رواية فإذا هوى القلب (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم منال سالم
المحتويات
نظراتها قاسېة وهي محدقة بها أغاظها بشدة تبرير الأمر كأنه شيء عادي لا يخصها وهي أحد ملاكه بل من تملك النصيب الأكبر فيه. استنكرت حديثها وصاحت بعصبية
أنا مش هابيعه ازاي تقرروا ده عني!
كانت عواطف تعلم أن ابنة أخيها محقة في جملتها
الأخيرة فقد عرفت بمسألة البيع مصادفة وبالطبع لها كل الحق لأن تغضب وتثور. فلو أخبرت من قبل لم يكن ليبلغ الأمر ذروته..
وضعت هي يدها على ذراعها ومسحت عليه برفق قائلة
هي مش مقصودة والله يا بنتي بس....
قاطعتها أسيف قائلة بنبرة متشنجة وقد احتقنت نظراتها
ده انا حتى ماشوفتش شكله!
ردت عليها بهدوء حذر
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قبضت أسيف على أصابعها مكورة إياهم بشدة محاولة التحكم في أعصابها قبل أن تنفلت.
الأمر بالنسبة لها يتجاوز كونه مجرد جدران عتيقة ومكان قديم متهالك عفا عليه الزمن.
هي تنظر للأمر من منظور مختلف تماما.. فقد اعتبرته شيئا ثمينا خصه لها والدها بالذات وبالتالي لن تتخلى عنه مهما حدث.
حاولت إيضاج وجهة نظرها قائلة بصوت مخټنق
أرجوكي تفهميني يا عمتي
أشارت لها عواطف بكف يدها قائلة بنبرة عقلانية آملة أن تقنعها
يا بنتي انتي لو شوفتيه هاتغيري رأيك وتقولي أبيعه دلوقتي! إنتي بس مضايقة عشانك مفكرة إن زي الدكاكين والمحلات اللي بتشوفيها!
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
عمتي فين مفتاح الدكان
قطبت عواطف جبينها متعجبة سؤالها عنه وأجابتها بسجية
معايا في الشتمجية بتاعتي!
سألتها بأدب وهي ترمقها بنظرات غامضة
ممكن تجبهولي
أومأت برأسها قائلة بإمتثال
حاضر
توجهت عمتها بعدها إلى خزانة ملابسها لتفتح إحدى ضلفه ثم انحنت قليلا لتخرج صندوق خشبي من الرف السفلي واعتدلت في وقفتها.
فتحته بحذر وعبث في محتوياته ثم أخرجت منه مفتاحا قديما رفعته أمام وجهها.
وقعت أنظار أسيف عليه ثم مدت كف يدها نحوها وهي تقول
هاتيه يا عمتي بعد اذنك!
وضعته في راحة يدها قائلة
قبضت أسيف عليه بشدة وكأنها تحوي بين راحتها على كنز ثمين وهتفت مرددة
شكرا يا عمتي
اكتفت الأخيرة بالإبتسام لها ثم أعادت وضع صندوقها في الخزانة.
وقفت إلى جوارها محدقة بها وتابعت قائلة بنبرة هادئة
طيب بصي انتي لو فكرتي بالعقل كده هتلاقي إن احنا لما هنبيعه انتي هايجيلك فلوس كتير و....
قاطعتها أسيف بنبرة حاسمة
يا عمتي أنا مش هابيع الدكان!
أخفضت عواطف رأسها متمتمة من بين شفتيها بإستياء وبنبرة خاڤتة
لا حول ولا قوة إلا بالله طب أفهمها ازاي اننا لازم نبيعه!
عادت جليلة إلى منزلها سعيدة بتلك الزيارة الخفيفة وبالأنباء السارة التي سمعتها هناك.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
انت رايح الوكالة
أجابها بجدية وهو يدس هاتفه في جيبه
اه يا أمي في حاجة عاوزاها أبعتهالك
ابتسمت قائلة بود
لأ تسلم يا حبيبي!
وقبل أن يدير هو مقبض الباب ويفتحه هتفت فجأة بنزق وكأنها قد تذكرت شيئا للتو
بالحق قبل ما أنسى أنا اطمنت على موضوع بيع الدكان!
استدار برأسه نحوها قائلا بابتسامة باهتة اعتلت ثغره
طب خير!
أضافت قائلة باهتمام
وشوفت كمان بنت أخو عواطف.. أسيف وعزيتها!
هز رأسه بتفهم فهذا هو سبب زيارتها الرئيسي وهتف متسائلا باقتضاب
أها وأخبارها ايه
ردت عليه بأريحية
كويسة وشها رد كده وبقت أحسن عما
كانت هنا!
شعر منذر بالإطمئنان لكونها أصبحت على حال أفضل فردد بهدوء دون أن يظهر أي تغيير على ملامح وجهه
تمام
دنت منه وحدقت مباشرة في عينيه لتضيف بمكر
واعدت اتكلمت مع نيرمين شوية!
تبدلت تعابير وجهه سريعا للضيق والإشمئزاز لمجرد ذكر والدته لذلك الأمر الثقيل على قلبه وصاح بنبرة شبه غاضبة وقد استشاطت نظراته
اوعي تكوني فاتحتيها في حاجة يا أماه!
ارتجفت من تحوله للڠضب وردت بحذر
كان على طرف لساني بس....
