رواية للقدر حكاية (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


وصوتها وقلبي لسا مش مصدق انها مش مبقتش موجوده وسطنا
اغمض حمزة عيناه وهو يتفهم أمره
فاهمك ياشريف متخافش... ده بيت امك وبأسمها لتفتكروا اني راجل خاېن للذكرى.. امك كانت ست عظيمه
عاود شريف احتضانه وهو فخور انهم مازالوا عائله واحده مترابطه ثم ابتعد عنه يتذكر شقيقته
مين هيبلغ مريم... انا خاېف متتقبلش مها... وانت عارف ظروف مها 

تجمدت أعين فرات كالصقر المتربص لفريسته وهو يرمق تلك التي توعد على اذاقها العڈاب.. كانت منهمكه في جمع المحاصيل مع الفلاحين... أنهكها التعب فجرت اقدامها بتعب نحو احدي الأشجار تجلس اسفلها... احتدت اعين عنتر الواقف بجانب فرات يتابع العمل معه في حصد المحصول 
ودون ان يأمره اتجه عنتر نحوها ساخرا
قومي فزي ياختي... هي وكاله اللي جبوكي...فاكره نفسك فين يابت 
اغمضت صفا عيناها تمسح على وجهها بأرهاق 
ارتاح شويه بس ارجوك... دراعي لسا وجعني 
نظر لها عنتر مستنكرا عباراتها ورفع عصاه ليصفعها على ذراعها المكدوم... خرج صوت صړاخها مټألما... لينظر الفلاحين لما فعله مندهشين فرغم صرامه عنتر وقوانين العمل داخل المزرعه الا ان لا أحد ېهان والكل يأخذ حقه 
صاح فرات بعلو صوته بعد أن ازال نظارته عن عيناه 
عنتر 
ترك عنتر صفا التي احتمت بالشجره تآن من آلم ذراعها.. فتعلقت عيناها بصاحب الصوت وقد انسابت دموعها على وجنتيها 
كانت جميله بحق... وجنتان قد تخضبوا بالاحمرار من حراره الشمس وشفتي صغيره تعض عليهم من آلم ذراعها وعينان زرقاء تزيدها جمالا وبعض خصلات شعرها قد تحررت من الحجاب الذي أمرت بأرتدائه في المزرعه وفستان يشبه العباءه كان فضفاض عليها كل هذا أعطاها لوحه فنيه من يراها يشعر انها لم تخلق لهذا المكان ولكن الزمن كان له أحكام
اقترب عنتر من سيده مجيبا عليه بأحترام 
افندم يافرات بيه 
نظر فرات حوله للعاملين وقد عادوا الي عملهم 
من امتى واحنا بنضرب حد... وكمان ست 
اطرق عنتر رأسه متمتما
مش ديه أوامرك يا بيه اني اخليها تكره المكان لحد ما تمشي من هنا 
حدق فرات بالزرع الذي أمامه 
قولت تطلع عينها في الشغل بس ضړب لاء مفهوم
اماء عنتر برأسه... أما هي عادت لعملها تمسح دموعها لتدرك انها اليوم سلب منها كل شئ والحياه لم تصبح امامها الا ظلام دامس
تعلقت عين سناء بوالده ياقوت التي أتت تحمل لأبنتها بعض الاشياء التي اشترتها لها 
لوت سناء شفتيها ساخره 
ايه الهدوم البيئه ديه ياصباح 
وتناولت الملابس بين يديها
قلتهم احسن 
شعرت ياقوت بحزن والدتها عندما تمتمت زوجه ابيها بعباراتها المسمومه.. فعانقت والدتها 
جمال اوي ياماما... انا فرحانه بيهم اوي
صباح بسعاده تنظر ل سناء مبتسمه 
حببتي يابنتي... اه على ڼار الغيره... حاكم في ناس بتغير عشان السعد جانا ومجاش ليهم
ألقت صباح عباراتها بقصد.. لتتعلق عين سناء بها ثم نهضت ترمقهم بسخط 
مكنتيش قولتي كده ياماما... حرام 
لم تكترث لها صباح.. وجذبت لها اثواب النوم التي اشترتها لها 
شايفه ذوق امك 
رمقت ياقوت الملابس ولم تقدر على أخبارها ان عصرهم قد مضى آوانه ولكنه تقبلت هديتها بأبتسامه حنونه 
ربنا يخليكي ليا وتعيشي وتجبيلي 
لتتعلق عين صباح بها ضاحكه 
اجبلك ايه يابنت بطني ده انتي اللي تجبيلي...

