رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي
المحتويات
بالحقيقة وكأنها وجدت ملاذها من كبته لها داخل روح تلك الفتاة غريبة الأطوار لذلك نكس رأسه و همس لها بصوت أجش متحشرج
أنا اكتشفت إني ضعيف أوي ياسديم تخيلي راجل في سني المفروض إن عنده أحفاد قاعد قدامك يعيط من أخوه !!!! شايفااني إزاي بالله عليك ! قوليلي إني أضعف منك بمراحل و إني ببالغ و مش عارف اتحكم في نفسي زيك أنا مش قادر ابقا زيك !
لا طبعا أنت مش محتاج تبقا زيي لأن أنا مش صح أصلا و لعلمك أنا لو كنت لقيت وقتها اللي احكيله و يساعدني مكنتش هتردد لحظة و هطلب المساعدة منه عشان ينقذي من دوامتي شايفاك أب رائع مرضيش يتخلى عن نورهان رغم اللي عرفه و أب أروع لآسر و يوسف أحن على مشاعرهم من أبوهم نفسه اللى بيدمر في ابنه و بيرهق نفسيته بحربه معايا اللي ملهاش داعي أنت مش ضعيف أنت مصډوم و هتاخد وقتك وتهدا مش هتنسا عشان الۏجع مش بيتنسي بس ممكن نغلفه بطبقة من سعادة حقيقية في حياتنا عشان نحمي روحنا من سكينته الحادة فاهمني بلاش تستلم لطعناته محدش هيلحقك و لا هيحس بيك غير بعد فوات الأوان وبعد ماتبقى زاهد للمساعدة و قافل على أسرارك خوف منهم أحسن يزودوا
أبرر نفسي وتصرفاتي و خطواتي و مش عارفة اتحرك منه أنا عشان أعرف اقابلك النهاردة قولتله هوصل نيرة و أروح اشوف بنت عم نائل عشان نتعرف على بعض و أنا مش بعمل حاجة غلط عشان اخبيها بس في نفس الوقت مقدرش اصدمه بحقيقة باباه و حاسة إني بخدعه بالسر دا !
أنا بصراحة مستغرب جرائتكم في خطوة الجواز أنتوا الاتنين طباعكم و أفكاركم مختلفة تماما و آسر زي أي راجل في الدنيا هيتضايق ويفقد الثقة في مراته لما تتصرف من وراه واعتقد أنه مش عايز يبقا زيي !
أحزنها حين نبهها إلى نقطة هامة رغم أنها ذات وقع أليم على نفسه وعجزت عن إجابته بكلمات تفضح مخاوفها الداخلية من مستقبل قريب و مخيف يجعلها داخل دائرة رعبها الدائم من هجر جديد بعد تعلق و هذا تحديدا الذي دفعها إلى رفض جميع العلاقات إلى أن قرعت طبول قلبها الخائڼ وهو يزف لها خبر جلوس ملك على عرش قلبها ورغم امتناعها عن التعليق لكنها لم تمتنع عن الٹأر لشقيقتها و ابن عم زوجها لذلك ضيقت عينيها وسألته بعبث
عقد حاجبيه و أشار إلى نقطة وهمية متحدثا عن أمس بدهشة واستنكار
قصدك حاډثة المستشفى ! هي مكنتش خناقة عشان حد ضايق نيرة
هزت رأسها بالسلب و أردفت بجفاء وبسمة ساخرة
لأ دا كريم كان صاحب قديم للعيلة كلها وطلب مني نيرة من كام يوم أنا أقدر أساعدك بكل التفاصيل اللي تحتاجها وأنت عليك تقنع سليم يبلغ عنه بدل الكلام الخايب اللي قاله وإنها كانت ضړبة بالغلط !
امممم يعني عاوزة تساعديني أجيب حق ابن أخويا كدا هدية منك ليا
هزت رأسها بالسلب و أجابته بعبث مماثل وصدق
مش هنكر إن يهمني مصلحة سليم بس أنا بساعدك دلوقت عشان أجيب حق الړعب اللي أختي شافته من واحد أنا ائتمنته عليها في يوم من الأيام ! أنا بكره الغدر و السبب التاني ميطلعش من ڼصابة وممكن يضحكك بس أنا شايفاها خاېن للأمانة المهنية و استخدم مشرط بيعالج بيه الناس في طعن واحد عشان ينتقم منه !
