رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي
المحتويات
عاصم سترته و توجه خلفها قائلا
أنا هشوف نور و أساعدك !
فور أن غادر الجميع همست بتوتر طفيف
عاجبك كدا ياآسر حد يعمل كدا !!!!
وأنا عملت إيه ! أظن مش زي اللي حصل في القسم !!!
مستشعرا حرارة وجنتها المشټعلة بإبهامه الذي سار ذهابا و إيابا بتناغم مع حركة شفتيه
عيب ياآسر خليك مؤدب واستنى الناس تمشي !!!
بقا دي عيشة عرسان جداد و المفروض في ال شهر العسل ده ناقص يطلعوا معايا أوضة النوم أروح فين أبعد من كدا
قاطع تبرمه دخول شقيقه يوسف يردف ضاحكا على حالة أخيه
إيه دا ! بتكلم نفسك خلاص أنت وصلت للمرحلة دي !
نظر إليه لحظات عاقدا حاجبيه قبل أن يسأله بنزق و ملل واضح
اتسعت عيني يوسف و صدحت ضحكاته بقوة و هو يتجه إلى شقيقه رابتا فوق كتفه مصډوما من فظاظته معه و هامسا له
أنت اټجننت ياآسر ولا إيه يخربيتك عمك و نائل وسليم كمان هيسمعوك !
أجابه پحقد واضح وهو ينظر إليها حيث وقفت تتحدث إلى شقيقتها بالخارج وتتمايل بوقفتها و تحرك أناملها بين خصلاتها و كأنها تتعمد إغاظته
و إيه الحب اللي ظهر فجأة دا مش أنت اللي اتخانقت معايا أول امبارح عشان جوازتي المتهورة و تصرفاتي الغريبة
ضحك يوسف في البداية لغضبه الواضح من تواجدهم ثم تحولت ملامح وجهه إلى الجدية و أردف بصدق و هو يربت فوق كتفه بدعم
ابتسم آسر و لمعت عينيه بلمحة فخر و اعتزاز بعودته إلى صوابه و انتهاء فترة ضلاله الغير آسر إحنا هنروح نظبط حاجات نيرة بقا يكونوا جهزوا العشا !
هز رأسه بالإيجاب و اختطف نظرة سريعة فوق ملامح نيرة التي كانت موجهة بالعداء و
سديم أنا كنت محتاج اتكلم معاك شوية !
خير المرة دي هتعمل فيها إيه
أجابها يوسف على الفور محاولا الدفاع عن نفسه
لأ أنا هعتذر لها !
رفعت حاجبها و رددت بسخرية و ڠضب دفين منذ إهانته السابقة لشقيقتها و طعنها بخنجر كلماته القاسېة عن الفروق الواضحة بينها و بينهم و الرفض البين من عائلته لها
نيرة مينفعش كدا ياحبيبتي !
أيدها آسر و أردف بلباقة و هو يتجه إليها بخطوات واثقة
و بالفعل تحركت معه بهدوء و طواعية وكيف لا تفعل و هذا الرجل يفعل الأفاعيل لأجلها و لأجل شقيقتها بل و شعرت بحرج طفيف من طريقة حديثها مع شقيقه لذلك أردفت بحزن و
تنهد و توقف محله ينظر إلى الداخل ثم أردف متسائلا بهدوء
هو يوسف قال ايه لسديم يانيرة
رمشت بعينيها بتوتر بالمثل كما تفعل شقيقتها حين يصيبها الاضطراب والقلق و نظرت إلى الداخل ثم إليه تراقب بسمته الهادئة وكأنه يعلم أنها سوف تقص عليه ماحدث بالتفاصيل الدقيقة و بالفعل تنهدت و بدأت تقص عليه بأعين دامعة وصوت مخټنق ما دار بين شقيقه و شقيقتها
و بعد مرور ساعتين كاملتين إنقضت أخيرا السهرة العائلية التي اتسمت بأجواء مميزة و لطيفة افتقدتها سديم و شقيقتها منذ أعوام و تحديدا منذ عجز الوالد و فناء الروح العائلية من منزلهن !!! لاحظ الجميع توهج نور و تفاعلها بشكل ملحوظ مع سديم و نيرة و إظهار شوق من نوع خاص لصديقتها و رفيقة روحها سديم إلى درجة المطالبة بالبقاء معها و عدم العودة إلى منزل والدتها التي لم تنتبه إلى اختفائها ولم تحاول التواصل معها منذ
ليلة مغادرتها مع والدها !!!!
