رواية للقدر حكاية (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم سهام صادق
المحتويات
دوما لدي ابنتهم
ياسلوي ياحببتي انتي عارفه انهم في ازمه الشركه دلوقتي وطبيعي قلقك بس احب اطمنك ان الموضوع اتحل النهارده وزمان بنتك بتحتفل هي وجوزها بالمناسبه ديه
وغمز لها بعينيه
ما تيجي نحتفل احنا كمان
دفعته عنها وهي تنهض من جواره
والله انت راجل فايق
ضحك وهو يطالعها وهي تتجه نحو غرفتهما
عادت اليه بعد أن فكت حجابها تطبع قبلة فوق خده
ربنا مايحرمني منك يامهاب
هبط مارتن الدرج يرتب قميصه حانقا فبعد ان كان على وشك لمسها ونيلها أتى أحد رجاله يطرق الباب يخبره پخوف ان أحدهم ينتظره لأمر هام ذراعه الأيمن لا يستطيع أن لا يستجيب له
فور ان دلف لغرفه مكتبه هب الرجل واقفا
تلك الجماعه التي قټلت جاكي قټلتها لأنها شقيقتك سيدي فقد بحثوا في سجلات الميتم الذي تربيت به انت وهي ووصلوا إليها قبلنا
ألبرت ألبرت لم يكن الا رجلا منهم ويكره مراد
عداوه قديمه بينهم قبل أن يعود مراد وعائلته لمصر
تسارعت دقات قلبه وفي ثواني كان يلقي كل شئ من فوق مكتبه مما ادهش رجله
وضعت ياسمين يدها على قلبها وهي تلتقط أنفاسها تنظر إلى شقيقتها وهي ترضع الصغيرين
وما ان لبثت ان هتفت عبارتها الاخيره ادت التحيه العسكريه
فضحكت ياقوت علي طريقتها
فكرتيني بيوم كده كانت ردت فعلي زيك بس مش بالهبل ده اكيد
طالعتها ياسمين متعجبه
يوم ايه
شردت ياقوت في ذلك اليوم الذي ذهبت فيه كموظفه لشركة الحراسات الخاصه سردت لشقيقتها ما حدث لتضحك ياسمين
لمعت عيناها وهي تتذكر لحظه صړاخها بعد أن دهست قدمها
هي فعلا كانت كسفه بس مش من الواقفين من حمزه حمزه في شغله ليه هيبه فظيعه ف تخيلي بقي قدام صاحب الشركه پتصرخي زي الهابله ومش عايزه اقولك حمزه مكنش بيطيقني كان بيتلكك ليا على اي غلطه إنما شهاب كان مدير طيب وهادي
عادت الذكريات لها عندما كانت مجرد موظفه وليس ضمن تلك العائله استمعت ياسمين لها بأنصات واستمتاع وتنهدت بعدها براحه
ضحكت الشقيقتان لتنظر ياسمين نحو الصغيران وتحمل أحدهم بين ذراعيها
شبه حمزه اوي ياياقوت لا حقيقي انا لازم اتجوز راجل أمور ماهي العيال بتطلع شبه الابهات دلوقتي
واتبعت حديثها بمرح
وقال ايه الرجاله بتدور تتجوز ست حلوه لا ده احنا المفروض اللي ندور نتجوز رجاله حلوه عشان نضمن الإنتاج
لم تستطع ياقوت تمالك ضحكاتها فضحكت تلك المره بصوت عالي
أنتي من ساعه ما اشتغلتي وهي فلتت منك خالص
مين ديه اللي فلتت
اخرجت لها ياقوت لسانها مازحه
عقلك ياحلوه
كلتاهما كانت السعاده تغمرهم من أجل بعضهم ياقوت كانت سعيده وهي ترى شقيقتها هكذا وياسمين كانت سعادتها اكبر وهي تري شقيقتها تعيش عمرها وحياتها دون خوف من المجهول ومن مصير كانت ديما والدتها تخبرها به
انها لن تفلح بحياتها وستعيش عمرها من بيت لآخر ولا احد سيطيقها
بقولك ايه ياياقوت ماتروحي تخطبيلي واحد من اللي تحت
قالتها ياسمين بمرح وهي تقبل وجنتي الصغيرين لتوكظها ياقوت فوق كتفها وتنهض من جانبها
هروح أعملهم الرضعه بتاعتهم وانتي حاولي تنيميهم مش هما اللي ينيموكي
وكان هذا بالفعل مايحدث تسقط ياسمين غافيه وهم يظلوا مستيقظين
هبطت ياقوت الدرج تسمع صوت زوجها الحازم وتشعر بالقلق
قطبت حاجبيها وهي تتجه نحو المطبخ
هو في ايه
عيناه جالت بأنحاء الغرفه بعد ان غادر رجله المخلص شقيقته قټلت بسببه هو هو من كان السبب وليس ماوصل اليه يعلم انه ينضم لعالم قذر مقرف تغطيه تجارته ومشاريعه الاقتصاديه
