رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل

موقع أيام نيوز


بسخافة وقفتها لكنه فقط قال 
رجاء آنسة ليلا اعطني الاعشاب الخافضة للحرارة 
ابتسمت ليلا بسمة واسعة تترك طعام شقيقها جانبا ثم تحركت تساعده وهو ابتسم يأخذ منها ما تعطيه ومن ثم أخذ يجبرها شيئا فشيء على مساعدته وذلك لخبرتها الكبيرة في الاعشاب الطبية والعلاج به .
دقائق حتى انتهوا من الأمر فنهضت السيدة تستند على رفيقاتها وهي تسير بصعوبة على قدمها السليمة تتحرك خارج العيادة شاكرة مهيار .

ومن ثم تحركت خارج المشفى والتي كانت خاصة بالنساء وجاء بها مهيار لهنا كي لا يخالف قوانين المملكة بأخذها لعيادته هو .
استدار مهيار صوب ليلا التي كانت تراقب الفتاة پخوف أن تستخدم قدمها وتتألم مجددا لتستفيق على صوت مهيار الذي أخذ يجمع ادواته وينظف المكان 
احسنتي ليلا لك مستقبل باهر في العلاج هل فكرتي يوما في التخصص في الطب !
استدارت له ليلا تطيل النظر له تبتسم له بسمة صغيرة خجلة 
لا لم افكر في الأمر فأنا تخصصت في علم النباتات لأجل ابي وعمله لكنني اقرأ بعض الكتب عن الطب 
أنت حقا بارعة في كل ما تفعلينه ليلا محظوظ بك والديك 
ابتسمت له بسمة واسعة تشعر بالاطراء الشديد وقد كانت كلماته أكبر مكافأة قد تنالها يوما
من أحد
أوه اشكرك سيد مهيار هكذا يخبرني أبي طوال الوقت دائما ما يقول لي ليلا يا ابنتي محظوظ ذلك الرجل الذي سيظفر بك بعد كل شيء 
توقفت يد مهيار عن العمل ثم استدار لها يراقب ملامحها وقد كانت تتحدث بعفوية شديد ليبتسم لها بسمة صغيرة 
نعم ليلا محظوظ وبشدة 
توترت ليلا من نظراته تتحرك لحمل ما جاءت به وقد شعرت أن الطعام أصبح باردا نظرت له تقول بصوت منخفض 
إذن أنا سأرحل الآن و... أراك لاحقا سيدي الطبيب 
ختمت حديثها تميل برأسها ميلة صغيرة ثم نظرت له بلطف ورحلت بكل هدوء من المكان تاركة مهيار يتبعها بعيونه وهناك نظرات غريبة تلتمع بها قبل أن يتنهد ويستدير يكمل ما كان يفعل .
بينما ليلا سارت خارج المشفى بأكملها تبتسم بسمات غريبة تشعر أن قلبها يقفز سعادة تحركت صوب وجهتها كي تعطي شقيقها الطعام لكن في طريقها للقصر أبصرت جسدا يجلس في الحديقة جسد تعرفه ولو على بعد كيلومترات.
اقتربت من ذلك الجسد ليتبين لها أنه شقيقها العزيز ومن غيره يجلس هذه الجلسة وهو منحني على الكتب ابتسمت تقترب منه بهدوء شديد تطبع قبلة حنونة على وجنته 
مرحبا مرجان جئتك بالطعام يا أخي...... 
____________________
كلماتها لا تغادر رأسه الۏجع الذي استشعره في حديثها قټله ببساطة هو ظالم في أعين احدهم هو الذي تعهد منذ وضعوا تاجه أعلى رأسه أنه يوما لن يظلم شخص أسفل سماء مملكته سيحيا فقط ليحقق للجميع عدلا يستحقونه سيكون كأجداده ومن سبقوه لكنه الآن أخفق هناك من يكن له كرها وحقدا لأنه ظلمه لكن من هو يا ترى 
في تلك اللحظة سمع صوت الحراس يستأذنون دخول سالار لجناحه الخاص رفع إيفان رأسه صوب باب جناحه يقول بهدوء 
دعوه يدخل 
فتح الباب ليخطو سالار صوب إيفان الذي لغى كامل ما يفكر به وتلاشى كل شيء وهو يطيل النظر بسالار الذي جلس على أحد المقاعد بهدوء يقول 
مولاي ..
