رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي
المحتويات
المكان خلاص !
أجابه سليم قائلا
لأ لسه بختارلها عقد و كنت هقولهم أهو !
تحدث آسر غاضبا
هو فيه اييه حد منكم يفهمني !!!
نظرا كلا منهما إلى الآخر ثم إلى ملامح آسر وصديقه الغاضبة بدون مبرر و رد فعل ابن عمه المبالغ به ليردف سليم بترقب
انتوا اللي فيه إيه متضايقين كدا ليه أصلا كل الحكاية إننا قررنا نعزم سديم برا و نقدملها هدية صغيرة
أجابه آسر برفض واضح
لأ طبعا و ليه أصلا نعمل كدا دا واجب عليها مش دي عيلتها !!
عقد يوسف حاجبيه وقال محاولا تهدئته
فيه إيه ياآسر متعصب كدا ليه أنت مش عايز تيجي براحتك محدش غصبك لكن دي بنت عمنا برضه و حابين نشكرها ! وبصراحة اللي عملته مش واجب لأ !
اكمل سليم يقول پغضب و قد طفح به الكيل
تركه آسر و غادر الغرفة يقول بإنفعال
خلاص أنتوا أحرار اعملوا اللي يريحكم !
أطول وقت صديقه محق تلك الفتاة کاړثة حقيقية و لن تهدأ إلا بعد أن تتسبب بخسارته عائلته لقد أحضرها حفاظا على عمه و أمواله و لكنه تسرع و سوف يصلح ما أفسده !!!!
شهقت بفزع من فعلته المفاجأة و اتسعت عينيها تنظر إليه پصدمة حين رأته في أوج غضبه و عينيه تقدح بكراهية مرعبة
أنا مش حذرتك تبعدي عن عيلتي !!!!! مش قولت ملكيش أي دعوة بيهم !!!!!!
أجفلت حين طرق بجانب رأسها فوق الحائط الذي تستند إليه وهدر پعنف مبالغ به
عايزة إيه من سليييم !!!!
سليم !!!! أنت لابسك عفريت اسمه سليم ! دا أنا آخر مرة شوفته كان في الفطار ! كل ماتشوف وشي تقولي سليم !
أغضبه برود رد فعلها وهو يشتعل هكذا أمامها
أنا مبحبش أمد إيدي على بنات بس خليك واثقة لو كنت راجل كان زمانك في المستشفى على إيدي
رفعت حاجبها الأيسر و قالت ساخرة
قد إيه أنت مرعب جدا أنا بخاف أوي من تهديداتك ! جرب كدا تمد إيدك و أنا اساوي كتفك السليم بالمكسور وقتهاا ! أنت جايبني تمرمط فيا !!
دفعته بقوة من صدره و ارتد إلى الخلف پصدمة من فعلتها ومن صياحها به بإنفعال
أنا كام مرة اقولك متقربش مني !!!! أنت عامل سليم حجتك ولا فاكره قاصر و طفل صغير هضحك عليه و اخدعه دا راجل كبير و أي تصرف بيعمله بيبقا من نفسه محدش موجهه !!! كان يوم أسود يوم ما دخلت عيلتك وقبلت المرمطة دي !!
أمسك ذراعها و ضغط فوقه بقوة هادرا پغضب و قد أصبحت ملامحة شديدة التوحش
مرمطة !!!!!! أنت ناسية أنا جايبك ليه أنا جايبك عشان تمثلي و اتأكدت إنك
ممتازة في الموضوع دا من كل اللي عملتيه من وقت دخولك العيلة و الحوادث مش واقفة ومش بعيد تكوني مدبرة كل دا عشان تكسبي تعاطف الكل و محبتهم زي ما حصل كدا و دا يجيبلك عقد و دا يجيبلك هدية و تعيشي على مستوى حتى لو بالقرف اللي بتعمليه دا ! المرمطة دي اختيارك محدش اجبرك عليه و بتعمليها بإرادتك عشان تدخلك ملايين !!! فوقي أنت طلعتي أو نزلتي نصاااابة أنا مأجرها بفلوسييي !
وحين نتألم نبحث عن أحدهم يشاركنا الألم أو ندفعه إلى ألم موازي كأنه صراع !
