رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


قديم و عدة مواقف لزوجته الأولى روزاليا !!!!
توترت ملامحه بشكل واضح و اقترب من الشاشة يراقب ما يعرضه الطبيب ثم ينظر إليها و يهز رأسه ببسمة مكذبة لجميع مايراه ثم يعود مرة أخرى إلى الشاشة بأعين متسعة و كرر فعلته عدة مرات و هي تراقبه بحزن و قد اجتمعت الدموع داخل مقلتيها على حالته و لم تتحمل رؤية هذا الرجل الصالح بهذه الحالة أغلقت الحاسوب المحمول بيدها ثم همست پألم و قد استقامت تكور وجهه بيديها 

أنا مش هقولك إني حاسة بيك بس اللي اقدر أقوله إن دي حقيقة أنت لازم تعرفها ومش من حق حد يخدعك أكتر من كدا !
هز رأسه و انتفض واقفا يمسك ذراعيها و هو قد بدأت دموعه تتكون داخل عينيه يهدر بتكذيب 
لأ داا .. داا مچنون أوعي تصدقيه أنا عارف إنك لازم تقلقي من الكلام دا بس أنا أبوك بلااش .. طيب نور أختك .. أناآ .. أبوكم انتوا الأتنين الراجل دا أكيد مزقوق من أمك روزاليا دي عمايلها أنا عارفها كويس يابنتي صدقيني أنا قعدت أدور عليك سنين ياسديم لو عايزة تسيبيني مايبقاش بالشكل دااا !
سقطت دموعه و هطلت دموعها أيضا تراقب انهياره پألم و نكست رأسها بخجل من فعلتها و قد أدركت بشاعة أعمالها الغير شرعية بتلك اللحظة تحديدا لكنه صاح بها حين وجدها بتلك الحالة و ضمھا إلى صدره يقول پغضب بالغ لأ أوعي تصدقيه أنا هبلغ عن النصاب داااا دا مش طبيعي أكيد ليه غرض أكيد قابض منها أوعي تصدقيه أنا أبوك بلااش كل دااا تعالي نعمل تحليل دلوقتتت حالا أنا أبوك !!!
افهمني بقاا أنا مش بنتك أصلا أنا كنت هنا عشان اخدعك و اخد فلوسك كل الفكرة إني ڼصابة شاطرة عن اللي قبلي أنا اسمي سديم المغازي مليش أي علاقة بعيلتكم و كل هدفي دلوقت إني أحمي نورهان الصغيرة هي ملهاش ذنب في اتفاق أمها مع روزاليا عشان تنهبك أنا كنت أتمنى ابقا بنتك صدقني كنت أتمنى تكون أب ليا فعلا بس أنا مش هقدر أكمل في الکاړثة دي أكتر من كدا !!!!
اتسعت عينيه و وضع يده فوق صدره و هو يرفع إصبعه ويحركه نافيا حديثها بعدم تصديق وقد بدأ الدوار يداهمه و الاختناق يتمكن من رئتيه ليجلس فوق المقعد يراقبها وهي تصرخ به بهلع
قبل أن يغمض عينيه مستسلما إلى نوبة الإغماء وتاركا إياها تحاول إسعافه !
بعد مرور ست ساعات و داخل المشفى الذي انتقل إليه معها حيث عاونها كريم بإسعافه و طمأنها على استقرار حالته ثم خرج ينتظرها أمام الغرفة بينما جلست هي بجانب فراشه فوق مقعد صغير ونظرت إلى الأرض تشعر به يراقب ملامحها بهدوء و قد قطع صمت الأجواء قائلا بصوت متحشرج و ليه قولتي دلوقت 
رفعت عينيها إليه و أردفت بصدق عشان أخرج من حياتكم !
تحركت عينيه فوق ملامحها وكأنه لازال لا يصدق ما يدور من حوله وقال بحزن و الأوراق و المحامي و كل اللي أكد إنك بنتي عملتي كدا إزاي 
كل ما يراودها الآن هو شعور الخجل من أفعالها المشينة فقط و كأنها لا تقوى على مواجهة نظرات هذا الرجل !!! نكست رأسها تنظر أرضا وكأنه حقا والدها و أجابت بحزن شديد أنا ليا ناس بتساعدني !
في الڼصب !!