ابتسم له إيفان بسمة غامضة يقول بصوت خرج مخيفا كأنه انبثق من قعر الچحيم 
أرسل لي ملوك الممالك الأخرى رسائل منذ ساعة تقريبا الملك بارق أخبرني أن هناك هجوم حدث على مملكته مساء أمس استنزف قوى جيشه الذي يجهزه منذ سنوات وسقط رجال كثيرون ولذلك هو يعتذر عن المجئ بينما الملك آزار رفض المجئ ودخول مملكتنا مدعيا أن مملكته تعاني الآن من ازمات كثيرة تمنعه الالتزام بكلمته في الحړب 
صمت ينظر لعيون سالار جيدا 
اخبرني أن مخازن أسلحته تدمرت البارحة رفض مساعدتنا بدعوى أنه لن يقحم جيشه بلا أسلحة في كل ذلك 
اشتدت نظرات إيفان قسۏة وهو يشعر بالڠضب يشتعل داخل صبره وكلمات ذلك الجندي من يوم الھجوم على سكن الجنود تتكرر في أذنه مرات ومرات وكأن صداها أبى أن يغادر جدران قصره قبل أن يثبت له صحة كل كلمة .
ومن سيفعل ذلك ! الممالك التي تتصارع لأجل مصالحها ام تلك المملكة التي ټصارع الحياة لتحيا أم مملكتكم ستتكفل بالقتال وحدها تصفوننا بالشرذمة والخنازير وأنتم كالاغصان المتناثرة كسركم أسهل من فرقعة إصبع 
رفع سالار حاجبه ينتظر كلمات إيفان القادمة 
إذن...
إما أن ننحني جانبا نحن كذلك ونترك لهم مشكى خاصة وقد سقطت وانتهى الأمر ونسير مطأطئ الرؤوس أو ...
أطال النظر في عيون سالار الذي كان يفكر في تلك اللحظة في كلمات ذلك الرجل الذي بكى وكاد يقبل كفه يترجاه أن يساعدوهم هل جاء الوقت لينحنوا لمثل هؤلاء القوم !
خرجت كلمات إيفان بوجه جامد واعين تصف الكثير 
أو نكمل ما بدأناه.
نظر له سالار ينتظرها صراحة منه كلمة واحدة ينطقها ملكه ليتحرك قبل أن ينقلب هو بالجيش ويتحرك دون كلمة منه ويصنف خائڼا وليحدث ما يحدث .
هل يضع إيفان خلافاته السابقة بينه وبين أرسلان أمامه ويتناسى أن من يباد الآن ليسوا شعب صديق قديم تحول لعدو بل بشړ تنطق أفواههم بالله أكبر اطفال ونساء وشعب كامل يباد عن بكرة أبيه 
أم تنتصر نفسه العادلة والتي لم تتخلى يوما عن محتاج أن يسير نفس طريق ملك سفيد الاول وينتزع الحق من فم الباطل 
نطق إيفان بأعين غامضة تحكي أهوالا قادمة وجسده قد ارتجف ڠضبا والسواد احتل كامل أحرف كلماته والخيبة تقطر من فمه مصحوبة بجملة أدركها سالار منذ اللحظة الأولى لهذه الحړب 
نحن في هذه الحړب وحدنا يا صديقي.....
ارتفع صوت المآذن في البلاد وتحرك كل صوب اقرب مسجد له تدافع الجميع رغبة في الاحتماء من مصائب الحياة ببيت الله وكأنهم ينتظرون نداء الصلاة كي يفرغوا همومهم منهم من فقد عزيز ومنهم من على وشك فقدانه بسبب الظروف التي تتعرض لها البلاد في الآونة الأخيرة بعد نكبتهم الكبرى .
استند شيخ عجوز على يد حفيده الشاب وهو يسير
به صوب المسجد وقد كانت نبرة الشاب يائسة متوجعة 
وماذا بعد يا جدي هل سنعيش المتبقي من عمرنا في هذا الخړاب إن لم نمت مما يفعلونه بنا متنا جوعا ما عاد الطعام يكفينا وما بقى لنا من مغيث 
ربت الشيخ على يده بحنان رغم عيونه الملتمعة بالدموع 
لنا الله يا عزيزي لنا الله هو نعم الوكيل 
تمتم الشاب بصوت خاڤت ب ونعم بالله 
وصل الاثنان صوب المسجد ودخلوا لهم والعديد من الرجال يهرعون لللحاق بالصلاة اطفال يركضون في المسجد خلف ذويهم والجميع يلتجأ ببيت الله .
لكن حتى هذا كان في نظرهم كثيرا عليهم حتى لحظات الطمأنينة المؤقتة تلك كانت كثيرة عليهم.
فمع ارتفاع صوت الإمام بالله أكبر تبعته اصوات صرخات تردد اشهد أن لا إله إلا الله تناثرت الچثث وتعالت الصرخات وتوحدت الألسنة بذكر الله والنيران أمسكت في أجساد من نجوا من الانفجار .
الأمر تم بسرعة أكبر من استيعاب أحد من الموجودين .
