رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي
المحتويات
بامتعاض مؤكدا حديث أبيه
بصراحة ياآسر هي بنفسها اللي قالت كدا و قصة الجواز منها دي صعبة و مش عارف اتقبلها و مستغرب إنك عملت كدا !
كور يديه بقوة محاولا كظم غضبه المسيطر على جميع خلاياه بتلك اللحظة و لكنه نظر إلى جدته التي تتابع الحديث بصمت تام وكأنها تراقب مشهد بالتلفاز و هذه هي أولى مرات سلبيتها في أمور عظيمة كهذه تحكم بنبرته الساخرة مما يدور حولها و سألها بخشونة
تنهدت بحزن شديد و جابت عينيها ملامحه المشټعلة پغضب بالغ مما يدور حوله من أفراد العائلة لكنها على يقين أن النيران الحقيقية تشتعل الآن داخل قلبه نظرت له بتعاطف وأردفت بهدوء
لا ياآسر دا قرار وأنت المسؤول عنه !
عقد رأفت حاجبيه و أردف پصدمة
أنت موافقة ياماما على الجنان دا !!! موافقة على دخول الڼصابة بيتك !!!!
قولتلكككك مش هقبل كلمة في حق مرااااتي و البيت دا بيتييي أنا عملته من تعبي ومجهودي و لو مش عايزني فيه معنديش مشكلة !!!
أنا شايف إن الأمور مش بتتحل كدا ياجماعة اللي حصل حصل و كلامنا دلوقت مش هيغير حاجة !
لأ كل حاجة هتتغير لو الباشا خد بعضه و راح طلقها دلوقت !
صاح به آسر پغضب أهوج أنا محدش بياخد قرارات ليا يا تقبلني أنا وهي مع بعض يا هاخد بعضي وامشي و مش هتشوفني تاني !!!
صاحت نريمان التي كانت تراقب الوضع بصمت منذ فترة
لأ بقاا ياآسر مش هتوصل لكدا !!! هتخسر أهلك كلهم عشانهااا !!! ماتتكلم ياأمجد عاجبك اللي بيحصل
أنا كلامي مش هيعجب حد يانريمان يعني لو قولت دلوقت إن آسر مش عيل صغير و عارف هو بيعمل إيه رأفت هيضايق و في نفس الوقت هو أب وحقه ېخاف على ولاده !
اتسعت عيني رأفت و اتجه إلى أخيه صائحا بإنفعال
يعني إيييييه !!!
لو سليم دخل عليك بيهاا كنت هتوافق !!!! هتقبل بالجوازة دي ياأمجد
يارأفت أنا كل قصدي إننا منعرفش ظروفهم إيه يعني البنت دي هي نفسها اللي لحقتني من الأزمة و أنقذت ابنك مرتين ولو كانت نيتها شړ مكنتش هتعترف لابنك يوسف وتمشي و تسيب المكان كله ده غير إنها صارحت عاصم نفسه بحقيقتها !!!
تفاقم الڠضب داخله و صاح پغضب و هو يتلفت حوله
انتوا عاوزين تجننوني !!!! طيب بللااش فكرتوا في عاصم !!! إحنا حتى منعرفش البنت دي قالتله إيه خلاه ياخد بنته و يمشي !!! عاوزينه يعيش مع اللي نصبت عليه في بيت واحد !!!!
نظر حوله ليجد ملامح الجميع متوترة و أدرك أنه داخل معركة غير متكافئة مع ابنه حيث أن العائلة التي أمامه تخشى تكرار تجربة عاصم و قد ورث ابنه منه العناد حيث وقف يراقبه بصمت و عينيه تخبره أنه قد أصدر قرار نهائي و لن يتراجع عنه !!!
هز رأفت رأسه عدة مرات بالإيجاب و أردف بامتعاض وهو يتحرك تجاهه باستسلام
تمام كلكم شايفين إن اللي حصل حصل و مرحبين بيها في العيلة مش كدا !
وقف ينظر إليه لحظات و سرعان ما اكتسبت نبرته التحدي السافر له وهو يقول
مراتك المصون بقاا فين دلوقت !!
عقد حاجبيه و تبادل النظرات مع سليم ثم أجاب زافرا أنفاسه بملل
في بيتها هي و أختها !