عايزه اتنغنغ في العز بقى 
نظرت سماح حولها وهي لا تصدق انه حاصرها بتلك الدرجه... أخبرها ان تأتي لذلك المكان حتى يخلصها من كذبته... لتجد نفسها تسقط في خدعه اكبر 
عدد من الصحافين وقد اسعدهم ذلك الامر بشده فهى صحفيه مثلهم وقصه حبهم ممتعه للغايه والحب استطاع ان يكسر قلب كاره النساء سهيل نايف ألف القصه بمزاج خاص وكأنه كاتبا واقحمها معه في كذبته التي لا تعلم سببها ولم يبقى لديها وصف نحوه الا انه مريض نفسي 
مبروك ياعروسه.. فرح في خيم وبليل..لا ووسط صحافه ولاعبين كره... ده انتي طلعتي جامده ياسماح 
قالها معاذ وهو يطالع المكان الذي رتبه سهيل حتى يتم العرس 
ولحظها مثل الغبيه أرتدت الفستان الأبيض الذي بعثه لها يخبرها في رساله 
انه يريد أن يراها مثل الفتيات... ف ملابسها تشبه المجندين 
ارتدته حانقه ولم تهتم بلونه... فتفصيلته كانت انيقه وهادئه ولم تربط الأمور ببعضها فقد اتفق معها انه اخر لقاء بينهم 
اه يابن... 
كادت ان تسبه لتسمع صوته العابث 
ليست اخلاق المصرين يا امرأه 
اشتاطت سماح ڠصبا وألتفت نحوه تجز على أسنانها 
ياشيخ انت طلعتلي منين قولي... كانت مهمه سوده وسفريه سوده... قولي انت مچنون 
ضحك سهيل بصخب فألتفت الأعين عليهم ليميل نحوها هامسا
اخفضي صوتك ياعروس 
اغمضت عيناها بقوه تستعيد هدوئها الذي فقدته 
ياكابتن سهيل قولي بس أنت فيك حاجه مش طبيعيه... في لاعب كره مشهور والمعجبين حواليه كتير وعنده بنات بلده وبنات لندن ويجي يتجوز واحده اول مره يقابلها 
طالعها سهيل بنظرات تفحصها 
أنتي المطلوبه سماح
وقبل ان يتركها هتفت حانقه 
على فكره انا مطلقه واكبر منك بشهور كمان 
وضعت يداها على وسطها لتتسع ابتسامته 
لا بأس عزيزتي لست رجل اخرق لاهتم بتلك الأمور 
سار خطوتان لتجذبه من ذراعه 
أنهى المهذله ديه بدل ما اڤضحك 
اتجه بعيناه نحوها يرمقها 
افعليها سماح وسأقضي على مستقبلك بالصحافة عزيزتي 
خرجت هناء من غرفتها تدندن وترتدي حذائها على عجله... وجدته يقف أمام الشرفه ينهي قهوته قبل ذهابه للشركه 
فألتف نحوها
رايحه فين 
رفعت هناء احد حاجبيها مستنكره سؤاله 
ما انا قولتلك ياابن عمي... عندي مقابله عمل 
واقتربت من المائده التي جهزت الفطور عليها قبل أن تذهب لغرفتها كي ترتدي ملابسها...ألتقطت احدي اللقم ليقترب منها حانقا
قولت مافيش شغل ياهناء... والسنه اللي هنعيشها مع بعض انتي ملزومه مني 
تناولت لقمتها المغموسه بالجبن بتلذذ
شكرا.. انا بحب اصرف على نفسي 
احتدت عيناه عليها فجذبها نحوه غاضبا
ايه البرود اللي بقيتي في ده.. انا لسا جوزك 
استنكرت الكلمه بآلم واشاحت وجهها بعيدا عنه
سيبني يامراد اشوف حياتي ومتبقاش قتلتني من كل اتجاه... ومتخافش انا متربيه كويس وعارفه حدودي في كل حاجه 