تنهد و أخرج ورقة مطوية من سترته ثم مد يده بها تجاهها و أردف بنبرة ساخرة
دا جواب كانت سيباه روزاليا لرأفت وواضح أوي إنه متوجه ليه في فترة جوازي منها لو هيفيدك في ټهديد رأفت استغليه !
ابتسمت بهدوء و هزت رأسها بالسلب ولكنها أخذته منه حتى لا تتجدد مشاعره السلبية تجاه ذكرياته الماضية وأردفت بلطف
هاخده بس مش هستخدمه دلوقت لما أشوف رد فعله على خروجنا من البيت أكيد مش هيسيب آسر معايا ولا هو ولا رائف !
عقد عاصم حاجبيه و ردد
بدهشة
رائف!
اكتفت بإيماءة صغيرة وبدأ عقلها يرتب أولويات التعامل مع رجل مثل رأفت خاصة في حضرة سامح الذي لن يكف عن مطاردتها و لم تصارح زوجها بذلك إلى الآن !!!!
..
تنهدت بضيق شديد من توالي وتسارع الأحداث من حولها دون حصولها على فاصل صغير لأجل نفسها فقط هذا كل ماتتمناه فلا رغبة لها برؤية المستقبل وإهدار لحظات خاصة مثل لحظات الصباح الباكر !!!!!
...
لو كنت أعرف كنت جهزته من امبارح بليل !
ظهرت بسمة عابثة فوق شفتيها
مكنتش أعرف إنك بتعرف تجهز فطار !
أنا جعاانة !!!
أنسي مفيش حجج إلعبي غيرها !!!!
حجج إيه ياآسر هو مش طبيعي الناس تصحا الصبح تفطر
أغمض عينيه بقوة و جز على أسنانه
دي الناس بقا مش إحنا إحنا بينا إتفاق و أنا بحب أراجع الإتفاقات بإتقان جامد أوي !
عارفة مين لبسك دا بليل
هزت رأسها بالسلب رغم يقينها بالفاعل
وحشتني ليلتك الأولى في !
!!!!
...
تنهدت ببسمة صغيرة بعد عودتها من جولة شرودها ثم أمسكت هاتفها تعبث به غافلة عن المراقب لها الجالس بجانبها في السيارة على المقعد المجاور إلى السائق منتظرا إجابتها على سؤاله الذي مر عليه مايقرب العشر دقائق و الآن أصابه الذهول حين استمع إلى نبرتها الرقيقة و التي تكاد تقترب من نبرة شقيقتها تردف بعد أن وضعت سماعة الأذن
هتخلص شغلك أمتى !
صمتت لحظات ثم ابتسمت و أجابت محدثها بلطف يناقض طريقتها منذ أن قابلها
لا لسه بلف بالعربية لحد مانيرة تخلص و كنت متصلة أقولك إني هروح مع نائل يجيب هدوم من بيتهم !
ضحكت بصوت مرتفع و هزت رأسها بيأس ثم أجابته بعبث
لأ طبعا مش ببلغك بستأذن و لو مش هتوافق هلف وأرجع على طول زي أي زوجة مطيعة حلو كدا أنفع !
راقب نائل التوتر الذي أصاب ملامحها و كأنها أخيرا أدركت تواجده معها و قد حمحمت تردف بهدوء بعد أن عادت إلى نبرتها المتزنة
احم طيب شكلك مشغول و أنا مش عايزة أعطلك كنت بتطمن عليك بس !
ثم أغلقت المكالمة ببسمة صغيرة و أخيرا أدركت تواجده حين رفعت عينيها عن الهاتف و وجدته يحدق بها ببسمة صغيرة بلهاء و كأنها كائن خرافي في هيئة بشړية فتلاشت بسمتها و سألته بحدة واضحة
إيه مالك مبحلق كدا ليه !!
اتسعت عينيه من تحولها و صاح پصدمة و هو يردد كلمتها العفوية
مبحلق !!!!!!! يامفترية دا أنت من ثانية واحدة كنت في عالم تاني اشمعنا أنا بتكلميني كدا يعني !!!!