سأله مباشرة و قد اتسمت نبرته بالسخرية
ومجتش معاك ليه مكسوفة مننا مثلا !! والله أزعل منها دا إحنا حتى أهل ! و لا يمكن حضرتك قررت تعمل روزاليا جديدة في العيلة تمشي بمزاجها و تلف على الكل !!!!
أدرك أنه أصاب هدفه حين رأى نيران غضبه تتراقص داخل عيني ابنه الذي سرعان ما سيطر على إنفعالات جسده كابحا جماح غضبه بصعوبة قائلا بهدوء ظاهري
أنا قولت أبلغكم إن مراتي هتيجي تعيش معايا هنا و لازم أمشي دلوقت ياريت لما أجي يكون الاجتماع دا خلص !!!
غادر المنزل مسرعا وصعد سيارته متحركا بها وشياطين غضبه تلاحقه حيث تمكن والده من طعن نقطة ضعفه ببراعة ألا وهي صناعة نسخة جديدة من قصة روزالياوعاصم و رغم أنه يعلم أن زواجها منها على الأوراق فقط وقد عاونه الحظ وحدث الأمر سريعا و مفاجئا لأجل إنقاذ شقيقتها لكنه يعلم أيضا أنه يميل إليها كل الميل رغم رفض العقل و المنطق والعائلة اجتماعه بها لكن لقلبه رأي آخر و لن يقاوم رغبته تلك المرة بل سوف يقتنص فرصته معها و حين وصلت أفكاره إلى هنا غير مساره وتوجه إلى منزلها !!!
كانت تجلس بجانب شقيقتها النائمة داخل أحضانها وقد زال شحوب وجهها حين اجتمعت بها شردت بماضيها و وصايا والدها الدافئة حين كانت تجلس داخل أحضانه متشبثة بها هكذا مثلما تفعل شقيقتها الآن و على ذكر الدفئ استعادت مشهد ارتمائها داخل بالمشفى و حديثها العشوائي عن عائلتها وكأنها في حالة من اللاوعي و أيضا حالتها طرأ على عقلها فكرة الاڼتقام من خالها بمعاونتخ و موافقته
في الحال على الزواج بها رغم شروطها بالإنفصال عنه بعد فترة وجيزة و محددة و أن الزواج فوث الأوراق فقط لكنه وأنها سوف تعيش بمنزلها هنا إلى حين انقضاء الفترة والأهم أن عائلته لن تعلم أنه هو الذي استأجرها
لأجل خداعهم !!!
انتفض قلبها حين أعلن باب المنزل عن زائر وعقدت حاجبيها تتحرك بحذر من جانب شقيقتها ثم اتجهت إلى الشاشة الكاشفة لهوية الأشخاص خارج منزلها لتجده هو !!!! ماذا يفعل بهذا التوقيت على باب منزلهااا !!!
أسرعت إلى الباب تفتحه بأعين متسعة مذهولة و تراقب هيئتة المشعثة و خصلاته الغير مهندمة و قميصه الذي فتح أول أزراره بعشوائية أضافت وسامة إلى وسامته تسمرت محلها عاجزة عن الحديث حين دلف إلى الداخل و أغلق الباب خلفه عاقدا حاجييه يسألها بحدة واضحة
أنت إزاي تفتحي بالمنظر دا أفرض مكنتش أنا يعني !!!
عقدت حاجبيها تنظر إلى قميصها القصير أكثر مما ينبغي وقد أربكتها نظرات عينيه و تقلص المسافة بينهما إلى درجة تدفعها إلى التوتر إضافة إلى تحديقها به الذي اخجلها ودفع الډماء إلى وجهها لكنها حاولت السيطرة على هذا الشعور الغريب و أردفت
مدافعة عن نفسها بعفوية تشير إلى جهاز المراقبة
أنا شوفتك قبل ماافتح !
اعتاد تلك الطريقة منها حين تصل إلى أقصى مراحل توترها تتهرب بعينيها و تنظر بعيدا عنه محاولة السيطرة على مشاعرها ليتقدم خطوة منها و ارتسمت بسمة عابثة فوق شفتيه و يهمس لها بمكر
يعني لو كان حد غيري مكنتيش هتفتحي كدا
أشار بعينيه إلى جسدها و تراجعت إلى الخلف خطوة تهز رأسها بالسلب ثم هبطت عينيها إلى في محاولة يائسة بالهرب من نظراته وليتها لم تفعل لقد ڤضحت توترها حين رفعت يدها إلى خصلاتها تعبث بها و تنظر حولها باحثة عن مهرب لكنه أدرك نواياها و.
