رواية "مملكة سفيد"(كاملة جميع الفصول)بقلم رحمة نبيل
المحتويات
وتحقق معي في مملكتي وقتها ربما أسمح لك بفعل ذلك ربما ...
ابتلع آزار ريقه ولا يفهم حقا ما يحدث حوله بينما بارق والذي يثق في إيفان ثقة عمياء ولم يصدق ما قيل له تقدم يقول بهدوء
اعتقد أن بافل بدأ يحاول اللعب على تفرقة الممالك الثلاثة المتبقية ليسهل له كسرنا إيفان يتلاعب بنا ويحاول إسقاطنا واحد تلو الآخر وربما أراد البدء بمملكتك لذلك ارسل تلك الرسالة لمملكة آبى
هنا وقرر سالار التدخل بهدوء كبير وبكلمات مقتضبة كعادته
شخص كبافل لن يكتفي بمشكى ولن يتوقف عند حدود سفيد وشيئا فشيء ستتفاقم طموحاته وتصل لآبى وسبز وصدقني أنت لا تود أن ترى ما فعل بمشكى
ما الذي تراه إذن سالار
وكلمة واحدة أصدرها سالار بعدما نظر لايفان يستأذن منه الحديث وايفان منحه بسمة خبيثة وكأنه يعلم جيدا ما سيقول سالار وقد كانت كلمة واحدة هي التي أخرجها وهي أكثر الكلمات التي يألف لسانه حروفها
ابتسم إيفان يضم ذراعيه لصدره يوافق سالار بقوة
نعم يبدو هذا خيارا ملائما لي ولمملكتي
اعترض آزار بقوة على تلك الفكرة في هذا الوقت تحديدا
لكن ملك إيفان الأمر ليس بهذه البساطة التي تتحدث بها أنت وقائد جيوشك نحن نتحدث عن حرب مع المنبوذين والذين أصبحت أعدادهم منذ آخر مواجهة معهم مرعبة نتحدث عن مجموعة تغلبت على الملك ارسلان وجيشه وهزمته شړ هزيمة
ملك آزار الملك أرسلان لم يهزم شړ هزيمة بل غدر به لقد هجموا عليهم وقت صلاة الفجر قتلوا الجنود وهم ساجدون لربهم واستغلوا عنصر المفاجأة وقتلوهم وارسلان أنا متأكد حتى وإن لم أكن معه أنه ماټ محاربا شامخا ولم ينحني لهم ولو قطعوه اربا أنت تتحدث عن ملك مشكى الذي استلم بلاده خړابا بعد ۏفاة والده ونهض بها لتصبح من أقوى الممالك
الجميع هنا يعلم مدى تعنت وعناد وتكبر أرسلان وأنه يوما لم يكن ليقبل بأقل من مېتة تليق ببطل مثله وأنه ما رف له جفن واحد لحظة قټله أرسلان لم يهزم بل أجلت حربه ليوم تجتمع به الخصوم
ها اقوى الممالك يبدو أن الأمر كان في عقلك فقط يا قائد فعندما أراد بافل أخذ مملكة لم يجد اضغف منها ليفعل فالجميع يبدأ بالاسهل
أجابه سالار دون أن يرف له جفن وبكلمات قاطعة
بل بالاقوى إن أردت إنهاء لعبة ما فأنت لن تبدأ بالجنود بل ستستهدف الملك...مولاي
كانت كلمات سالار هادئة سلسلة بسيطة وكأنه يخبرهم بحالة الطقس فقد كانت ملامحه عادية ساكنة لا يظهر أي شيء جديد .
وللحق الملك بارق لم يبتأس أو يعترض فهو يوما لم يصنف مملكته مملكة قتالية أو قوية بل مملكته كانت مملكة مسالمة من الدرجة الأولى تبتعد عن كافة المشاكل ورغم ذلك لديه جيش لا يستهان به لكنه لم يسبق وأن خاض معارك سوى تلك التي خاضتها جميع الممالك سابقا على والد بافل .
لكن آزار لم يكن بمثل تفهم وتعقل بارق فاشټعل صدرة ڠضبا وامتلئ كرها وضمر في نفسه ضغينة لن ينساها متوعدا بأن يثبت للجميع وليس سالار فقط من تكون مملكته وما هو موقعها بين الممالك الأربعة .
حسنا إذن إن كنتم تريدون الحړب فاستعدوا أنتم لها وجميع تباعيات الحړب أنتم من سيتحملها ملك إيفان .
