رواية اغلال الروح (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم شيماء الجندي
المحتويات
! خلتيني اكدب على
اللي عملني الصراحة ! و شوهتيني وبقيت مكسوفة من اللي بعمله سيبت أصحابي ومدرستي و مكاني و دخلت الأماكن اللي اختارتوها وأنا فاكرة إني بنقذه كنت فاكرة إني هبقا السبب في حياته و بقيت السبب في مۏته ! أنا دمرته و مش هستنى لما تدمريني أنا اختى !!!!
تركتها تبكي و فرت مسرعة و نيران الألم والقهر تكاد ټحرق ما تبقى من روحها ركضت إلى أن وصلت إلى الطريق وجلست أرضا تضع يديها فوق وجهها و تبكي بصوت مسموع ثم توالت صرخات الألم مش شفتيها بقوة لكن دون جدوى لقد ذهب و ذهبت معه طهارة روحها !!!!
أما داخل القصر توقفت نبيلة عن البكاء و صړخت بوجه اخيها حين فرت ابنتها و أمسك يدها يمنعها من ملاحقتها قائلا ببرود
سيبيها دا طبيعي هتلف لفتها وترجع تاني !
اتسعت عينيها و هدرت پعنف
صاح غاضبا يقبض على رسغها پعنف و قد أخرجته عن طوره تلك المرة و رأت وجهه الخبيث لأول مرة وهو يقول
والله !!! دلوقت بقيت بنتك و أنا السبب !!!!
ثم ضغط بقوة ألمتها وهو ېصرخ معنفا إياها
ايواا أنا السبب !!! أنا السبب في العز اللي عشتيه من تاني وفي الفلوس والنوادي و تعليم بناااتك ! ايوااا أنا السبب في كل اللي وصلنا ليه ومش هسمح لأي حد يهد كل اللي بنيته !
جسدها من حديثه وهمست بصوت مبحوح
قصدك إيه ياسامح !
أمسك ذراعيها بقوة و همس پغضب شديد و أعين مشټعلة
اقصد أن سديم بنتي أنا دلوقت اعتبريني اشتريتها بكل اللي دفعته وعملته معاكم من وقت ما جوزك قعد جنبكم زي الحريم وبقا عاجز وجيتي تعيطيلي و رميتي بنتك ليا و أنت عارفة كويس انا بعمل إيه فوقي من دور الضحېة يابنت أبويا ! أنت ألعن مني أنا مرمتهاش زيك أنا استقبلتها و بنتك كبرت و التعليم كبر دماغها أكتر و عرفت تفسر اللعبة ماشية إزاي بدري أوي و كرهتك خلاص بعد نقاشك مع أبوها اللي مۏته ! قفلت خلاص من كل النواحي و ياتبقي معايا و نرجع سديم سوا ياتبقي ضدي و أنا مش هسمح لمخلوق يقفل باب رزقي في وشي !
احتدت نظراتها فجأة و هدرت پغضب
أنا لا يمكن اسيب بنتي تاني ! كفاية أوي اللي حصل لحد كدا !
استطاعت الإفلات منه و الركض خلف ابنتها الكبرى بعدما اصطحبت الصغيرة من داخل الحديقة الصغيرة المواجهة لبوابة المنزل لكن كان سامح أوج مراحل غضبه مما دفعه إلى الهرع إلى هاتفه و الإتصال بأحدهم قائلا
و قد كان و أصبحت معه تلك المرة بالإبتزاز و إلى الآن تجهل أنه هو المتسبب بحالة والدتها و تظن أنه حاډث و أنها هي المتسببة به لأنها ركضت إلى الطريق و حاولت أمها ملاحقتها !
وبعد عدة أيام من ترك سامح لهن ظهر أخيرا و دفع مصروفات المشفى و عملية والدتها التي فشلت وحين علم أن سديم تحاول البحث عن عمل بجانب الدراسة أغلق الأبواب مستغلا علاقاته و رفضت هي أن يكمل علاج والدتها الباهظ من أمواله الخاصة و عادت مجبرة بعدما قال جملته الشهيرة اللي ماټ مش هيرجع ياسديم و لا حد هيقدر يتكفل بمصاريفك أنت و ماما واختك ! وأنا مستحيل افرط فيك زي ما قفلت الشغل قدامك مش هسيب طريق واحد ليك تمشي فيه منغيري !!!
