رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


جدا كمان !!!
لم يتسمع إلى رد سليم الضاحك حيث استقام واقفا و مد يده إليها حين بدأت الفرقة بالعزف و كأنه يخشى الرفض و يخشى أن يكرر ابن العم فعلته السابقة و يراقصها مرة أخرى أمام أنظار الجميع لذلك قال بهدوء وعينيه تجوب ملامحها الساكنة 
تسمحي 
نظر كلا من سليم و يوسف إلى بعضهما بدهشة بينما ابتسمت له بهدوء و وضعت يدها للمرة الثانية في هذا اليوم داخل و برغبتها !

اتجهت معه إلى ساحة الرقص و 
متوقعتش حركة زي دي منك الحقيقة !
ابتسم لها و رفع حاجبه الأيسر واستنكر يهمس لها 
ليه هو أنا مشلۏل ولا إيه ما أنا بعرف اتعامل بدراعي التاني عادي جدا وقريب أوي هرجع تمام زي الأول .
اجابته بهدوء و هي ترفع كتفيها بلامبالاة و تتجه بعينيها تجاه الطاولة التي يجلس فوقها رفاقهم 
خلاص وزعلت كدا ليه اقصد إني متوقعتش التصرف دا منك يعني من يوسف أو .. اممم أو من .. سليم مثلا !!
ليه بقاا أنا معملش كدا إيه الفكرة الغريبة اللي وخداها عني دي !
ابتسمت له ثم رفعت حاجبها تقول بدهشة فكرة ايه إنك معقد مبتحبش البنات ولا إن المعاملة دي ليا أنا بالذات عشان مش بتحب تشوفني لكن سليم ويوسف بيعاملوني عادي 
اغضبه حديثها للغاية خاصة حين قارنت بين معاملته ومعاملة سليم لها و بالرغم من التنازلات التي يقدمها لأجلها لازالت
ترى سليم أفضل منه !!!! تحدث بنبرة حادة قليلا و قال ساخرا 
خدي بالك إن سليم ويوسف بيتعاملوا مع بنت عمهم !
كلماته واضحة للغاية و كأنه يتعمد تذكيرها في كل لحظة أنها المحتالة و أن تلك المعاملة لأجل سيلا و ليست سديم حدق بعينيها بتوتر خاصة حين اختفى هذا البريق اللطيف و العابث من مقلتيها و عادت إلى نبرتها الراكدة معه تقول پألم داخلي 
عندك حق ! بس ياريت تاخد بالك إن أنت اللي بتتعامل معايا أنا مفرضتش نفسي عليك !
خرجت من أحضانه و قالت بهدوء أنا صدعت هروح اقعد بقا ! 
تنهد بحزن حين شعر أنه تسرع للغاية بحديثه لكنه ساخط على كل ما يدور حوله و لا يعلم هل ما يحدث هو الصواب أم أنه يضل الطريق و يتجه خلفها داخل دربها الملبد بالضباب الناعم !!!!
سار بجانبها لكنه توقف عاقدا حاجبيه حين أقبل عليهما هذا الشاب الوسيم و قال ببهجة واضحة 
عامله إيه ياسديم !!!!
كان الجميع أمام الطاولة ووقف كلا من سليم و يوسف ينتظران مبادلة سديم إياه و ازداد غضبه حين نادته بلطف تقول كريم !!!
أين سمع هذا الاسم !!! خرجت من أحضانه
أخيرا و بدأت تقدمه إلى الشباب ثم قالت وهي تشير إليه ودا آسر اللي أنت انقذته !!!
تذكره الآن هذا هو كريم الطبيب الذي تحدثت إليه ليلة مرضه و من الواضح أن علاقتهما ليست علاقة صداقة كما أخبرته 
حيث كانت تتابع الحديث مع سليم و يوسف و أيضا الصغيرة نورهان التي اهتمت بتواجدها بشكل خاص و كأنها تخشى أن تمل الجلسة أو تبقى وحيدة و لن ينكر أنه لاحظ تصرفها التلقائي مع الطفلة و أعجبه للغاية اهتمامها الخاص بالصغيرة والذي دفع نورهان إلى التعلق بها هو يعلم جيدا أن الطفل يميل إلى الأمان والرفق و هذا ما جعله يؤمن أنها ليست سيئة كما تظهر له !!!!!!
كانت الجلسة هادئة و لطيفة ابتعدت سديم عن الجميع و اتجهت إلى المرحاض تتحدث إلى شقيقتها نيرة تطمئن على أخبارها و تتأكد أنها بخير و أنها بجانبها إن

أرادت في أي وقت سوف تهرول إليها و حين عادت إليهم كان كريم يقول بتوتر طفيف 
آه أنا اعرف سديم من سنين فعلا !
