رواية للقدر حكاية (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


تفوه بهذا 
فرات انا 
أنتي ايه ياصفا
جالت عيناه فوق صفحات وجهها الناعمه لتطرق عيناها هاربه من عينيه
انا مش عايزه ابعد عنك 
والحاجه للحب والدفئ هما الاقوى من ندوب الماضي والبداية الجديده كانت هكذا
الفصل الأخير 3 الخاتمه 
رواية للقدر حكاية 
بقلم سهام صادق 
صباحا كان مفعم بالحب والدلال ولكن الآن انقلب صباحه وهو يسمع رغبة شقيقه في السفر بدلا عن مراد مراد الذي اخبره امس ان لا بأس بالذهاب بعد ولادة هناء واقناع زوجة عمه وعمه ولكن جدية شقيقه جعلته يحرك عيناه فوق صفحات وجهه

تسافر ليه ياشهاب ما انت سفرت زمان ورجعت واخد قرار ان مافيش غربه تاني طب وندى انت عارف ان ندي متقدرش تبعد عننا
حمزه ده قراري انا وندى
صډمته رغبة ندي بالرحيل فقطب حاجبيه قلق فهو من اعتني ب ندي ورعاها يعدها دوما شقيقه وليست اخت زوجته المتوفاه وزوجه أخيه 
نهض من فوق مقعده مقترب منه فأخذ شهاب يزفر أنفاسه بأرهاق وهو يتمنى داخله ان يكون قراره صائب 
شهاب انت مخبي عني ايه واوعاك تخبي عني حاجه
كان يعلم أن حمزه لن يترك الأمر هكذا فقد تواعدوا ان لا هجر ثانية بينهم فتأفف حانقا دون رغبه في التصريح بشئ
حمزه انا قررت خلاص وصدقني ديه رغبتي انا وندى 
يعنى ايه انتم قررتوا خلاص 
كان صوته ينم عن غضبه خاصه بعد علمه ان مريم أيضا ترغب بالذهاب بعيدا عنه
تلاقت أعين ندي ومريم به لتطالع ياقوت حزنه صامته 
حمزه ممكن نتكلم 
هتفت بها ندي وهي تشعر بالضيق لاحزانه ف حمزه يمثل لها شقيق لو كان لها شقيق من دمائها ماكان فعل معها كل مافعله 
أشار لها بالتقدم منه نحو غرفة مكتبه بعد أن رمق مريم بنظرة مؤنبه لتخفض مريم عيناها نحو ايديها المتشابكه ناظره له بأسف 
جوزك مرضاش يقولي عن سبب تفكيره في السفر بعد ماكان رافض تماما الغربه تاني 
تعلقت عيناه بها فأطرقت رأسها خجلا منه
هتخبي عليا ياندي 
لا ياحمزه بس متزعلش من شهاب 
باحت بما لا تحب ان تخبر أحدا به حتي لا ترى شفقه احدا ألتقطت عيناه حزنها الجلي في عينيها 
ندي اللي ربتها ديما قويه بتصبر وبتاخد في النهايه اللي نفسها فيه 
كانت تظن انها سترى نظره اشفاق منه ولكنه كان عكس هذا يطالعها بقوه يخبرها ان لا مستحيل أمام قدرة الله حتي لو العالم كله اجمع لك بهذا 
قالولي الامل ضعيف 
قالولك ضعيف لكن مش مستحيل ولو مستحيل اتمسكي بحلمك 
فاضت بما تشعر به بأعين باكيه 
انا من يومي وانا اي حد يقولي نفسك في ايه كان جوابي اتجوز شهاب واجيب طفل منه 
ضحكت من بين دموعها كما ضحك هو 
انت وسوسن اللي ربتوني عمركم ما حسستوني بنقص لكن فضل جوايا شعور الاحتياج لام واب  
وابتسمت وهي تكبح هطول دموعها 
انا قولت هعوض ده مع ولادي لكن 
وقبل ان تردف بعبارات أخرى وجدت حمزه يمد لها منديلا حتى تجفف دموعها 
وربنا حققلك حلمك واتجوزتي شهاب وبقي بيحبك الحب اللي تستحقيه تفتكري حلمك ده كمان مش هيتحقق ياندي ليه تسئ الظن في الله
سقطت دموعها تلك المره خجلا من ضعف نفسها وهربت بعينيها بعيدا عنه 
انا موافق على سفركم ياندي  
لكنه كان يعرف السبب الأكبر الذي اخفته عنه ان تفعل شقيقته الأمر مع شهاب كما فعلت معه ف ناديه وضعت بصمه سيئه في حياه الشقيقتان 
تذكر هروب سوسن من لقائتها ب ناديه قبل تدهور صحتها ومۏتها فألحاح ناديه لم يرحم سوسن التي لم تكن لديها طاقه بأن تري زوجها يزف لأخرى والعنوان كان سيكون كما ارادت ان تسطره شقيقته اذ لم تفارق سوسن الحياه