ركض الشيخ بين أجساد المصلين الذين سلموا أرواحهم لربهم وهو ېصرخ باسم حفيده يبكي بضعف وجسده يرتجف من هول الصدمة يشعر أنه على وشك السقوط رغم اعتماده على عكازه لكن أي عكاز يسند جسده الضعيف بعدما فقد سنده وعكازه في الحياة 
معتصم أين أنت يا بني معتصم يا ولدي 
لكن لم يصل له رد من معتصم كل ما سمعه هو صوت بكاء الصغار الذين كان من حسن حظهم أنهم يصلون في مؤخرة المسجد خلف الكبار ليتحرك لهم الشيخ متكئا على عكازه يدفعهم للخارج بسرعة وخوف 
للخارج يا صغار اخرجوا بسرعة هيا للخارج 
لكن من بين هؤلاء الصغار كان هناك صغير شخصت أبصاره بشكل مخيف وهو يأبى التحرك يرى أمام عيونه جسد والده متناثر الأشلاء في أحد أركان المسجد لكن الشيخ لم يدعه يجبره على الخروج وهو ېصرخ به 
هيا يا بني أخرج من هنا قبل أن تطالك النيران 
وصوته خرج مغيبا وكأنه لم يعي بعد أن والده قد سلم روحه لبارئه منذ ثواني 
لكن ابي ...
عند الله يا صغيري والدك قد رحمه الله من هذا كله واختاره شهيدا هيا للخارج 
وبالفعل ساعده بعض الرجال في إخراج الصغار والچرحى وقد تحولت المنطقة لخړابة بعدما ألقى بعض المنبوذين قنابل عدة على أماكن عشوائية قنابل صنعت لقتل أعداء الله...
لكن لسوء الحظ سقطت في يد أعداء الله لتكون چحيما عليهم جميعا .
كان جميع سكان المدينة يرمقون بقايا المسجد المتهدم واعينهم تحكي اهوالا بعدما كانت المملكة آمنة مطمئنة أضحت بين ليلة وضحاها على شفا جرف من الاڼهيار .
سمع الشيخ صوت امرأة تركض صوبهم وهي تصرخ پجنون وصوت خلع القلوب من الأفئدة
ابنائي صغاري جميعهم جميعهم ذهبوا للصلاة 
امسكتها إحدى النساء تجذبها بعيدا وقد اجتمع الجميع حولها لمواساتها وكل له مصابه لم ينجو قلب مما حدث في المسجد والمنطقة نفذ بافل تهديده وجعل في كل منزل شهيد وفي كل قلب چرح....
كان الصغار الذين أخرجهم الشيخ يراقبون ما يحدث من بعيد وعيونهم تحكي الكثير رأوا من المصير ما لا يستوعب عقلهم الصغير في هذا الوقت نضجوا قبل آوانهم اصوات الصرخات والتكبير حولهم تسببت في انتفاضة أجسادهم .
اقترب أحد الرجال من الشيخ والذي كان بمثابة كبير للمنطقة 
ما العمل الآن يا عم ماذا سنفعل لهم 
طالت نظرات الشيخ للمسجد وهو يرى البعض ينادي قريبه والبعض يبكي على اطلاله والبعض الآخر يجلس جانبا يضع رأسه بين يديه مقهورا .
هم لا خوف عليهم يا بني الخۏف ليس على المۏتى الآن وقد ارتقوا جوار ربهم شهداء 
نظر حوله للجميع يتحدث بصوت مثقل ونبرة بكاء 
الخۏف كل الخۏف على من نجى وكتب له العيش أيام إضافية في هذه الحياة 
صمت ثم نظر حوله يحاول التفكير في شيء ما والتعب بلغ منه مبلغه 
اليوم سأتحرك مع بعض الرجال صوب سفيد سأتحدث للملك إيفان وليقدم الله الخير 
ختم حديثه يتحرك محڼي الظهر صوب الأنقاض يبحث عنه بعيونه يكاد يسقط ارضا وقد سلبوا منه عكازه الوحيد حفيده العزيز وآخر من تبقى له في هذه الحياة يستند عليه سقطت دموعه وهو يفكر أن الكفن الذي اشتراه لنفسه هو ما سيضع به حفيده.
كان يخطط لأن ينثر هو الرمال على جسده لتنقلب الأقدار ويكون هو من يفعل ذلك فقط في حالة إن وجد أشلاء حفيده .
تمتم بصوت موجوع من بين دموعه 
لله الامر من قبل ومن بعد الله خير حافظ الله خير حافظ 
________________________
تمسك كتابا احضرته بصعوبة من المكتبة _بعدما طردها العريف _ وذلك بمساعدة من مرجان الذي تقبل بصدر رحب أن يتلقى التقريع ويخاطر باقټحام كهف العريف وإحضار كتاب بالعربية يتحدث عن حياة الاميرات .
وها هي الآن تحاول دراسة كافة تصرفات
 

تم نسخ الرابط