رواية للقدر حكاية (كاملة حتى الفصل الأخير)بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


التي وضعها دون اهتمام 
الاكل قدامك اه ربع ساعه ارجع الاقيكي اكلتي 
ونظر للوقت في ساعته وغادر ولم يكن كاذبا عندما أخبرها انه سيعود لها ثانيه عاد بعد أن ابدل ملابس عمله بملابس اكثر راحه وتلك المره كان مستعدا لما سيفعله معها لتنتفض فزعا عندما ألتقط صنيه الطعام من الأرض ثم ألتقطها هي الأخرى وحاصرها بين ذراعيه كطفلا صغير 

ابعد ايدك عني ابعد ايدك متلمسنيش 
لقمة حشرت داخل فمها فأتبعها بأخرى 
مدام مبتجيش بالذوق في إجبار 
الصمت ساد المكان وهي تبتلع الطعام بصعوبه وعيناها تفيض بالقهر 
الأجبار والظلم اللي انت متعود عليهم يافرات بيه
اڼهارت قواه وهو يقرء ما ألتقطته يداه رحلت بعدما نفذت قواها بعدما أعطت وأعطت ولم يعد هناك مجال للعطاء اكثر
سقطت عيناه نحو ماسطرته 
لتتجمد نظراته نحو اخر ماكتبته 
متدورش عليا  
ولم يشعر الا وهو ېصرخ بأسمها بقلب ممزق يقبض على الورقه التي بين يديه 
يااااقوت 
فتح عيناه على وسعهما وهو يرى حاله مسطح فوق فراشه وهي غافية جانبه اقترب منها يتأكد انها معه ولم ترحل 
زافرا أنفاسه بقوه رافعا كفيه يمسح بهما على وجهه المرهق
جالت عيناه فوق كل انش بها واقترب اكثر حتى تلامست اجسادهم لم يعد يعرف ما أصابها منذ أن عادت من زياره عائلتها وهي بعيده عنه تضع بينهم الحواجز فتورا اصاب علاقتهما وضاع النعيم الذي كان ينهال منه وهي بين ذراعيه 
تلملمت في غفوتها الي ان أصبح وجهها مقابلا له 
ابتسم وهو يتأملها كيف تغفو وكأنها لأول مره تغفو جانبه وتحت نظراته
تصلب جسده من عبارتها صدها له أصبح أمر جديد عليه قطب حاجبيه 
دقائق مرت وهو ينال منها كما يرغب رغبته بها اعمته لدرجة لم يشعر بملوحة دموعها ودفعها له 
دفعاتها المستميته فوق صدره الصلب جعلته يبتعد عنها مذهولا 
من رفضها الصريح وكأنها لا تتحمل لمساته 
نهضت من فوق الفراش راكضه نحو المرحاض ليسمع صوت تقيئها وعيناه جامده لهذه الدرجة أصبحت لا تطيقه
رفعها بحنو من فوق الارضيه بعدما افرغت ما في جوفها متمتما بنبره حانيه
لدرجادي مش طيقاني ياياقوت 
فيكي ايه قوليلي 
فيا حاجات كتير وانت السبب 
لم تصدق انه من اعد طعام الإفطار لهما وتحمل صعوبه الوقوف على ساقا واحدا مستندا على عكازه 
نظر الي عينيها الجاحظه فضحك مما جعلها تتعجب اكثر متمتمه
اشعر ان الاصابه أتت في رأسك وليس ساقك 
امتعض من عبارتها فسحب مقعده ليجلس عليه وأشرع في تناول الطعام يفرد ساقه ويضع عكازه جانبا
عندما تصمتين سماح يكون صمتك افضل من الحديث 
لوت شفتيها مستنكره حديثه وجلست تلوك طعامها ببطئ صحيح انه تغير كثيرا في معاملته معها منذ أن أصبحوا في مكان واحد سويا ووجهه بوجهها ليلا ونهارا الا انه سيظل سهيل نواف لاعب الكرة الفظ 
قطرات من المربى انسابت فوق شفتيها
وعيناها مفتوحه على وسعهما وبعدها عاد لمكان جلوسه 
اكملي طعامك سماح 
وقبل ان تتفوهي بكلمه اصمتي عزيزتي انت الصمت معكي رائع ويشعرني انني زوج لمرأة وديعه 
دق بقلمه على سطح مكتبه وتفكيره بها سيجعله يجن يبحث عن سبب لذلك الجفاء الذي أصبح بينهما ولا اجابه يجدها منها الا نظرة تحمل احتقارا ېقتله والجمله التي أخبرته بها اليوم تجعله يدور حول نفسه ولا يعرف ماذا فعل 
ضحكه ساخره صدحت داخله هل يسأل ماذا فعل هو يعلم انه فعل الكثير ولكن من رؤيه عقله ان الاحترام والتقدير وإعطاء المال هم يكفوا ويعوضوا اي شئ فماذا سيطلب المرء اكثر من حياه كريمه يحياها وهو قدم لها الحياه الكريمه حتى قلبه قدمه لها ولكن سيظل ذلك في الخفاء فالحب أصبح لا يعرف معنى له إلا أن يقدر ويحترم 