جمعت خصلاتها على كتفها الأيمن و مسحت القطرات التي فرت من عينيها ثم عادت برأسها إلى الخلف و انتصر سلطان النوم على جسدها المنهك و ذهبت في رحلة نوم عميقة رفض أن يقاطعها هو حين وجد ظل أحدهم و تبين جسدها كلما اقترب والآن يقف أمامها ينظر حوله حائرا هل يوقظها أم يتركها تنعم بساعات راحة لقد كانت ليلتها الأولى داخل المشفى إلى الصباح و اليوم اجهدها السعى مع عمه طول النهار ناهيك عن ملابسها تلك كيف يتركها هكذا لأعين العاملين بالمنزل صباحا !
تنهد و هبط إلى مستواها هامسا بخفوت
سديم !
لم يحصل على اجابه حيث كانت داخل عالمها الخاص تنعم بوقت فريد و نادر حيث الأجواء الهادئة والإرهاق الجسدي والنفسي أنهى على ما تبقى من صمودها اليوم !
حسم أمره ووضع ذراع خلف ظهرها والآخر أسفل ركبتيها و استقام واقفا يحملها داخل أحضانه ويعود بها إلى غرفتها يضعها فوق الفراش الوثير و فور أن ترك جسدها استدارت بتلقائية تحتضن الوسادة
و ترفع ساقها فوق الغطاء بعشوائية واضحة تأمل فعلتها العفوية بابتسامة صغيرة لم يتوقع منها ذلك التصرف لقد أسرت الغطاء بشكل حرفي أسفل ساقها !!!
مال بجزعه العلوى قليلا و مد يده يحاول افلات الغطاء ووضعه فوقها دون ايقاظها و بالفعل بدأ يحركه بهدوء وعينيه على ملامحها الهادئة إلى أن نجح في إخراجه و مال قليلا يضعه فوق جسدها و لكنه توقف فجأة ينظر إلى عنقها و يضيع عينيه بتركيز ثم هبطت عينيه إلى أصابع يدها و هو يتسائل داخل عقله هل كانت تحاول خنق حالها
هناك علامات ضغط حمراء واضحة وصريحة على نحرها و بهدوء جلس بجانبها فوق الفراش شاردا بملامحها الجميلة الهادئة الخالية من حديثها الفظ و لسانها السليط فتاة بتلك الفتنة و هذا العقل الراجح عقد حاجبيه حين تسرب مشهد رقصها معه داخل عقله ما باله ! لتفعل ماتشاء و كيفما تشاء إنه أمر لا يخصه من الأساس و من الواضح أن ابن عمه و هي ليست فتاة لينة يمكن التلاعب بها !
خانته أنامله و فرت إلى خصلاتها المبعثرة و هندمها بهدوء و هو يراقب علامات الارتياح على ملامحها حيث حلت عقدة حاجبيها و دست خدها داخل الوسادة تتنفس بهدوء !
عجز عن إزالة بسمته من أفعالها و بدأ ينسحب من الغرفة بهدوء و هو يغلق الزجاج تاركا إياها و عقله يعمل على لغز ما الذي يدفع تلك الفاتنة إلى هذه الطرقات السيئة !
استيقظت سديم في الصباح الباكر و تمطأت داخل الفراش و رفعت جسدها تستند إلى الوسادة خلفها و تجذب الغطاء فوق جسدها لكنها عقدت حاجبيها و مالت برأسها تستنشق رائحة الغطاء مرة أخرى ثم ضيقت عينيها لحظات و بدأ عقلها يعمل و يترجم الأحداث !
لقد استندت إلى الشجرة و ذهبت بنوم عميق ليلة أمس و الآن عطره الرجولي يخترق أنفها و كأنه يخبرها أنها كانت بين أنامله !!!!!
انتفضت من الفراش و وضعت يدها أعلى جبينها تحاول أن تتذكر ماحدث لكن دون جدوى !!!
أمسكت هاتفها تنظر إلى الساعة التي لم تتجاوز السابعة صباحا و ألقت الهاتف فوق الفراش لكن لحظة الرائحة لازالت عالقة بها ! رفعت ملابسها قليلا و استنشقت الرائحة منها أيضا لتطرق براحة يدها فوق جبينها و تضع الأخرى فوق خاصرتها واغمضت عينيها تقول پغضب
يخربيتك ياسديم !!!!
