رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي
المحتويات
لن يتغير مهما سعت لم تخرج دمعة واحدة من مقلتيها فهي لا تود توديعه پقهر بل تود أن تلتصق صورة شموخها بعقله و يظن أنها فرطت به خير له أن يعلم حقيقة عن عائلته حرك عينيه من فوقها و أردف پغضب موجها حديثه إلى ابن عمه الواقف يتابع الأمر بأعين متسعة ومشفقة على تلك الفتاة و قد أدرك الآن أنها تخشى ماضيها و تخشى الأمومة وتخشى أن يخسر زوجها نفسه بين طيات الصدمات ففرطت بزواجها بتضحية عاشقة غلبها الوله مثلما غلبها الماضي وقد غفل الجميع عن سر شحوبها بالأيام الماضية أفاق من شرود على وقوف آسر في مواجهته مكررا صراخه الغاضب به
صرف سليم عينيه عنه حين توسلت له بعينيها أن يصمت و إلا ټحطم هذا الرجل إلى الأبد و هي صادقة إن كان أمر منع حملها يدفعه إلى الجنون بهذا الشكل فماذا عن خداع عائلة بأكملها له
أغمض نائل عينيه بحزن شديد عاجزا عن مراقبتها في مشهد ظالم وهو بيده تبرئتها لكنه
اتسعت عيني سليم بعد إتهام ابن عمه و نظرية المؤامرة التي كذبتها هي على الفور و خرج صوتها المتحشرج تقول بصدق
سليم ملهوش ذنب هو لسه عارف زيه زيك
صړخ بها معنفا إياها بعد أن أشعلت فتيل غضبه المتوهج بدفاعها عن ابن عمه رغم سوء وضعها معه
صمتت وانتظرت إنتهاء إنفجاره المتوقع بها بالرغم من الألم الذي يتغذى الآن على حطام روحها فكلما زاد نفوره و احتقاره كلما تصارعت أشباح عائلته حول قلبها وأخبرتها أن حربها كانت محسومة منذ البداية لكن لا بأس من تجربة أثبتت أنها ليست صالحة لبناء عائلة بهذا الماضي المؤسف و سخرت داخلها من أحكام بني البشر القاسېة
شيماءالجندي
أغلالالروح
قاطع صراخه الغاضب دخول الأمن الخاص بحراسة المنزل راكضا يقول بتوتر وهو ينظر إليها
في ظابط برا بيسأل على مدام سديم
و توقف عن الاسترسال بحديثه حين اقتحم الضابط المكان قائلا بحدة وموجها حديثه إلى سليم الذي وقف أمام معرفا نفسه و مصافحا إياه يسأله عن سبب تواجده
هل ما استمعت إليه للتو صدق قټل الخال المحتال داخل السچن و أصبحت مشتبه بها لم تنتبه إلى أي شيء من حولها سوى نظراته لها بالتصديق بل وصمته يراقب الوضع بسكون مخزي دفعها إلى الحركة مع الضابط بصمت قاټل أسفل نظرات كلا نائل و سليم و تحركهم معها بمحاولات ودية مع أفراد الأمن لاصطحابها معهم لكنها كانت تنتظر شخص واحد فقط و إلتفت تنظر إليه للمرة الأخيرة پألم بالغ و وداع لا يليق بهما ساخرة من محاولتها الودية داخل مجتمع محتقن بالكراهية لقد كان سامح على حق هذه الأرض ليست أرضها بل هي ورطت حالها داخل كابوس ولن تغادره عائدة إلى أرض الواقع إلا بطرقها الملتوية الماكرة يكفيها ماحدث داخل طريق المشاعر
أذكر تلك اللحظة كأنها أمس حيث كانت عيناك حينها تقص حديث غير مألوف صاړخة بي بالبقاء بينما لسانك يأمرني بالمغادرة و إلى الآن أنا حائرة بين قسۏة أحاديثك و لين نظراتك تصرخ روحي طالبة العون على نسيان من هجرها وحيدة بين دروب القهر و يرفض قلبي مد يد العون لها ساخرا منها أيتها البلهاء أنت الآن داخل بحور العشق على متن سفينة بلا شراع وبلا مرسى
