رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم
المحتويات
معايا وعيني يا رب أنا لوحدي! إنت سندي يا رب!!!
ذرعت نيرمين الغرفة ذهابا وإيابا
نظرت لها بسمة شزرا وردت بفتور
هتستفادي ايه من الدوخة دي كفاية بقى!
صاحت فيه بنبرة صاړخة تحمل الحقد
اسكتي مش عاوزة أسمع حاجة بنت ال.... خدتني على خوانة!
كزت على أسنانها متابعة بأعين تطلق شررا مستطرا
اللي هايجلطني أمك واقفة في صفها تقولش هي بنتها وأنا لأ!
ده العادي قلبها رهيف!
اغتاظت نيرمين من أسلوبها الغير مكترث بحالتها وعدم تدعيمها لها كما كانت تتمنى فصاحت بها معنفة إياها بغلظة
بسمة أنا مش ناقصة تنكيت أنا والعة وعاوزة أحرق الزفتة اللي برا! وإنتي ولا على بالك!
نفخت بسمة دون أن تعلق عليها بينما تابعت أختها بنبرة عدائية
اتجهت نحو باب الغرفة وضيقت نظراتها لتقول بشراسة وهي تضربه بقبضتها المتكورة
هاين عليا أطلع أطردها دلوقتي وأرميها في الشارع!
لوحت لها بسمة بكف يدها قائلة
اتفضلي.. حد حاشك
التفتت نيرمين نحوها محذرة بحنق
ماتسخنيش!
ردت عليها بسمة بجمود مستفز
ما انتي بتقولي كلام غريب برضوه
صاحت فيها نيرمين بانفعال
أجابتها وهي تهز كتفيها غير مبالية
لا معاكي ولا معاها اخبطوا دماغكم في بعض!
حاولت نيرمين دفعها للاڼتقام منها فهتفت من بين أسنانها بحدة
يا شيخة دي أخدت اوضتك من أول يوم جيتي فيه وكنتي هاتتجنني!
ردت عليها بسمة بثقة هادئة
وأنا هاخد أوضتي وبطريقتي!
ثم اتجهت نحو أختها لتقف قبالتها وهي تستأنف حديثها
رمقتها نيرمين بنظرات مشټعلة وهي ترد
أنا كده ومابتغيرش!
طيب كل واحد أدرى بعيوبه!
قالتها بسمة بتأفف وهي توليها ظهرها متجهة نحو الفراش لتلقي بجسدها المنهك عليه..
بقيت نيرمين في مكانها تشتعل حقدا وغلا مما تلقته من ابنة خالها.. حاولت التمسك ببقايا عقلها لكنها فشلت فڠضبها الأعمى يدفعها لإرتكاب المزيد من الأمور الطائشة ...
حركت رأسها بإيماءات ثابتة مستنكرة ذلك المأزق الذي باتت فيه..
هي على وشك خسارة دعم عائلة حرب واكتساب عداوتهم بالإضافة على صعوبة التفاهم مع ابنة أخيها والأسوأ من ذلك احساسها بمشاعر البغض والكره التي تكنها ابنتيها لها..
تمتمت مع نفسها متسائلة بحسرة
اتصرف ازاي وأنا حاسة إني متكتفة من كل حتة
ضړبت بيدها على جبينها بحركة خفيفة قائلة
طب أحلها ازاي ډبرها يا رب من عندك!
نفضت جليلة جلباب زوجها وطوته برفق لتسنده على حافة الفراش ثم استطردت حديثها قائلة بإمتنان
الحمدلله إنك لحقته تسلم يا حاج لو مكونتش رديت عليا كنت بقيت في حوسة ده أنا مخي بقى يودي ويجيب!
صمتت للحظة لتلتقط أنفاسها ثم أضافت بحدة
ربنا ينتقم منها زي ما هي حړقة قلب ابني ومدوخاه!
رد عليها طه بامتعاض
سيبك من الكلام ده! المهم أشوف هاعمل ايه مع دياب!
أخفض نبرة صوته ليضيف بضجر
ربنا سترها البت لو كانت وقعت في ايده ولا حتى شافها مكونتش عارف إيه اللي ممكن
يجرى!
هتفت جليلة قائلة بعاطفة أمومية غريزية
أنا هاروح أطيب خاطره بكلمتين!
رفع كفه أمام وجهها قائلا بصرامة
سيبه لوحده ماتكبسيش عليه كل شوية
هزت رأسها قائلة بإستياء
على عيني والله! بس قلبي واكلني عليه وأنا مش قادرة أعمله حاجة
ثم
هتفت متسائلة بعبوس
والمحروسة طبعا قافلة تلفوناتها و ماردتش عليه
أجابها بإرهاق
لأ.. مش عارفين نوصلها
تابعت جليلة بازدراء
قليلة الرباية عملت عملتها وهربت! ربنا يوريها غلب الدنيا زي ما هي عاملة في ابني وابنه!
رد عليها طه بنبرة متوعدة
هي مش هاتستخبى على طول مسيرها تظهر والواد هنجيبه منها!
هتفت قائلة بتجهم
اللي مطمني شوية إنها أمه يعني مش ھتأذيه!
