رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


لأقسم أنها خالية من المشاعر !!!! لكنه أدرك الآن سر صمودها بين ملامح غير مكترثه و روح تحترق بين نيران الألم في كل لحظة !!!
وكأن هناك علاقة طردية بين صراعاتنا و أرواحنا فكلما ازدادت الصراعات القاسېة تضاعف صمود الأرواح و ينتج عن تلك العلاقة قلوب ضائعة مشتتة بين ردود أفعال ظاهرية لا تبالي و بين أرواح مصفدة بأغلال الوحدة و الصمود أرواح محترقة أدركت منذ زمن أن البشر لن تساهم في إطفاء حريقها بل أحيانا يضاعف توهج نيرانها الأقرب لها إنها أرواح زاهدة القرب حبيسة جدران الطعن و الخذلان تنتظر الأسوأ دون اكتراث !!!!

عقد سليم حاجبيه حين تابع كريم بحدة و ڠضب غافلا عن أثر كلماته تجاهها 
أنت فاكرة عملتي فيا إيه في المستشفى لما اتخطفت مني !! فاكرة وصتيني عليها كااام مرة !!! هي دي الوصية بقاا تاخديها تتهان من راجل ناقص زي دا !!!
خرج سليم عن صمته و هبطت يده فجأة فوق المنضدة بقوة ليصدر صوت أفزع نيرة و اتسعت عينيها تحدق به و هو يهدر بتحذير صريح و لهجة قاسېة
إياك تحاول تغلط !!! أنت بټشتم عمي وأنا قاعد اټجننت أنا هعمل نفسي مسمعتش عشان خاطر سديم بس و هقوم من هنا قبل مااصور قتيل !! و وبعدين أنت مالك أنت تاخدها فين ولا متاخدهاش هي نيرة دي طفلة ! هي طفلة صغيرة ! أنت لا يمكن تخاف عليها أكتر من أختها مهما وصلت درجة الصلة بينكم هي أدرى بمصلحتها !!
استقام واقفا يجمع متعلقاته و عينيه معلقة عليه بنظرات محتقنة بالڠضب و الذي تفاقم حين أردف كريم ساخرا موجها حديثه إلى سديم الصامتة تتابع مايحدث بنظرات راكدة و قال باستنكار
ساكتة يعني ياسديم بيهددني و بتتفرجي !!! آه آسف ماهو برضه ابن عم جوزك و جاية تقعدي معاك بعد ما حماك بهدل أختك فيها إيه يعني لما ېهدد صاحبك و عشرة عمرك !
اتسعت عيني نيرة پصدمة و أردفت بدفاع وڠضب
إيه دا أنا مقولتش إن حد بهدلني و أنا اللي طلبت من سديم تروح هناك دي مش طريقة تفاهم أنا بجد مصډومة من كلامك دا كان ممكن تكلمني تسألني عن التفاصيل بدل أسلوبك دلوقت مع سديم !!!
انتبه أخيرا إلى هجمومه الذي شنه عليها فجأة دون سابق إنذار ظهرت معالم الندم على تسرعه و أفاق من موجة الڠضب التي اجتاحته منذ أن علم أنهن مع هذا الرجل في المقهى يتجاذبن أطراف الحديث الذي يجهل أصله و كأن شيئا لم يكن !!!!
رفع يده يمسح على وجهه و يقول بأسف مبررا سبب كلماته و موجها نظراته إلى نيرة كأنه يخجل من النظر إلى صديقته 
أنا لما عرفت باللي حصل خرجت عن شعوري خصوصا أنكم قاعدين معاه عادي و بتتسامروا وتشربوا قهوة مش دا برضه اللي كان جايب ابن عمه ساعة الحاډثة عشان يشهده عليك و كان رايح جاي يقول عنك ڼصابة !!
أشار إلى قدح القهوة و واصل كلماته مقررا النظر إلى سديم و استكشاف مدى ڠضبها من فعلته الحمقاء معها 
دا غير إن لما اتكلم معايا حدا واتحشر بينا أنا حقي اتضايق يعني خصوصا إنك ساكتة ياسديم و مفيش أي اعتراض على اللي بيدور حواليك لمجرد إنه عزمكم على قهوة هنا خلاص بقا ملاك ومش تبعهم !!
