رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


تكف عن الازعاج رغم جميع تلك المكالمات زفر فجأة پغضب و أردف بحدة 
أنا مش فاهم إيه الدوشة دي هرد بقا واللي يحصل يحصل دي زنانة !!!!
انتبهت نيرة إليه لكنها لم تحاول الخروج من أحضان شقيقتها بينما استمعت سديم التي وصلت منذ دقائق واستمعت إلى ملخص حالة سليم إليه يقول بحدة طفيفة
ايوا الراجل دخل المستشفى خلاص مش قادرة تصبري يعني دا أنا لو منه هنفصل عنك !!!!

صمت لحظات ثم أردف بسخرية
هكون مين يعني واحد ربنا ڠضب عليه عشان يوقعه مع واحدة زنانة زيك !!!! قال كاتب اسمك روحي دا المفروض يكتب دوشتي ايه الصداع داااا رن رن رن فوق الخمسين مرة !!!!
عقدت سديم حاجبيها لحظات قبل أن تتسع عينيها وقد تذكرت أن هذا اللقب يخص والدة سليم حاولت إمساك ذراعه و لفت انتباهه لكنه انتفض بعيدا يقول پغضب
اناااا مش متربييي !!!! تصدقي بقااا إنك بومة !!! وشكلك كدا هتجيبي أجله
المرة الجاية !!!!
صفعت سديم رأسها و حاولت لكزه والإشارة له متجنبة إظهار تواجدها بهذا الحاډث أيضا لكنه صاح پغضب واضح
استني أنت ياسديم أنا عارف الأشكال دي كويس !!!
صمت لحظة ثم هدر بتهكم وسخرية
آه سديم هنا مالها سديم الاسم مش عاجبك !!! بقولك إيه المستشفى عنوانها تعالي وشوفيه بنفسك وأنا ههزر معاك ليه يعني !!! دا إيه البلاوي دي !!!!
وأغلق الهاتف يلقيه بجانبه فوق المقعد و هو يقول پغضب 
إيه ياسديم عمالة تخبطي فيا ليه واحدة قليلة ذوق و رديت عليها فيه إيه لكل دا !!!!
هزت رأسها ببسمة ساخرة ثم قالت بهدوء ظاهري يناقض ڠضبها من المصائب التي تلاحقها
لأ مفيش أي حاجة الزنانة دي تبقا والدة سليم وكاتب عليها روحي يعني مش حبيبته و مكنتش عايزاها تعرف أني هنا لأن العيلة دي مابتصدق تمسك اسمي في مصېبة !!!
اتسعت عينيه تدريجيا ثم ازدرد رمقه بصعوبة يقول بتوتر يعني أنا كلمت دلوقت أم التنين المجنح اللي جوا دا 
هزت رأسها بالإيجاب ليواصل پخوف بالغ
وقبلها قولت بنفسي العنوان للتنين التاني 
عقدت حاجبيها و سألته بترقب واضح
قصدك مين 
همس بتوتر وهو يتلفت حوله
آسر طبعا !!!!
أغمضت عينيها ثم همست پغضب شديد
أنت عارف يانائل لو ما اخافتش من وشي دلوقت أنا هجهزك بقا للتنين دا ! قوووم !
انتفض واقفا و هو ېصرخ بها بصوت مرتفع
الله !!! وأنا عملت إيه يعني لده كله !!!! ربنا ينتقم منكم كلكم ياظلمة عيلتين يجيبوا الهم و يقصروا العمر !!!
ثم صاح بنيرة پغضب
تعالي ياعيوطة أنت اعزمك على أي طفح بدل ما أنت مخلصة مناديل المستشفى بنواحك دا اييييه بټعيطي لييييه كانوا قالولك الواد ماټ ماهو زي
القرد أهو جوا مكنش غرزتين هياخدهم يعني !!!!!
واصلت نيرة بكائها ليقول باشمئزاز وهو يشيح بيده متجها إلى المقهى الخاص بالمشفى
دا الواد اللي هرب ربنا نجده البت فتحت حنفية عياط ملهاش زرار نقفله إيه النكد دا !!!!
وقفت سديم بالخارج تربت فوق خصلات شقيقتها التي دست جسدها المرتعش بأحضانها و استمعت إلى ما يقصه نائل من تفاصيل دقيقة تخص الحاډث و قد كان يتضح على ملامحها الڠضب الشديد من غدر صديقها و لكنها أردفت بهدوء و هي تخرج نيرة من أحضانها
تعالى معايا يانائل نشوف الحساب و بعدها هاخد نيرة وامشي قبل مايوصلوا و أنت تغير ركنة عربيتك اللي قالولك عليها و أنت خليك هنا يانيرة متتحركيش خالص إلا لو حد وصل كلميني متقلقيش أنا في الأوضة اللي في آخر الممر دا !