أظلمت عيناه وقاطعها مهددا بنبرة عدائية وهو يشير بسبابته
قسما بالله لو حصل من غير ما تقوليلي لأنهي الموضوع قبل ما يبدأ!
هزت رأسها نافية وهي تجيبه
لا يا بني ميصحش أصلا أفاتحها في حاجة دلوقتي أنا
خدت بس واديت معاها في كلام عادي!
تنفس بإرتياح لأن والدته لم تتهور وترتكب مثل تلك الحماقة.
لم يبدل من تعابيره المتشنجة وأكمل منبها بشراسة
الله يكرمك قفلي على سيرة الجواز لأني بأتخنق!
ثم أخفض نبرته ليحدث نفسه بازدراء
وخصوصا مع دي!
عبست جليلة بوجهها وأخفضت نبرتها لتبدو مستاءة فتشعره بالذنب نحوها وهي تقول
يا ضنايا أنا بأفكر في مصلحتك ونفسي أفرح بعوضك فبأشوفلك حاجة مضمونة!
رد عليها مستنكرا تفكيرها بسخرية متهكمة
هي تلاجة هاشتريها!
أوضحت له مقصدها مبررة
ماهو ربنا بيقول اسعى يا عبد!
رد عليها بغلاظة
مش بالشكل ده لما ربنا يإذن هيحصل لكن جو التلزيق والتمحيك ده ماليش فيه
قست نظراته وبدت أكثر صرامة وهو يقول مؤكدا
ماشي اتفقنا يا حاجة جليلة
تنهدت مستسلمة وهي ترد
اللي تشوفه
يالا سلام بقى!
في رعاية الله يا حبيبي!
قالتها وهي تغلق الباب خلفه بهدوء لتعود إلى الداخل لتكمل ما لديها من أعمال منزل عالقة....
يئست أسيف من محاولة اقناع عمتها بأنها لا ترغب في بيع الدكان الذي لم تره بعد وهتفت متسائلة بتبرم
ايه اللي مش واضح في كلامي
كانت تخشى الأخيرة عواقب الرفض فالمسألة ليست مجرد عملية بيع عادية بل هي مسألة حيوية يترتب عليها الكثير من الأور لذا ردت عليها بتوجس
انتي كده هتوقعينا في مشاكل مع منذر والحاج طه!
انزعجت أسيف من اعطاء هؤلاء الأشخاص قدرا أكبر من قيمتهم وكأنهم يملكون زمام كل شيء فصاحت متسائلة بعصبية
ليه يعني
أجابتها عواطف بنبرة مرتبكة وهي تبتلع ريقها
لو ماتمتش البيعة هيحصل مضاربات تاني وخناقات ومشاكل مش هاتنتهي!
ردت عليها أسيف بنبرة شبه قوية غير مكترثة بهم
كل ده مايخصنيش ولا يجبرني أبيعه أو حتى أفرط في حتة منه!
توسلتها قائلة برجاء أكبر وهي محدقة فيها
طب عشان خاطري أنا ده الحاج طه وابنه وقفوا معانا كتير وجمايلهم مغرقانا!
ثم صمتت للحظة قبل أن تضغط على شفتيها لتقول بحرج قليل
ده.. ده غير الفلوس اللي دفعوها وآ....
فهمت أسيف مقصدها على الفور هي متحجة بمسألة الدين وما سددوه من مديونيات سابقة تخصها.
قست تعابيرها واحتدت نظراتها و ردت بحسم وبجدية صارمة
أي حاجة دفعوهالي دين عليا أنا هارده ودلوقتي!!!
أولتها ظهرها ثم اندفعت نحو الباب خارجة من الغرفة بخطى سريعة وكلها إصرار على سداد ما عليها من مستحقات.
لحقت بها عواطف قائلة بتوجس
مش كده يا بنتي الموضوع أكبر من مجرد فلوس ودين!
التفتت أسيف بجسدها نحوها مرددة بصوت متصلب
بصي يا عمتي أنا متعودتش اكون مديونة لحد وده حقهم فمش خلي حد يجبرني على حاجة لمجرد إني مديوناله!
توسلتها عواطف بإلحاح
يا أسيف اسمعي وافهمي كويس الموضوع هو مايتخدش قفش كده!
ردت عليها بإصرار عنيد
لأ يا عمتي أنا مش عاوزة أفهم حاجة دكان أبويا أنا مش هابيعه! وفلوس سي منذر بتاعكم ده هادفعهاله!
فغرت عواطف شفتيها مصډومة من تبدل حالها للجدية والجمود بعد أن كانت لا حول لها ولا قوة فهتفت مستنكرة اندفاعها الأهوج
لا إله إلا الله! يا بنتي انتي مكونتيش كده
لم تعقب عليها أسيف بل انطلقت نحو الغرفة لتخرج النقود من الحقيبة وتدفع ما عليها.
خرجت نيرمين من غرفتها متسائلة بفضول بعد أن سمعت صوت شجارهما المرتفع
في ايه يا ماما صوتكوا على كده ليه ومالها البت دي
رمقتها أمها بنظرات ڼارية مشټعلة وهي تجيبها بحنق
منك لله يا شيخة بوظتي الدنيا بغباءك!
انفرجت شفتاها مرددة بذهول مصطنع
هو أنا عملت حاجة
أشارت لها والدتها بكفيها
متابعة القراءة