ڠضبت نيرة بشدة خاصة حين وجدت سليم يرفع رأسه إلى
الأعلى عائدا بجسده إلى الخلف يفتح قبضته ويغلقها عدة مرات محاولا التحكم بغضبه وندمت على فكرة قص ما حدث له بالرغم من دهشتها من ردود أفعاله الهوجاء تلك المرة لكنها حاولت الدفاع مرة أخرى تقول بحدة طفيفة 
كريم !! إحنا مش بنشرب قهوة و آآ
قطعت كلماتها سديم و قد أعلنت عن انتهاء تواجدها بهذا المكان تنظر إلى سليم الذي أدرك رغبتها و أشار إلى العامل مطالبا إياه بإحضار الفاتورة و أخرج أمواله يستمع إليها تردف مبتسمة بهدوء 
شاطر ياكريم طلعت فاهم كل حاجة حواليك كمل بقا بنفس أفكارك كدا !
استنكر سليم ما قالت وتجاهلها كلماته لكن نيرة أدركت معنى ما فعلته شقيقتها كما أدرك كريم أيضا و اتسعت عينيه يحدق بها پصدمة ينظر إلى نيرة التي وقفت هي أيضا ترتدي حقيبتها و تغادر المكان قبل الجميع پغضب شديد وندم على تصرفها و شعورها أنها تسببت بخسارة جديدة لشقيقتها حيث أن كريم قد وضع حاجزا صلدا بفعلته اليوم معها و لكنه وقف و أمسك يدها يقول معتذرا بندم خوفا من خسارتها 
سديم ! أنت متعرفيش نيرة بالذات عندي إيه أنا كنت هتجنن يوم مااتاخدت و النهاردة لما عرفت اللي حصل خرجت عن شعوري و خانني التعبير !!
نظر إلى سليم وعاد إليها يراقب ملامحها الخالية من التعبيرات قبل أن تزفر پغضب و تقول بملل 
تمام ياكريم اوعاا عشان ألحق نيرة ونبقا نتفاهم بعدين ؤغم إني مش لاقيالك مبرر لعصبيتك دي كلها اكيد محدش هيخاف على نيرة قدي !
تحركت بالفعل وتبعها سليم و لكنهما توقفا واحتلت الصدمة ملامحهما حين قال كريم بنبرة يشوبها التردد 
مبرري إني بحب نيرة وكنت مستني تخلص السنة دي عشان اطلب ايدها منك !!!
استدارت بجسدها تحملق به بأعين متسعة مذهولة من رغبته التي يفصح عنها لأول مرة معها و هزت رأسها بعدم تصديق بينما تسمر سليم يراقب الموقف بذهول وقد أصاب كريم التوتر من ظهور الصدمة والرفض على ملامحها
و خرجت عن صمتها أخيرا تسأله بدهشة 
نيرة عارفة 
هز رأسه بالسلب مسرعا و أردف بقلق 
لأ أنا مقولتش ليها أي حاجة و مكنتش هقولك بس اللي حصل النهاردة دا مكنتش هتسامحيني عليه إلا لما اصارحك أنا معنديش أي استعداد اخسرك ياسديم ولا أقدر أخسر نيرة والله اللي حصل دا من خۏفي عليها ومش عايز منك أي رد دلوقت لما نهدا كلنا نتفاهم !!
ثم تحرك مسرعا بعد إلقاء قنبلة موقوتة تهدد علاقته بها شخصيا كأنه يخشى أن يحصل على رد فعل معاكس لرغبته أو يخشى الندم على التوقيت الغير ملائم !!!!
تركها في حالة من اللاوعي و الآن فقط شعرت أنها عديمة الخبرات أو غير جديرة بمنصب تولي شئون شقيقتها الصغيرة شعر سليم بتشتتها و آثر الصمت رغم أن داخله بركان ڠضب من مطلب هذا الرجل و خاصة بتلك الفترة العصيبة !!!
افترقا عند السيارات و قرر سليم متابعتها بالسيارة تخوفا من شرودها دلفت إلى سيارتها حيث كانت تجلس داخلها نيرة منتظرة إياها بحزن واضح تحول إلى دهشة حين أدارت سديم المحرك و بدأت بقيادة السيارة صامتة دون أن تتفوه بكلمة واحدة بدأت الظنون تتلاعب بها و أردفت بقلق بعد أن امتدت يدها تجاهها ووضعتها فوق كتفها 
سديم ! أنت زعلانة مني !!!