اما حياه المحبين وما يفعله شهاب مع ندى وشريف ومها ليسوا له إنما هو رجلا ناضجا يبحث عن الراحه 
وعند تلك الكلمه نهض من فوق مقعده ملتقطا سترته ملقيا بعض العبارات على سكرتيره 
ألغى كل المواعيد اللي عندي 
أنهت فحصها لدي الطبيبه وخرجت من العياده هائمه فيما اخبرتها به الطبيبه هي حاملا بتوأمين وقد أصبح برقبتها طفلين 
وهي كانت طفله واحده جنت خلفهم تجربه اب وام لم يفكروا بها للحظه 
شردت في ذلك اليوم الذي اخبرتها به سلوى عن كل ما يعتلي صدرها خوفا عليها من مصير لا تتمناه لها عزمت ان تجلس ب بيت والدها معززه مكرمه لترى تقديره لها في حياته ولكن حينا دلفت منزل والدها وجدت إحدى شقيقات زوجة ابيها واطفالها لديها
ألقت التحيه عليهم واتجهت نحو المطبخ حتى تروى عطشها ببعض الماء لتدلف سناء خلفها تخبرها 
انتي مش عملتي الواجب يابنت جوزي خففي شويه واتصلي بجوزك يجي ياخدك ولا هو ماصدق تمشي
لا تعرف متى استقلت سيارة الأجرة ولا وصولها للمنزل فالشرود بكل مقتطفات ماعاشته يجعلها تكره حمزه اكثر واكثر
ألقت حقيبتها فوق الفراش كما ألقت تقارير فحصها لتتجه نحو المرحاض حتي تغمر جسدها بالمياه
دلف للشقه يبحث عنها بعينيه مناديا بأسمها 
ياقوت ياقوت
تعلقت عيناه بحقيبتها والتقرير الطبي الذي جانبها فألتقطه سريعا يشعر بالقلق عليها 
لتخرج من المرحاض وهي تلف المنشفه حول جسدها تنظر إليه وهو يقف ممسكا بالفحص ينظر إليها متسائلا
كنتي عارفه انك حامل
اماءت برأسها وعيناها مازالت متعلقه بعينيه فأقترب منها
مقولتيش ليه وانتي عارفه اني منتظر ده بفارغ
الصبر
عشان متستحقش الفرحه ديه 
واتبعت عبارتها پصدمه اكبر له
انجازك من الجوازه اتحقق ياحمزه بيه 
الفصل السابع والأربعين 2 
صمت مطبق ساد المكان وصوت أنفاسها وحدها من تتعالا تتذكر قسۏة كلمات سلوى التي لم تقولها الا خوفا عليها بأن تعيش عمرها بينهم ك لقمة سائغة ألتقطت أنفاسها بصعوبه بعد ذلك المجهود الجبار عليها في إخراج ما يكتمه قلبها ف ليتها كانت تستمع لهناء صديقتها حينا كانت تخبرها بأن تصرخ بوجههم جميعا حتى يعلموا كم ثقل عليها حمل الۏجع
سكتي ليه ياياقوت قولي كل اللي جواكي
قالها بجمود يليق به وتقدم منها بخطوات هادئه 
اتكلمي
تعلقت عيناها به ثم بكفيه الموضوعان فوق كتفيها وانتفضت من آسره دافعة اياه بعيدا عنها
اتجوزتني ليه دخلتني ليه حياتك الكئيبة وظلمتني 
انا ظلمتك ياياقوت 
تنفست بعمق وهي تشعر بأن كل شئ بات ېخنقها
ايوه ظلمتني واستغليت حياتي وحاجتي للحنان ياريتني مشتغلت عندك ولا شوفتك ياريتني مقابلة راجل أسير الماضي بيتجوز عشان أهدافه 
اسكتي كفايه 
مش هسكت تاني سكت زمان كتير ومحدش رحمني دوستوا عليا انت وبنتك واختك عديت وقولت لنفسي استحملي وعيشي يمكن في يوم يحس بيكي
أنسابت دموعها بغزارة وكلمات سلوى ټقتحم عقلها فتدمي قلبها 
صفا كانت عشق ل حمزة يا ياقوت ومفتكرش انه حب ست غيرها 
صفا طلعت حبيبتك مش القريبه اللي انت بتساعدها شفقه ونادية الأخت العظيمه كانت بتكدب عليا عشان تداري عن حب اخوها العظيم 
كان ينظر إليها مصډوما مما تتحدث به فلم تكن التي أمامه ياقوت زوجته الهادئه كانت أخرى تحادثه بضراوة ولكن الحقيقه انه كان قهرا كتم لسنوات طويله ظنت فيها ان الطيبه والضعف ليس لهم ثمن 
سقطت كلماتها فوق قلبه كالسوط ووقف في صراع بين كبريائه وقلبه وكاد ان ينتصر القلب 
