رواية "مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة
المحتويات
صغيره يغلط غلطة كبيرة يا سماح .. مابالك وهو اصلا مش شايف انه بيغلط ..
صمتت قليلا ثم هتفت باكيه بصوت متقطع
مصطفى لما خانى كان عارف انه بيخونى .. أما ده الخيانه عنده عادى .. هيخونى وهو أصلا مش حاسس ان دى خېانه .. واحد عايش فى عالم غير اللى أنا عايشة فيه وغير اللى انا متربيه عليه .. بكرة لما نتجوز يقولى اقلعى الحجاب زى بنت عمتى وزى خطيبتى القديمة .. بكرة يلبسنى زيهم .. وسلمي على الرجاله زيهم .. وأبقى خسړت ديني ودنيتى .. بتقولى انه مش وحش .. طيب لو هو مش وحش اختار واحدة بالشكل اللى وصفتهولك ليه عشان تكون خطيبته .. ها .. وبعدها يختارنى انا ....
بس هو دلوقتى اختارك انتى يا ياسمين
قالت بمراره
هو مفرقش اى حاجه عن مصطفى .. مصطفى اختارنى لانه عايز واحده يحطها فى البيت زى اى كرسي فى البيت ويبقى واثق فيها وفى اخلاقها .. وهو بره يعمل اللى على مزاجه .. وعمر زيه اختارنى لنفس السبب ..
قالت والدموع تتساقط من عنينيها
لما مصطفى خانى يا سماح الألم كنت حساه فى كرامتى .. لكن لو عمر خانى .....
الألم هيكون فى قلبي .. وأنا مش هقدر أتحمل ده
هدئتها سماح قائله
وانتى ايه اللي يخليكى تفكرى انه هيخونك يا ياسمين
قالت ياسمين بحزم من بين دموعها
لان حياته غلط وعيشته غلط .. وتصرفاته غلط .. هو واحد مبيخفش من ربنا وبيعمل الغلط عيني عينك كده أدام الناس .. اللى يعمل حاجه صغيره ببجاحه كده يعمل الكبيرة يا سماح
وبعدين مش دى المشكلة الوحيده .. المشكلة انى اكتشفت انى فعلا انه مينفعنيش .. ده واحد هينزلنى معاه لتحت .. وأنا عايزه واحد ياخد بايدي ونطلع سوا .. عايزه واحده له نفس مبادئي نربي ولادنا على مبادئ واحدة وقيم واحدة وافكار واحدة .. مش أنا ابنى وأبوهم يهد ..
ثم قالت بوهن
مش عايزه أطلق تانى يا سماح كفايانى چرح واحد .. مش هقدر أتحمل چرح تانى .. مش هقدر أخاطر تانى .. أنا معنديش أى ثقه في عمر .. زى ما كان معنديش أى ثقه فى مصطفى
طيب فكرى تانى .. واستخيرى تانى
نظرت اليها ياسمين قائله بحزم
أنا استخرت .. وفكرت كويس .. الراجل الى هختاره زوج ليا هختاره بقلبي وعقلى .. مش بقلبي بس .. ولا بعقلي بس .. لازم الاتنين يوافقوا عليه .. لازم يتشرف بيا وسط عليته ووسط الناس .. أنا مش واحدة من الشارع زى ما عمته حاولت تفهمنى .. أنا بنت ناس .. صحيح ناس فقرا .. بس محترمين ونعرف ربنا .. هى فاكرة انى مش هقدر ارفض عمر وقالتهالى وش كده ان مفيش بنت تقول ل عمر لأ .. بس أنا هقول لأ .. أنا وعمر مستحيل نكون
________________________________________
لبعض .. ده آخر واحد ممكن أوافق انى أتجوزه
توجه عبد الحميد الى مكتب عمر طرق الباب فسمه صوت عمر بالداخل
اتفضل
دخل عبد الحميد فهب عمر واقفا واستقبله بابتسامه قائلا
اتفضل يا عم عبد الحميد .. اتفضلى اعد
قال عبد الحميد فى وجوم
تسلم يا بشمهندس بس أنا جاى أقولك كلمتين وهمشى عشان ورايا شغل
خير .. اتفضل
تنهد عبد الحميد تنهيدة حسرة وبدا مترددا وقال دون أن ينظر اليه
بنتى رفضتك يا بشمهندس
وقع الخبر كالصاعقة على رأس عمر .. اختفت ابتسامته شيئا فشيئا حتى تلاشت تماما .. صمت وهو يحاول استيعاب ما سمع .. فنظر اليه عبد الحميد قائلا
أنا مش ممكن أغصبها مرة تانية .. جوازتها الأولى كانت ڠصب عنها .. وحلفت بعدها انى عمرى ما هعمل كده فى بنت من بناتى
صدم عمر للمرة الثانية فى أقل من دقيقة .. عندما علم أن زواج ياسمين كان رغما عنها
نظر اليه عبد الحميد بأسف قائلا
أنا آسف يا بشمهندس
ثم استدار وانصرف .. جلس عمر على أقرب مقعد وهو مازال تحت تأثير صدمة رفضها اياه.
حضر المأذون والشهود فى بيت نهلة .. لم يحضر أى من اخوتها .. فقط أمها وزوجها .. بدأ المأذون فى مراسم الزواج .. وهنا قال مصطفى للمرة الثانية
قبلت زواجها.
الفصل الثامن والعشرين
Part 28
دخل عمر الى بيته واجما حزينا .. سمع صوت المزاح والضحكات تتعالى من غرفة المعيشة .. توجه اليهم ليرى والدته ووالده و عمته و ايناس مجتمعون معا .. هتفت ايناس بمجرد أن رأته
عمر تعالى .. السهرة نقصاك
دخل عمر الغرفة ووقف أمامهم .. قالت عمته مبتسمه
حقيقي يا ايناس انتى عامله جو تانى للمزرعة .. الأيام اللى فاتت مكناش بنلاقى حاجه تسلينا هنا ..
متابعة القراءة