رواية "مزرعة الدموع" (كاملة حتى الفصل الأخير)للكاتبة منى سلامة
المحتويات
وبينه ريحي نفسك ولو سمحتى متدخليش تانى فى حاجة خاصه بيا خليكي بس في اللى يخصك أنا مش صغيره ومش محتاجه نصايح من حد
وفجأة سمعا صوتا يهتف من خلفها فى ڠضب
نانسي
أقبل عمر وهو يشتعل ڠضبا كانت أمه تفهمه جيدا ولم ترد حدوث مشكله بينهما فقالت له
خلاص يا عمر مفيش حاجه حصلت
قال لها
لو سمحتى يا أمى ادخلى دلوقتى وسبيني مع نانسي شويه
امى لو سمحتى
دخلت كريمة الفيلا ووقف عمر ينظر الى نانسي التى تحاول التفكير فى طريقه لامتصاص غضبه
قال عمر بحزم شديد
أمى فى حياتي خط أحمر لو اتعديتي حدودك معاها فأنا من سكه وانتى من سكه
قفز قلب نانسي من مكانه وحاولت التحديث
عمر أنا مكنش قصدى أنا بس .
شششش اسمعيني كويس
نظر لها قائلا بهدوء ممزوج بالڠضب وهو يضغط على الحروف جيدا
أمى ما أسمحش لا ليكي ولا لأى واحدة غيرك مهما كانت هى مين بالنسبه لى انها تتكلم معاها بالشكل ده نهائي لو اتكرر الموضوع ده يا نانسي يبقى انتى بتنهى علاقتنا بإيدك
حاولت نانسي السيطرة على الموقف واحتوائه قائله
حاولت تقبيله فى خده فأبعد وجهه عنها
فأسرعت الى الداخل تبحث عن كريمة لتعتذر عما بدر منها
تدثرت ياسمين بغطائها وأولت ظهرها الى أختها تاركه العبرات تنساب على وجنتيها فى صمت أخذت تحدث نفسها قائله آآآآآآه يا ماما وحشانى أوى وحشنى حضنك وحشتنى ريحتك مش عارفه ازاى هعيش من غيرك انتى كنتى الحضن الحنين اللى بيحميني من الدنيا فى حضنك مكنتش بخاف وكنت بحس بأمان سبتيني فى اكتر وقت انا محتجاكى فيه وحشتيني اوى نفسي ارمى نفسى فى حضنك انا جوايا كتير يا ماما كتير اوى وتعبانه اوى سمعت ياسمن شهقات صغيرة فالتفتت الى حيث تنام ريهام فوجدت جسدها ينتفض فى خفوت فمسحت دموعها وحاولت التماسك وتوجهت الى أختها قائله
جلست بجوار ريهام التى أولتها ظهرها فأدارتها ياسمين من كتفها لترى العبرات وقد تساقطت على وجنتيها فأخذت رأس أختها فى حضنها وقالت لها _
حبيبتى متعيطيش وادعيلها بالرحمه والمغفره
قالت ريهام من بين شهقاتها
انا مش متخيله ان ماما ماټت يا ياسمين مش قادرة أصدق انى خلاص مش هشوفها تانى هنعمل ايه من غيرها دى كانت كل حاجه لينا يا ياسمين
وشوية وانتى كمان هتسبيني وهبقى لوحدى
رفعت ياسمين وجه ريهام بيدها ونظرت اليها قائله
انتى عبيطه يا ريهام مين قال انى هسيبك انتى عارفه ان مصطفى بيسافر 3 اسابيع وبيرجع اسبوع واحد ان شاء الله بعد ما نتجوز هستأذنه ان ال 3 أسابيع هقفل فيهم الشقة واجى اعد معاكى هنا انتى وبابا
بجد يا ياسمين يعني وهو مصطفى تفتكرى يوافق
طمأنتها أختها قائله
وايه هيخليه يرفض ان شاء الله هيوافق
اعتدلت ريهام جالسه وحضنت أختها قائله
يا حبيبتى يا ياسمين ربنا ما يحرمنتيش منك انتى الحاجه الوحيدة اللى مهونه عليا فراق ماما الله يرحمها انا بحس انك أمى يا ياسمين مش بس أختى الكبيره
مسحت ياسيمن على شعر أختها قائله
وأنا بحبك اوى يا ريهام وفعلا بحس
________________________________________
انى أمك وانك بنتى بحبك أوى وبخاف عليكي اوى أكتر ما بخاف على نفسي ربنا ما يحرمنا من بعض أبدا
فى احد المطاعم الفاخرة جلس عمر مع كرم يتحدثان عن أمور العمل عندما قال كرم
وانت ناوى على امتى ان شاء الله
قال عمر بعدم فهم
مش فاهم ناوى على ايه
الجواز يا ابنى ناوى تتجوز امتى قولت شهرين بس مش شايفك يعني بتاخد خطوات فى الموضوع ده عشان كدة بسألك انت غيرت المعاد ولا ايه
شرد عمر قليلا ثم قال لصديقه
لا المعاد زى ما هو متغيرش
مالك يا عمر فى حاجه حصلت شكلك فى عاجبنى انت متخانق مع نانسي
لا مش متخانق ولا حاجه
امال ايه على بابا يا عمر أنا عارفك كويس فى حاجه مضايقاك أو شغلاك
تنهد عمر تنهيده صغيره ثم قال
لا متحطش فى بالك كله تمام
خلاص برحتك مش هضغط عليك بس لما تحب تتكلم انت عارف انى موجود
ابتسم عمر ابتسامه صغيره قائلا
عارف يا كرم
أنهت ياسمين اعداد طعام الغداء وذهبت كى توقظ زالدها من نومه عندما اقتربت من الغرفه سمعته يبكى فى الداخل اغرورقت عيناها بالدموع ووقفت قليلا ثم تركته وذهبت فى الداخل كان والدها يمسك صورة صغيره بالأبيض والأسود تجمعه مع والده ياسمين والعبرات تتساقط على وجنته ضم الصورة الى صدره ورفع رأسه الى السماء وقال
يارب ارحمها برحمتك أنا قلبي راضى عنها أنا قلبي راضى عنها يارب
رن جرس الهاتف فأسرع عبد الحميد بمسح عبراته جيدا
متابعة القراءة