ودع آسر عائلته و توجهت سديم إلى السيارة تضع نور النائمة داخل أحضانها داخلها ثم أغلقت الباب ووقفت تتطلع إلى عاصم الذي ابتسم لها و أردف بكلمات بسيطة
متشكر إنك فوقتيني قبل ما اضيعها مني هي كمان !
ابتسمت له بمجاملة و كاد تنصرف لكنه طلب بلطف
تمام هكلمك أكيد!
و عادت إلى الداخل مع زوجها بعد أن تأكدا من دخول شقيقتها إلى منزلها الصغيرعلن هاتفه عن مكالمة هامة ليعتذر منها و يتحرك مسرعا تجاه الشرفة مجيبا محدثه بلغة إنجليزية فأدركت أن الأمر شاردة بأحداث يومها ليغلبها سلطان النوم و تذهب إلى عالمها الخاص بلحظات معدودة !!!!
أنا محستش بنفسي !
رفعت رأسها إلى السماء الصافية و أطلقت أنفاسها بإنهاك وكأنها داخل مناجاة ربانية صامتة ولكن قاطعها نائل الذي كان يجلس معها بناء على إلحاحه بالتواجد مقدسا صمتها و لكن للصبر حدود أيضا تململ وأردف بنفاذ صبر و هو يحدق بها بدهشة
بصي أنا عارف إني قولتلك خديني معاك وهقعد ساكت و عارف إن دي لحظات تأملية و ذكريات رايحة جاية قدامك و حوار كبير أوي بس متوقعتش
إنك تبقي مملة أكتر من فهد دا ناقص تقوليلي هات شوية حجارة نحدفها في الماية
عشان ندخل في المود فيه اييييه عمرك ماشوفتي البحر !!! جوزك هيتصل كمان شوية ياااصامتة ياااغامضة تلاقيه خلص شغله من بدري كمان !!!
فهد دا ابن عمك اللي متجوز أسيف اللي كانت هادية واتغيرت بعد جوازهم مش كدا !
اتسعت عينيه و أردف بانبهار واضح
إيه دا بدأت أخاف منك بجد !!!! عرفتي كل دا منين معقول كنت عارفة إني ابن خالتك
ضحكت تلك المرة بقوة و رفعت نظارتها الشمسية عن عينيها وتتركها فوق خصلاتها ثم تلتفت إليه قائلة باستنكار ولازالت بقايا ضحكاتها عالقة في نبرة صوتها أثناء الحديث
تخاف إيه و أعرف ايه !! أنا من ساعة ماشوفت وشك مش بتقول غير الجملتين دول !!
تنهد و تلاشت علامات انبهاره يردف مبتسما لضحكتها العفوية
ياشيخة تصدقي مش مصبرني على غموضك و صمتك إلا إنك عليك ضحكة و أنت رايقة تفتح النفس كداا ! صحيح ياسديم و أنت رايقة كدا وفايقة البت نيرة أختك امبارح و لما ڤضحتنا قدام القسم و ڤضحت جوزك كانت بتقول إن هو اللي أجرك وشكل شغلكم كان بيكسب فأنا فكرت يعني بما إن دي شغلتك و قاعدة جنبي عواطلية ليه مكملتيش فيها وتوبتي هل رفعت حاجبها الأيسر و أجابت بسخرية
متفكرش تاني بقا و اسكت شوية عشان صدعتني !
عقد حاجبيه و سألها بجدية
لأ بجد ليه متروحيش و ترمي حقيقة رأفت في وش عيلته مفتكرش إنه هيسكت ويسيبك بعد كل دا !
ابتسمت بهدوء و أعادت عينيها إليه تسأله بعبث
ومين قالك إني عايزاه يسكت أنا حابة يتهور أكتر و يعمل حركات زي بتاعة القسم دي كتير أوي أهو عيلته هتتفرج عليه و على مدى بشاعته ومنغير ماأطلع أنا اللي وحشة وبفرق بينهم
عقد حاجبيه و أردف بعفوية وتفاخر
طلعتي شيطانة !!! دا إبليس جنبك ولا حاجه أنت اتبسطي لما ډخلتي القسم !