ثم أكملت و هي تضع يديها أعلى وجهها وتهمس بخجل
صوابعي علمت على وشه بالقلم الصبح و خليته شالني بليل !!!!!
أسرعت إلى المرحاض لتتخلص من تلك الرائحة أولا و تحاول ترتيب أفكارها فيما بعد يبدو أن ذلك اليوم لن يمر مرور الكرام !!!
أنهت ارتداء ملابسها و قررت الخروج من غرفتها و صنع قهوة صباحية لحالها بدأت تبحث عن الأدوات بهدوء و بالفعل وجدت ضالتها لكنها عقدت حاجبيها حين قالت الجدة بهدوء من خلفها بصوتها المسن العابث
طيب قوليلي أشرب فنجان من إيدك !
نظرت إليها ببسمة مشرقة زادتها جمالا و أجابت بمكر رافعة أحد حاجبيها
بس اعرف إنها ممنوعة عنك !
ضحكت الأخرى وقالت بهدوء
لاء أنا اللي منعاها عن نفسي
من أيام جدك أصلي كنت أحب اشربها معاه أوي و هو كان بيحبها من إيدي !
حين أتت بصلة القرابة بدأت بسمتها تختفي لكنها قالت بلطف
حيث كدا بقا أنا هدوقك قهوتي يمكن ترجعي تشربيها !
هزت رأسها و بدأت تتابعها و هي تعد القهوة بمهارة واضحة شعرت سديم بوجود أحدهم يتابعها وألتفت فجأة تنظر إلى أميرة ببسمة ماكرة ثم رفعت يدها ترحب بها و قالت بسخرية
تعالي يا أميرة بدل ما تتفرجي على ضهري وشي أجمل !
رفعت الأخرى حاجبها و دلفت إليها من جهة الباب المطل على الحديقة وقالت بتوتر طفيف من إحراجها لها
أنا مش بتفرج ولا حاجه كنت بجري زي كل يوم الصبح و سمعت حركة هنا قولت اشوف مين و أنت بصيتي في نفس اللحظة !
رفعت سديم عينيها و نظرت إلى ملابسها الرياضية ثم ابتسمت و ناولت الجدة الفنجان و عادت إلى الخلف تقول بهدوء
بس أنا مسألتكيش كنت بتعملي إيه ! أنا قولتلك معلومة أن وشي أجمل من ضهري كبرتي الموضوع كدا ليه !
استندت إلى المنضدة الرخامية برشاقة وبدأت ترتشف القهوة بتلذذ واضح بينما ابتسمت الجدة و تابعت أميرة التي رفعت حاجبها الأيسر وقالت پغضب
موضوع إيه اللي كبرته !!!! البيت دا أصلا بيتي !!! و أقف زي ما أنا عايزة مين أنت عشان تحدديلي اعمل ايه ومعملش ايه
وضعت سديم القدح و اڼفجرت ضاحكة و هي تميل بجسدها إلى الأمام أسفل نظرات الجدة الماكرة و أميرة المصډومة هدأت تدريجيا وقالت و هي ترفع الفنجان إلى شفتيها بروية
بصراحة ياأميرة أنا مش فاهماك بس ياريت لو بتقعدي كتير مع نورهان تاخدي بالك أصلك بصراحة بتدخلي المواضيع في بعض و متسرعة أوي بتردي أي رد يجي في عقلك و دا غلط خالص كل دا عشان قولتلك أن وشي أجمل من ضهري هاتيلي كلمة
واحدة زيادة عن المعلومة دي خرجت مني خلاص متزعليش نفسك ضهري هو اللي أجمل من وشي ارجعي اتفرجي عليا من ورا تاني !
ضحكت الجدة بقوة تلك المرة و كادت سديم ترفع الفنجان مرة أخرى لكنها عقدت حاجبيها حين تسللت إلى أنفها رائحته الرجولية و اعتدلت تبحث عنه بعينيها لتجده يقف يضع يديه داخل جيبي بنطاله و ينظر إليهن بهدوء ثم دلف إلى الداخل
متابعة القراءة