رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


تثق بتنازل أبيه !!! خشى أن يعلن عن أفكارها و يدفعها إلى هاوية الخۏف من ردود أفعال أبيه أو أنها تتعمد تجاهل الأمر و لفت انتباهها يعد تصرف قاسې تجاهها لذلك قرر مجاراتها و رفع حاجبه الأيسر يردد بسخرية 
عملتي اللي مش بشوفه منك في البيت المياعة دي مش بتطلع غير برا ولا إيه يعني 
ضحكت بخفة و أدركت أنه يحاول مجاراتها و أجابته هي بهمسة متبادلة و سخرية مماثلة 

مش يمكن محدش مشجعني أطلعها ! معايا واحد بيعشق الدراما وملوش في الرومانسية يبقا دا ذنبي إيه يعني لما أخرج قبل ماتصحى واخد عربيتك من وراك الدنيا متهدتش يعني ماتقولي خظي بالك ونبقا خلصنا !
اتسعت عينيه و سألها پصدمة وجدية مستنكرا إتهامها الذي ألقته بوجهه 
يعني المشكلة مني مش أنت اللي غامضة و پتخافي تشاركي أسرارك ليا 
هزت رأسها بالإيجاب و رفعت عنقها بغرور مصطنع ليواصل هو حديثه بعد أن ابتسم لطريقتها بالعتاب و رغم أن الزمان و المكان غير مناسبين لكنه اعتاد و همس لحاله منذ متى و اتفق معك الزمان والمكان ! 
مش معني إني ببالغ أحيانا في رد فعلي و من خۏفي عليك عايزك قدامي على طول ابقا بحب الدراما ومش رومانسي !!!
ظهرت بسمة عابثة فوق شفتيها و سألته ببهجة داخلية و دهشة مصطنعة 
اممم وعايزني قدامك على طول ليه يعني هتعمل بيا إيه ما أنت وراك حاجات أهم و مش بتثق فيا إيه يجبرك على واحدة معډومة الثقة زيي !
زادت بسمته و تحولت إلى ضحكة قصيرة 
اعتبر دا صلح بينا أوعدك مش هتخرجي من هنا على بيت عيلتي هنروح بيتنا و فيه مفاجأة هتعجبك هناك !
رفعت حاجبها الأيسر و سألته باستنكار
واثق في خروجي مش يمكن
فعلا سړقت حاجتكم 
عقد حاجبيه و زجرها پغضب شديد و حدة متعمدة بعد أن أبعد رأسه عنها سديم أنا لما قولت مش واثق فيك كنت محدد خۏفي إنك تبعدي عني و متأكد إنك لا يمكن تعملي كدا !
سديم لما تدخلي جوا دلوقت بلاش تغيري كلام عمي عاصم ومټخافيش المحامي موجود وقاعدين مع الظابط جوا !
عقدت حاجبيها و رفعت رأسها تسأله بدهشة 
عمك عاصم !! ايه علاقة عمك باللي بيحصل 
هز كتفيه بجهل ثم تنهد و قال بشرود 
معرفش بس بابا قال برا إنه ندم على تسرعه و مكنش فيه داعي لكل دا و عمي عاصم كلم سليم وأحنا في الطريق و لما عرف قاله خلاص أنا هتصرف منغير ضرر الاتنين عشان ميبقاش البلاغ كاذب !
شرد بعيدا عنها و همس لها بخفوت فيه حاجة غريبة فيه و معتقدش إنها بسبب جوازي منك !
ازدردت رمقها و سألته پخوف داخلي 
حاجة غريبة إزاي يعني 
زفر بإجهاد قطع إجابته طرقات قوية فوق الباب ليظهر بعدها الضابط و هو يقول بتهذيب مشيرا بيده إلى الخارج 
ياريت تتفضلي يامدام سديم !
نظرت إلى آسر الذي أمسك متحركا إلى الخارج معها و هامسا لها هستناك نروح سوا !
هزت رأسها ببسمة صغيرة ثم دلفت إلى الغرفة المتواجد بها رأفت و عاصم و الضابط !!!
أشار الضابط إليها بالجلوس أمامه و أردف بهدوء وهو يراقب ملامحها الثابتة و نظراتها المسلطة فوق عاصم تحديدا والذي بادلها إياها ببسمة صغيرة و إماءة من رأسه قبل أن يقول بهدوء
معلش ياسديم رأفت مكنش يعرف إني أنا اللي احتفظت بالحاجة معاك !
أدركت أن عاصم أخبرهم أنه هو من منحها المسروقات دون علم أخيه رأفت الذي قدم البلاغ ولمحته يراقب رد فعلها پخوف مسلي لها لكنها تعمدت تجاهله و التحديق بعاصم تسأله مباشرة بهدوء تام 
واللي ميعرفش يروح يبلغ عن مرات ابنه دا حل طبيعي متعبش نفسه وسألني ليه !