انصرفت بعدها هاربه حتى تختلي بنفسها تبكي على حالها 
لقد ضاعت فرحتها معه 
كان عرس عائلي بسيط يضم اهل مها وبعض جيرانها أراد أن يفرحها بكل شئ...فستان عرس وحديقه مزينه... المال يسرع كل شئ وهو لديه منه 
كان سالم يقف بجانب زوجته پحقد 
لا اختك حظها من السما 
طالعته ماجدة مبتسمه 
مها طيبه واهي خلصت مني ومنك... ربنا يسامحني على اللي عملته فيها 
رمقها سالم ساخرا وعيناه تتأمل فخامه المكان متمتما
ابن المحظوظه اخدك ومهموش حاجه 
تعلقت عين ناديه ب ياقوت التي أتت للحفل العائلي هي وشقيقتها ياسمين التي تلازمها دوما أوامر من زوجه ابيها ولكنها كانت سعيده بقرب شقيقتها 
اهلا ياحببتي نورتي...
قبلتها ناديه وڠضبت عندما رأت نظرات ندي نحوها وقد اشاحت عيناها عنها غير مرحبه... لم تنتبه ياقوت لفعلتها ولكن ناديه انتبهت
عن اذنك يا ياقوت ثواني بس 
تركتها وأتجهت نحو ندي... فبحثت ياقوت عن هناء تتمنى ان تراها فأكثر شئ جلبها لهنا هي رؤية صديقتها... تنهدت وهي تطالع البعض ثم نظرت لشقيقتها المبهوره بالمكان 
شكل هناء مجتش... كان نفسي اشوفها واطمن عليها 
ووجدت ناديه تقترب منها ثانيه 
تعالي معايا يا ياقوت 
نظرت لها ياقوت مستفهمه 
اجي معاكي فين 
فأبتمست ناديه وهي تسحبها خلفها وهتفت بأسم ابنتها 
تقي خدي ياسمين عند العروسه 
ابتسمت ياسمين بحماس لرؤية العروس ولم تهتم لنظرات ياقوت بأن تبقى معها
فوجدت ياقوت نفسها تصعد الدرج خلف ناديه
احنا رايحين فين 
لم تتحدث ناديه بشئ..الي ان وجدت حالها تقف في ممر به غرفتان لتلتف نحوها ناديه مبتسمه 
ادخلي يا ياقوت بس 
طالعتها ياقوت ثم دارت بعيناها يمينا ويسارا
ادخل فين... معلش انا عايزه انزل 
ضحكت ناديه بمكر ودفعتها لداخل الغرفه 
ادخلي شوفي جوزك واهتمي بي 
ولم تمهلها الوقت لتستعب الموقف ومكانها... لتجد الباب يغلق 
ابله ناديه افتحي الباب
اتسعت ابتسامه ناديه بزهو وظلت واقفه الي ان رأت توقف حركة مقبض الباب... ففتحت الباب مجددا برفق حتي لا تسمع حركة المفتاح وتظن انه مازال مغلق 
تعلقت عين ياقوت بالغرفه تتنهد بتعب...الي ان لفت نظرها صورة حمزة وأسرته بجانب الفراش لتلتقط الصوره وتتأمل ملامحه وملامح سوسن 
نست أمر الباب ووجودها بالغرفه وظلت تنظر لضحكتهم بالصوره... ارتجف قلبها وهي تسمع صوته الرجولي 
ياقوت 
اتسعت حدقتيها لتلتف نحوه ببطئ بعدما وضعت الصوره مكانها بأيد مرتجفه 
وكانت صډمتها الأخرى وهو يقترب منها بالمنشفه التي تحاوط خصره والمياه تتقطر على العاړي 
انا... ارجوك ابعد 
استمتع بتوترها وغلق عيناها
مقولتيش بتعملي ايه في اوضتي يا ياقوت 
لتزداد سرعه أنفاسها 
ابله

ناديه جبتني هنا... ارجوك طلعني من الاوضه مينفعش كده... 