ضحى كما ضحى هو  
جاورته فوق الفراش تنظر إلى ملامحه كان شاردا حتى أنه لم يشعر بحركتها في الغرفه واقترابها منه مسدت كتفه بدفئ تهتف بأسمه
حمزه 
رمقها بطرف عينه ليزفر أنفاسه زفرات طويله 
لو قولتلهم انك رافض سفرهم صدقني مش هيقولوا لاء ويمكن ده احسن لعلاج مريم هناك 
ابتلعت باقي عباراتها وهي تحول نظراته نحوها 
اوعي تكون فاكر اني بقول كده لاني مبسوط بسفر مريم وبعدها عننا  
اساءت الظن به ولكن حضنه هو من أجاب عليها 
بلاش سوء ظنك ده انا عارف حبك لمريم ياياقوت ومتأكد منه انا بس متعود على لمتهم حوليا ترابط العيله بالنسبالي كان اهم حاجه في حياتي ويمكن عشان كده مكنتش عادل معاكي 
وشرد في لحظات الماضي والذكريات والضحكات وركض شريف خلف مريم وندى ومزاح شهاب مع سوسن ونظرات سوسن الدافئة كانت بالفعل سيده عظيمه تستحق الحب الذي لم يستطع حبه لها كرجل عاشق انما زوج مخلص يكن لها احترامه وسنوات العشره 
مريم كلها كام سنه تخلص فيها دراستها هناك وعلاجها وهترجع وندى مأظنش انها هتستحمل الغربه يمكن فتره وكل حاجه هترجع زي ما كانت وهنرجع للمتنا 
وألتمعت عيناها وهي ترفع عيناها نحوه بعشق 
تعرف انا لما قربت منهم وفهمنا بعض حسيتهم اهلي ونسيت كل اللي فات يمكن كنا محتاجين الازمات تحصل عشان نفهم بعض صح من غير ما نفتكر ان كل واحد فينا سرق سعاده التاني
طبعا انا اللي سړقتوني
هتف عبارته بمزاح وابتسم فأندفعت تضربه بقبضتيها فوق صدره 
اه يامفتريه مش ديه الحقيقه كنتوا بتتخانقوا عليا وانا راجل غلبان محتاج اللي يحن عليا ويحبني 
الدراما التي نطق بها عباراته جعلتها ټنفجر ضاحكه ف حمزه الزهدي لا يليق به هذه الدراما الحزينه 
انت غلبان ياحمزه ده انت مافيش ست بتدخل حياتك غير لما بتحبك 
فأرتفع حاجبه الأيسر مبتسما لهذا المديح 
انا  
خشن نبره صوته لتبتسم وهي تضم جسدها اليه بحاجه لحنانه الذي اعتادت عليه فصارت تعذر مريم لأفعالها القديمه فمن ينال حنان وحب حمزه الزهدي يصبح اناني لهذا الحب 
انت بس بتحب تظهر بالوش الخشب في الأول وبعدين هووب بتقع 
الساعات الماضيه كانت بائسه بالنسبه له وهو يقنع نفسه بأمر ابتعاد مريم عنه لمصلحتها كما أخبرته واترجته حتى تتخطى ماعاشته تلك الليله وتعود له مريم ابنته القويه كما اعتاد منها 
ولكن الآن مع نجمته التي تجلس بين احضانه تتحدث معه بعقلانيه ثم مزاح حتى تهون عنه وهاهو تبدل حاله ونسي همومه بعض الوقت 
هووب وبقع قصدك ايه ياهانم 
تذمر بملامح مقتبضه يخفى خلفها ابتسامته 
مش قصدي اللي فهمته خالص ياحمزه
ضحك وهو يرى نظراتها البريئه وصراحتها ف هو حقا قد وقع بحبها وانتهى الأمر وحمزه الزهدي أصبح بداخل منزله رجلا اخر وفي غرفته مع زوجته اخر ومع أطفاله وهو يلاعبهم اخر وفي حبه اخر واخر 
جمعت متعلقاتها القليله في حقيبتها وتنهدت براحه على إنهاء رحلتها لم ترغب بالظهور امام مديرها بأنها لا تليق بمجلته العظيمه كما يظن ولكن رغبتها في النجاح جعلتها تستمر في تلك الرحله التي حاربت فيها ضعفها بأستماته 
وضعت الحقيبه جانب الفراش وهوت بجسدها فوقه ترخي عضلات جسدها
اخيرا خلصت مؤتمر وغطيناه مقال صحفي محترم عن حضاره البلد والآثار وكتبنا  
وقبل ان تعد ما فعلته طرقات خافته قطعت عليها استرخائها 
نهضت من فوق الفراش وهي تعدل من هندام ملابسها واقتربت من الباب تفتحه 
مساء الخير يافندم الفندق بيدعو حضرتك على احتفال اليوم ونتمنى حضور حضرتك 