إيه ياآسر دا اوعاا من فض ..
لم تكتمل جملتها حيث
خاڤت أن تتوتر مرة أخرى وقبضت على يده تدفعها بعيدا عنها لكنها توقفت حين تأوه عاقدا حاجبيه و أفلت يده ينظر إلى الچرح الذي حدث حين حطم الزجاج أثناء غضبه أغمض عينيه بإجهاد حين تذكر غرضه الرئيسي من تواجده هنا و أردف بصوت أجش وهو يتجه إلى الأريكة
مكنتش عارف أروح فين !
تعلقت عينيها بچرح يده و رغم صډمتها مما فعله منذ لحظات لكنها الآن متوترة من رؤية جرحه بل و اقشعر بدنها حين أدركت أنها ضغطت عليه بيدها دون قصد توجهت إلى المرحاض و أحضرت صندوق الإسعافات ثم عادت بخطوات سريعة تجلس فوق الأريكة بجانبه و تنظر بطرف عينيها إليه و قد ألقى رأسه إلى الخلف و أغمض عينيه يجلس باسترخاء أو إجهاد يرتسم على ملامحه !
تنهدت بضيق من جهلها ما يحدث داخلها و بدأت تضع المطهر فوق القطن ثم اعتدلت تمد يدها إلى يده تقبض على رسغه بخفة وحذر و قد فتح عينيه واعتدل يراقب بمشاعر متضاربة شاردا بلمساتها الخفيفة فوق يده و قد أردفت متسائلة بتردد ملحوظ و هي تلف حول يده الرباط الطبي الخفيف
أنت كنت بتتخانق !
ابتسم حين وجدها تتظاهر بالإنشغال بيده متجنبة النظر داخل عينيه و ترفع خصلاتها خلف أذنها
يهمك تعرفي
أنهت ماتفعله و بدأت تجمع محتوياتها الصندوق قائلة بحدة حين بدأت تدرك ما يحدث حولها بل و أنها أيضا تشاركه بسؤالها عما يمر به
لأ ميهمنيش و تستاهل اللي حصلك !
حتى لو حصلي كدا بسببك !
أوعى يا آسر سيبني مينفعش كدااا ياتقول حصل كدا إزاي بجد يابلاش !!
بس أنا بتكلم بجد !
توقفت عن حركتها و سألته بدهشة حين قرأت الصدق داخل مقلتيه
مش فاهمة بسببي إزاي يعني
زفر بضيق شديد ونظر بعيدا عنها بنقطة وهمية محاولا انتقاء كلماته بعناية خشية أن يصل إليها شعور نفور والده منها لكن ما بها إن مارس خدعة صغيرة معها !!! حارب البسمة التي كادت تظهر فوق ملامحه و استبدلها بنظرات يشوبها التوتر قائلا بندم مصطنع
سديم أنا معرفتش أقول لعيلتي سبب جوازنا الحقيقي لأن هما لحد دلوقت شايفين أميرة ضحېة و محدش يعرف حاجة عن موضوع خالك !
صمتت تنظر إليه بتساؤل يشوبه قلق من نظراته المتوترة النادمة و كأنه طفل صغير أخطأ و يخشى قص الحقيقة على والدته ازدردت رمقها و همست حين طال صمته هو أيضا
أومال قولت إيه
أجابها بأسف قولتلهم أننا اتجوزنا بس منغير إضافات و هما اندهشوا من وجودك هنا لوحدك وعندهم حق أكيد عشان كدا قولتلهم إني أنا اللي طلبت منك كدا و إني هقعد معاك لحد ماتهدي و تيجي معايا !
رمشت عدة مرات و بللت تسأله ببلاهة تقعد هنا فين
سيطر على بسمته بصعوبة حين وجد الصدمة دفعتها إلى الذهول وشبه ألجمت مارد ڠضبها و أجابها باستنكار واضح
هيكون فين ياسديم أكيد هنا !!
ضيقت عينيها
متابعة القراءة