رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز

إياها بصوت هاديء
مين دي
اقتربت منها عمتها وجذبتها من ذراعها برفق لتجبرها عن النهوض وأجابتها باهتمام
دي تبقى أم منذر ومرات الحاج طه ما انتي عارفاهم!
تصلب وجهها نوعا ما عقب معرفتها لهويتها وشعرت بعدم الإرتياح لتلك المقابلة.
شعرت بالغرابة والحرج فحاولت الاعتذار قائلة بتهذيب وهي تتملص من قبضتها
مافيش داعي....
قاطعتها قائلة بإستغراب
لالالا مش هاينفع لازم تقابليها دي جاية مخصوص عشانك
بس....
أصرت على رأيها قائلة
مايصحش تعتذري تعالي معايا دول 5 دقايق بس!
اضطرت أسيف في النهاية أن ترضخ لإلحاحها وذهبت معها إلى خارج الغرفة.
التقت نيرمين مع جليلة بحجرة الصالون محتضنة إياها باهتمام كبير ومرددة بابتسامة عريضة
ازيك يا خالتي!
ابتسمت لها جليلة بألفة وهتفت قائلة بود وهي تتفرسها بدقة
بخير يا بنتي ماشاء الله عليكي وشك رد بعد ما....
قضمت عبارتها بحرج بائن فردت عليها نيرمين بابتسامة متأسفة
الحمدلله كانت مرحلة وخلصت!
ربتت جليلة على ذراعها قائلة بنبرة ذات مغزى
ربنا هيعوضك بالخير إن شاء الله وقريب!
اتسعت ابتسامتها مرددة
يا رب يا خالتي!
ثم رسمت على وجهها علامات الجدية مضيفة بإمتنان
صحيح أنا كنت عاوزة أشكرك على تعب سي منذر معانا ربنا يحميه راجل من ضهر راجل!
عاتبتها جليلة قائلة
شكر ايه بس ده واجب عليه ده انتو مننا يا نيرمين!
نظرت لها قائلة بحماسة
تدوم العشرة يا رب!
لاحظت نيرمين تحول نظراتها نحو الباب فاستدارت برأسها لترى ما هي محدقة فيه فرأت أسيف واقفة على عتبته.
تجهم وجهها وانعقد ما بين حاجبيها بإنزعاج واضح.
استطردت عواطف حديثها مقدمة ابنة أخيها لها
دي أسيف بنت المرحوم رياض!
ثم دفعتها من كتفيها برفق للأمام لتلج الاثنتان لداخل الغرفة.
دنت منها جليلة ومدت يدها لمصافحتها قائلة بنبرة مواسية
البقاء لله يا بنتي
هزت أسيف رأسها بإيماءة خفيفة وهي تبادلها المصافحة قائلة بصوت هاديء ورقيق
شكرا
لم تترك جليلة كفها بل جذبتها كعادة النساء في تلك المناطق الشعبية لټحتضنها وتقبلها من وجنتيها مرددة بحزن
أنا عارفة إنه صعب عليكي اللي حصل بس ده أمر الله!
ردت عليها أسيف بصوت شبه مخټنق وهي تبتلع غصة عالقة في
حلقها
الحمدلله!
وجهت جليلة حديثها إلى عواطف قائلة بإعجاب ظاهر في نبرتها
بس مقولتليش يا عواطف ان بنت أخوكي حلوة بالشكل ده
ردت عليها الأخيرة مجاملة
كتر خيرك يا ست جليلة!
اغتاظت نيرمين مما قالته عنها واحتقنت عيناها بشدة وهي تحدجها بنظرات مغلولة. فهي لا تقل جمالا عنها بل ترى نفسها أكثر حيوية وأنوثة منها.
وعبست بوجهها وهتفت قائلة بصوت مزعوج
هي احلوت إلا لما جت عندنا يا خالتي قبل كده ماتشوفيهاش حاجة كده....
توقفت عن اتمام عبارتها حينما رأت نظرات والدتها الساخطة نحوها فشعرت بټهديدها الصريح واكتفت بالإبتسام وهي تتابع بحذر
نورتينا يا خالتي أعملك ايه تشربيه
ردت عليها مشيرة بكف يدها
والله واكلة وشاربة الحمدلله ماتتعبيش نفسك!
عضت على شفتها السفلي قائلة بإستنكار زائف
تعب ايه بس ده كله يهون عشانك!
حافظت جليلة على ابتسامتها العذبة ثم جابت بعينيها المكان متسائلة بجدية
على كده بسمة موجودة أسلم عليها يا عواطف ولا هي مش عاوزة تشوفني!
لطمت عواطف على صدرها هاتفة بنبرة مستنكرة سوء ظنها
لأ ازاي تلاقيها بس متعرفش إنك هنا هاروح.....
قاطعتها جليلة قائلة بصوت هاديء
لا مش مشكلة خليها ترتاح!
ثم أشارت لها بحاجبيها وهي تضيف محذرة
بس أمانة تبلغيها إن هاستناها تيجي عشان درس العيال دول بيحبوها أوي وبيفهموا منها!
فهمت عواطف مقصدها الضمني وردت عليها مؤكدة دون تأخير
اه طبعا هاتجيلك على طول ما انتي عارفة اللي جرالها وإنها ماتتمنعش عنكم إلا للشديد القوي!
هزت جليلة رأسها متابعة بتفهم
اه عرفت من دياب ابني ربنا ما يوريكي مكروه فيهم!
ردت عليها عواطف برجاء وهي تطلق تنهيدة مطولة
يا رب أمين!