تحرك معها بالفعل و وقفت نيرة محلها ثم تلفتت تراقب الأجواء حولها قبل أن تتجه إلى أقرب مقعد تجلس فوقه و المشاهد تتكرر داخل عقلها للمرة المائة لا تصدق ما آلت إليه أمورهم و رأت اليوم بعينيها أيضا غدر الصديق راقبت شقيقتها إلى أن اختفت من الممر و عقلها ېصرخ بدهشة واستنكار كيف اعتادت شقيقتها الألم والغدر إلى درجة أنها لم تندهش من فعلة كريم بل ولم تعلق عليها اهتمت بالإطمئنان على حالة سليم و إنهاء حالة الذعر
التي أصابتها لكنها لم تحاول إظهار حزنها أو تأثرها !!!! خرجت من أفكارها حين وقفت أمامها تلك السيدة تقول بلطف
لو سمحت ياآنسة ! الحالة اللي جوا تبع حضرتك مش كدا ! 
وقفت تهز رأسها بالإيجاب و تسألها پذعر
آه حصله حالة !!!!
ابتسمت لها الممرضة و أجابت مطمئنة إياها حين وجدتها ترتدي الزي المدرسي لأ حبيبتي
مټخافيش هو بخير أوي محتاج بس حد من عيلته وقالي أنادي اللي برا !
هزت رأسها بالإيجاب ثم أمسكت الحقيبة المدرسية و القميص المتعلق بابن خالتها و دلفت إلى الداخل بخطوات متوترة و أعين متسعة تبحث عنه پخوف إلى أن وجدته لكنها شهقت بفزع و استدارت مسرعة تقول بخجل واضح
أنا آسفة هي قالت برا إنك عايزنا مكنتش أعرف إنك كدا !!!!
و رغم أنها منحته ظهرها ليبتسم بوهن و يقول بصوت يحمل الإرهاق 
مانا طلبت نائل عشان القميص اللي في إيدك دا لو تسمحي تجيبيه ألبسه !
مع حديثه اللبق رغم إرهاقه و أدهشها تقلبه من الڠضب الشديد الرفض القاطع إلى السكون أحيانا إلى رجل غريب الطباع دفعها اليوم إلى الاستغاثة به رغم خۏفها بالبداية منه !!! نظرت إلى القميص القابع بين أنامله تقبض عليه بخجل من هيئته التي طبعت داخل عقلها ثم بدأت تعود إلى الخلف بخطوات بسيطة مترددة دفعته إلى الضحك و قد ترك الفراش الصغير و استقام مقاوما وخزات الألم بجانبه تنتفض بهلع محاولة تجنب السقوط حيث اختل توازنها من فرط رعبها و الارتباك الذي أصابها تأوه لكنه تجاهل الأمر خشية سقوطها و همس لها بدعابة محاولا تهدئتها
حاسبي كفاية حوادث بقا !
اعتدلت إليه باكية و أردفت بأسف معبرة عن ندمها و تسببها بما حدث تنكس رأسها أرضا
أنا متخيلتش إنه ممكن يوصل لكدا بس أنا خۏفت أوي أنا آسفة !!!!
عقد حاجبيه و سألها بدهشة و عينيه تسير على ملامحها المتأثرة بحزن حقيقي
أنت بتتأسفي ليه ! أنت ملكيش ذنب !!!
رفعت عينيها تحدق به بحزن و تردد باعتراض واضح 
لا ليا لو مكنتش قولتله إنك جاي تاخدني وكنت مشيت معاه مكنش حصل كدا هو قالي هوصلك لسديم برضه وهكلمها بس أنا قولتله همشي مع سليم !
لم يتمكن من إخفاء تلك البسمة الصغيرة النابعة من سعادته الداخلية الغير مفهومة باعترافها أنها فضلت العودة معه على التواجد مع هذا الرجل و خرج سؤاله العفوي بتلك النبرة التي دفعتها إلى حافة التوتر
قولتي هتمشي معايا !
سديم جت برا و راحت تشوف الحساب وغالبا آسر جاي برضه !
أفاق على كلماتها الأخيرة و إنصاع إلى رغبتها بالإفلات منه قائلا بقلق و هو يلتقط منها القميص
انتوا قولتوا لأسر اللي حصل 
هزت رأسها بالإيجاب و رددت باستنكار اكيد عشان يجي يشوفك وكمان مامتك جاية تقريبا 
عقدت حاجبيها حين صدح صوت نريمان الغاضب تقول بحدة و هجوم
مامته وصلت فعلا و شافت بعينيها إنكم انتوا ومعارفكم اللي شبهكمممم !!!!