أفاقت على سؤالها و أوقفت السيارة تحدق بملامح شقيقتها بشرود ثم سارت بعينيها عليها وعادت إلى وجهها مرة أخرى تهمس داخلها بسخرية لاذعة حزني على

حالنا ليس إلا لم تعد شقيقتي صغيرة ولم أبلغ أنا من الكبر ما يؤهلني إلى تلك الأحداث لازلت تائهة أضل الطرق بل و اتخبط داخلها كيف ارشدك إلى الطريق الصواب إذا !! حزني على فراق اجباري و حاجتي إلى أعمار إضافية من الخبرات فوق عمري !!! حزني على عجزي لأول مرة أمام أمر يخصك !!! أوصاني أبي كثيرا تجاهك و أخبرني أن أحسن معاملتك و أودعك ما تتمنيه من مشاعر الدفئ و المحبة لكنه لم يتحدث عن تلك اللحظة المؤلمة لم يخبرني كيف أحسن التصرف بتلك اللحظات لم يخبرني عن هذا الشعور الذي صار رفيق اجباري داخل دربي شعور الخۏف القاټل تجاهك و تجاه جميع ما يخصك !!!!
كبحت سديم جماح دموعها و هزت رأسها بالسلب تهمس لها پألم شديد 
لأ أنا موضوع آسر بس شاغلني !
عضت نيرة على شفتيها و أردفت بتعاطف شديد 
لسه بتفكري تسيبيه برضه 
صرفت عينيها عنها ثم أردفت بهدوء موضحة موقفها 
أيوا مفيش حاجة هتتغير يانيرة بالعكس احنا هنروح ناخد حاجتنا ونمشي دلوقت أنا مش هقدر اعيش مع السر دا وأنا مخبياه عنه !!!!
نكست نيرة رأسها تهمس بنبرة مخټنقة مټألمة
كل دا حصل بسببي لو مكنتش روحت من نفسي مكنش حصل كل دا بس أنا كنت عاوزاك تكملي معاه عشان بيحبك !
ظهرت بسمة شاحبة فوق شفتيها ثم اعتدلت و جذبتها بلطف إلى أحضانها تربت فوق خصلاتها و تهمس لها بحب 
ياريت كل اللي في حياتي زيك يانيرة !!! متقلقيش عليا هبقا تمام !!!
تابع سليم الحركة مرة أخرى خلفهم مدهوشا من عودتهن الآن إلى المنزل و فور أن هبطن من السيارة تحرك تجاه سديم و سألها بدهشة بعد أن اختطف نظرة سريعة فوق ملامح نيرة الحزينة والتي لا تنم عن خير !!! 
كنت فاكركوا هتبعدوا شوية لحد ما تهدوا جيتي ليه على هنا !!!
وقبل
أن تتحدث وتعلن عن رغبتها بالرحيل أردف يوسف الذي أتى لتوه و استقر خلفها مباشرة متجاهلا إياها و موجها حديثه إلى ابن عمه 
سليم لما تخلص معاها ابقى اطلع على الشركة عشان عمك عاصم رجع على هناك لما عرف إن فيه ضيوف هنا !
ثم تركهم و غادر متعمدا تجاهل نظرات ابن عمه المردعة لفظاظة كلماته و تصرفه المتعمد تجاه زوجة أخيه مخبرا إياها أنه يرفض تلك الزيجة قلبا و قالبا !!!!
هكذا تكون الحقائق ذنوبها لن تغتفر و لن يقبل بها أفراد العائلة كزوجة له لكن ما طعنها حقا رؤية نظرات الشفقة للمرة الثانية على التوالي في هذا اليوم داخل عيني شقيقتها لطالما مقتت هذا الشعور الملبد بالضعف و الهوان خرجت عن صمتها و تحركت بخطوات غاضبة خلف يوسف ثم أمسكت ذراعه و أوقفته عنوة تردف بسخرية 
مش مكسوف من نفسك كنت بتتعامل معايا حلو أوي وأنا ڼصابة و لما اتجوزت أخوك و بعدت عن القرف دا بقيت نكرة بالنسبالك !!! على العموم لما تتعلم تحكم عقلك و تفكر ابقا ساعتها اتسحب من لسانك واتكلم عني زي النكرة و لحد مايجي وقتها ماتفكرش تتجاهلني أو تتكلم عني يعني من الآخر خليك في حالك طالما مش قابلني كدا و شايفني ضيفة !
عقد حاجبيه و أردف مدافعا عن حاله بامتعاض 
أنا مش بعرف اكدب ايوا أنا متضايق منك لأنك خدعتيني ودا حقي وشايف إن حياتنا كانت مستقرة قبل ماتدخليها !!
حاول سليم إنهاء العتاب لأنه على يقين أن كلماته بهذا التوقيت سوف تكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير لذلك أردف بتحذير 
يوسف مش وقته الكلام دا كفاية اللي حصل الصبح !
رفض يوسف تحذيره و
 

تم نسخ الرابط