان القريبه من مكان جلوس فاروق وتلك المرأهتمعنت فى ملامحها لم تكن أجمل منهالكن بوجهها بسمه بشوشهربما إكتسبتها من عملها هنا بالكافيهلكن ما جعلها تشعر بحسره هى تلك اللمعه التى بعيني فاروق وتلك البسمه الودوده لم ترى هذا يوما حين كانت زوجته لم تنكر لحظتها أنها كانت مخطئه حين ظنت أن الود بين الزوجين ليس أهم من المظاهر الخادعه أمام الناس هى كانت تهتم
تم نسخ الرابط