رواية "مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة
المحتويات
.. لكم كان يتمنى أن يشاركها لحظات الإستمتاع بتلك الطبيعة الخلابه .. والجلوس معها على ذلك الجذع .. وهو يحيطها بإحدى ذراعيه ويضمها الى صدره .. كان يعلم أن عليه الإنتظار لتحقيق حلمه .. لكن ما أصعب هذا الإنتظار .. مرت الساعة والنصف وهو فى هذا المكان .. يتأمل ما حوله .. وينسج فى خياله أحلاما ورديه .. تشاركه ياسمين اياها .. نظر الى ساعته .. ثم نهض وتوجه الى البوابه .. أراد أن يستقبلها .. ويراها .. ياه لكم اشتاق اليها .. فارقته منذ بضع ساعات فقط .. لكن تلك الساعات أشعرته بحنين جارف اليها .. تلك الساعات جعلته يتأكد أنه لن يستطيع العيش دونها .. وكأنها أصحب فى حياته الهواء الذى يتنفسه ويعيش عليه .. خطفت قلبه ببراءتها .. وقيدتها بحنانه .. وأنسته أى امرأة عرفها قبلها .. وكأنه لا يرى فى الوجود سواها ..
زفر أيمن قائلا
جوزها .. قصدى طليقها .. كلمها فى المحكمة .. وهددها
اتسعت عينا عمر وقال پحده
يعني ايه هددها
قال أيمن بضيق
قالها القاضى طلقك منى بس مش هعتقك
نظر اليه عمر پحده وصاح غاضبا
وانت كنت فين يا أيمن أما الحيوان ده هددها .. انت ازاى تسمحله يتكلم معاها أصلا
وضع عمر احدى يديه فى وسطه والأخرى على فمه وكأنه يكتم بركان ثائر .. ونظر الى حيث اختفت ياسمين .. ثم نظر الى أيمن قائلا پغضب
لو أربلها تانى هقتله
ربت أيمن على كتفه قائلا
خلاص اهدى .. هو مش هيقدر يوصلها هنا
أومأ عمر برأسه .. وأخذ يفكر فى ياسمين وفيما تشعر به الآن
نطقت ريهام بتلك العبارة بعدما قصت عليها ياسمين فى غرفتهما ما حدث من ټهديد مصطفى لها فى المحكمة .. نظرت اليها ياسمين قائله
أما الټفت ولقيته ورايا كنت ھموت من الړعب .. أنا مش عايزه أشوف البنى آدم ده مرة تانية أبدا
نظرت لها ريهام فى حنو قائله
متقلقيش خلاص معدتيش هتشوفيه تانى .. لا هو ولا أهله .. الله يحرقه هو وأهله
وعرفتى منين
هو اللى قالى
أشاحت ريهامبيدها قائله
يلا خدت الشړ وراحت
قالت ياسمين بأسى
ربنا يغفرلها ويرحمها .. ظلمتنى أوى .. بس مسمحاها
نظرت اليها ريهام بدهشة قائله
مسمحاها ايه يا بنتى .. دى تستاهل يتولع فيها هى وابنها
قالت لها ياسمين بهدوء
هى دلوقتى بتتحاسب يا ريهام على كل الى عملته فى حياتها .. أنا هسامحها .. عشان ألاقى اللى يسامحنى لما أموت أنا كمان
انتى طيبة أوى يا ياسمين .. واحدة غيرك
________________________________________
كانت دعت عليها
هى خلاص معدتش تقدر تأذيني دلوقتى .. مش هيفيدنى الدعاء عليها فى حاجة
صمتت قليلا ثم قالت
ربنا يرحمها هى وماما وكل أموات المسلمين
اللهم آمين
التف الأصدقاء الثلاثة حول طاولة الطعام فى أحد المطاعم .. لتناول طعام العشاء .. بدا عمر شاردا .. يعبث بطرف ملعقته فى الطبق أمامه .. تبادل أيمن و كرم النظرات .. والابتسامات الخبيثه .. هتف كرم فى مرح
الحب بهدله .. تررم تررم .. خلانى أندله .. تررم تررم
نظر اليه عمر فى غيظ قائلا
لو متلمتش هسيبكوا وأمشى
قال كرم بمرح
أنا قولت حاجه .. واحد وبيغني
صمت قليلا ثم قال
صدق الشاعر اللى قال الهس بس هس حبيبى لازم يحس ... حبيبى عمال بيتخن وانا عمال اخس
هم عمر بالإنصراف فجذبه كرم قائلا وهو ينظر الى أيمن
خلاص يا أيمن كفايه .. عيب كده
ثم نظر الى عمر قائلا
خلاص حبه جد بأه .. ناوى على ايه
زفر عمر فى ضيق قائلا
مضطر ڠصب
متابعة القراءة