وكأننا داخل حرب غافلين أن الأڈى ماهو إلا طعڼة تترك لنا چروح بالغة الأثر طويلة الأمد قد تتعافى يوما ما و قد تتحول إلى ندبات تشوه جمال أرواحنا !
ابتسمت له ببرود و تحولت نظراتها للجليد مرة أخرى ظهرت نظراته المنتصرة حينها حيث أدرك اللعبة جيدا معها حين تنظر هكذا يكون من فرط ألمها إذا لقد أجاد إصابتها بسهمه هو يؤلمها الآن مثلما يؤلمه ضميره لكنها همست بما أشعله و هي تضغط على زر الهبوط قائلة
مأجرني عشان اخدع عيلتك وأمثل عليهم لو أنا ڼصابة فأنت اللى جريت على الڼصابة دي محدش ضړبك
على إيدك شكلي هكرر الكلام دا كتير أصلك من النوع اللي كل ما يحس بالذنب يدور على أي شماعة يعلق عليها مشاكله كلها أنت ضعيف أوي على فكرة !
وصل المصعد و خرجت منه تتجه بخطوات ثابتة إلى الداخل لكنها وقفت فجأة تعود إليه و تقول بخفوت
على فكرة مش هسيب الشغل معاك بالعكس هكمل عشان كل مابتشوفني دمك پيتحرق أنت جاي دلوقت عشان تخليني أخرج من عيلتك وترتاح مني بقا مش كدا
لم يتحدث ظل يراقبها و داخليا يشتعل من سرعة بديهتها وكأنها تقرأ أفكاره ابتسمت له وأكملت تؤ مش همشي لأ لما مزاجي يقولي بقاا خليك كدا پتتعذب من اللي عملته في عيلتك !!!
ماكرة لعينة شيطانة أدخلها بيديه إلى عائلته و ها هي تشعل النيران بكل الأماكن حوله و تأكد أن صديقه على حق ليست هينة لينة
الفصل التاسع صاعقة !
إلى الآن لا تصدق ما بين يديها رغم أن الأوراق تؤكد ظنونها إلا أنها تتألم لأجل هذا الرجل و تلك الصغيرة الجميلة !!! كيف تخبر ذاك السيد المغرور أن الصغيرة نورهان ليست ابنه عاصم هي هنا لأجل هذا الرجل !!!!! تلك الرقيقة ليست صغيرته !! ماذا تفعل بتلك الکاړثة إذا !! هل ترحل عن تلك العائلة إلى الأبد أم تتحدث إليه و تخبره أن سبب تواجدها هنا ماهو إلا ظلم كبير لهذا الرجل المسكين الذي يرى العالم بأكمله داخل فتياته مرت صورة أبيها أمام عينيها حين كان ينظر إليهن و يمدح جمال طلاتهن معا بالرغم أن شقيقتها كانت صغيرة للغاية !
وضعت رأسها بين يديها و عقدت حاجبيها حين ظهر رقم سامح فوق شاشتها أجابت ترفع الهاتف إلى أذنها تستمع إلى صوته الملهوف بفرحة عارمة يقول
سديم !!! شوفتي الحظ !!!! شوفتي الورق اللي معانا !!!
اجابته بدهشة وهي ترفع حاجبها الأيسر باستنكار واضح
أنت بتتكلم عن ورق بنت أميرة
صاح ضاحكا بقوة
الله ينور عليك ياااقلب خالك !! عايزك دلوقت تروحي بقاا على الفطار بتاعهم و يتقلب نكد ! عرفي الكل أن الصغيرة الأمورة دي مش بنته أنت مش متخيلة ثروة عاصم كلها اللي هتبقا بين إيديك دي شكلها إيه !!!
ثروة عاصم !!!!! ظهرت نواياه الآن هي هنا لأجل الاستحواذ على ثروة رجل بعمر أبيها ! بل بأخلاقه !! هي ليست مجرد محتالة تنفذ رغبة آسر ! آسر محق بمخاوفه خالها يرغب في نهب ثرواتهم !!!! و إن اقسمت أنها لا تعلم لن يصدقها بمنظوره هي المحتالة سديم !!