كان رد عفوي ساخر خرج منه باستنكار واضح و رفعت عينيها تراقب نظرته الساخرة وهي تحرك رأسها بالإيجاب وبلحظة واحدة تحولت الفتاة الخجلة إلى أخرى حيث اشتعلت عينيها و بدأت بسمتها القاسېة تظهر فوق ملامحها ثم استقامت واقفة تقول بشموخ 
آه في الڼصب بالمناسبة خالي لو عرف إني عملت كدا وبوظت شغله فيها أرواح هتضيع متتريقش أوي كدا الوقت اللي أنت كنت بدور فيه على بنتك عشان تسكنها قصرك أنا كنت بتعلم الڼصب عشان أنقذ أبويا من المۏت ومعرفتش اعمل دا متبصليش باحتقار أوي كدا و خليك مبسوط من حالك غيرك جاب عيال و اتبهدلوا من قسۏة الدنيا عليهم أنا لو وحشة مكنتش عرفتك حقيقتك وكنت هسيبك في الوهم و امشي واختفي ومكنتش هتوصلي بعد ما انهبك زي ما اتطلب مني !!! أنا مش عايزة منك غير الطفلة اللي ملهاش ذنب لو متلزمكش هي تلزمني و أي أذى ليها أنا اللي هقفلكم أنا كدا ديني ليك خلص و عيلتك على وصول متقلقش هيرجعوك بيتك و أنا هستنى قرارك ناحيتها وبعدها مش هتشوف وشي تاني !
سقطت دموع قهره و نظر إليها صارخا پغضب و هو يحاول الإستقامة فوق هذا الفراش لكن دون جدوى حيث سقط جسده مرة أخرى و أمسك صدره پألم 
أنا عيشت عمري كله أتمنى اشوف بنتي و يوم ما ظهرت عرفت إني كنت مخدوع نص عمري مستنية مني إيه يعنييي أقوم واقولك فداك ! ولا أروح اخد بنت التانية في واقولهااا معلش !!!!!
اتجهت إليه تقول بصوت متحشرج غاضب من اللقب الذي منحه إلى الصغيرة 
بنت دي كانت لحد الصبح بتبوسك من خدك وتودعك قبل ماتروح مدرستها وتقولك سلام يابابا !!! ودا اللي أنا اتوقعته منك إنك هتستقوى على أضعف واحدة فينا ! لو مش عايزها أنا عايزاها !!!
اتسعت عينيه وقال پصدمة مستنكرا ظنها تجاهه توقعتي مني استقوى على نورهان .. بنت ..آآ !
قطع كلماته وأغمض عينيه مټألما يستمع إليها تردف بنبرة ساخرة 
شوفت مش قادر تقول بنتي رغم إنك أنت اللي مربيهااا ورغم إنها متعرفش أب غيرك !
تنهدت و لانت نيرتها ثم جلست على طرف الفراش و همست له بحزن وقد لمست نبرتها الصادقة قلبه أنا عارفة أنت وضعك صعب ومصډوم ومتشتت و عشان كدا اخدتك بعيد عن البيت عشان متواجهش أي حد ولا تاخد قرارات ټندم عليها أنا عارفة إن احتمال
تصديقك ليا دلوقت صفر بس صدقني أنت كنت أكبر سبب إني أرجع عن اللي بعمله أنت فكرتني بواحد لو كان عايش دلوقت مكنتش وصلت للمرحلة دي و لا كان زماني سديم الڼصابة !
رفع عينيه يراقب دموعها التي بدأت تتراقص داخل عينيها و قد بدأ الاختناق يتملك من نبرتها وهي تواصل حديثها پألم واضح ليه
تفرط في نورهان و أنت بقالك سنين بتدور على بنت لمجرد إن رابطك بيها اسم ومتعرفش اتربت إزاي ولا فين تخيل نورهان دي اتولدت على إيدك وأنت اللي مربيها أنت مش خارج خسران صدقني أنت كسبت كتير أنا كان ممكن أكمل ڼصب عليك و انهبك وامشي بس مقدرتش أنا عارفة آخر واحدة ممكن تكلمك عن الانسانية و آخر واحدة تنصحك بس أنا أكتر واحدة عارفة شعور نورهان لما توصل لسني دا متتخلاش عنها و مين عارف ممكن تقع تحت إيد مين و ممكن يعمل فيها إيه أنا أكبر نتيجة قصاد عينك و أنا أكتر واحدة عارفة قيمة العيلة بتاعتك و يعني

إيه أب في ضهرك مهما حصل أنا اللي خدعتك مش من العدل تخرج غضبك في نورهان !