أرادت نيرمين أن ټضرب عصفورين بحجر واحد والاستفادة من الموقف الحالي. فقد استاءت من تأجيل والدتها مفاتحة أسيف في موضوع بيع الدكان أو حتى التمهيد له مسبقا فقررت حسم المسألة فورا وإبلاغها بموافقة الجميع على بيعه لتضمن إتمامه وفي نفس الوقت تعلم ابنة خالها عنه فلا تتمكن من الاعتراض أو الرفض.
التوى ثغرها بابتسامة لئيمة وهي ترمقها بنظرات عابثة.
وقفت إلى جوار جليلة ووضعت قبضتها على ذراعها قائلة بنبرة واثقة وجادة
بالحق يا خالتي طمني سي منذر وقوليله مايقلقش احنا هنخلص موضوع بيع الدكان قريب ان شاء الله!!!
ضاقت عيناي أسيف للغاية ورمقت نيرمين بنظرات غريبة مرددة بهمس متعجب
الدكان!!
أومأت جليلة برأسها إيجابا وهي تقول
اها حاضر يا بنتي هاعرفه خلي الدنيا تروق وتهدى بين الرجالة كده كفاية مضاربات وقرف!
وافقتها نيرمين الرأي مؤكدة بابتسامة واثقة
بالظبط وبعدين طلبات سي منذر أوامر بالنسبالنا ده احنا نبيعهوله ونجيبله الورق لحد عنده وهو قاعد باشا في مكانه!
ارتفع حاجبي أسيف للأعلى پصدمة كبيرة ونظرت لها فارغة شفتيها بذهول. لقد بدا الموضوع بالنسبة لها خطېرا إلى حد ما هي تتحدث عن مسألة بيعه وكأنه أمر مفروغ منه وهي التي لم تره من قبل أو حتى تقرر مصيره.
ردت جليلة عليها مجاملة وهي تربت على كتفها
تسلمي يا حبيبتي مايؤمرش عليكي عدو!
حدقت نيرمين متعمدة في وجه أسيف لتتأكد من وصول رسالتها لهاوتابعت قائلة
الله يخليكي لينا يا خالتي!
انزعجت عواطف من تصرف ابنتها الأهوج وضغطت على شفتيها بقوة محاولة السيطرة على أعصابها أمام الضيفة.
كان وجهها يعكس رفضها لطريقتها المستفزة والمفاجأة في طرحه هكذا.
نعم ابنتها خالفت أوامرها وفعلت ما أرادت فأفسدت كل شيء. وهي الآن عليها أن تعيد توضيح سوء الفهم الذي حدث لابنة أخيها.
خرجت عواطف من صمتها الإجباري على صوت جليلة وهو يردد
طب هاستأذن أنا
ردت عليها بضجر قليل
ما بدري يا ست جليلة
رسمت جليلة على ثغرها ابتسامتها الودودة وهي تعلل رحيلها
عشان تاخدوا راحتكوا وكمان أشوف أنا طلبات
العيال والحاج!
واستدارت برأسها نحو أسيف لتقول بلطف وهي تقترب منها
وأنا فرحانة اني شوفت يا... اسمك ايه يا بنتي
أجابت عليها نيرمين بتهكم ظاهر في نبرتها محدجة إياها بنظرات ساخرة منها
أسيف يا خالتي هو ده اسم يتنسى!!!!
ودعتها جليلة قائلة بود وهي تمسح على وجنتها بنعومة
أها.. أسيف عاشت الأسامي يا بنتي!
تمتمت نيرمين من بين شفتيها بصوت خفيض يحمل الحنق
اسم شبه وشها كله هم وغم ونكد!
اصطحبت عواطف ضيفتها للخارج قائلة
مع السلامة يا ست جليلة اتفضلي.. اتفضلي!
تسمرت أسيف في مكانها ناظرة إلى نيرمين بضيق كبير.
كانت على وشك تحريك شفتيها لتنطق بشيء ما لكن دفعتها الأخيرة پعنف من كتفها مرددة بحدة
اوعي كده وسعي!
تأوهت أسيف بصوت خفيضووضعت يدها على كتفها تتحسسه ثم أسرعت بالسير خلفها هاتفة بصوت مزعوج
نيرمين من فضلك ممكن كلمة!
استدارت نيرمين بجسدها نحوها وكتفت ساعديها أمام صدرها قائلة بعبوس
عاوزة ايه
وقفت أسيف قبالتها ونظرت في عينيها مباشرة ساءلة إياها بجدية شديدة
ايه موضوع الدكان اللي بتكلمي عنه
الدكان بتاعنا يا حبيبتي الورث اللي لينا كلنا فيه!
ردت عليها أسيف بحدة قليلة وقد تلون وجهها بحمرة غاضبة
ايوه بس.. بس محدش قالي اننا...!
هنبيعه يا ست أسيف!
هتفت أسيف محتجة
وقد برزت عروق عنقها المحتقنة من أسلوبها المستفز
أه ازاي بقى تقولي للست دي الكلام ده من غير ما تاخدوا رأيي!!
ردت عليها بجمود غير مبالية بردة فعلها
أديكي عرفتي أهوو جهزي نفسك عشان توقعي الورق وتقبضي يا حلوة!
ثم قربت وجهها منها مضيفة بنبرة مزدرية وهي ترمقها بنظرات احتقارية صريحة متعمدة إھانتها
فلوس جيالك من الهوا يعني أعدة سفلأة وهتاخدي فلوس أد كده على
تم نسخ الرابط