رواية "مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة
المحتويات
ورأته ياسمين عبر المرأة مبتسما.. وصلوا الى المحكمة واستقبلهم المحامى على الباب .. دخلوا جميعا ووصلوا الى المكتب الذى سيعقد فيه جلستها الأولى .. والتى تدعو الله أن تكون الأخيرة .. وأن يحكم بطلاقها ..
لم تجد أثرا ل مصطفى .. فقط محاميه كان موجود .. تساءلت لماذا لم يحضر .. أم أنه سيأتى بعد قليل .. ظلت تقرأ ما تحفظ من القرآن فى سرها .. وقفوا جميعا فى انتظار بدء الجلسه .
ايه يا عمر انت مش رايح المكتب ولا ايه
نظر اليه عمر دون أن يرد عليه .. وقف أمام سور الشرفة يمسكه بقبضتيه بقوة وكأنه يريد تحطيمه .. اقترب منه كرم وربت على كتفه قائلا
قال عمر دون أن ينظر اليه
معاد الجلسة دلوقتى يا كرم
متقلقش .. أيمن معاهم مش كده
أومأ عمر برأسه دون أن يتحدث .. نظر اليه كرم وابتسم فى حنو قائلا
هى تهمك للدرجة دى يا عمر
الټفت اليه عمر بسرعة وصمت قليلا ثم قال
تهمني .. لو القاضى محكملهاش بالطلاق يا كرم أنا ممكن أدورعلى جوزها ده وأقتله
مستحيل أسمحله ياخدها يا كرم
ثم استطرد قائلا
خاصة انها مش عايزاه
طمأنه صديقه قائلا
ان شاء الله هيتحكملها بالطلاق .. مستحيل يعني قاضى يسيبها مع واحد زى ده ڠصب عنها .. متقلقش
نظر اليه عمر قائلا بصوت مرتجف
بحبها يا كرم .. وعايزها ..
ثم تنهد بقوة قائلا
كون انها كانت متجوزة قبل كده دى حاجه وجعانى .. بس اللى هيوجعنى أكتر ..هو انى أتحرم منها .. متتصورش هى أد ايه مأثره فيا يا كرم .. شايفها جوهرة غالية أوى .. ممنوع لأى حد مهما كان انه يقرب منها .. حسسها غالية أوى وعالية أوى .. وھموت وأوصلها .. لما بشوفها يا كرم بحس انى بټخطف .. وقلبي معدش ملكى خلاص ..
بمجرد ما شهور العدة تخلص .. هطلبها من أبوها
ابتسم له كرم وربت على كتفه قائلا
ان شاء الله
حانت اللحظة التى انتظرتها ياسمين طويلا .. نظرت الى والدها قائله
بابا أنا خاېفة أوى
طمأنها والدها قائلا
متخفيش يا حبيبتى .. أنا واثق انك هتطلعى وتبشريني ان القاضى حكم لصالحك
________________________________________
علمت سر اختفائه .. أراد بذلك المماطله حتى يتم تأجيل النطق بالحكم لجلسه أخرى.. لكن محاميها الأستاذ شوقى كان بارعا للغاية واستطاع اقناع القاضى بأن اختفائه متعمد للمماطله .. وقرر القاضى اصدار الحكم فى نفس الجلسه
طمنيني يا بنتى
اقترب أيمن منهما .. ألقت نفسها فى أحضان والدها والدموع تسيل من عينيها كالشلال قائله
الحمدلله يا بابا .. خلصت منه
ابعدت رأسها ونظرت الى والدها وهتفت بسعادة
القاضى طلقنى منه
تبلل وجه عبد الحميد بالدموع وتعالت شهقاته بالبكاء وعانقها مرة أخرى مرددا
الحمدلله .. اللهم لك الحمد والشكر .. لو مكنش القاضى طلقك كنت هفضل شايل ذنبك طول عمرى .. الحمدلله
شعر أيمن بسعادة غامرة .. وأخرج هاتفه ليتصل ب عمر .. لكنه وجد عمر وقد سبقه بالإتصال .. رد عليه قائلا
تدفع كام وأقولك الحكم
صاح عنر پغضب
أيمن مش وقتك .. حكملها بإيه
ابتسم أيمن قائلا
طلقها منه
أغمض عمر عينيه للحظة وكأنه يريد أن يستشعر هذا الخبر عبر كل كيانه .. صمت وهو يشعر بتقطع أنفاسه .. ثم تمتم فى خفوت
الحمدلله
أغلق عمر الهاتف وهو يشعر بسعادة بالغة .. ود لو كانت أمامه الآن .. ليرى السعادة المرسومة على وجهها .. وعينيها التى تشع بهجه وفرحه .. والابتسامه على ثغرها .. ود لو اعترف لها بحبه الآن .. وفى هذه اللحظة .. وده لو يخبرها .. بأنها ليست وحدها .. هو معها .. بقلبه .. وبكل كيانه .. لكنه يعلم بأنه مضطر لأن ينتظر..
تقدم أيمن مع المحامى و عبدالحميد للخروج من المحكمة وكانت ياسمين تسير خلفهم تبحث عن هاتفها فى حقيبتها .. حينما وجدت فجأة يدا تمسكها من ذراعها بقوة التفتت الى الخلف لتجد نفسها وجها لوجه مع .. مصطفى .. شلتها الصدمة عن الحركة .. والتفكير .. وجدته ينظر اليها بشراسة ويقول بقسۏة وهو يضغط على ذراعها بقوة
القاضى طلقك منى .. بس ورحمة أمى اللى ماټت بحسرتها عليا ما أنا عاتقك
اتسعت عيناها خوفا والتفتت بسرعة لتنادى على والدها
بابا .. بابا
تركها مصطفى بسرعة واختفى وسط الحشود.
الفصل السادس والعشرين
Part 26
تقدم
متابعة القراءة