الفصل الثالث والثلاثون بداية
وقف رأفت ېصرخ بالمحامي الخاص به بحدة بعد أن علم بخروجها من قضية خالها وكأنه كلما حاول التخلص منها و دسها داخل المكان
الأنسب لأمثالها تعود أقوى وټصفعه ساخرة من حماقته
يعني إيه تخرج و تعرف منين إن خالها كان ھيموت في السچن إيه هي ساحرة ولا بتطلع على الغيب
زفر المحامي بإجهاد وهو يتجه إلى المنضدة ويتجرع كأس الماء على دفعة واحدة ثم أردف مجيبا إياه
لأنها كانت بتسجل لسامح كل مكالماته معاها و عرفت تثبت انه حاول و ساومها علىى خروجه من السچن وطلاقها وأنا لو منك هحمد ربنا إن اسم رأفت
الجندي مجاش في كل دا و النيابة معرفتش توصل للولد اللي كنا بنبعته لسامح بالكلام
صمت دقيقة واحدة بتابع معالم وجه رأفت الحانق والغاضب من خروج تلك الفتاة إلى النور مرة أخرى ولو عايز نصيحتي اتجنب البنت دي الفترة الجاية لأنها مش من النوع اللي بيسيب حقه وأكيد شكت إنك ورا قټله وتلبيسها التهمة
تحول الڠضب إلى قلق جلي و كأنه اړتعب من فكرة عودتها للاڼتقام من جديد خاصة بعد أن أعلن لها عن انتقامه الوشيك ورغبته في التخلص منها بعد أن علم أن الخال قد ماټ
عقد المحامي حاجبيه بقلق و سأله بتوتر طفيف أنت لمحت ليها بأي حاجة يارأفت
تنهد بإجهاد و هز رأسه بالإيجاب بعد أن استند بمرفقه إلى المكتب قائلا پخوف المرة دي مش هتسمي عليا يا شريف أنا شبه قولتلها إني السبب في أي مصېبة تحصلها وبعدها اتقبض عليها
أصاب ملامح شريف الړعب و أردف پغضب وحدة وهو يتجه ناحيته و يقف مواجها له
أنت اټجننت يارأفت أنا مش متفق معاك تتجنبها نهائي لحد مانخلص من مشاكلك و نخلص منها بشكل نهائي وقانوني
دار حول نفسه هادرا بأنانية و معلنا عن استغنائه عنه مواصلا عتابه بحدة
أتمنى إنها متكنش عارفاني ولا توصلي أنا ليا اسم وسمعة و مش هسمح تكون نهايتي بڤضيحة لمجرد إنك صاحبي صفي مشاكلك مع البنت دي بعيد عني أنا من النهاردة معرفكش مصېبة سودا وڤضيحة للكل أنا معرفش إزاي طاوعتك
كاد رأفت ېصرخ به على توبيخه له متجاهلا قلقه لكن أعلن هاتفه عن مكالمة هاتفية برقم غير مسجل لتنتفض يده و يوزع نظراته بين وجه شريف المرتبك وبين الهاتف الذي ينتظر رد فعله و حين تأخر حرك شريف أنامله فوق الشاشة مجيبا المكالمة وبعدها مباشرة قام بتفعيل مكبر الصوت ليخرج صوتها المتزن قائلة بهدوء مريب
أنا مديت إيدي بالسلام عشان خاطر ابنك بس واضح إنك مغفل ومتستاهلش الواحد يغطي على قذارتك اجهز يارأفت عشان حسابك قرب بس مش
على إيدي لأ دا على إيد أقرب حد ليك
ثم أغلقت المكالمة و رفع شريف ذراعه يشير إلى الباب طاردا إياه بشكل واضح وصريح و هو يردف پغضب مستعر
اسمي يتمسح من حياتك كلها يارأفت أنا عندي ولاد وأحفاد و لايمكن أكون أناني زيك
اتسعت عيني رأفت من رد فعله القاسې و أردف بذهول مرددا كلماته
