رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم
المحتويات
علامات سخط جلية.
كانت منزعجة للغاية من تصرفات أولياء الأمور المستفزة في بعض الأحيان والدافعة لحنقها المستمر لم تشعر بوجود غرباء في منزلها فأخذت راحتها في التذمر من وضعها المأساوي في الدروس الخاصة التي تقوم بإعطائها مرددة بصوت مرتفع وهي توصد باب المنزل
امتى يتوب علينا ربنا من الهم ده بجد ناس معندهاش لا رحمة ولا أدب من الأساس!
بسمة وطي صوتك في.....
لم تمهلها الفرصة لإكمال ما تريد قوله حيث هتفت بتبرم
الواحد يبقى قاعد في الدرس كافي خيره شره ومركز في اللي بيديه للعيل من دول ويلاقي الأم بتظبطني ياختي مع أخوها
فغرت نيرمين شفتيها مصډومة مما تردده أختها بلا وعي وحاولت تحذيرها لتكف عن الحديث لكن كانت الأخيرة كالصاروخ في اندفاعها بعباراتها الناقمة على وضعها.
خال الواد عمال يظبط زوايا معايا من صباحية ربنا عشان أخد باله منه ومبحلأ فيا بعينيه على وسعهم!
هزت نيرمين شفتيها للجانبين مستنكرة تلك الفضائح التي تتفوه بها في حين تابعت بسمة بإشمئزاز بادي على وجهها ونبرتها
لأ وطول الوقت شغال منادية تقوليش واقف في السوق ولا أعدين على المصطبة ركز يا واد مع الأبلة اسمع للأبلة الحلوة هي صغيرة بس دماغها جامدة! رجالة أخر زمن سايبين اللي وراها وبيعاكسوني عيني عينك كده!!!
شهقت مصډومة والتفتت نحو أختها متسائلة بحرج كبير
هو احنا عندنا حد
ردت عليها نيرمين بتأفف وهي خافضة لصوتها
اه يا فالحة ماهو ده اللي بأحاول أقولهولك من بدري!
أشارت بكف يدها نادبة سوء تصرفها ومرددة بندم
أوبا ده أنا عكيت الدنيا على الأخر!
ربنا يستر ومايكونوش خدوا بالهم من الهالومة اللي عملتيها
تساءلت بسمة بفضول وقد التمعت عيناها نوعا ما
هما مين أصلا
أجابتها نيرمين بعبوس
ولاد الحاج طه حرب!
لكزتها أختها الكبرى قائلة بجدية وهي تدفعها للأمام
طب خشي الأوضة بدل ما تتهزأي من أمك !
وافقتها بسمة الرأي مرددة بامتعاض
ايوه مش ناقصة قلة قيمة أكتر من كده!
ورغم هذا ابتسم لنفسه بتهكم فقد تذكر حديث طليقته عن رغبتها في إعطاء ابنهما درسا خاصا لمساعدته على استذكار وفهم دروسه فربما تكون هي المرشحة المناسبة لذلك الأمر وبالتالي لن يكون بحاجة للبحث عن واحدة أخرى.
شعرت عواطف بالحرج من تصرفات ابنتها الغير محسوبة والتي تضعها دوما في مواقف
حرجة مع الأخرين وحاولت قدر الإمكان إلهاء ضيفيها كي لا ينتبها للحديث الدائر خارج الغرفة.
لم يعبأ منذر بما سمعه وركز تفكيره فقط على كيفية اتمام بيع الدكان العتيق والبدء في مشروع المطعم في أقرب وقت.
ارتشف هو مقدارا كبيرا من محتويات قدحه ثم أسنده على الصينية أمامه وأومأ بعينيه لأخيه بإشارة ذات مغزى ثم ضړب على فخذه برفق قائلا بجدية
متشكرين يا ست عواطف على الشاي هانستأذن احنا!
نهض الاثنان بعدهما من مكانهما ووقفت عواطف هي الأخرى
مودعة كليهما بود
هنيا ما لسه بدري
رد عليها باقتضاب
عندنا شغل وحاجات كتير
ردت عليه بتفهم وهي تشير بيدها
الله يكون في العون شرفتونا!
وبالفعل قامت باصطحابهما إلى الخارج مودعة إياهما بكل ود وألفة.
أسرعت نيرمين بالذهاب إليها متسائلة بفضول
خير يا ماما كانوا جايين ليه
ردت عليها بتنهيدة مستاءة
هو في غيره موضوع الدكان اياه!
أسندت جليلة صحن الفاكهة العريض على الطاولة أمام عائلتها لينتقوا ما يريدون من الثمار لتناولها تابع منذر حديثه قائلا بجدية
أنا مرضتش أشد عليها أكتر من كده بس فهمتها عيني عينك إن الموضوع مش هزار
قطم والده ثمرة التفاح مرددا وهو يبتلعها
كده صح!
