رواية "مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة
المحتويات
فأكملت
أنا مكنتش أعرفه قبل الخطوبة .. هو شافنى واتقدملى .. كانت أول مرة أشوفه يوم ما اتقدملى .. واتخطبنا على طول .. واتجوزنا على طول
ترك الألبوم من يده واعتدل فى جلسته .. ساد الصمت لفترة .. ثم قطعه قائلا
يعني عمرك ما حسيتى بحاجه ناحيته
هزت رأسها بقوة قائله
لأ
تفرس فيها قائلا
قالت بثقه
ولا مرة
أكملت قائله
لما بفتكره مش بفتكره على انه جوزى خالص .. بفتكره على انه واحد غريب .. عمرى ما قدرت أفهمه .. ولا عايزة أفهمه
أومأ برأسه وقد فهم ما قالت .. قال بهدوء
أنا اسف على الله قولته
قالت بأسى
وأنا اسفة على اللى عملته
نظر اليها بصمت فأكملت قائله
عمر .. أنا كنت طول عمرى فى حالى .. عمر ما كان ليا علاقات بحد .. حتى صحابي أيام الكلية كانوا معدودين على الصوابع .. لانى مش برضى أصاحب أى حد .. مبصحبش غير البنت اللى بثق فيها وبحس انها شبهى .. ومفيش منهم غير سماح هى اللى علاقتنا متقطعتش من أيام الجامعة ..
يعني اللى عايزة أفهمهولك .. انى معنديش خبرة فى أى حاجه .. وحسه ان فى حاجات كتير أول مرة أتعرضلها .. ومش قادرة أحكم على مشاعرى صح .. حتى أفكارى حساها مشوشة
اقترب منها وجذبها الى حضنه .. ثم قال
أنا آسف انى اتسرعت
رفعت رأسها لتنظر الى عينيه قائله
أمسك كفيها بيده وقال
طيب ليه ما تتكلميش معايا فى الحاجات اللى جواكى دى .. ونظبطها سوا
ابتسمت قائله
اوعدك .. انى هحاول أعمل اللى انت بتقوله .. وانى فعلا أقولك على كل اللى جوايا .. أنا بس محتاجة وقت
المهم بس انت متزعلش منى .. أنا مش عايزاك تزعل منى يا عمر .. انا عارفه انى تعباك معايا .. بس حاول تفهمنى ومتزعلش منى
أمسك وجهها وقبل جبينها قائلا بجديه
طيب ممكن تبطلى عياط .. مش عايز أشوف دموع فى عنيكي أبدا .. وأنا مش زعلان منك .. ومش ممكن أزعل منك .. الحاجة الوحيدة اللى تزعلنى منك هى بعدك عنى .. لكن طالما انتى معايا خلاص .. هصبر لحد ما انتى اللى تقوليلي أنا عايزاك يا عمر .. أنا نفسي أبقى مراتك بجد يا عمر .. أنا بحبك يا عمر
انت حنين أوى على فكرة
ابتسم لها .. فأكملت
وطيب أوى .. ومريح أوى .. وراجل أوى .. وشهم أوى ..
اقترب برأسه منها حتى أسند رأسه على جبينها قائلا
طيب اسكتى بأه بدل ما تشوفيني مچنون أوى
تلاقت أعينهما وابتسامتهما .. اعتدلت فى جلستها قائله
أجاب مبتسما
اسألي
قالت بهدوء
يعني انا عارفه انك كنت خاطب قبل كده
صمتت لتراقب تعبيرات وجهه الساكنه .. ثم أكملت
يعني اللى سمعته انها كانت مختلفة عنى .. حتى ماما كريمه قالتلى كده
أومأ برأسه دون أن يتكلم .. فأكملت
ليه
ايه اللى ليه
ليه اخترتها
صمت وبدا عليه التفكير .. ثم
________________________________________
نظر اليها قائلا
اخترتها لانى كنت فاكر انى ممكن أغيرها .. بس هى كانت بعيده أوى أوى عنى .. بعيده بعد صعب انى أقربه .. خطوبتى ليها كانت من اكتر الحاجات اللى ندمت عليها فى حياتي
تفرست ياسمين فى وجهه تراقب تعبيراته وقالت
فى حاجات كتير ندمت عليها
بدا ليه التفكر ثم قال
مش كتير أوى .. بس أى انسان عنده غلطات قاتله أكيد بيندم عليها
شعرت بالألم يغزو قلبها .. اقتربت منه .. اندهش عندما وجدها تمسك يده بيدها .. نظر اليها فقالت بحنان
المهم اننا نندم فعلا على الغلطة دى ونستغفر ربنا كتير عشان يغفرهالنا .. ومنكررش أبدا الغلطة دى تانى مهما حصل
قال بهدوء
صح كلامك مظبوط
سألته بلهفه
يعني انت ندمت على الغلطات دى
أومأ برأسه
أيوة ندمت
ابتسمت .. شعرت بالراحة تسرى فى كيانها .. قالت له بحماس وبأعين دامعه
ان شاء الله ربنا هيغفرلك .. اللى بيتوب صح ربنا بيغفرله ويمسح الذنب ده من صحيفته يوم القيامه
رق قلبه وهو يرى دموعها المتساقطه .. مسحها بأصابعه ونظر اليها بحنان جارف وقال بصوت مرتجف
انتى حبيبتى بجد .. أنا بحبك أوى .. عمرى ما تخيلت ان واحده ټعيط ادامى من خۏفها عليا بسبب ذنوبى .. انتى حنينه أوى يا ياسمين .. أنا بحبك أوى
استيقظت ياسمين من نومها على صوت جرس الهاتف الذى تضبطه على صلاة الفجر .. نهضت لتجد نفسها فى غرفتها ومدثرة بغطائها .. كيف صعدت الى هنا .. ابتسمت
متابعة القراءة