تعمدت إحراجه أمام الجميع و ظهرت بسمة صغيرة حين صاح الضابط بتأييد 
في الحقيقة أنا سألت نفس السؤال و مش فاهم ليه الموضوع وصل لبلاغات ! بس إحنا بنقول الصلح خير و نعتبر الموضوع سوء تفاهم بسيط وعابر العائلات بيحصل بينها أكتر من كدا !
عقدت حاجبيها و نظرت تلك المرة إلى رأفت الذي حدق بها بتوتر بالغ و ترقب منتظرا رد فعلها لتقرر التوقف عن التلاعب بأعصابه خاصة في تواجد شقيقه و تتنهد باصطناع وتقول بنبرة محايدة
تمام زي ماتشوف حصل خير !
انتهت حرب النظرات مع إنتهاء الإجراءات و كما وعدها انتظرها بالخارج و فور خروجها جذبها من يدها و تحرك بخطوات سريعة مبتعدا عن أبيه و عمه بينما ولكنه توقف حين تحرك عاصم خلفهما و أردف بلطف 
استنى ياآسر !
ومن الجهة الأخرى تقدم سليم بخطوات مجهدة ففضلت سديم تجنب عاصم وتحركت تجاهه بعد أن همست لزوجها 
هتطمن على
نيرة واستناك مع سليم !
هز رأسه بتفهم لرغبتها بتجنب عمه و لكنه وقف يراقبها وهي تتجه إلى ابن عمه و تردف بصوت مسموع 
أنا متضايقة على وقوفك بالچرح كدا أنت محتاج راحة !!!
تنهد و استمع إلى عمه الذي استقر بجانبه يقول بهدوء 
معلش ياآسر أنا عارف إنك محتاج تروح مع سديم بس أنا عاوز اتصالح معاها بدل ماهي بتتجنبني كدا على طول!
عقد حاجبيه و نظر إلى والده الذي تحرك تجاه زوجته ثم إلى عمه و أجاب بجدية
تتصالح معاها إزاي هو انتوا اتخاصمتوا معلش ياعمي بس أنا محتاج أخدها ونبعد عن أجواء التوتر دي كلها زي ما حضرتك عملت و بعدت لحد ماهديت إحنا كمان من حقنا نهدا و نصلح أمورنا مع بعض ونقاشك معاها بعد كل اللي شافته النهاردة من عيلتي أظن أنه مش عدل مش كدا 
هز عاصم رأسه بتفهم و أردف ببسمة صغيرة
دا حب فعلا بقا 
على الجهة الأخرى وقف رأفت أمام سليم يردف بلطف 
روح أنت ياسليم بقا عشان چرحك وأنا هقف مع سديم شوية!
كاد يعترض لكنها أشارت إليه بعينيها بقبول طلبه ليتحرك مبتعدا عنها بصمت و يراقبه رأفت متأكدا من ابتعاده مسافة كافية قبل أن يردف بحدة 
كان قصدك إيه باللي قوليته في المستشفى 
عقدت حاجبيها وحاولت التذكر باصطناع ثم أردفت بإعتذار
اممم مش فاهمة و بعدين موطي صوتك ليه ياحمايا العزيز خاېف حد يسمعك 
احتدت نظراته و جز على أسنانه هامسا بشئ ما قبل أن يهددها پغضب شديد متحدثا بنزق ولهجة آمرة 
عارفة لو حاولتي تفرقي بيني و بين ابني هعمل فيك إيه يانصابة هندمك على اليوم اللي اتولدتي فيه أنت وأختك !!!!
رفعت حاجبها الأيسر حين أتت سيرة شقيقتها و همست لها ببسمة ملتوية و نبرة ساخرة 
إمممم مش كبير عليك الكلام دا ياحمايا دا أنت لسه مخرجني من سړقة جوا وبمزاجك ومنغير أي ضغط مني !!!
ثم اقتربت من أذنه و همست له ببرود متعمد 
و بعدين أنا وابنك مش هنبقا فاضيين الفترة الجاية للكلام الفارغ دا !!! مش أنا قولتلك هجيبلك أحفاد ڼصابين صغننين كدا تلعب بيهم و يقلولك ياجدو !!!
تنهدت و عادت إلى الخلف بحزن مصطنع مواصلة كلماتها بمكر دب الړعب بأوصاله و تأكد أن جميع مخاوفه قد تحققت و تتجسد

أمامه على هيئة شيطانة تتعمد إزلاله بعد أفعاله معها ومع شقيقتها 
بس ياخسارة لو كانت سيلا موجودة كان زمانهم بيقولوا ياعمتو يلا يوسف يعوض برضه !!!!
