رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز


لم تستطع أن تتناقش به مع نفسها لوجود الخادمة تذكرت تجاوبها به مع ذلك الرجل 
والله عال يا تبارك بقيتيولا كأنه جوزك مش بعيد الحلم الجاي تستنيه على الباب بطبق مايه دافي وفوطة وتغسلي ليه رجله 
تحركت صوب ذلك المسبح المصغر الذي يتوسط المرحاض تحدق به في راحة شديدة مرددة 
لحظات قليلة من النعيم والتمتع كملكة في هذا المكان وليس كشخص ثانوي ...

تحرر من قيد رجاله بعدما قرر أن يتفرغ بعض الوقت للجلوس مع الملكة ووضع النقاط على الاحرف عليه أخبارها بالقرار الذي اتخذه مساء الأمس لأجل تأهيلها لتصبح ملكة .
جلس في الحديقة حيث مكانه المميز خلف القصر ينتظر أن يحضر جنوده الملكة لكن بدلا من ذلك لمح امرأة تقترب منه بخطوات متمهلة وهي تقول بصوت منخفض 
اعتذر لازعاجك مولاي 
شعر إيفان بأن صوتها مألوف له ليخطر في رأسه صوت تلك الفتاة الخاصة بالحظيرة نظر لها وهي تنظر له مباشرة من خلف حجابها دون أن تنظر ارضا أو تبعد عيونها عنه وكأن تلك المرأة لا تنحني لأحد ولا تخشاه حتى .
تجاوز إيفان تلك النقطة وهو ينظر لها نظرات عادية 
نعم كيف اساعدك 
حسنا الأمر أنني أردت مساعدتك في مشكلة تواجه جميع العاملات هنا ولم أجد واحدة منهن تتحدث عنها ربما يخشون الحديث أو الاقتراب منك 
اتسعت عين إيفان باستنكار لحديثها 
وهل أخبرك أحدهم أنني اعض لماذا يخشوف الاقتراب مني !
لا ادري ربما لأنك لست ملكا عادلا أو أنك لا تهتم لأمور العاملين لديك هناك احتمالات كثيرة 
كان إيفان مصډوما وهو يستمع لمقدار الظلم الذي يمارسه على العاملين في قصره من فم فتاة الحظيرة هو ليس بعادل ولا يهتم بهم ! هل تمزح معه .
يبدو أن المشكلة في غاية الخطۏرة آنستي لتستدعي كل هذا التقريع لي وأنا الملك هنا 
ضغط إيفان على كلماته الأخيرة في انتظار أن تفاجئه تلك الفتاة المريبة أمامه بأنه وعن طريق الخطأ تسبب في حدوث زلزال في قسم العاملين أو أنه مثلا كان السبب الرئيسي في تفشي وباء قاټل بينهم جميعا .
لكن كل ما خرج منها هو 
مراحيض العاملين لديك مولاي تفتقر لكافة المقومات الآدمية لا زيوت عطرية ولا سوائل تنظيف جيدة مجرد زجاجات لا رائحة لها ولا فوائد وهذا تعسف منك مولاي إذ أن المراحيض الخاصة بكم تزخر بكل ذلك 
كانت تتحدث بنبرة جادة وبشدة وقد اتضح في صوتها الڠضب دون أن تشعر وهو فقط كان ينتظر سماع الکاړثة التي تسبب بها ليتضح في النهاية أنه لم يدلل العاملين لديه .
وعلى غير المتوقع اڼفجر إيفان في موجة ضحك صاخبة لم يستطع التحكم بها أخفى وجهه بين كفيه وصوت ضحكاته رن في الاجواء حوله مما أثار صدمة كهرمان التي نظرت حولها لترى أن أنظار الجنود بدأت تنجذب صوب ضحكاته.
وهو لا يتوقف عن الضحك يحاول الحديث من بين ضحكاته لكنه لم يستطع 
أوه أنا آسف حقا كيف كنت ملكا لئيما لهذه الدرجة ولم ادلل العاملين لدي عار علي
شعرت كهرمان بالحرج من كلماته تلك واستهانته بمصيبتها هي لا تبالغ إن وصفتها بالمصېبة فجسدها الذي اعتاد الدلال قد عزف عن استخدام كل أدوات التنظيف
الرخيصة واصيبت بطفوح جلدية مريعة .
أنا لا امزح مولاي أنا حقا ...
ولم تكمل كلماتها بسبب اصوات ضحكات إيفان الذي وجد صعوبة كبيرة في التنفس بسبب كثرة الضحك 
أنا أعلم الکاړثة أنك لا تمزحين هذه هي الکاړثة صدقيني 
اعتدل في وقفته بصعوبة شديدة بعدما تمكن من تمالك نفسه حين شعر بأنه لا يجوز عليه الضحك بهذا الشكل جراء شكوى امرأة مقهورة ..