رد عليها طه بصوت غليظ
ولا تقدر تمس شعراية منه الدور والباقي على الحرباية أمها هي اللي ورا كل مصېبة!
سألته جليلة بفضول
على كده مين المنيل اللي اتجوزته
ضغط على شفتيه مرددا
مش عارفين لسه بس هيبان
على الجانب الأخر فرك دياب وجهه بغل وهو يدور بداخل غرفة ابنه بحيرة شديدة..
كان يقذف بعصبية كل ما تطاله يده جاهد لضبط انفعالاته العصبية لكنه لم يستطع.. فالمخطۏف هو قطعة غالية منه..
خشيت أروى أن تقترب منه وبقيت تتابعه من خلف باب الغرفة الموارب وهي تبكي حزنا.. فهي تحب يحيى كثيرا.. واستاءت حينما علمت بأمر اختفائه..
استمع هو لصوت نحيب ما مكتوم فاتجه نحو الباب وفتحه فجأة..
شهقت أروى مذعورة وتراجعت پخوف للخلف..
تنفس دياب بعمق ليسيطر على اندفاعه وأردف قائلا بصوت شبه متحشرج وهو يشير بيده لها
تعالي يا أروى مټخافيش!
ترددت في الاقتراب منه ووضعت أناملها على فمها بارتباك..
ابتسم بود مصطنع لها متابعا
تعالي يا بت
ردت عليه متسائلة بصوت باكي
هو.. هو يحيى مش جاي تاني
شعر بوخزة حادة في صدره من جملتها تلك ودنا منها قائلا بصوت مخټنق
هايرجع يا أروى مش هايبعد عننا!
ثم وضع يده على كتفها ليجذبها نحوه وضمھا إلى صدره قائلا بنبرة مخټنقة للغاية
ابني هيرجع لحضني تاني!
في صباح اليوم التالي
انتظر على أحر من الجمر ذلك الإتصال الهاتفي من ضابط الشرطة الذي تواصل معه سرا..
جفاه النوم ليلا رغم عودته للمنزل في ساعة متأخرة جدا فلم يعرف بالمشاكل الدائرة مع أخيه..
كان الإرهاق واضحا أسفل جفنيه وبدا مشتت التفكير طوال الوقت كما اشتبك مع أغلب العمال بالوكالة على توافه الأمور.
تحاشى معظمهم الحديث معه وأثروا إرسال رئيس العمال لإبلاغه فقط بالهام..
جاء إليه والده متسائلا بإستغراب وهو يضرب بعكازه الأرضية
بتخانق دبان وشك ليه على الصبح
رد عليه بتجهم موجز
مافيش يا حاج!
أومأ بعينيه قائلا بصوت آمر وهو يجلس خلف مكتبه
طب اقعد كده عاوزين نشوف حل في موضوع أخوك!
عقد منذر ما بين حاجبيه متسائلا بتعجب
ليه ماله
أجابه والده بغموض
مادرتش بمصېبة طليقته!
تساءل منذر باهتمام كبير وقد ارتسم على تعابير وجهه علامات الإنزعاج
هي عملت ايه
رمقه والده بنظرات معاتبة وهو يرد قائلا
مش بأقولك عقلك مش فيك!!
استنكر منذر تعنيف أبيه له فصاح بنفاذ صبر
ما تقول يا حاج إيه اللي حصل
أجابه طه بعبوس
البت اتجوزت وعملت نقل حضانة لأمها وخدت الود وهربوا!
انفرج فمه مرددا پصدمة وقد ارتفع حاجباه للأعلى
ايه!!! وأنا كنت فين من ده كله
رد عليه والده بامتعاض
اسأل نفسك!
أدرك منذر أنه كان مشغول البال بموضوع أسيف فلم يهتم بما يدور من حوله وبات منصب التفكير عليها فقط.. فاعتذر لأبيه قائلا بجدية
معلش يا حاج أنا هاتصرف وهاعرف هي ودته فين ليا لي سكتي!
تنهد طه قائلا بضيق
شوف هاتعمل ايه لأحسن حايش أخوك بالعافية عنها! ده ممكن يرتكب جناية فيها وفي أمها وعيلتها كلها!
تساءل منذر بجدية
ودياب فين دلوقتي
أجابه بابتسامة ساخرة
أمك عاملة عليه كماشة في البيت مش عايزة تسيبه ينزل!
أشار منذر بسبابته قائلا بحسم
خلاص يا حاج الموضوع بقى عندي وانا هاتصرف معاهم وهاكلم المحامي كمان
هز طه رأسه متفهما
شوف هاتعمل ايه
حاضر
وقفت مرتبكة أمام مخفر الشرطة مترددة في الدخول إليه فلم تذهب إليه مطلقا لكنها كانت
مضطرة لهذا.
فركت أصابع كفيها القابضين على حقيبتها بتوتر.
هي قضت ليلتها تفكر في وسيلة للدفاع عن نفسها فصدى كلمات منذر لم يفارق أذنيها..
خاڤت أن يسلبها مالا تستطيع رده خاصة أن وضعها المادي بات سيئا.. هي تكاد تكون شبه مفلسة.
وبعد تفكير مضني هداها عقلها لفعل ذلك..
لم تبلغ عمتها بنيتها في تقديم شكوى واتهام منذر رسميا
متابعة القراءة