رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


خاص به اقترب و لن يتناول الطعام دونها بالفعل وافقت و جلب طعامهما إلى السيارة و الذي كان عبارة عن بيتزا من اختيارها و قال بعبث 
أنا باكل أكل صحي بس على فكرة بس وعدتك هفطر على ذوقك !
ابتسمت و بدأت تتناول الطعام بشهية واضحة وهي تقول بثقة 
هيعجبك ذوقي جدا أنا كمان بقالي فترة مش باكل كل دا !! هو مش فطار أوي يعني بس هيعجبك ! وبعدين دوا إيه اللي بتاخد دلوقت مفيش أدوية معادها

دلوقت ليك !
رفع حاجبه و قال بمكر 
و أنت مركزة مع مواعيد أدويتي 
رفعت حاجبها مثله و قالت بعبث 
التركيز دا طبيعة فيا مش حاجة خاصة يعني !
ابتسم لها و باغتها قائلا 
أنت معايا أنا بس كدا !
عقدت حاجبيها و إلتقطت المحارم الورقية تسأله بدهشة 
كدا إزاي يعني عشان ردودي عليك 
أجابها بصدق يعني اسلوبك و كلامك بصراحة النهاردة اټصدمت بمعاملتك مع أختك كان واضح إنها عكسك خالص حتى الملامح و اټصدمت إن عندك أخت أصلا !
رفعت حاجبها الأيسر و قالت ضاحكة 
اااه أنت أصلا فاكرني ڼصابة مليش أهل وكدا ! أنا كان عندي عيلة أجمل من عيلتك !
ثم أكملت بنبرة مټألمة بس مفيش حاجه بتفضل على حالها !
نكست رأسها تخفي لمعة عينيها بالدموع و أكملت حين وجدته صامت يستمع إلى حديثها بهدوء نيرة عكسي فعلا و معنديش أي استعداد تبقى شبهي !!!
اعتدلت بجلستها و حمحمت تقول بتوتر و
اختناق واضح 
إيه دا أنت عايز تشوفني بعيط مرتين ولا ايه !!
ضحك حين بدلت الحديث و قال بلطف غير معهود 
مش هنكر إني عرفت نقطة ضعفك و ايه اللي بيوترك و احتمال استغل دا !
نظرت إليه لحظات ثم قالت بمكر 
طيب ما أنا عارفة نقط ضعفك و اللي بيوترك و مااستغلتوش ! صحيح وأنا فاكرة ما أنت ضحكتك حلوة أهو و بتعرف تبتسم مبتضحكش في وشي ليه بقا !
توترت نظراته و اعتدل هو أيضا و يبدأ بقيادة السيارة بينما صدحت ضحكاتها بقوة و ألقت برأسها إلى الخلف تضع يدها فوق قلبها ليراقبها عاقدا حاجبيه موزعا نظراته بينها و بين الطريق عاجزا عن تجاهل لطافتها بتلك الضحكات الصادحة من قلبها بطلاقة أدهشته لكنه شاركها ببسمة هادئة حين قالت موضحة سبب ضحكاتها 
وترتك في لحظة أهو !
هز رأسه بيأس و قال مبتسما 
مفيش فايدة معاك !
لملمت خصلاتها على كتفها الأيمن و قالت و هي تضغط على زر فتح النافذة بجانبها 
متحاولش تاني بقا !
لازالت بسمتها اللطيفة تتراقص برقة فوق شفتيها لماذا لا تصبح الأمور هكذا دائما معها إلى أن تنتهي من عملها معه عقد حاجبيه حين وردت تلك الفكرة على عقله هي ذاهبة يوما ما سوف تتركه و تترك عائلته و تعود إلى حالها السابق ما الذي يعكر صفوه إذا و لماذا يؤخر عودتها و لماذا داهم حياتها اليوم و تطفل عليها هي و شقيقتها !
عقد حاجبيه حين صمتت تنظر من خلال النافذة بهدوء و قد تراقص الهواء الطلق مع خصلاتها برقة وكاد يكمل لكنها قالت ولازالت عينيها تتابع الطريق 
هنعمل حاډثة تاني كدا و ابقا أنا السبب بجد المرة دي !
بعفوية واضحة انطلقت كلماته يقول 
متأكد إنك هتلحقيني !
لاذ بالصمت و هرب بعينيه منها بعد أن ألقى كلماته و دلف إلى محيط منزله من البوابة الإلكترونية و ألجمتها صدمة اعترافه عن الحديث هل يراها منقذ بالفعل و يقر الآن بدورها في إنقاذه !!!!
