رواية "مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة
المحتويات
لتجد عمر يدخل ويقف أمامها .. قالت بإستغراب
عمر
كانت نظراته تحمل كل معانى الحب والشوق واللهفة .. قال
جيت عشان أرد أرد على سؤالك
تبادلا النظرات لبرهه ثم جذبها الى حضنه .. استسلمت فترة لأحضانه .. ثم .. شعرت بالخجل .. حاولت ابعاده عنها .. رفع رأسه ونظر اليها مبتسما .. قال بصوت حانى
عرفتى اجابة سوالك
من ايه الحړق ده
نظر عمر اليها يتفرس فيها قائلا
دى تانى مرة تسأليني عنه
ياسمين وهى تحاول أن يبدو صوتها طبيعيا
فضول مش أكتر
قال عمر بحزم
مش هقولك
نظرت اليه قائله
صمت .. طال صمته .. بدا عليه الضيق .. وأخيرا قال
لأنك بعيده عنى بما فيه الكفايه .. ولو عرفتى هتبعدى أكتر
ارتجف قلبها لكلماته التى تؤكد ما عرفته .. أومأت برأسها وحاولت رسم بسمه على شفتيها قائله
يلا عشان متتأخرش على شغلك .. وأنا هستناك على الغدا
سألها بإهتمام
فطرتى
لأ لسه
حالا .. تفطرى حالا
حاضر
ابتسم قائلا
قوليها تانى
ايه هى
حاضر
ابتسمت قائله
حاضر
مش هتأخر عليكي .. لو احتجتى حاجة كلميني
ابتسمت له حتى انصرف .. ثم اختفت الابتسامه من شفتيها لتحل محلها عبره فى عينيها.
جلست سماح مع أيمن فى شرفة منزلهما .. بدا على سماح التفكير .. قالت ل أيمن
خير
بدا عليها وكأنها تحاول تخير كلماتها بعنايه .. ثم سألته
هو الحړق اللي فى ايد عمر .. قديم ولا جديد
الټفت اليها ورفع حاجبه قائلا
نعم .. وانتى ايه دخلك بالموضوع ده
اضطربت قليلا ثم قالت
عادى يعني .. فضول .. ياسمين كانت عايزة تعرف
نظر الى عينيها بحزم قائلا
مراته عايزة تعرف يبقى تسأله .. لكن انتى متسأليش سؤال زى ده عن واحد صحبى
ده سؤال عادى يا أيمن يعني مش سؤال شخصى
قال بحزم
لأ مش عادى .. متسأليش اى حاجه عن أى راجل .. حتى لو كان صحبي .. انت ايه دخلك بالحړق الى فى ايده .. وكمان بتسأليني أنا
ابتسمت قائله
هو انت بتغير
نظر اليها بعتاب قائلا
يعني مش عارفه ان أنا بغير .. بغير من مجرد كلامك عن راجل تانى .. وسؤالك عن حاجه تخصه
خلاص يا عم مكنش سؤال ده
اقترب منها قائلا
بقولك ايه ما تيجي نعمل شهر عسل تانى
ضحكت قائله
واللى فى بطنى ده أشفطه يعني ولا أعمل ايه فيه
لأ خليه .. بس أصلى بصراحة غرت شوية .. يعني عمر فى شهر العسل و كرم فى شهر العسل .. وأنا مليش نفس يعني
ابتسمت قائلا
لأ ازاى .. خليك هنا ثوانى هروح أستعد لشهر العسل وأجيلك
فى المساء دخلت ياسمين الى غرفتها .. استأذنت من عمر لتنام مبكره عن كل يوم .. فى الحقيقة لم ترغب فى النوم .. بل كانت ترغب فى الإنفراد بنفسها .. والتفكير .. لم تصل حتى الآن الى قرار .. لا تعرف ماذا تختار .. لا تعرف سوى شئ وحد .. أنها كل يوم تزداد قربا منه وتعلقا به .. فإن كانت ستأخذ قرار الإنفصال عليها ان تأخذه الآن .. لأن كل يوم يمر عليها معه .. بل كل لحظه .. تربطها به أكثر .. سقطت عبره من عينيها .. لم تكن تلك العبرة حزينه كباقى العبرات .. بل عبرة شوق .. شوق لزوجها الذى لا يفصلها عنه سوى جدار .. لكم تتمنى ان تلقى بنفسها بين أحضانه .. وتخبره بكل ما يحزنها .. كان حنونا
________________________________________
للغاية .. وهذا جعلها متعطشه للمزيد من هذا الحنان .. دعت ربها أن يكون قد تاب بالفعل .. تمنت أن تشعر بذلك .. بتوبته .. وبصدقها .. ويعزمه على عدم تكرار ما فعل .. عندها ربما تتمكن من مسامحته .. ربما تتمكن من نسيان ما حدث .. تنهدت ونهضت لتغير ملابسها .. كانت شاردة .. تعاملت مع سوسته العباءة پعنف حتى كسرتها .. زفرت فى ضيق .. حاولت فتحها فلم تستطع كانت قوية للغاية .. نظرت للقطعة المقطوعة فى يدها بضيق .. خرجت ونزلت الدرج لتقابل عمر وهو صاعد الى غرفته .. قال لها
انتى لسه منمتيش
قالت بإرتباك
أيوة .. هنام دلوقتى
سألها بعتاب
طالما كنتى سهرانه مجبتيش أعدتى معايا ليه
صمتت لم تجد ما تقول .. قال بضيق
براحتك .. تصبحى على خير
صعد الى غرفته .. نزلت وذهبت الى المطبخ للبحث عن الخادمة .. لم تجدها .. نظرت الى باب غرفتها المغلق .. ترى هل نامت أم لا .. كادت أن تطرق عليها الباب لكنها أشفقت عليها أن توقظها بعد يوم متعب من أجل سوسته العباءة .. صعدت فى ضيق الى
متابعة القراءة