رواية للقدر حكاية (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم سهام صادق
المحتويات
الفصل الواحد والثلاثين
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
قالها ضاحكا غامزا إليها لتتورد وجنتاها بحمرة الخجل.. طرقت عيناها نحو يداها المتشابكه
ليرمقها بمشاعر جديده عليه لكن عقله كان ېصرخ به يخبره ان ما يفعله معها تلك الليله ماهو الا واجب عليه يقدمه لها وليس حب كما ذلك من قبل... زيجته من سوسن بنية على الود والاحترام حتى حينا طالبته بحقوقها كان يعاملها وكأنها امرأته وابنته ينسيها فارق العمر بينهم مقتنعا ان حياته سيكملها معها ولكن مۏتها غير كل شئ وكان قدره تلك التي تجلس أمامه تقبض على فستانها وتهرب من مطالعته
هغير هدومي في الاوضه التانيه.. تكوني انتي كمان غيرتي عشان نصلي
اماءت له برأسها مجددا فأبتسم
شكلي مش هسمع ليكي صوت النهارده خالص يا ياقوت
ثم اردف مازحا قبل أن يعطيها ظهره ويخرج
اتمنى تفضلي كده
تركها وأغلق باب الغرفه خلفه كي يعطيها حريتها.. ليقف أمام الغرفه محدقا ب باب الغرفه المغلق
..........................
ملئت الغرفه وعلقت في يداها
بس حلم جميل زي ما كنت بحلم
وطالعت الغرفه الواسعه والفراش الواسع
اخيرا بقى عندي بيت اعيش فيه من غير ما احس ان محدش عايزني
وسقطت دموعها وهي تتذكر معامله زوجة ابيها لها ودعائها عليها الا تفرح وترى السعاده
هتفت بعهودها التي كانت تتمتم بها في سجودها تدعو الله ان يبعث لها زوجا يعوضها عما فقدته
ابتسمت وهي تتذكر الدعوه التي دعتها عندما كان يعاملها حمزه بكره لا تعرف سببه.. تمنت ان يلين الله قلبه ليكون في النهايه هو الزوج الذي انتظرته طويلا بعد أن ذاقت من الحياه مرارتها متحمله راضيه شاكره
اتمنيت ألبسك ولبستك
انهت ماعليها فعله بعد وقت.. وسارت بخطي خفيفه نحو باب الغرفه تسترقي السمع لكنها لم تسمع شئ
لتفتح باب الغرفه بخفه ومن فتحه صغيره طالعت ما أمامها فلم تجده
أعطاها الحريه كامله حتى تستعد براحه... تأكدت من أحكام حجابها فوق خصلاتها وهندام جلباب الصلاه
شهقت بفزع وهي تصطدم به.. ليضحك على منظرها الظريف
بتتسحبي ليه
اطرقت عيناها خجلا
بدور عليك
ضحك وهو يضم وجهها ويرفع رأسها نحوه
اتعودي تبصيلي يا ياقوت.. مش هينفع كده
لطافته وحنانه كل هذا اذابها معه تلك الليله.. خطوه خطوه أصبح يخطوها معها كي تعتاد عليه دون حرج
مجرد عسل يغدقه بكثره فعسله لن يظل بكثرته وماعليها الا التقابل والرضى
قانون العقل يقوده تخطيطا اما القلب كان عطشا فحرر نفسه من حصونه مخبرا حاله انه سينعم هذه الليله والليله التي تليها ثم سيعود لغلق بوابته عليه ويعود لظلامه ولم يكن يعلم انه لن يعود مسجنه وظلامه كما كان فمن ذاق العسل اراده دوما
تخضبت وجنتاها بخجل وقد تعلقت عيناها به
مش عارفه... انا عايزه ابله ناديه
اتسعت عيناه وهي تطالبه بشقيقته فأنفرجت شفتاه بضحكه صاخبه
عايزه ناديه يا ياقوت في ليله فرحنا
حركت رأسها له فهى بالفعل أحبت ناديه واعتبرتها شقيقه كبري تمدها بنصائحها فلم تقدم لها والدتها ولا زوجه ابيها نصائح لتلك الحياه الجديده عليها ولم تقم بذلك الدور الا ناديه التي اعطتها من خبرتها بتعقل بعيدا عن چنونها ومكرها فمكر النساء لا يعلم إنما يستكشف
ايه رأيك نصلي الأول وبعدين نتعشا ونشوف موضوع ناديه بعدين.. لأن شكلي بتجوز لأول مره
ابتسمت على عبارته.. فأبتسم هو الآخر
يلا يابنت الناس عشان انا بنام بدري
أنهوا صلاتهم ومجرد ان أنهى دعاء تلك الليله وجدها تبكي
فسألها بلهفه وقلق
ياقوت في ايه
لم تعرف ما تخبره به.. اتخبره انها تخشي فشل زواجهم وتعود لما كانت عليه... اتخبره انها تريد حنانه ولطفه معها دوما والا يحرمها منه
ارتجفت شفتيها وكلما أرادت البوح له صمتت.. مسح دموعها برفق
ياقوت انتي مش مبسوطه
رمقته خلسه ثم اطرقت عيناها وافصحت اخيرا بما يعتريها
في الأول مكنتش مبسوطه لأني خفت منك وقولت ده طردني من شغلي من غير ما يسمعني لما هتجوزه هيعمل ايه فيا
تأملها في صمت وترك أذنيه تسمعها بأهتمام
بعدين سمعت كلام من عم مهاب وابله سلوى عنك كتير حبك لعيلتك ودعمك ليهم ومواقفك معاهم والاهم معاملتك لولاد مراتك وحبك ليهم وعمرك ما حسستهم انك زوج ام مع انها ماټت
رفعت عيناه نحوه تطالع ملامحه الرجوليه عن قرب
انا جربت معامله مرات الأب وجوز الأم.. شعور صعب اوي لما متكنش فرد مرغوب في لا هنا ولا هنا وكأنك على الهامش.. انا مش عايزه حياتي تكون كده
ولم تشعر بحالها الا وهي تلقي نفسها بين ذراعيه ليضمها اليه بملامح جامده متخيلا العڈاب الذي تلقته من معامله سيئه فهو لم يرتاح لزوجه ابيها
انسى يا ياقوت كل ده
وابعدها عنه ينظر إليها بحنان آسرها
حياتي مش ملكي لوحدي يا ياقوت.. ومش هكون زوج كامل ليكي وعلطول معاكي لان عندي مسئوليات وبيت تاني مقدرش اتخلى عنه
اماءت برأسها متفهمه الوضع ولم تفكر انها في النهايه بشړ وسيأتي يوما ولن تتحمل ان تكون في هامش حياته ومجرد ساعات ليل يقضيها معها
بس انا شعري مش ناعم اوي.. ده معالج للشعر
ابتعد عنها ليبتسم على برائتها
برضوه جميل يا ياقوت
............................