اغضبها للغاية و لاحظت أنه يصبح بتلك اللطافة حين يكون بمفرده معها ! لكن أمام صديقه يتركها إلى أنياب كلماته و هذا ما صرحت به بوضوح قبل أن تهبط من السيارة 
خاېفة اشكرك على النهاردة و اصحا بكرة اشوفك بتتكلم مع صاحبك عليا
تركته وهبطت من السيارة لكنه هبط و سار خلفها ثم أمسك ذراعها 
رائف خاېف منك يعني من دخولك العيلة هو متربي معانا و العيلة دي زي عيلته بالظبط و أنا معنديش اللي اطمنه بيه و لا حتى اطمن نفسي واللي عملته النهاردة بعيد تماما عن الشغل اللي بينا وعن رائف و عن كل اللي بيحصل !
رفعت حاجبها و حدقت داخل عينيه تسأله 
وعملت كدا ليه النهاردة 
أجاب بغلظة حين شعر أنه بالغ معها اليوم إلى درجة تساؤلها عشان أختك ملهاش ذنب !
هبط كتفيها وقالت پألم تعقد حاجبيها 
عملت كدا معايا عشان اللي شوفته الصبح !!! شفقة يعني !
سألها بدهشة 
ليه هو فيه سبب تاني ممكن اعمل عشانه كدا 
كانت سوف تخبره كل ما لديها كادت أن تقول حقيقة الصغيرة له تلك الليلة لكنه مزاجي للغاية ومتسرع و لن تخاطر بمستقبل الصغيرة مع شخص مثله !
أجابت بهدوء لا مفيش !
ثم تركته و اتجهت إلى غرفتها من جهة الحديقة حيث أنها غير قادرة على مواجهة أحد الآن و عليها ترتيب أمورها سريعا حتى تتخلص من براثنه و براثن خالها إلى الأبد !
بينما زفر هو پغضب و همس
لحاله 
أنا إيه اللي هببته النهاردة دا !!!!
ارتفع رنين هاتفه و أجاب على الفور يقول پغضب 
أنا مش طايق كلمة واحدة يارائف أنا حالي كله متلغبط !
أغلق الهاتف و لم يعود إلى منزله بل اتجه إلى غرفتها 
أنا معرفش عملت كدا ليه النهاردة ولا اعرف منعتك الصبح تمشي ليه ! و لا اعرف روحت وراك النهاردة ليه بس اللي اعرفه ومتأكد منه إني لما شوفتك في الحالة دي في الاسانسير معرفتش امشي و أديكي ضهري وأقول وأنا مالي !! زي ما أنا معرفتش دلوقت اسيبك متضايقة من كلامي زي كل مرة كنت قاصد اوجعك فيها بالكلام و انتقد تصرفاتك !!!
لازالت تحدق به بأعين متسعة و انتفض جسدها حين رفع أنامله إلى ذقنها و همس لها بتوتر 
أنا عارف أن اللي بقوله غريب و كل تصرفاتي النهاردة غريبة بس أنا مش عارف أنا عايز منك ايه ياسديم ! بس صدقيني آخر حاجة أتمناها دلوقت هي إني أذيك !
نظرت إليه بحزن وهمست له بإنهاك 
وأنت مش مطلوب منك أي حاجة ناحيتي يا آسر مش أنت السبب في أذيتي !
سألها 
سامح 
هزت رأسها بالسلب و قالت 
سيبني ياآسر أنت مش فاهم حاجه !
عقد حاجبيه يقول بجدية 
فهميني ياسديم ! قوليلي إيه اللي يجبر واحدة زيك بكل مميزاتها دي أنها تبقا كدا !
ابتسمت ساخرة و حاولت الابتعاد عنه تقول بحزن 
نصاابة مش كدا !! محدش أجبرني ياآسر أنا اخترت دا بنفسي !
عقد حاجبيه وقال بتكذيب 
و أنت اللي خفيتي كل أوراقك !!!! و أنت اللي رافضة تعيشي مع أختك اللي كأنها شافت كنز النهاردة لما شافتك أنا عايز اساعدك ياسديم !
ابتعلت رمقها و قالت بحزن و بإرهاق 
ليه مش عايز تفهمني محدش في الدنيا هيقدر يساعدني !
حدق بها بصمت يقول بهدوء 
أنت مش واثقة فيا !
رفعت عينيها وقالت پألم 
أنت اللي مش بتثق فيا عايز تتسلى بحكايتي مش أكتر وأنا مش بتاعة حكاوي وتسلية !
ابتسم لها وقال جاذبا انتباهها 
بس أنا اقدر اثبتلك دلوقت
إني بثق فيك !