ثم الټفت منذر برأسه ناحية دياب ليضيف بامتعاض
بس ابنك كان عاوز يشعللها على طول
احتدت نظرات دياب نوعا ما وهتف غير مبال
أنا زهقت من كتر اللف والدوران عاوزين ننجز يا حاج
برر الحاج طه موقفها قائلا بنبرة عقلانية
هي بردك معذورة اللي ماټ مش حد غريب ده أخوها!
تساءلت جليلة بفضول وهي
على كده راحت لمرات أخوها و....
قاطعها دياب بتجهم قليل
واحنا مالنا بالحوارات دي هتفرق معانا يعني
أوضحت مقصدها قائلة
أصل أنا افتكر إن علاقتها بعيلة أخوها مش أد كده يعني!
رد عليها دياب بجدية
سيبك انتي من الكلام ده أنا عاوز أخد رأيك في حاجة كده!
انتابها الفضول لمعرفة ما يرغب ابنها في معرفته فسألته بتلهف
حاجة ايه دي
أجابها بصوت جاد للغاية وهو محدق فيها بثبات
أنا سمعت ان بنت عواطف شغالة مدرسة
هزت رأسها بالإيجاب لتضيف وهي تشير بكف يدها
أها.. بنتها الصغيرة باين أبلة كده في مدرسة حكومي باين
استأنف قائلا بنبرة عازمة
المهم شوفي إن كان تنفع تدي ليحيى الدرس ولا لأ!
فكرت جليلة فيما قاله باهتمام كبير فهي بالفعل تبحث عن معلمة جيدة لابنتها أروى بالإضافة إلى حاجة يحيى لمعلمة تعاونه في استذكار دروسه..
أكمل دياب قائلا بهدوء جاد
يعني هي أحسن من الغريب بردك احنا مش عاوزين أي واحدة تفوت عندنا والسلام!
ثم استدار برأسه ناحية أبيه ووجه حديثه متسائلا بجدية
ولا انت ايه رأيك يا حاج
رد عليه طه بفتور
اعملوا اللي تعملوه المهم العيال تذاكر وتنجح في الامتحان!
حركت جليلة رأسها بإيماءة جادة وقد بدأت تفكر في تلك المسألة بالفعل وتضعها في حسبانها.
نجحت أسيف في إقناع والدتها بالسفر وترك قريتهم مؤقتا وبالفعل بدأت في إعداد العدة لتلك السفرية القصيرة قامت بتجهيز حقائبهما بكل ما ستحتاجان إليه من متعلقات ضرورية بالإضافة إلى تهجيز ملف خاص بالأشعة والتقارير الطبية الخاصة بحالة والدتها الصحية كذلك لم تنس الأدوية التي تتناولها ووضعتها في حقيبة صغيرة مستقلة لإستخدامها وقت اللزوم.
أصر ابن خالة والدتها الحاج فتحي على إيصالهما للمحطة القريبة رغم رفض أسيف لأي مساعدة منه ولكنها اضطرت في الأخير أن ترضخ لطلب أمها بتقبل عرضه لتجنب افتعال المشكلات معه وقف هو إلى جوارهما قائلا بابتسامة فاترة على رصيف المحطة
متغيبوش علينا
ردت عليه حنان بهدوء
إن شاء الله
تساءل هو باهتمام محاولا سبر أغوار تفكيرهما الغامض الذي دفعهما للسفر في هذا التوقيت تحديدا
وهاتقعدوا فين كده
أجابته أسيف بنزق لكي لا تترك الفرصة لأمها للبوح عما ينتويان فعله فهي ترفض تدخلهما السافر في شئون حياتهما الخاصة
في لوكاندة كده قريبة من المستشفى!
مط فمه قائلا بصوت آجش
طيب طمنوني عليكم أول ما توصلوا وإن عوزتوا حاجة ولا ناقصكم شيء عرفوني!
ردت عليه أسيف باقتضاب وقد بدا وجهها متجهما نسبيا
مستورة والحمدلله!
في حين أسرعت حنان بالرد عليه بابتسامة مهذبة لتتلافى توبيخه لابنتها إن ظن أنها تعامله بجفاء
حاضر احنا منستغناش عنك يا حاج فتحي
لوح لهما بيده قائلا
في حفظ الله!
هتفت أسيف بهدوء وهي تحاول الابتسام له
اتوكل على الله يا خالي وشوف مصالحك وربنا هيكرمنا
بالطبع كان يطمع أن يتركهما ويرحل ولكن لكي لا يعاتبه أحد على ذهابه فرغب في التمسك بالأصول لأخر لحظة وتساءل بنبرة مجاملة
يعني مش عاوزين حاجة مني
ردت أسيف مؤكدة
لا كله تمام
بينما أضافت حنان بنبرة ممتنة
شكرا
متابعة القراءة