ياريتني ماحملت منك ياريتني فضلت اخد الحبوب ومصدقتكش 
وعند تلك الكلمه تصلب جسده وبهتت ملامحه وتقدم منها بوجه محقن 
مش هحاسبك على كلامك ده دلوقتى بس اعرفي انك غلطتي جامد اوي 
أوقف سيارته في المكان الذي اعتاد عليه دوما حتى يتحرر من أوجاعه 
صوتها الباكي مازال يصدح بأذنيه دون هواده خرج من سيارته شاردا بالظلام وفي حياته التي تشبهه زم شفتيه بعبوس يقبض على يده بقوه ولم يشعر الا وهو يضرب على موضع قلبه
ياقوت مكنتش تنفعك ياحمزه دخلتها دايرة ظلامك قلبك لسا عايش في الماضي منسهوش
رنين هاتفه أخرجه من شروده وقد كانت ناديه شقيقته نظر للهاتف على أملا ان تكون هي ولكن لم يجد الا اسم شقيقته ولأول مره يغلق هاتفه دون أن يجيب عليها 
رفعت ذراعيها لاعلي حتى تساعده ان يلبسها كنزتها ازاح لها خصلاتها جانبا ثم انحني ليكمل لها ارتداء مابقى 
همست برقتها المعهوده التي تؤثره واطرقت عيناها ارضا بعد أن تخضبت وجنتاها
مها 
عشان فرحانه ياشريف 
ضحكه شقيه خرجت من بين شفتيه وهو يتأمل ملامحها الخجله
طب ولازمته ايه الكسوف ده دلوقتي 
نفسي اشوفك اوي ياشريف تفتكر هشوف 
انهت ماجده ارتشاف الشاي الذي قدمه لها سالم بعد أن ابدلت الكؤس لترى بعينيها ما يحدث لها ذلك اليوم خصيصا كل شئ كان يفعله بأحتراف معها جلسوهم مع بعضهم بتناغم وكأنه ليس هو سالم الذي لا يطيق لمسها ثم اقترابه منها بعد انهاءها اخر رشفة من الشاي خاصتها ولا تشعر بشئ الا وجوده جانبها صباحا 
انتظرت ان يبدء مفعول المخدر عليه ولكن لا شئ حدث وظل يتابع التلفاز دون اهتمام منه نحوها 
ملئ الشك فؤادها وهي تكاد تجن فكل شكوكها تنصب نحوه ولكن أين الدليل 
نهضت من جانبه حتى تختلي بنفسها وتفكر وفور دلوفها لغرفتهما ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه ماكره 
عاد قبيل بزوغ الشمس بعد أن ظل ساعات الليل في سيارته هائما بأفكاره ألقى سترته فوق الفراش يبحث عنها بعينيه بأرجاء الغرفه مقررا انه سيتبع معها الصمت حتى تعرف خطأها وفداحة كلماتها هي استطاعت ان تغير مشاعره وتجعله يتوق لقربها دفائها وصفاء الروح الذي تمتلكه ولكن أفكاره لم تتغير 
الجمود والصلابه والكبرياء هم عنوانه وهذا ما احبته به سوسن وعاشت معه لسنوات دون أن تطالبه بشئ اخر 
يرضى أنوثتها كأمرأة فترضي هي الأخرى رجولته وينتهي الأمر 
انتبه على خروجها من المرحاض تحمل المنشفه بيدها وتجفف بها وجهها تعلقت عيناه فوق ملامحها الباهته يجاهد مشاعره 
كبرياء وشوق وبين هذا وذلك يضيع العمر 
رمقته صامته ولم تحادثه بكلمه أخرى ولكن عندما وجدها تضع كفها جبينها المتعرق اقترب منها بلهفة 
مالك يا ياقوت فيكي ايه 
ياقوت لو تعبانه قوليلي
اصابه الضجر من صمتها والبرودة التي احتلت عيناها 
المفروض اللي يزعل هو انا مش انتي ضيعتي فرحتي وفرحتك 
ابتعدت عنه وعبارته تتردد داخلها بمعاني كثيره فأين فرحتها هي
ضيعت فرحتك طب وانا 
ضاقت أنفاسه وهو يرى ان الحديث سيأخذهم نحو اعتاب أخرى
أنتي عايزه ايه ياياقوت عايزه تعرفي ايه وننهي المهزله ديه مش هنبقي زي المراهقين نتخانق 
ولو عاد الزمن للوراء بسنوات فكان عاشق متيم يراضي ويدلل صفا حتى أن مروان صديقه كان يطلق عليه لقب كلما تذكره سخر من نفسه 
واقترب منها تحت نظراتها الباهته زافرا أنفاسه بهدوء 
تعرفي ان النهارده اسعد يوم في حياتي 
ورفع كفه يلامس موضع طفلهما بأعين لامعه وكفه الأخرى اخذت طريقها نحو خصلاتها تداعبهما برفق الي ان هبط به نحو عنقها وعيناه تلتقط كل اشاره ذوبان منها 
ثواني مرت وهي صامته
 

تم نسخ الرابط