ضحك شهاب على ندي التي وضعت الوساده فوق ساقيها وظلت تقضم اظافرها بضيق
مش كنتي راجعه تعبانه ومرهقه
واردف ساخرا وهو يرمقها
واه ياشهاب.. السفر متعب مع انها ساعه ونص من هنا للبلد بس اقول الجوازه مش على هواكي
طالعته ندي بضيق ثم اشاحت عيناها عنه
انت ليه مش قادر تفهمني... اهي عيلتنا السعيده المترابطه هتضيع بسبب البنت ديه.. انا ست وعارفه وفاهمه الستات كويس
فأقترب منها يجلس على الفراش جانبها مستنكرا حديثها ولكنه قرر ان يسايرها حتى يفهم نظريتها في أمور النساء
وفاهمه ايه يمكن انا مش بفهم
رمقته وهي تعلم بأستهزاءه بها
يا شهاب حمزه جوزها وهيبقي من حقها وشويه شويه هتاخده مش هنشوفه وبعدين لو جابت طفل بسرعه كده خلاص
تجمدت ملامحه وهو يسمعها ونهض من جانبها نافرا
لدرجادي ياندي كرها لاخويا انه يعيش حياته ويبقى عنده طفل.. ليه عايزينه ليكوا انتوا وبس.. ياقوت بنت عاديه ومش من نوعيه الستات اللي انتي فكراهم... ده هي اللي هتتظلم معاه
وأشار بيده محذرا قبل أن تهتف بكلمه أخرى
عارفه ياندي لو محترمتيش مرات اخويا ورجعتي لعقلك.. انا فعلا هفهم انك اتغيرتي للأسوء
كاد ان يتحرك وبتركها فنهضت من فوق الفراش سريعا تركض اليه وتتعلق به بعد أن شعرت انها زادت الأمر بالفعل معه ومثلما هي حزينه على ذكرى شقيقته فحمزة أيضا شقيقه
شهاب انا اسفه... استحملني الفتره ديه معلش بس اوعدك اني هخفي مشاعري واتعود على الموضوع.. انت عارف اني كنت بستلطف ياقوت بس الموضوع ده قلب حاجات كتير جوايا
لم يبدي اي ردت فعل بل اشاح وجهه بعيدا عنها لتشب علي أطراف اصابعها ثم لثمت خده
متزعلش بقى... بضايق لما بزعلك
قطب حاجبيه عابسا
ما بين اوي ياندي انك بتزعلي على زعلي
انا وعدتك هحاول اتعود
ورفعت عيناها نحوه تسأله
واحبها وليس ما يفعله معها تقديرا لما تفعله لا أكثر.. كان يطالعها بحب حقيقي ولدته أيامهم معا
ومال نحوها يلثم عنقها هامسا
لو مكنتش اتجوزتك كنت خسړت كتير
...................................
طالعها وهي نائمه براحه تضم الوساده إليها.. تغفو كل ليله لتتركه ېحترق بنيران قربها زفرا أنفاسه بقوه
ياترى مين اللي خلاكي كده يامها... انا شاكك في سالم الكلب
أصبح يمقته ويمقت شقيقتها حينا يأتوا لزيارتها ولكنه رغما عنه يتقبل الامر من أجلها
الحيره أصبحت تقتله منذ ليله زفافهم شعوره بالذنب لتركها جعله يتحمل وينتظر الي ان تصارحه بما حدث بغيابه ولكنها لا تتحدث تبكي فقط كلما اقترب منها تشعل جنونه وغضبه ليرحل قبل أن يفقد صوابه
مد انامله يمسح على وجهها برفق هامسا بأسمها
مها
بلملمتها بين ذراعيه لتشد من احتضانه تظنه وسادتها متنهدا داخله
الوضع ده مش لازم يستمر كتير
تسطح بجسده فوق فراشها الصغير بمنزل والديها.. لتدلف الغرفه بكأس الماء فطالعته بضيق بعدما اغلقت باب الغرفه خلفها
متابعة القراءة