رواية "مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة

موقع أيام نيوز


اتجوزت شهر واحد بس .. يعنى ما أعدتش معاه كتير
قالت أمه پحده 
وايه سبب طلاقها
قال عمر ببرود 
خاڼها وضربها .. ورفعت عليه قضيه خلع .. وكسبتها من كام يوم
صاحت أمه فى ڠضب 
والهانم مقدرتش تستنى حتى لحد ما عدتها تخلص .. قامت لفت على ابنى
قال عمر فى ڠضب 
ماما لو سمحتى .. انتى بتتكلمى عن الانسانه اللى انا بحبها .. واللى هتجوزها

قامت أمه وقالت بصرامة 
لو انت اتجوزت البنت دى اعرف انى مش راضيه عنك ولا عن جوازتك دى 
غادرت وصعدت الى غرفتها هى الآخرى .. ساد الصمت لفتره .. ثم سأله أبوه قائلا 
انت واثق فيها هى وأهلها .. يعنى أقصد سبب طلاقها 
أومأ عمر برأسه قائلا 
أيوة يا بابا .. أصلا أستاذ شوقى المحامى بتاعنا هو اللى كان متابعلها القضية بتاعتها
أطرق أبوه برأسه قليلا ثم نظر الى عمر قائلا 
انت أدرى بمصلحتك يا ابنى .. وزى ما قولت انت ناضج كفايه عشان تختار شريكة حياتك صح .. لو مكنتش ناضج مكنتش قدرت تكتشف زيف نانسي وتتخلص منها
ابتسم عمر بوهن قائلا
كويس على الأقل واحد من العيله دى واقف فى صفى 
ابتسم له أبوه قائلا 
كل حاجه غير مألوفه بتاخد وقت عشان تخلى اللى أدامك يتعود عليها .. بالصبر وطولة البال تقدر تاخد كل اللى انت عايزه
جلست كريمة على الفراش واجمه .. سمعت طرقات صغيره على الباب .. قالت 
ادخل
دخل عمر وأغلق الباب خلفه بهدوء .. أشاحت بوجهها عنه فى ڠضب .. فوقف قليلا ينظر اليها صامتا .. قطعت أمه هذا الصمت قائله دون أن تنظر اليه 
زى ما قولتلك .. عايز تتجوزها اتجوزها .. بس انا لا هبقى راضيه عنك ولا عن جوازتك .. ومعنديش كلام تانى أقوله
نظر اليها عمر قائلا
وأنا مش هعمل حاجه انتى مش راضيه عنها 
نظرت اليه أمه مبتسمه .. فأكمل بحزم قائلا 
بس لو متجوزتش ياسمين مش هتجوز غيرها
قالت أمه بدهشة 
يعنى ايه 
قال بهدوء وحزم 
يعنى لو رفضتى جوازى منها .. تنسي تماما موضوع جوازى ده وترميه وره ضهرك .. لانى لو متجوزتهاش مش هتجوز أبدا .
قال ذلك ثم فتح الباب وخرج بهدوء .. تنهدت كريمة تنهيده حسره ممزوجه ب .... الحيرة.
الفصل السابع والعشرين
Part 27
جلس عمر فى مكتبه واجما يفكر فى العاصفة التى ثارت فى منزله الليلة الماضية ..لم يكن لديه أدنى استعداد للتنازل عن ياسمين .. لكنه أيضا يريد من عائلته أن تتقبل زواجه منها .. وأن يباركون هذا الزواج .. كان شاردا .. عندما طرق كرم الباب ودخل وجلس أمام عمر على المكتب .. نظر اليه قائلا 
متضايقش نفسك .. أصلا أنا كنت متوقع حاجه زى

________________________________________
كده
سأله عمر قائله 
ليه توقعت كده 
يعني أكيد أهلك عايزينلك بنت متكنش اتجوزت قبل كدة ويكون مستواكم متقارب
صاح عمر پحده 
ما أنا كنت خاطب اللى متجوزتش قبل كده .. واللى كانت من نفس مستوايا .. خدت منها ايه غير قلة الأدب والخېانة والطمع والإستغلال
هدءه كرم قائلا
عمر أنا فاهم كل اللى انت بتقوله ده .. أنا بكلمك عن وجهة نظرهم هما
قال عمر بحزم 
لازم تتغير .. وجهة نظرهم دى لازم تتغير
وهتغيرها ازاى 
زفر فى ضيق قائلا 
معرفش بس لازم تتغير .. أنا قولت لأمى امبارح أنا مش هعمل حاجه غير برضاكى .. بس لو متجوزتش ياسمين مش هتجوز أبدا .. 
قال كرم 
الله ينور عليك .. هو ده الكلام اللى هيجيب مع أمك .. بس المشكلة فى الراسين الكبار .. أبوك وعمتك
لأ بابا معندوش اعتراض .. هو طول عمره مبيرضاش يجبرنى على حاجه .. وبيثق فى قراراتى
صاح كرم فى مرح 
كده فل أوى .. باقى بأه عمتك
قال عمر بضيق 
أنا مش هاممنى توافق ولا متوافقش .. هى مبتفكرش غير فى اسم عيلتها بس .. لا بتفكر فيا ولا فى اللى يريحنى .. هى على طول مناخيرها فى السما .. حتى فى تعاملاتها وصداقاتها العادية مبترضاش تتعامل إلا مع ناس من نفس مستواها .. عارف عصر البشوات والبكوات .. أنا حاسس ان عمتو لسه عايشه فيه لحد دلوقتى
طيب تمام طالما مش همك رأيها ... كبر يا باشا
أنا كان نفسي طبعا انها تكون مرحبة ب ياسمين .. لكن طالما هى شايفه ان جوازى منها مهزلة .. خلاص هى حره
ابتسم كرم قائلا 
هى أصلا طول عمرها منمره عليك لبنتها
قال عمر متحكما 
أهو بنتها دى نسخه مصغره منها .. لو فاكرانى فى يوم هفكر فيها تبقى بتحلم وهتفوق على كابوس .. ما كانت أدامى قبل نانسي مخطبتهاش ليه .. مش هاجى دلوقتى وأرمى نفسي الرمية السودة دى .. وبعدين أنا بعتبر ايناس دى اختى .. عارف يعني ايه اختى .. يعني مستحيل افكر فيها بشكل تانى
هنا طرق أيمن الباب ودخل ...
 

تم نسخ الرابط