واردفت بأرتجاف 
ابعد متقربش 
لم يزيده رجائها وخۏفها منه إلا عنادا لتشعر بذراعيه تأسرها 
 داخلها.. دقيقه مرت وهو ينظر إلى جسدها الذي يرتجف من قربه
اشاح وجهه بعيدا عنها متمتما بجمود
اخرجي يا ياقوت
فرت من أمامه دون كلمه نحو الباب لتقبض على مقبضه فتجده يفتح بسهوله معها.. دارت بعينيها نحوه لتجده مازال على وقفته وظهره مقابل لها.. لتسرع في خطاها نحو الدرج فتعلقت عيناها بأعين مريم التي كانت تصعد لأعلى
رمقتها مريم بنظرات جامده.. فأبتسمت لها بأبتسامه تداري خلفها ارتباكها ولكن مريم لم تقابلها الا بأشاحت عيناها عنها زافرة أنفاسها بحنق تتوعد لها داخلها
اكملت خطاها لاسفل وهي تلتقط أنفاسها وقلبها يخفق بقوه من تلك المشاعر التي لم تعيشها من قبل 
كل شئ كان جديدا عليها وماهي الا أنثى أرادت ان تنعم بحنان فقدته منذ طفولتها ولم يكن الحرمان الا بسبب انفصال الوالدين
تنهد حمزه وهو ينثر عطره بعد أن أنهى ارتداء ملابسه بملامح جامده كلما تذكر خۏفها منه 
سمع طرقات خافته علي باب غرفته... ليجد مريم تقف على أعتاب الغرفه تطوي ساعديها أمامها وتطالعه بأبتسامه واسعه 
ايه الجمال ده ياسي بابا 
ارتخت ملامحه سريعا فور ان سمع صوت صغيرته فألتف نحوها يرمقها ضاحكا
كبرتي وبقيتي بكاشه 
ابتسمت بسعاده واقتربت منه... ليسمع صوت شهاب خلفها يحثه على النزول 
تعلقت مريم بذراع حمزة ليضحك شهاب 
انا مش عارف هنجوزك ازاي
زمت مريم شفتيها عبوسا.. فضحك حمزة علي تذمرها 
مش وقت الكلام ده ياشهاب.. مريم لسا قدامها مستقبلها
تراقصت ملامحها بسعاده وطالعت شهاب تخرج له لسانها 
وماكان من شهاب الا انه عبس بوجهه متذمرا مخرجا لها لسانه مثلما فعلت 
تعلقت عين ناديه بشقيقها وفور ان وجدته يتقدم منها اشاحت عيناها بعيدا عنه تداري حالها من نظراته الثاقبه 
ممكن افهم ايه اللي عملتي ده 
تنحنحت ناديه بهدوء وألتفت نحوه بثبات ترسم فوق شفتيها ابتسامه واسعه 
 انا عملت ايه ياحمزة 
ارتكزت عيناه نحو ياقوت التي وقفت مع فؤاد زوج شقيقته يتحدثون ثم ألتقطت منه الهاتف بعد أن حاډث أحدهما فأعطاها الهاتف 
عينك هتطلع عليها ومتابع كل خطواتها... مع
 

تم نسخ الرابط