وقفت بمحلها تقول پصدمة واضحة
أنت عايزني اخرج اقوله دي مش بنتك دا ممكن يتجلط فيها ! عايزني اشوه الطفلة الصغيرة دي أنت اټجننت !!! ثروة إيه أنت عايزني انهب الراجل
استمعت إلى صوته الساخر يقول
نعم !!! إيه الصعبانيات دي ياسديم !! أنا مالي بالبت وأبوها و بعدين ماهو لو حصله حاجه هتاخدي كل حاجه و نطلع من الحوار دا بقاا و يبقوا يسجنوا ابنهم اللي ڼصب عليهم ولو على الشيكات نرميله فلوسها دي ثروة عاصم ياحبيبتي عارفة يعني إيه !!! فوقي ياسديم إحنا مش شيوخ ياحبيبة قلبي أنت عندك عشان تنفذي اتفاقنا !
صاحت غاضبة ولازالت الصدمة تسيطر عليها و قالت
أنا متفقتش معاك على الكلام الفارغ دا أصلا !!!!
أتاها الرد يقول بضحكة خفيفة
و الظروف اتغيرت و الاتفاق اتغير ياسديم الحظ في مصلحتنا المرة دي يبقا نلحق نفسنا قبل ما أميرة تغدر بينا بقا هي و أم البنت الحقيقية !!!
طرق الباب أحدهم فأسرعت تضع الأوراق داخل حقيبتها و هي تقول
روح دلوقت فيه حد بيخبط !
ثم أغلقت على الفور تسمح للطارق بالدخول و قد كانت الصغيرة الجميلة تجلب بين يديها علبة صغيرة و تتجه إليها ببسمة مشرقة تضع العلبة فوق ساقيها ببهجة و تقول بصوتها الطفولي الناعم
ديمي عاوزة زي امبارح !!
نظرت إليها لحظات رباه كيف لها أن تطعن تلك اللطيفة الجميلة كيف تشوه طفولتها و بسمتها المشرقة لقد أتت الصغيرة إليها تطالبها أن تصفف خصلاتها مثل كل يوم كما اعتادت وثقت بها الصغيرة و شاركتها في بضع أيام جميع أسرارها التي تخشى أن تخبر أمها بها لقد وثقت تلك الجميلة ذات القلب الطاهر بشيطانة عليها أن تدمر
طفولتها بيضع كلمات كيف عليها أن تفعل تلك الچريمة الشنعاء بهذه البريئة التي منحتها محبة خالصة و ذكرتها بجمال طفولتها حين كانت تجلس بين يدي أمها تصفف خصلاتها عجزت عن التحكم بدموعها بتلك اللحظة و حين وجدت الطفلة تحدق بوجهها بأعين متسعة و ترفع يدها إلى وجنتها تقول بحنو تألمت بشدة لأجلها و الآن هي نادمة أنها رفضت الخروج من هذا المكان حين طالبها بالابتعاد عن عائلته داخل المصعد !!!!
ديمي بټعيطي !!
هزت رأسها بالسلب و وضعت العلبة فوق الفراش بجانبها ترفع جسد الصغيرة فوق ساقيها و احتضنتها تقبل جبهتها و خصلاتها و تقول پألم و قد رفعت أناملها لإزالة دموعها لكن رفضت الصغيرة و رفعت يديها تجفف دموع سديم و فور أن انتهت وضعت بركبتيها الصغيرتين فوق ساقيها و أحاطت عنقها تضم رأسها لصدرها وتمسح بيدها الصغيرة فوق خصلاتها تقول بلطف
أنا هعمل زيك أهو !
أحاطت سديم جسد الصغيرة و أجهشت بالبكاء المرير ما هذا الدفئ الذي يجافيها منذ أعوام !!! كيف تبث تلك الصغيرة هذه المشاعر داخلها مرة اخرى !! لحظات و هدأت وعادت إلى صوابها ترفع رأسها و تمسح دموعها وتقول ببسمة هادئة و هي تمسح دموع الصغيرة
طيب بټعيطي ليه معايا
اجابتها الصغيرة بحزن
عشانك !!!
لطافتها
متابعة القراءة