وأشارت بعينيها بتسلية واضحة إلى ابنه و شقيقه قائلة بعتاب 
صعبانين عليا أوي خصوصا آسر اتجوز ڼصابة و أبوه طلع حاكم ولاية الڼصب بس جبان ومستخبي ورا الكواليس !!!!
حدق بها بأعين متسعة مذهولة من اهانتها العلنية له لتواصل ببسمة ساخرة و نظرات محتقرة 
دا أنت أيامك الجاية سواد يارأفت ياجندي عشان تبقا تصحي المارد اللي جوايا دا أنا حاولت انيمه طول الفترة اللي فاتت بس تقول إيه دبور و زنيت على خړاب عشك و أنا أوعدك هخربهولك و يا أنا يا أنت في حياة إبنك بس أنا مش هبلة زيك أنا هجيبك على الهادي دا أنت وقعتلي من السما كنت محتاجة اتسلى أوي !!!!!!
الفصل التاسع والعشرون موج!
ومن منا لم يقف شادرا أمام تلاطم الأمواج و تراقصها على أنغام ذكريات عشوائية تراكمت داخلنا و تركت ندبات و الآن تصدر صوت صڤعات خفيفة أشبه بصوت صڤعات الحياة لنا كأنها تتعمد الهمس لنا أن نيراننا لن تخمد أبدا !!!
أغلالالروح 
شيماءالجندي
جلست أمام فوق المنضدة تراقب المياه وتنتظر عاصم الذي اتفق معها على هذا الموعد الباكر وهذا المكان تحديدا و شردت دون قصد بأحداث الليلة الماضية و بعد مغادرة رأفت و أمجد ونريمان ليتحرك باقي الوفد إلى منزلهم الجديد كما وعدها هذا الرجل الرائع الذي منحها إياه القدر بصدفة غريبة من نوعها و لن تتكرر !!!
أعربت نيرة عن بهجتها بفعلة زوج شقيقتها حيث خصص لها طابق منفصل من المنزل الجديد حتى يتمكن الجميع من الحصول على خصوصية كافية أما سديم كانت تستمع إليها و 
أنا مبسوطة أوي ياسديم حقيقي كنت بحس بإحراج ليكم وأنا قاعدة معاكم هناك
و في نفس الوقت
كنت خاېفة تبعدي عني واقعد لوحدي متوقعتش أبدا إن آسر يفكر كدا !!!
منحتها بسمة صغيرة شاردة بالأحداث الدائرة حولها و لكنها لن تنكر اعجابها بتفكيره المثالي و إظهار رعاية خفية تجاه عائلتها الصغيرة علقت بلطف و هي تتجه إلى الخارج لتضع الأطباق 
محدش يقدر يبعدني عنك أنا لا يمكن أسيبك ياحبيبتي !
أنا بحبك أوي ياسديم وبجد تستاهلي حب الدنيا كلها مش آسر بس !
ربتت فوق ذراعها و وضعت قبلة صغيرة فوق خدها هامسة لها بتعقل 
وأنا بعشقك ياقلب سديم ! بصي يا نيرة بمناسبة الموضوع دا أنا كنت عايزة اقولك إحنا 
قاطع حديثهم دخول عاصم يقول بلطف موزعا نظراته بين الشقيقتين
معقول محتاجة مساعدة في ال و سليم موجود سوري يابنات إني سمعتكم وأنا داخل و اتحشرت في نقاشكم بس قولت أساعد واضح أنكم متعرفوش شطارة سليم بقا !!!
ابتسمت له نيرة و رفعت خصلاتها خلف أذنها بخجل ثم نظرت إلى شقيقتها المتابعة لهما بصمت و عادت بنظراتها إلى هذا الرجل الوقور الذي تسبب بخلاص شقيقتها من ظلم رأفت المجحف لتهمس برقة بالغة بعد لحظات تفكير 
لأ معلش ياأنكل أنا مش حابة احرجه او افرض عليه حاجة هو أصلا محتاج فترة راحة كفاية اللي حصل بسببي النهاردة !
عقد عاصم حاجبيه و عارض حديثها بضحكة صغيرة
لأ هو أنا اللي أخاف عليك بعد الرقة دي كلها ! دي طلعت عكسك خالص ياسديم !
تعمد إشراكها بالحديث و كأنه يخبرها بشكل غير مباشر أن العلاقة فيما بينهم على ما يرام لتبتسم له بلطف و تردف عابسة الوجه
بلطجية قلبي !
رفعت يدها بينما ابتسم كلا من نيرة و عاصم و نكست رأسها بخجل واضح تردف و هي تتراجع إلى الخلف
أنا هجيب باقي الأطباق !
نزع
 

تم نسخ الرابط