وما العلاقات سوى بنيان شاهق الإرتفاع حجر أساسه الثقة و مصعده المحبة و طوابقه بنيت باللطف واللين !
الفصل الحادي عشر ائتمان ! 
أمسك يدها بلطف و كأنه يحاول بث الأمان داخلها تجاهه و خرج معها من غرفتها يتجه إلى منزله دلف إليه ثم اتجه معها إلى غرفته و منها إلى غرفة الملابس أما سديم كانت صامتة فقط شعرت بيده تضغط قليلا فوق يدها قبل أن يتركها و يسحب عمود محدد من مكانه ثم ضغط على جانب رف و بعدها بدأ حائط جانبي يتحرك و ينشق و هي تنظر إليه ثم إلى الباب الذي أعلن عن وجود باب آخر خلفه برقم سري و بصمة يد شعرت بالتوتر حين وجدت كل هذا الأمان والحرص منه على تخبئة شيئ ما كان والدها يخبرها أن المرء يصبح بهذا الحرص على أسراره حين يتألم أو يخذله أحدهم وهذا ما أثبتته لها دروس الحياة و الآن يؤكد عليه هذا الرجل الذي تعرف عليها منذ أيام و يود كسب ثقتها به !!!
و ما نخفيه خلف الأبواب ماهو إلا أسرار نحميها من خيبة الآمال و نظهرها في حالة الثقة و الأمان فإن أتيت إليك واثقا لا تتركني خائبا !!!!
نظر إليها آسر و أردف بنبرة جادة تتزين باللطف 
أنا مش عايز منك وعود عن اللي هتعرفيه أنا عايزك تعرفي حاجه واحدة ياسديم محدش قبلك دخل هنا و لا بعدك ومتسألنيش هتشوفيه ليه أنا عايزك تثقي فيا زي ما أنا بدأت أثق فيك !
رفع يده و بسطها لها بدعوة راقية منه أن تدلف معه برغبتها وبالفعل نظرت إليه بتردد خاصة بعد كلماته عن الثقة ثم تنهدت و وضعت يدها داخل قبضته ليبتسم لها و يتجها معا إلى الداخل و فور أن دخلت معه أغلق الباب خلفهما و انتفضت عاقدة حاجبيها تقبض على ذراعه بيدها الأخرى مما أضحكه بقوة و قال بهدوء 
متقلقيش الباب اتقفل بس ! عشان محدش ياخد باله من المكان !
وضعت يدها فوق صدرها و قالت وهي تزفر أنفاسها التي حبستها داخل رئتيها 
خضتني !
لم يترك يدها بل احتفظ بها داخل قبضته و أنار الأضواء بأصابعه و هو يواصل سيره مرددا بتأكيد على أفكاره 
مش بقولك مش واثقة فيا !
حاولت الدفاع عن حالها ورفعت يده القابضة على يدها بلطف أمام عينيه ثم أردفت باستنكار 
داخلة معاك مكان غريب و لوحدنا و ماسكة في إيدك كل دا مش واثقة فيك !!!
يعني مش خاېفة مني و أنت لوحدك معايا هنا !!!
تعالي أقولك جايبك هنا ليه !
رفعت رأسها و بدأت عينيها تستكشف المكان الذي تقف به لتعقد حاجبيها حين وجدت نفسها داخل غرفة مليئة بالكتب أو بمعنى أدق مكتبة شديدة التنظيم و الإبهار و على الجانب يوجد مكتب قديم للغاية لكنه من الواضح يتم تنظيفه بشكل مستمر و في جانب مقابل ألعاب قديمة و بقايا ألعاب مهشمة اتجهت إلى هذا الركن تجلس على ركبتيها و أمسكت أول لعبة مکسورة و قالت بدهشة واستنكار
إيه دا متحاولش تقنعني إنك كنت طفل متوحش كدا !
ابتسم وقال 
هو واضح إنها لعبي أوي كدا !!
هزت رأسها و تركتها بهدوء ثم بدأت تجوب بعينيها ما تبقى من هذا الركن و أجابت بتأكيد 
المكان هنا تبعك كله و محدش عارفه و دي لعب أولاد قديمة أوي يبقا شيئ بديهي إنها بتاعتك بس ليه كنت بتعمل فيهم كدا يعني 
نظر إليها ثم إلى بقايا
الألعاب و جثى بجانبها على ركبتيه يقول بصوت يشوبه الاختناق 
مش أنا اللي عملت ! روزاليا مرات عمي ومامت سيلا !
رفعت عينيها
 

تم نسخ الرابط