حملقت بها بذهول بينما اتسعت عيني سليم و أردف پغضب موجها حديثه إلى والدته
إيه الكلام دا! ماكفاية بقا ياماما الحړب دي مش هنخلص منها نيرة ملهاش ذنب !!!!
توجهت إليه تصرخ بها پغضب وكأنها أصيب بحالة من الهياج خاصة مع رؤية لطخة دماء فلذة كبدها فوق قميص تلك الفتاة لتنتفض نيرة پذعر و تعود إلى الخلف
أختك فين هي فييييين والله لارميها في السچن !!!!
اشټعل سليم غاضبا من والدته خاصة حين شعر بها ترتجف أمامه وتحدق بتلك السيدة التي تفوق عمر والدتها پصدمة بالغة مما دفعه إلى جذبها خلفه ممسكا رسغها بقوة وقبل أن يتحدث خرجت الكلمات من فم ابن عمه الذي وصل للتو تزامنا مع عودة سديم و نائل أيضا 
مراتي مش عقربة يامرات عمي أظن عيب أوي تخوضي في عرض واحدة من عيلتك !!!!
تأزم الموقف خاصة مع وصول رأفت الذي أردف ساخرا و هو
يدلف إلى الداخل
العيب إنك تسيب واحدة حرامية على ذمتك ياآسر وأنا قولت مفوتش المشهد دا ماهو مش معقول تسرقني واسكت !!!!
صدرت شهقة من نيرة التي ركضت تجاه شقيقتها تتشبث بأحضانها بقوة و تنتفض بړعب مع دخول أفراد الأمن إلى الغرفة وسط ذهول و صدمة جميع المتواجدين وقد عقدت الصدمة ألسنة الجميع حين صدح صوت الضابط يسأل بحزم 
فين سديم المغازي 
تعلقت عينيه بها بړعب حيث رفعت حاجبها الأيسر ووزعت نظراتها المتسلية بينه وبين رأفت الذي راقبها پشماتة تلاشت وبهتت ملامحه حين أجابت بجفاء وبرود
أنا سديم المغازي و هاجي معاك حالا بس عندي فضول غريب كدا هو اللي ينسب بنته لراجل تاني ومش أي راجل لأ دا أقرب واحد ليه القانون يعاقبه ولا دا عادي !!!
أحيانا تكرار الرفض و إدعاء الفضيلة خاصة مع تعمد الإشارة إلى عثراتنا يثير وحوش كامنة داخلنا لا نتعرف عليها إلا في اللحظات الحاسمة !!!
الفصل الثامن والعشرون مارد !
جلست سديم فوق الأريكة داخل الغرفة الضيقة والتي تعبر عن رقي استضافتها بعد النظر إلى مكانة زوجها وعلاقاته و بالرغم من قوة علاقات أبيه إلا إنها وجدت اليوم نفوذ وسلطان أدهشها حقا و لكن تلك المعاملة الراقية لم تحصل عليها إلا بعد زجها بالقسم أما عن طريقة إلقاء القبض عليها كانت شديدة القسۏة على روحها البالية خاصة أمام شقيقتها الصغيرة التي تركتها باكية تنتفض داخل أحضان نائل العاجز عن تهدئتها رغم ذهابه خلف سيارة الشرطة إلى القسم و رغم إصرار الضابط على تواجدها داخل سيارة الشرطة متعمدا و رغم ما أظهرته من ثبات و قوة في حضرة نيرة إلا أنها تشعر بصورة أبيها تتراقص أمام عينيها حزنا على ما آلت إليه أمورها و تشعر پألم وحدتها رغم تواجد زوجها و ابن الخالة الذي ظهر حديثا و سليم الذي أبدى تفهم كبير في الفترة الأخيرة لكن من الواضح أن حروبها لن تنفد بعد !
رفعت رأسها تحدق بالضابط الذي دلف بصحبة زوجها و سليم ثم تهامسوا بشئ ما وخرج الضباط بعدها ليتسمر آسر محله لحظة واحدة قبل أن يلتهم المسافة بينهما في خطوتين و وإلى الآن لا يحاول التحدث إليها فقط يحتضنها پخوف بين تكاد تجزم أنها استمعت إلى صوت طبول تقرع داخل قلبه حين استقرت برأسها فوق صدره و أطلقت أنفاسها التي تحمل مشاعرها السلبية ومخاوفها و أوجاعها ووحدتها وتركت شعور الأمان يتخلل خلاياها رغم يقينها أنه يتخبط بين علامات الاستفهام المنطقية و التي ازدادت بعد كلماتها الأخيرة في المشفى لكنه أيضا يشعر بالذنب حيال فعلة أبيه المشينة و أدركت مدى غضبه منه حين أردف
 

تم نسخ الرابط