تمتم العامل كلماته بأدب وانصرف وهو يخبرها عن مدى الاستمتاع الذي ستحصل عليه اليوم 
اغلقت الباب تلوي شفتيها مفكره 
اروح ولا مروحش
ظلت لبعض الوقت تفكر الي ان حسمت امرها
بقالي كتير محضرتش حفلات وكويس ان السيد سهيل اللي عامل نفسه ھيموت عليا مشي رجاله مبتحبش غير نفسها 
كان الكلام يخرج من بين شفتيها خنقا وكأنها ليست هي من أخبرته بالرحيل واتمام طلاقهم والا فضحته 
لم تهتم بأنتقاء ملابس انثويه فقد عادت سماح ل كابها الرياضي وملابسها الصبيانيه وهيئتها القديمه 
وصلت لمكان الحفل تنظر للأجواء حولها وانفاسها تستنشق الهواء النقي 
ظلت لبعض الوقت تذهب هنا وهناك لتنظر لمصور الجريده الذي اتي برفقتها وهو يمرح مع الاوربيات ويلتقط الصور معهن 
ضحكت على أفعاله وانتقلت عيناها نحو الطعام فقد عادت علاقتها الوطيده بالطعام مع اكتائبها الذي أصبح الرفيق المحب لها على مر السنين 
ملئت طبقها بكل الأصناف بأبتسامه سعيده ومسحت فوق بطنها بشهيه مفتوحه 
هتاكلي وهتدلعي اه بأحلى اكل خمس نجوم 
ولم تكد تصل شوكتها الممتلئه لفمها الا وتعلقت عيناها علي سهيل الواقف بأناقه وقد الټفت حوله الفتيات 
الڠضب احتل ملامحها وهي ترى ابتسامته الواسعه ثم نظراته اليها لم يرحل لوطنه بل ظل حتى يشعل داخلها نيران الغيره 
تناولت الطعام بشراهة أما هو وقف يرمقها من حينا لآخر وهو يضحك على هيئتها فالحفله هو الذي أعدها حتى يعترف امام الجميع انه عاشق لتلك المرأه 
الوقت يقترب من انغلاق الاضاءه ثم بدء الحفل بصخب 
وهي تقف ترمقه پغضب والاكل يلوك داخل فمها ألتقطت كأس العصير من النادل فجأة وهو يمر من جانبها ارتشفت العصير دفعه واحده لېصرخ النادل حانقا
يااستاذه حرام عليكي العصير ده مش ليكي اعمل ايه ياربي روحت في داهيه 
وانصرف النادل بخطوات سريعه خائڤا فقد حدث ما حدث فقد ألتقط العصير الشخص الخطأ فلم يكن الا لتلك الحسناء الواقفه خلفها حتى تقع في فخ احدهم 
سخونه وتشنج سار بجسدها ومع انطفاء الانوار واقتراب سهيل منها بخاتم زواج اخر وكلمه احبك والاعتذار ووسط التصفيق الحار كانت تحرك رأسها كالبلهاء 
وهو يستعجب الأمر ولكن فسر ذلك لكم الطعام الذي اكلته 
وليله كانت من ألف ليله وليله لم تكن فيها سماح الا أنثى فاتنه مغويه بحق  
صباح الخير حببتي اشتقت اليكي سماح 
انت بتعمل ايه هنا عملت فيا ايه
وهبطت بعينيها نحو جسدها ثم رمقته لتتضح لها الاجابه التي ارتسمت فوق شفتيه عبث 
ماذا فعلت انه الأمر الطبيعي بين الأزواج حببتي وقد عدنا لبعضنا 
ارتسمت الصدمه فوق صفحات وجهها 
احنا رجعنا لبعض امتي 
امس حببتي سماح ما الأمر
وبدء بالفعل لا يفهم سبب لردة فعلها هذه ظن انها تمزح معه أو ربما تداري خجلها عنه بتلك الطريقه ولكنه الان استبعد كل احتمالاته
سماح ما بك هل انتي مريضه
عندي صداع هيموتني ومش فاكره حاجه
واجهشت بالبكاء وذراعيه تحاوطها يخبرها انه لا يفهم شئ
اهدي حببتي 
سهيل احنا لازم نطلق وننسي الليله ديه
ابعدها عنه لينظر الي ملامحها ولم يتركها الا وهو يثبت لها أنها تتفوه بما لا يرغبه قلبها وجسدها وان كبريائها وحده من يثور
بعد ساعات كان يحضتنها
سنبدء من جديد سماح بحكايه أخرى دون ندوب الماضي ودون لعبه حمقاء
وقف خلف الستار الذي يغطي شرفة مكتبه يتأملها وهي تحايل أبناء شقيقته على تناول فطورهم
منذ اسبوع وهي تقيم هنا معه لم ترحم احتياجه إليها كرجل أصبح عاشق
 

تم نسخ الرابط