ابتسم له إيفان بسمة جانبية وهو يرى النيران تكاد تخرج على الجميع من أعين آزار ولولا ثقته في قوى آزار الحړبية التي تنافس خاصة سالار لكان أنهى الحوار معه منذ سنوات واعلنها قطيعة بينهما لكن هو ليس بذلك الغر الذي يتخذ قرارات في لحظات ڠضب عاطفية كأرسلان الذي أضاع حياته بسبب تجبره وتكبره وغضبه الچحيمي الذي يقوده هو فقط ابتسم وهز رأسه هزة بسيطة يقول بكامل الهدوء والدبلوماسية
لك ذلك ملك آزار ..
_________________
يسير بين طرقات المملكة وهو يلقي التحية على هذا وذاك وهناك بسمة
واسعة لطيفة ترتسم على فمه والجميع يرحب به ترحاب كبير فمن لا يعرفه وهو الزائر الدائم لهم جميعا..
تحرك داخل بعض الأزقة ينحرف يمينا ويسارا حتى توقف في النهاية أمام محل يبدو عليه القدم فهو من أوائل الأماكن التي وضعت بالمملكة .
دفع الباب الخاص بالمكان بخفة شديدة يميل بعض الشيء متفاديا تلك النباتات التي تزين مدخل المحل وفي الحقيقة لم تكن تلك النباتات هي الوحيدة في المكان فها هو يقف في أكثر محلات النباتات شعبية داخل أرجاء مملكته ابتسم يحرك عيونه في الإرجاء حتى وقعت عليها تقف هناك خلف الحاجز الخشبي الذي يفصل بين الزبائن والبائع تخط بعض الكلمات في ورق أمامها .
أسعد الله صباحك آنستي
رفعت الفتاة عيونها ببسمة مشرقة ترحب بالزائر
صباح الخير سيدي كيف اس.... سيد مهيار !
ابتسم مهيار لها بسمة واسعة أبرزت غمازتيه يرحب بها برأسه ترحيبا بسيطا
مرحبا بك آنسة ليلا كيف هو حالك !
تنفست ليلا بصعوبة وهي تنظر له لقد جاء لم يخب رجاؤها أن تراه اليوم في فترة توليها لمحل والدها شعرت بالتوتر لتدور بعيونها في المكان تتفقد النباتات وكأنها ستطير من المكان
أنا... أنا بخير سيدي اشكرك إذن كيف اساعدك
اقترب مهيار قليلا من الحاجز يقول بهدوء وبسمة راقية لطيفة جعلت ضربات قلب ليلا تزداد حتى كادت تركض خارج المحل هاربة من عيونه التي تحدق بها في نظرات بريئة لا تمت لمشاعرها بصلة
نعم رجاء احتاج لمساعدتك في إيجاد بعض النباتات الطبية لقد اوصيت بها والدك منذ اسبوع وهو أخبرني أن آتي اليوم لأجلها
نعم فعل ولهذا هي هنا الآن..
أه نعم صحيح لقد أخبرني أنك ستأتي لأجل نبات المخدر لحظة واحدة أحضره لك من المخزن في الداخل
هز مهيار رأسه بلطف
خذي وقتك
ابتسمت له بسمة صغيرة ثم تحركت بسرعة بعيدا عنه تحاول أن تتنفس بشكل طبيعي يالله متى يكتب لحبها أن يرى النور إلى متى ستكتمه في صدرها مهيار العزيز والذي كان دعوتها في كل صلاة .
بينما في الخارج كان مهيار ينظر صوب الباب الذي دخلت منه يبتسم بسمة صغيرة ثم دار بعيونه في المكان بأكمله ينتظر عودتها .
وما هي إلا دقائق حتى عادت له ليلا تحمل العديد من العبوات الزجاجية والتي تحوي نباتات عديدة تسير صوبه بهدوء وعلى استحياء وما كادت تعبر صوب مكانها حتى اهتزت عبوة وكادت تسقط ليركض لها مهيار يمسكها بسرعة يرفع عيونه لها يقول بلهفة
انتبهي لخطواتك آنستي
ابتلعت ريقها تهز رأسها بهدوء شديد ثم وضعت العبوات أعلى طاولة تقول بصوت مكتوم لشدة مشاعرها
اشكرك سيد مهيار هذه هي جميع العبوات التي تركها ابي لأجلك سيدي
ابتسم لها مهيار ثم اقترب ليتفحصها لتنتفض هي بعيدا وكأنها للتو أمسكت بقطعة جمر وهو حدق بها في تعجب شديد لتطيل النظر داخل عيونه البنية تتنفس بصوت مرتفع تحاول أن تجد مبرر لحركتها الملحوظة الغبية فهو حتى لم يقترب منها بشكل ملحوظ .