تنهدت بأنفاس مثقله وهي يتذكر يوم انفصلت يداه عن شقيقته
بعد أن تبنتها احدي العائلات ظل يركض خلفهم الي ان انغلقت بوابه الملجأ وسقط هو فوق الوحل باكيا كان كبيرا بعض الشئ عكس جاكي التي لم تكن تتخطى عامها الثالث
أظلمت عيناه بظلمه قاتمه وقسۏة لولاها لم يكن يصل إلى ماوصل اليه
لمعت عيناه وهو يلتقط حقيبتها الملقيه فوق الطاوله وعلى مايبدو ان احد رجاله وضعها في مكتبه وثب واقفا واتجها نحوها بفضول لا يعرف سببه
داخلها كان يوجد ظرف من هيئته عرف انه فحص طبي اخرج الفحص لتقع عيناه على مافيه
هناء حامل
تعلقت عيناها بغرفة مكتبه متعجبه من كم الاتصالات التي يتلقاها وحديثه الذي لا تفهمه والقهوه التي تدلف بها الخادمه من حين لاخر شعرت ان هناك خطب ما
وظنت ان الامر متعلق بقضيه مريم فقررت ان تذهب اليه لتطمئن
كان يقف وسط مكتبه يتحدث بالهاتف بصوت امر وجامد
أنهى المكالمه ليزفر أنفاسه بأرهاق ورغم تعب جسده والصداع الذي ينهش رأسه الا انه جالس يحل مشكله مراد واختفاء هناء بعلاقاته
حمزه
هتفت اسمه وفركت يداها تخشي ان يصب غضبه عليها اكثر من عام متزوجه منه ولم يكن بينهم مواقف تظهر طبيعه شخصيتهم بوضوح
عنصر مهم كانت تفقده حياتهم ليس وضعها في حياته وسط عائلته وليس انه يريدها الجزء الدافئ يزيل عنه أعباء الحياه
كل هذا كان في طرف والطرف الآخر
ف أين هي مواقفهم تجربتهم لردود افعالهم الجذب والشد ثم اللين العتاب حتي لو كان بكلمات مبهمه التمرد والخضوع
الصمت وحده هو من كان يكلل حياتهم
ألتف إليها ينظر نحوها فهتفت
هو في حاجه حصلت في قضيه مريم
تنهد وذهب ليلتقط علبه سجائره التي أصبح يدخنها بكثره
لا ياياقوت مشكله تانيه بحاول احلها
لم يرغب في احزانها بأمر صديقتها فقد وعد مراد ان رجاله سيجدوها
اقتربت منه وردت فعل غريبه منها تلقاها وهي تأخذ علبه السچائر والسېجاره التي كان للتو سيضعها بين شفتيه ثم قذفهم في السله الصغيره بين الأوراق الممزقه
كفايه شرب سجاير مش هي السجاير اللي
هتحل المشكله
ايه اللي عملتيه ده ياياقوت
احتدت عيناه من موقفها لتنظر اليه بتصميم
بطل سجاير انت مكنتش بتشربها كتير
لم تعجبه نبرة حديثها لم يعتاد منها الا على الوداعه والهدوء صحيح هو يسعى لإرضاءها وتعويضها ولكن لا أحد يضع لحمزه الزهدي شروط ويجعله يسير عليها هو يفعل ما يريد وقتما يرغب
ياقوت ياريت اللي اتعمل ده ميتكررش تاني لما اعوز ابطل سجاير انا هبطلها
واتجه نحو مكتبه يخرج من احد الادراج علبه سجائر أخرى
أخذها العند وسارت خلفه تلتقط منه العلبه
مش هتشرب سجاير ياحمزه
يااااقوت انا عندي صداع هيموتني ومش عايز كلام كتير
رنين هاتفه جعله يسرع في ألتقاطه ثم الحديث بكلام مبهم لا تفهمه عيناه كانت عالقة بما تفعله پغضب وهي تفرغ درج مكتبه من علب السچائر بل وتفرغ السچائر من العلب ودهسها بيديها
أنهى حديثه بالهاتف بعدما انهت ماتفعله لينظر اليها
بتتحديني ياياقوت
لاا مش بتحداك انا خاېفه عليك انت مش شايف منظرك
نظرت عيناها كانت حانيه مثل صوتها ثم انتقلت يدها نحو خده تمسده لم تفعل ذلك دلالا او مكرا حتى تجعله يلين انما شئ داخلها كان يتحرك بۏجع وهي تراه بتلك الهيئه وجه مرهق جسده قد فقد بعض الوزن سجائر يدخنها بشراهة وطعام قليل يتناوله
حاضر ياياقوت هحاول ابطلها
ابتسمت وهي تراه يستجيب لما ارادت وقد لانت ملامحه وصوته
توعدني
حاضر
وبرفق ضمھا اليه يمسد فوق ظهرها