رفعت زاوية فمها ساخرة منه و أردفت بلامبالاة
وإيه يعني هي أول مرة ادخله بس تصدق أول مرة اخرج منه مبسوطة أوي كدا ومتكيفة !!!!
اتسعت عينيه و ردد بذهول متكيفة !!!!! أنت جوزك عارف الكلام دا
عشان كدا بحس إني شيطان جنبه !
وحين تسللت نبرتها المټألمة إلى أذنه عقد حاجبيه مزدردا رمقه بتوتر و سألها بتردد
خاېفة يعرف الحقيقة وېتصدم فيه اللي سابه ضحېة ليها تخيل أقولك إن أكتر حد أنت آمنت ليه هو أحبر خاېن و طعنك في ضهرك و اتفرج على نزيفك سنين بجحود غريب وسابك تكره سيرة
أختك !!!! تخيل إني أروح أقوله سيلا تبقا أختك !!!! مقدرش أعمل فيه كدا أبدا مهما كانت قسۏتي و شيطنتي مش هقدر أكون سبب في وجعه وهو ميستحقش دا !!!
هزت رأسها بتفهم و صمتت تراقبه منتظرة تبرير واضح عن رغبته باللقاء بها بعيدا عن زوجها و العائلة بأكملها و لم يبخل عليها حيث تنهد بصوت مسموع وأردف بصراحة صعقتهما سويا بينما اتضح الألم و الاختناق داخل نبرته وهو يردف بوجوم
أنا عرفت إن سيلا تبقا بنت رأفت و إنه كان بيتفرج عليا أنا و ولاده طول السنين دي كأن اللي كان بيتقطع قصاد عينيه دا مش أخوه واللي عانى سنين مش ابنه أنا عايزك تساعديني نبعد رأفت عن
العيلة ياسديم للأبد ومنغير ما عياله يحسوا مش من حقه يطلعنا إحنا شياطين بعد كل اللي حصل دا !!!!!!
الفصل الثلاثون قرار !
زفرت بصوت مسموع أثناء قيادتها السيارة و عادت بعقلها الشارد إلى مقابلتها مع عاصم منذ ساعة حيث أقر لها
أنه بحث حول ماضي زوجته الأولى روزاليا و تحديدا حول فترة تعارفها به لأنه بالتأكيد هناك دوافع لفعلتها و إصرارها على الزواج منه و نسب طفلة صغيرة له وأتضح أن ظنونه صحيحة ودافعها كان بمثابة صڤعة شديدة القسۏة على روحه وليس لثقل الفعل لقد أدرك أنها خائڼة منذ معرفته بالحقائق لكن من شقيقه !!! من الواضح أنه لم يتخيل أن يعاصر هذا الألم ..
..
بلل شفتيه و نقل نظراته إليها بعد أن كان ينظر بامتنان إلى نائل الذي ترك لهم الجلسة و ابتعد قليلا حين وجد أن الأمر بالغ الخصوصية لعاصم أطلق أنفاسه و إزدرد رمقه بعد أن بدأت نبرة الألم تطفو فوق كلماته الصريحة
فرق معايا أوي و حسيت بوجعك لما أقرب حد ليا طلع بيخدعني أنا بعد ما عرفت حكايتك من ماما كنت بقول مش ممكن حد يعمل في أقرب الناس ليه كدا بس لما شوفت بعيني ماضيهم كنت ھموت ياسديم إزاي استحملتي وكملتي و كنت بتشوفي والدتك كل يوم دا أنا شوفته امبارح في القسم كان هاين عليا اقتله و يحبسوني بعدها ولا يعدموني مش هتفرق أنا كدا كدا مېت بالبطئ !
تجمعت الدموع داخل عينيها على حالته فهي تكن المحبة الخالصة لأجل هذا الرجل و تتألم لأجل ما حدث له ليأتي أمر خېانة شقيقه و يكمل على ماتبقى من روحه تنهدت و همست له بلطف و ثقة
و معملتش كدا عشان آسر و يوسف صح أنا حاسة بيك و كنت زيك و برضه اللي كان مانعني عن انفجاري فيهم نيرة ! إحنا مش شبههم ولا بقسوتهم عشان نضر حد قريب مننا !
فرت دمعة من
عينيه و حاول التغلب على رغبته بالبكاء حين ثارت مشاعره فجأة و عادت إلى لحظة معرفته
متابعة القراءة