تنحنح بصوت جاهد لجعله متماسكا 
معذرة آنستي لكن فقط شعرت ب ...حسنا لنتجاوز هذه النقطة ما الذي تقترحين علي فعله كي انال رضى العاملين لدي 
شمخت كهرمان برأسها تقول بقوة شديد وكلمات منتقاه وصوت واثق تمنى للحظات وبشكل غبي أن تكون تبارك تمتلك مثلهم فها هي مجرد عاملة أمامه تتصرف كأميرة وملكته تتصرف بشكل ....حسنا تتصرف كتبارك فهو لم ير يوما من تتصرف مثلها لكنه لا يبتأس حقا ولا يشعر بالخجل أو ما شابه .
اقترح مولاي أن تضع في مراحيض العاملين كل ما تضعه في مراحيض الطبقة العليا في البلاد 
نظر لها إيفان ثواني نظرات جعلتها تشعر برغبة في التراجع وانزال رأسها لكنها لم تعتد أن تنحني يوما لأحد غير الله هكذا أخبرها ارسلان .
حسنا آنستي لك كامل الدلال أنت وجميع العاملين في قصري 
نظرت لعيونه من خلف حجابها واطالت النظر به تحمد الله أنه لا يراها ثم همست بصوت منخفض 
شكرا لك مولاي والآن أئذن لي بالرحيل 
يمكنك ذلك 
تحركت كهرمان بخطوات رشيقة هادئة وبشكل جعله ودون إرادته يشرد ضاقت عيونه وشعور غريب يراوده تجاه تلك الفتاة .
توقفت كهرمان في مشيتها ثم استدارت ببطء للخلف لتتفاجئ أن الملك يراقبها هزت رأسها له وهو ابتسم بسمة جانبية يهز رأسه لترحل ببطء وهدوء وثقة ورشاقة منقطعة النظير.
في المقابل وبمجرد اختفاء جسد كهرمان خرجت تبارك من المبنى نفسه وهي تسير بلا مبالاة وبشكل متعجل وكأن لديها حرب ستفوتها تسير وهي تنظر يمينا ويسارا بفضول شديد حتى تعرقلت في حجر أسفل قدمها لينتفض جسد إيفان يهتف بهلع وهو يمد كفه وكأنه سيلحق بها من مكانه 
يا ويلتي..
لكن تبارك تمالكت نفسها بسرعة كبيرة تنفض ثيابها ببسمة خجلة من الموقف برمته 
أنا بخير لا تقلق 
تنهد إيفان بصوت مرتفع 
لدينا طريق طويل... أطول مما تخيلت .
______________________
بعدما انتهت من حديثها مع الملك سارت في القصر وهي تبحث بعيونها عنه وقد قررت أن تذهب للبحث عنه في جناحه دون أن يشعر أحد بها .
لكن ما كادت تخطو كهرمان للجزء المخصص لكبار القادة حتى سمعت صوت رجل يهتف 
نعم هو يحتجز العريف داخل المكتبة الآن مصرا أنه يخفي عنهم شيئا 
ابتسم دانيار على كلمات تميم وقد أعجبته فكرة أن يقع العريف تحت رحمة سالار 
هذا رائع ليته يتخلص من ذلك الرجل وننتهي منه 
كانت كهرمان تستمع لكل تلك الكلمات وهي تراقب رحيل تميم ودانيار صوب المكتبة تستوعب أنهم يتحدثون عن سالار ..
ابتسمت بسمة واسعة وهي تتحرك بسرعة خلفهم خشية أن تضل في الطريق وفي نفسها قد عقدت العزم على التحدث مع القائد اليوم وإن كلفها ذلك حياتها .
____________________
كانت الكتب تتطاير في كل مكان داخل وكر العريف إلى جانب البومة التي كانت تحاول الهرب من ذلك الاعصار الذي ضړب المكتبة فأصبحت وكأنها في سباق والكتب الطائرة تمثل لها عوائق ..
وصوت العريف الذي يصدح خلفها كجرس الانذار قبل الكوارث .
توقف سالار في منتصف المكتبة وهو يجذب له العريف مرددا بصوت محذر 
أنا لست حليم أو حكيم لاصبر على أفعالك يا عريف أخبرني ما الذي تعلمه وتخفيه عني 
نظر له العريف مبتسما وهو يحاول الفكاك من قبضته 
أوه كل هذا لأجل أنني ابتسمت لك خلال الاجتماع لم لم تفكر أنني كنت آخذ صدقة لتبسمي في وجهك ها !