حضنك بيخفف عني هموم كتير لكن انا استاهل ادوق طعم حرمانه منك بحبك ياياقوت
واصبحت تلك الكلمه هي النعيم بالنسبه لها
فتحت عيناها بعد برهة من اغمائها لتجد نفسها كما هي ب ملابسها ومازلت مقيده ظلت تحاول مرارا في فك قيدها ولكن محاولاتها تنتهي بالفشل
زفرت أنفاسها وهي تكاد تبكي لتنفتح الغرفه فيرتجف قلبها
رمق خۏفها واقترب منها فهتفت بصياح
لااا ارجوك سيبني
يداه اتخذت طريقهما الي فك قيدها وتحريرها تعجبت من صنيعه لتنظر اليه غير مصدقه انه حررها
ولكن شعرت بالخۏف ليأخذها لمكان اخر
احد رجالي ينتظرك بالأسفل هناء سيأخذك الي زوجك
هتف عبارته وادار جسده بعيدا عن مرء عينيها اغمض عيناه بقوه وهو يشعر بخطواتها الراكضه
ليقف امام الشرفه وهو يراها تصعد السياره مع سائقه
كنت اتمنى تذوق مذاقك حلوتي
همس عبارته وهو يرى السياره تخرج من البوابه الحديديه شاردا في ذكريات الماضي وصوت والدته تصرخ بأن يرحمها الواقف هي وجنينها ثم طعنه تشق بطنها وهو يضم شقيقته لحضنه في الخزانه يبكي بصمت وهو يضع كفه الصغير فوق فمها كما أخبرته والدته
مع ظهور اول خيوط النهار كان مراد يدلف شقته يلعن مارتن ويتوعد له يبعثر محتويات الغرفه ليعثر اخيرا على سلاحھ الذي قد نسي أين اخفاه
رنين هاتفه بأسم شهاب الذي سبقه الي المكان المنشود الذي يقيم فيه مارتن ورجاله جعله يسرع في خطواته نحو باب الشقه ليقف متجمدا وهو يرى هناء الواقفه أمامه تستند بصعوبه فوق الجدار ووجهها شاحب وخدها مجروح
تمتمت اسمه مراد
اسرع في ألتقطها بذراعيه قبل أن يسقط جسدها أرضا
انا اسف ياهناء كل اللي حصلك بسببي انا
وضعت الخادمه أمامها الطعام تهتف برجاء
ياست هانم كلي متجبيش ليا الكلام البيه منبه علينا على اكلك وتاخدي العلاج
طالعتها صفا بأعين باهته تشيح عيناها عنها تخبرها بصمتها انها لن تأكل
أرادت الخادمه اعطاء الامل لها
البيه معاه رجاله تحت باين عليهم ناس من الشرطه وقالوا للبيه ميقلقش البيه الصغير هيرجع لحضنكم
لمعت عين صفا ونهضت من فوق الفراش راكضه للاسفل حتى تطمئن بنفسها رغم تعب جسدها الا ان الأمل اعطي لها دفعا قويا رمقتها الخادمه وهي تغادر الغرفه تنظر للاطباق التي لم تمسها متنهده بقله حيله
قلب الأم مستنيه اي امل
كان الأمل يخترق فؤادها وهي تتجه نحو غرفه مكتبه ولكن صوت أحدهم وهو يخبره ان يضع كل الاحتمالات امام ڼصب عينيه حتى لا يأمل
دفعت باب الغرفه تنظر لزوجها والواقفين تعلقت عيناه بها فنهض سريعا ناحيتها
صفا
وصړخ بالخدم
صفا ايه اللي نزلك من اوضتك
أنظار الواقفين انخفضت بأشفاق فهيئة صفا كانت مأسفه
فين ابني يافرات قولتي انك هتجبهولي فين ابني
صړخت به تضربه فوق صدره
انا ابني ذنبه ايه تبقى انت ابوه اكيد اللي عمل كده بيكرهك انت انسان مكروه وظالم
اهانته أمام من يقف هو أمامهم بهيبته يأمرهم ويخشوه
اطبق فوق شفتيه بقوه وقبض على يديه وهو يسمع صړاخها ويتحمل ضرباتها الضعيفه يتركها تخرج كل بها وهو يقف صامت
الايام دارت وأصبح فرات النويري ېنزف قلبه قهرا يصارع آلامه بل ودموعه المتحجره
هي لا تعلم أن ذلك الطفل كان املا وتغيرا له عاش يظن انه لن يصبح اب ولن يسمع تلك الكلمه وعندما بات المستحيل حقيقه
ضاع كل شئ
سقطت تحت قدميه بعدما احاطتها الظلمه لېصرخ بأسمها
صفا
حملها وخرج من الغرفه سريعا يهتف بعنتر الذي كان يقف يطالع كل شئ مشفقا على حال سيده الذي كان يحسده انه كالحجر لا يهزه شئ
عنتر هات دكتور
متابعة القراءة