اكتفت بنظرة جانبية و هي تراقب الطريق أمامها بدهشة ثم أجابته بسخرية
هو أنت جوزي عشان أكلمك كدا اكتم يلا وبلاش دوشة !!
ظل يحدق بها بذهول و كأن الصدمة عقدت لسانه للحظات قبل أن يهمس لحاله پخوف
يانهار أسود دي لو شافت أسيف البسكوتة ممكن تسقيها في كوباية لبن لأ لبن إيه دي مش بعيد تاخدها للجاموسة ذات نفسها و تتصرف معاها هناك !!!!!
عقدت حاجبيها و عادت إلى حدتها تسأله باستنكار و قد اقتربت من البوابة الإلكترونية الخاصة بمنزلهم
بتبرطم بتقول إيه !!!
هز رأسه بالسلب و أردف بتوتر وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق
بقولك إيه ياسديم ياحبيبة قلبي مش أنا ابن خالتك حبيبك
قلبت عينيها بملل و أوقفت السيارة تردف ببسمة
ملتوية
على حسب !!!!
رغم أنها بثت القلق داخله إلا أنه آثر الصمت و قرر تأجيل مطلبه إلى لحظة الوصول إلى المنزل !!!!
على الطرف الآخر ...
أغلق المكالمة ببسمة صغيرة متجاهلا نظرات رائف المحتقنة بالڠضب و النفور الواضح مما يدور حوله عاجزا عن ترك صديقه بين براثن تلك الفتاة التي أثبتت له ظنونه بتلك المكالمة الهاتفية الغير ملائمة أو منطقية لقد أصبح على يقين أن أفكاره الأولى تجاهها كانت صحيحة و أنها تمكنت من خداع رفيقه لذلك أردف بتحذير صريح
والله حلو إنها مهتمة بيك أوي كدا أتمنى تستمر ومتتغيرش !
ترك آسر هاتفه
بتأفف و أردف بصرامة
بالغة بعد أن أشهر سبابته بوجهه
هتحاول تقول أي كلمة في حق مراتي هنسى إنك صاحبي وهعاملك معاملة غريب غلط في شرفي !! إيييه سيرة مراتي هتبقا لبانة في بوقكم خلاص
ثم واصل وهو ينظر إلى الجهاز اللوحي الخاص به اشتغل وأنت ساكت يارائف أحسن ليا وليك !
زفر پغضب و استقام واقفا يغادر المكان معلنا عن رفضه القاطع لاختيار آسر الذي تجاهله وواصل عمله ببال مشغول و ذهن غير صاف بالمرة !!!!
وفي نفس التوقيت داخل السچن و تحديدا عند المدعو سامح الذي أغلق الهاتف الصغير وتحرك يعيده إلى صاحبه هامسا لحاله بعد أن جلس فوق فراشه المهترئ
معلش بقا ياسديم محدش بيتعام ببلاش و الماضي مش بيسيب حد في حاله كان غيرك أشطر !!!!!
عودة إلى القصر بعد أن عبرت سديم من البوابة الإلكترونية وأوقفت السيارة أمام باب القصر الداخلي
قطع نائل حديثه و اتسعت عينيه ېصرخ فجأة و هو ينظر تجاه نافذتها
يانهار أسود !!!! عمتي سمر جت !!!!
كادت تنظر هي أيضا لكنه أمسك ذقنها و بيده ثم يدها بيده الأخرى و أردف برجاء و خوف
ابوس ايدك متشمتيش فيا عمتى و فهد !!! ياريت لسانك دا يبقا جوا بقك احتاجتي حاجة شاوري بس وأنا هفهمك ! فهد مش هيضربك لو لسانك طول عليه بس هيعمل من وراك بانيه و يديه لابنه ع الغدا عادي !
أجابته بعبث و هي تهبط من السيارة
دا أنت جيت في ملعبي يانؤلتي يلا انزل واخلص الناس مستنية عيب !
هبطت من السيارة و هو خلفها بسرعة ثم هلل مقاطعا إياهم و هو يتجه إليها و يقف بجانبها مقاطعا فقرة تعارفهم
حبايب قلبييي رجعلتكم أهو أنا قولت اجي اخد شوية هدوم و امسي على عيلتي اللي وحشاني أوي!
وقف أمام سديم
وقفت صامته تراقب رد فعله و رغم أن الأجواء من حولها
متابعة القراءة