أنهت كلماتها و استقامت واقفة تنظر إلى ملامحه الجامدة بحزن شديد حيث تراه لأول مرة يراقبها بوجه خال من النظرات الحانية تجاهها بل وكأنه تحول إلى صنم و من خبرتها هو الآن بعالمه الخاص يقارن الأحداث لكنه قادر على استيعاب كلماتها جيدا خاصة حين اندفعت الصغيرة التي وصلت للتو من باب الغرفة وتوجهت إلى فراش أبيها باكية تنظر له پخوف وتقول بابي ! مالك 
تعلقت نظرات سديم بيد الصغيرة التي قبضت على يده تنتظر رده و كأن دقات قلبها وصلت عنان السماء الآن حيث كانت تنتظر رد فعله بترقب أكبر من الصغيرة وكأنها مقيدة غير قادرة على التوجه إليهم وسحب الصغيرة من أمامه لكن أدهشها حين ابتسم لها بمرارة و رفع جسد نورهان إليه يجهش پبكاء مرير في أحضانها وكان صوته مسموع لجميع الحاضرين الذين تملكت منهم الصدمة و تحولت النظرات إلى سديم التي كانت تراقب المشهد پألم داخلي و لكن خارجها هادئ سعيد أنه وجد ملاذه داخل هذه الطفلة البريئة وأخرج قهره بأحضانها والآن فقط عليها المغادرة و الانسحاب كما وعدت الجدة !!!!
لم تنظر إلى أحد رغم يقينها أن جميع النظرات تتوجه إليها بل غادرت الغرفة و خرجت إلى كريم الذي اعتدل بوقفته و سار بجانبها في الممر بصمت تام لكنهما توقفا حين خرج صوته الغاضب و هو يتجه إليها بخطوات مسرعة هاتفا پغضب 
سديم !!! استني هنا !
أغمضت عينيها و كورت قبضتها تحاول تهدئة أنفاسها و استعادة نظراتها الجليدية ثم استدارت ترفع رأسها تراقب تقدمه الغاضب منها بهدوء و تنتظر استقراره أمامها و قد عقدت حاجبيها حين وجدت سليم أيضا يتجه خلفه بخطوات واسعة و نظرات مشټعلة و يتقدمه قائلا باندفاع و شراسة 
عملتي إيه فيه يانصاابة !
عقد كريم حاجبيه و أردف پغضب و هو يقف أمامها و قد توارى جسدها خلفه إياك تحاول تغلط فيها ! دي لحقت عمك ..آآ .
قاطعه سليم الذي قال پغضب و هو يدفعه من كتفه بقوة بعيدا عنها حتى يتمكن من رؤيتها وأنا مغلطش أنا وصفتها !
ثم تحرك من أمامه و تخطاه يقف بمواجتها قائلا بتساؤل ولازالت نبرته تتسم بالشراسة معها مش كدا برضه يا ڼصابة !
حدقت به بصمت
و قد اخبرتها نظراته أن خداعها له بالأيام السابقة لن يمر مرور الكرام وأن ثقته التي منحها إياها تحولت الآن إلى سوط يجلدها به متى شاء تحركت عينيها على الآخر الذي أزاح جسد ابن عمه ليستقر محله و قال بهدوء موجها حديثه إلى سليم سليم إحنا لسه منعرفش اللي حصل مينفعش كدا !
صدرت عنها ضحكة ساخرة و قالت بدهشة واستنكار ليه هو لو عرفتوا اللي حصل هيتغير حقيقة إني ڼصابة 
رفع آسر عينيه عاقدا حاجبيه و قد استطاعت أن تقرأ استنكاره لحديثها داخل حدقتيه وكأنه يطالبها أن تصمت وتترك له حجة واحدة للدفاع عنها لكنها تمنعت بل واقتربت من سليم تهمس بجفاء و سخرية 
كنت بتقولي عملت فيه إيه يانصابة مش كدا لما تقولي عملت إيه في أختي امبارح يبقا ليك عين ساعتها تسألني على الأقل دا راجل كبير و عارف هو بيعمل إيه وجاي معايا بمزاجه مش بنت مراهقة بجبرها تيجي معايا عشان أوصل لحقيقة !
عقد حاجبيه و ظهرت شبح ابتسامة انتصار فوق حين وجدت الخجل بدأ يتمكن من عينيه لذلك أكملت تسأله مستنكرة 
مش دا نفس اللي أنت عملته امبارح ولا أنا غلطانة ! سديم تعمل كدا تبقا
 

تم نسخ الرابط