ابتسم سالار يميل عليه أكثر بشكل مثير للړعب 
هذا لأنك وببساطة لا تطيق أي شخص في محيطك ولا تحب البشر حتى توزع ابتسامتك على من حولك والآن تحدث بما تعلم 
أنت الآن تتخطى صلاحياتك التي تمنع ايا كان من اذيتي حتى الملك بنفسه لا يستطيع فعل ما تفعله الآن بي أنت لا تحترم سن أو حتى مكانة 
ابتسم سالار يترك ثيابه ثم أخذ ينفضها له وكأنه يزيل غبارا وهميا عن ثيابه 
آه نعم تذكرت أنا من المفترض أن احترمك الأمر وما فيه أيها العريف أنك تستفزني بشكل يجعلني انسى من أنت وماذا تفعل وكيف يجب أن اعاملك والآن تحدث بما تعلم كي لا أنسى كل ما نطقت به منذ ثواني 
فتح العريف فمه ولم يكد يتحدث بكلمة حتى قاطعهم صوت أنثوي خجل من الخلف يهتف بصوت منخفض 
سيدي القائد سالار احتاج للتحدث معك ...
استدار سالار بدهشة
للخلف ليبصر تميم ودانيار وخلفهم جوار باب المكتبة كانت تقف هي فتاة لا يعلم من هي لكن صوتها مألوف وبشدة له .
نظر لها بفضول لتتقدم كهرمان صوبه متجاهلة نظرات الجميع حولها لهم ومن ثم توقفت في وجه سالار تقول 
احتاج مساعدتك ...رجاء 
نظر سالار حوله للجميع ثم عاد بنظره لها يقول 
هل اعرفك !!
لا لكنني اعرفك جيدا .......
حسنا كان محرجا أن تسقط أمامه بهذا الشكل المخزي وليس أمامه فقط بل أمام دزرينة من الحراس إلا أن الثقة تلغي الأخطاء السابقة هذا ما تعلمته وستنفذه .
مررت تبارك يدها على ثوبها تتحرك ببطء صوب الملك وهي تبتسم بسمة صغيرة تحاول بها أن تهدأ من روعها هي .
وبمجرد أن وصلت له منحها إيفان بسمة هادئة مسالمة يقول بصوت حريص 
أنت بخير 
نعم نعم لا تقلق في أحسن حال فقط اعتقد أن هناك بعض المشاكل في الأرضية الخاصة بالقصر 
حجة جيدة خرجت بها لتحفظ ما تبقى من ماء وجهها وايفان نظر صوب تلك البقعة التي سقطت بها يقول بحاجب مرفوع 
آه نعم ربما نصلحها لاحقا والآن مولاتي اسمحي لي بالاعتذار لازعاجك منذ الصباح لكن هناك ما نحتاج للتحدث بشأنه 
رمقته تبارك باهتمام شديد ليعتبر هو صمتها موافقة وبدأ في الحديث بصوت هادئ متعقل 
بالطبع أنت لا تعلمين الكثير عن عالمنا ومملكتنا ولا أعتقد أن سالار كان من الصبر ليخبرك أكثر من مجرد كلمات معدودة 
انقبضت ملامح تبارك بمجرد سماعها لاسم ذلك الرجل والذي لا تدري سبب كرهه لها وعداوته معها 
بل هو لم يكن من الصبر ليسمح لي بأخذ انفاسي كلما توقفت للراحة ېصرخ في وجه أن تكمل طريقنا 
أطلق إيفان ضحكات صاخبة 
حسنا ربما هذا خطاي أن أرسلته هو تحديدا فهو لا يحب الحديث في مهامه أو يحب التأخر لكن كان ذلك في صالحي إذ أن سالار هو أفضل من ينجز مهامي الخاصة وفي اسرع وقت 
هزت تبارك رأسها توافقه الأمر فهي وخلال تلك الرحلة رأت بعيونها ما يتحدث عنه ذلك الرجل جاد بشكل خانق لكنه رغم ذلك محترف فيما يفعل وهي تقدر وتحترم ذلك .
نعم لاحظت ذلك 
جيد إذن اتمنى ألا تحملي له ضيقا فهو في النهاية أحد رجالي المخلصين والمقربين 
ابتسمت له تبارك بسمة صغيرة تحاول بها تمرير الأمر بينما إيفان تنحنح يتحدث فيما جاء بها لأجله 
حسنا هنا في سفيد أو في الممالك المجاورة لن تجدي امرأة تحمل سيفا أو تركب فرسا باستنثاء الاميرات فهن ومنذ الطفولة يتم إعدادهن ليصبحن ملكات والملكة عليها أن تعلم بعض الاشياء الأساسية عن الحروب وغيرها ولا ..اقصد أنني لا اعتقد أنك تعلمين هذه الأمور أم تفعلين 
نفت تبارك برأسها تتذكر تذمر سالار من جهلها لتلك الأمور يا وانقلبت ملامحه بغيظ وكأنها عرض عليها الأمر وهي من رفضت .
لا
 

تم نسخ الرابط