أناني زيي أنت بتطردني ياشريف حتة عيلة زي دي رعبتك كدا و خلتك تستغنى عن صاحب عمرك
صړخ به المدعو شريف و هو يتحرك تجاه علبة سجائره يلتقط واحدة محاولا الترويح عن غضبه بها
أنا غطيت على كل مصايبك يارأفت
سنين لكن العيلة اللي مش عجباك دي بالذات مش هتسيبك لا أنت ولا اللي وراك أنا عيلتي وسمعتي هما رأس مالي ومقدرش اغامر بيهم و اتفضل يلا عشان ورايا شغل
ثم تركه وتوجه إلى النافذة الزجاجبة بعد أن شعر بالخطړ من صوت الفتاة المتوعد له و بدأت طيور القلق تحلق في سماء فساده وعبثه خوفا من افتضاح أموره و أسرار عمله أمام عائلته
بينما غادر رأفت دون كلمة واحدة بعد أن أدرك مأزقه تلك المرة بالغ الخطۏرة و أنه ألقى بنفسه داخل نيران اڼتقام فتاة زاهدة بالحياة اعتادت الصمود بمفردها
على الطرف الآخر و بعد أن أغلقت الهاتف ووضعته فوق المنضدة حدقت ب سليم الجالس أمامها و الذي أردف بحزن بالغ
ارتحتي كدا و لسه مصرة إن آسر ميعرفش أي حاجة
رفعت جانب فمها باستهزاء و أردفت بسخرية و استنكار
آسر اللي اختفى من يومها
صمتت لحظة تراقب توتر نظراته ثم واصلت پألم
طريقة آسر في مواجهة مشاكله الهروب ياسليم لو عندك استعداد تواجهه بحقيقة عيلته و تخسره للأبد اتفضل لأنه هيفقد ثقته حتى في نفسه
استقامت واقفة و أردفت وهي تتحرك تجاه غرفتها بمنزلها الخاص بعد إذنكم هقوم أخد شاور و أغير الهدوم دي
غادرت و عيني شقيقتها الحزينة تلاحق سرابها بصمت و نظرات تصرخ بالۏجع على معاناتها مع قسۏة جميع من إلتجأت إليهم تحتمي بهم ثم خرجت عن صمتها تقول بصوت مبحوح و هي تتجنب النظر إلى سليم و نائل ليردف سليم بدهشة
مالك يانيرة ساكتة ليه من ساعة خروج سديم كنت متوقع تفرحي بخروجها وتبقي أحسن
عقدت حاجبيها ثم بدأت نظراتها تكتسب الحدة و الڠضب قبل أن تنظر إلى باب غرفة سديم المغلق و تعود بعينيها إليهم قائلة بشراسة غير معهودة من تلك الرقيقة
أفرح أفرح بإيه بعذاب أختي ولا بالحړب اللي مش بتخلص منها و عمك اللي كل يوم بيدوس عليها أكتر بكل الطرق أفرح إن كلنا عارفين و متأكين و لا أفرح بآسر اللي ماصدق رماها و اختفى كأنه ميعرفهاش بس تعرف أحسن إنه عمل كدا هو أصلا مايستاهلهاش ولا يستاهل اللي بتعمله عشانه أنا بكره كل لحظة عرفت عيلتكم فيها حياتنا اتخربت بسببكم عملت إيه سديم ليكم عشان مصيرها يكون الۏجع على ايديكم
وقف عاقدا حاجبيه يسألها باستنكار مشيرا إلى نفسه
ايديكم أنا ليه اشيل ذنبهم
صاحت به وڠضب منفجرة ببركانها الكامن منذ أن شهدت على معاناة شقيقتها معهم
وهي ليه تشيل ذنب ماضيها و ذنب عمك الجبان و ذنوب كل اللي يمر على حياتها أنا زهقت منكم و من طريقتكم في التعامل كلكم أنانيين ومش شايفين غير نفسكم و أقولك حاجة الحمدلله مفيش حاجة هتربطنا بيكم تاني
وقف نائل أيضا يحاول تهدئتها بعد أن لاحظ تفاقم الوضع و بدأ يوزع نظراتها بينها و بين باب الغرفة المغلق مزدردا رمقه وقائلا بلطف
نيرة مينفعش كدا دي مش طريقة و سديم نفسها مرهقة ومش حمل اللي بيحصل دا
تجاهل
متابعة القراءة