ابتلعت ريقها تقول بصوت منخفض
لقد ...شعرت ب ...هو
قاطع حديثهم صوت صړاخ خارج المحل لامرأة تستغيث بالجميع وصوت بكاء يصاحب صړاخ المرأة تلك .
ترك مهيار العبوات يتحرك خارج المحل وهي لحقت به بسرعة لتجد أن هناك سيدة كبيرة في العمر ملقية ارضا وهناك فتاة تجلس جوارها تبكي پخوف نظرت لها ليلا بشفقة تقترب للمساعدة لكن كان مهيار قد سبقها يجلس القرفصاء جوار السيدة يتفحص نبضها وابنتها ما تزال تبكي پخوف .
اقتربت منها ليلا بغية تهدأتها لكن الفتاة في تلك اللحظة لم تكن واعية سوى بالنظر صوب مهيار بحب وقد شردت فيه بشكل جعل جسد ليلا يتصنم بملامح شاحبة .
وفي الحقيقة الفتاة حتى لم تنظر بنظرة سيئة واحدة لمهيار بل فقط كانت تنظر له برجاء أن يطمئنها على والدتها لكن ليلا العاشقة التي ذابت في حب مهيار الصامت طوال سنوات طويلة كانت من اليأس الذي يجعلها تتحسس لأي نظرة انثى بريئة ولا تراها سوى نظرات اعجاب .
شعرت ليلا بالۏجع والغيرة تشتغل بها تنتظر أن ينتهي مهيار من فحص تلك المرأة وبعد دقائق استطاع مهيار إنقاذ السيدة ثم ساعدها مع ابنتها لتنهض .
ربتت السيدة أعلى كتفه تقول بشكر وامتنان
بارك الله بك يا ولدي لا أراك الله مكروها في حبيب يا عزيزي
قبل مهيار يدها بحب ثم شكرها يودعها وبالطبع لم تتوقف الفتاة الشابة عن شكره تحت أعين ليلا التي كانت تراقب بصمت ما يحدث.
فجأة استدار لها مهيار لتتوتر بسرعة وتنظر بعيدا عنه تخفي نظرات التحسر والۏجع عنه وهو ابتسم لها يقول
دعينا نعود لأخذ اشيائي
وبالفعل دخلت ليلا المحل تتحرك صوب مكانها حيث كان تقف تدون ما اخذ مهيار وهو بدأ يتأكد من اشيائه ثم نظر لها
يقول بجدية
ليلا ..
توقفت دقات ليلا لثواني قليلة فقط شعرت أنها لا تستطيع التنفس رفعت عيونها له بتردد ليقول ببسمة بعدما وضع كل العبوات في حقيبته الجلدية
بلغي والدك تحياتي واخبريه أنني سآتي بعد يومين لأخذ الباقي أراك لاحقا يا صغيرة
ختم حديثه يخرج من المحل بهدوء شديد آخذا معه ما نجى من ضربات قلبها بعد نطقه اسمها مجردا وهي كانت تقف مكانها تحاول أن تتنفس بشكل طبيعي
أراك لاحقا ... مهيار
_________________________
استغلت كهرمان استراحة الطعام تتحرك صوب برلنت التي كانت تعمل كعادتها بحرية وانطلاق لكن وللمرة الأولى تبصر نظرة حزن دفينة داخل عيونها .
اقتربت منها تجذبها معها دون كلمة خارج المكان بأكمله صوب الحديقة الخلفية وبرلنت تنظر لها بعدم فهم بينما زمرد لحقت بهم دون كلمة فهي لا تضمن أن تتصرف واحدة منهن بشكل قد يتسبب في کاړثة .
والآن أخبريني جيدا ما يحدث معك برلنت ! ما هذه النظرات التي تعلو عيونك طوال الوقت و...
توقف كهرمان عن الحديث حينما وجدت أعين برلنت تجحظ بقوة تبصر فتاة تقترب منها بسرعة تنتوي لها شړا ولم تستوعب ما يحدث إلا وهي ساقطة ارضا بفعل ضړبة تلك الفتاة التي لم
متابعة القراءة