جلست تحاول استنباط الحديث و خاصة حين قال آسر بسخرية واضحة 
مش فاهم برضه تعرفها منين !
نظر كريم إليها خاصة أنه لا يميل إلى الكذب و المراوغة ومن الواضح أن هذا الآسر يتحدث هكذا عمدا ضيقت سديم عينيها بدهشة من أسئلته الغير مرغوب بها و كأنه يحاول الإيقاع ب كريم ماذا يفعل !!! ولكن أنقذ سليم الموقف وقال 
طيب أنا مش عارف بقا هديتي هتعجبك ولا لأ بس أنا مقدرتش اسمع كلامك ومجبهاش !
عقدت حاجبيها و اعتدلت تنظر إليه برفض واضح بينما أكمل حديثه موجها السؤال إلى الصغيرة 
شوفي يانور احكمي أنت و كلنا هنوافق على حكمك أنا ويوسف جايبين هدايا لسديم نطلعها ولا لأ!
هزت الطفلة رأسها بالإيجاب و ابتسمت تعض على شفتيها بخجل طفيف وتنظر إلى سديم بوداعة جعلتها تهز رأسها بيأس و تبتسم لها ثم وقف سليم و أخرج العقد من صندوقه يقول بلطف مشيرا إلى عنقها 
تسمحيلي 
تنهدت و قالت بهدوء 
اتفضل!
جمعت خصلاتها ورفعتها إلى الأعلى كاشفة عن نحرها الناعم البض و استقر سليم خلفها مباشرة يضعه لها و قد غفل عن نظرات آسر التي كادت تحرقهما من فرط غضبه و كأنها وافقت على هذا العقد تأديبا له على حديثه الأهوج معها حيث رفعت عينيها أخيرا و نظرت إليه بشموخ و لم تكن الوحيدة التي لاحظت نظراته بل كريم أيضا لاحظه و آثر الصمت ثم انتظر تقديم هدية يوسف و التي أدهشت الجميع و اضحكتهم آن واحد حيث أحضر خلخالين لها وللصغيرة التي ابتهجت به بشدة و أصرت أن تضعه لها سديم التي لبت رغبتها بينما وقف كريم و قال بهدوء 
طيب ياجماعة مبسوط إني اتعرفت عليكم و حمدلله على سلامتك يا آسر !
انسحب من المجلس ولم ينتظر الرد ولكن استقامت سديم مسرعة و أسرعت خلفه تقول بحزن بعدما أمسكت ذراعه و أوقفته 
كريم أنا حقيقي آسفة مكنتش أعرف أن آسر
ممكن يعمل كدا بس يوسف أصر يشكر الدكتور اللي أنقذ أخوه !!
عقد حاجبيه و قال بخفوت و هو ينظر تجاه الطاولة ثم إليها 
سديم أنت متأكدة أن دا شغل !!! مش حاسة إنك مندمجة مع العيلة دي و انساحبك هيدمرهم !! الناس بتهاديك بألماظ ياسديم تخيلي لو عرفوا حقيقتك بالمستوى دا و بدمارهم وقتها ممكن يعملوا فيك إيه أنا أكتر واحد عارفك و عارف وصلتي للحالة دي إزاي بس أنت بالمنظر دا بتدمري نفسك !
تنهدت وقالت محاولة الدفاع عن حالها 
ويعملوا فيا ليه ابنهم هو اللي جابني دا غير إني والله مااقصد كل دا كل الحوادث دي حصلت صدفة و أنا معرفتش اسيبهم وامشي كنت عايزني اعمل إيه بس ياكريم اسيبهم بيموتوا وامشي ! دا غير إني كنت همشي واسيب كل دا بس البنت الصغيرة دي ذنبها إيه تبقا سديم جديدة 
أنهت حديثها بأعين لامعة بالدموع مټألمة و رفع كريم يديه يربت فوق ذراعيها و يقول بهدوء 
أنا عارف ياسديم وحضرت القصة من أولها كمان مش محتاج توصفيلي بتعملي كدا ليه بس خليني أبشرك ان الكابتن اللي جاي علينا دلوقت ونظراته هتحرقني مش واخد الموضوع زيك كدا و شايفك بشكل تاني !
أنهى حديثه بهدوء و نبرة محذرة 
خدي بالك من نفسك ياسديم نيرة و مامتك محتاجينك زي البنت الصغيرة دي بالظبط ! هكلمك بعدين سلام !
انصرف بخطوات سريعة بينما وقف هو أمامها يقول بنبرة آمرة يلا عشان نمشي !
عقدت حاجبيها حين تركها و غادر ثم نظرت إلى الجهة الأخرى ووجدت الصغيرة تركض إليها و بيدها حقيبتها تعطيها إياها و تمسك يدها و وجدت يوسف يقبل عليها قائلا بتهكم 
واضح أن آسر و كريم حبوا بعض أوي !
تنهدت تردف بحزن و جدية 
أنا حقيقي ندمت إني جبت كريم مكنش فيه داعي يايوسف !
أجابها بهدوء و قد ظن أن كريم أيضا تضرر من معاملة أخيه الفظة بجد ياسديم معرفش آسر عمل كدا ليه ومتوقعتش كدا أبدا أول مرة يبقا قليل ذوق كدا !
لكزه سليم بخفة وقال بحرج 
طيب نكلمه ياسديم نعتذرله 
هزت رأسها بالسلب وأجابت بيأس لأ لأ مفيش داعي هو مش متضايق من آسر ! يلا نروح بقا نور بدأت تنام !
نظر يوسف إلى الطفلة التي تثائبت و أعلنت عن بداية خمولها و أمسكت يد سديم تسند إليها وجنتها و تبتسم لها بلطف ابتسم لها و قال بمداعبة 
نوري عايزة تناام خلاص !!! يلا بينا نروح حالا أهو !
و بالفعل عاد الجميع إلى المنزل سالمين و حين وصل الشباب إلى المنزل حمل سليم الصغيرة النائمة إلى الأعلى بينما طلب عاصم التحدث إليهم حيث كان ينتظر عودتهم داخل الحديقة و هدر بصوت واضح فور رؤيتهم 
سديم !! استني عاوزك أنت و آسر !
الفصل الثاني عشر رفيق 
جلست سديم بجانب عاصم داخل غؤفة المكتب الخاصةبمنزل آسر الذي جلس فوق المقعد المجاور إلى أريكة جلوسهم وعينيه ترتكز فوقها هي تحديدا حيث كان يتضح على ملامحها الحيرة والتوتر وأردفت بدهشة بعد أن استمعت إلى مطلب عاصم و هي تنظر إليه بعد أن ألقت نظرة خاطفة على هذا المراقب الصامت
طيب و ليه عايزني أمسك مكانك أنا شايفة إني لسه تحت التدريب ومقدرش أخد دورك في الإدارة 
تنهد عاصم مبتسما يربت فوق ظهرها و يردف بلطف
حبييتي أنا هبقا معاك لحد ما تتعلمي كل حاجة يعني مش همشي على طول 
نظرت إلى آسر الذي نقل جلسته من المقعد إلى طرف مكتبه يعبث بهاتفه بهدوء و يراقب حديثهم دون تدخل منه إلى أن قال عاصم بجدية
إيه رأيك يا آسر مش أنت اللي بتدربها 
عقدت حاجبيها حين تشدق بلامبالاة ينظر إلى ملامحها المنتظرة إنقاذه خاصة أن حديثه موثوق لدى عمه
والله أنا رأيي مش مهم أبدا هي أدري بنفسها وبقدرتها 
أدركت أنه لن يعصمها من هذا المأزق زفرت أنفاسها بهدوء ثم وقفت تقول لإنهاء الحديث لأ أنا مش حابة القصة دي ولا هقدر عليها حاليا و ياريت بلاش تحول أي حاجه ليا بشكل رسمي أنا حقيقي مش هاخد مسؤلية زي دي دلوقت 
وقف عاصم بدوره وهو يتنهد قائلا بحزن
تمام يابنتي زي ما تحبي 
شعرت بالشفقة تجاهه خاصة حين تذكرت أمر الطفلة الصغيرة و نظرا إلى وصف آسر كانت زيجته الأولى سيئة أيضا هو وحيد للغاية و هي لا تريد أن يتسلل له هذا الشعور لذلك ربتت فوق كتفه و قالت وهي تتجه إلى الخارج معه
طيب أنا في كل الأحوال بتدرب وأول ماابقى مستعدة هكون معاك متقلقش 
ابتسم لها واحتضنها بمحبة خالصة يربت فوق ظهرها قائلا
أنا مش قلقان غير عليك حاسس إنك مرهقة من الصبح أو تعبانة لو في حاجه ياحبيبتي قوليلي وأنا هتصرف ولو آسر ضاغط عليك في التدريب قوليلي ماتتكسفيش 
وكأن أحدهم ېطعنها الآن بخنجر مسمۏم هذا الرجل يكاد يغرقها بالمحبة و الرفق و يتفانى بتذكيرها بابيها الراحل وهي هنا
 

تم نسخ الرابط